يماني: الانقلابيون لا يزالون يسعون لإفشال مشاورات الكويت وتمرير أجندات إيران

سفير اليمن لدى الأمم المتحدة: الانقلابيون لا يرغبون في الحديث عن السلام

خالد يماني
خالد يماني
TT

يماني: الانقلابيون لا يزالون يسعون لإفشال مشاورات الكويت وتمرير أجندات إيران

خالد يماني
خالد يماني

أكد خالد يماني، سفير اليمن لدى الأمم المتحدة، أن الحكومة اليمنية ترى أن المدخل لحل الأزمة في البلاد يكمن في تنفيذ الطرف الانقلابي لأجندة بييل السويسرية، وبالتالي قرار ٢٢١٦، الذي يقضي بإنهاء مظاهر الانقلاب، والانسحاب من المدن وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط للدولة، وعودة مؤسسات الدولة، مفيدا بأن الإجراءات التي أتى بها الإعلان الدستوري التي يروج لها الانقلابيون ينبغي أن تتوقف.
وبيّن يماني خلال تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أنه مع التأخير والتسويف كان ولا يزال تكتيكا يتبعه الطرف الانقلابي منذ أول مشاورات للسلام عقدت في جنيف في يونيو (حزيران) من العام الماضي.
وأشار سفير اليمن إلى أن الحكومة اليمنية من منطلق مسؤوليتها الأخلاقية حيال معاناة شعبنا اليمني، نحمل مسؤولية أكبر للعمل من أجل عودة الأمن والاستقرار، والسلم المدني والاجتماعي إلى ربوع اليمن، وإنهاء الانقلاب.
ولفت أنه على الرغم من الإجراءات أحادية الجانب التي اتخذها الطرف الانقلابي منذ سبتمبر (أيلول) ٢٠١٤، فإن الحكومة كانت على استعداد دائم لمد يدها من أجل السلام مع الانقلابيين، الذين دمروا مقدرات الوطن ودمروا نسيجه الاجتماعي.
وأشار يماني إلى أن القوى الانقلابية أعادت مجددا استخدام التكتيك ذاته بالحديث عن عدم قبوله بأجندات المشاورات، وبالتالي التراجع عن أجندة بييل السويسرية التي تشاور عليها الطرفان تحت إشراف المبعوث الخاص خلال شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) وشكلت خريطة طريق لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم ٢٢١٦، مبينا أن الطرف الانقلابي برر في هذا أنهم يقرون بتنفيذ القرار ٢٢١٦، ولكنهم لا يريدون الاستسلام على طاولة المفاوضات، وأنهم لم ينهزموا نهائيا على أرض المعركة ولا يزالون يمسكون بأجزاء من أرض الوطن، ويستخدمون أبناء شعبنا دروعا بشرية لتشبثهم بالسلطة تحت القوة والإصرار بتمرير مشروع إيران في اليمن.
وذكر سفير اليمن لدى الأمم المتحدة، أن القوى الانقلابية حاولت خلال الجلسة العملية الأولى لمشاورات السلام في الكويت تغيير أجندة المشاورات والبدء بترتيبات سياسية تضمن لهم البقاء في السلطة، وتعيد دورة العنف الميليشياوية، والاستقواء بالعصابات من جديد.
واسترجع السفير يماني كلمة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمام الاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي، الذي عقد في جدة، أخيرا، على أن عودة مثل هذا النوع من الحوار العدمي مع الحوثيين هو «عودة إلى المربع الأول الذي يتحدث عن استكمال الحوارات تحت تهديد السلاح» مثلما كان الحال في حوارات الموفنبيك بعد الانقلاب. وتابع: «من هنا، فإن الطريق الذي لا حيدة عنه هو طريق إنهاء الانقلاب أولا، ومن ثم مواصلة الحديث عن العملية السياسية في اليمن وفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل ومقررات الأمم المتحدة، وعلى وجه الخصوص القرار ٢٢١٦».
وأكد السفير يماني أنه في ضوء المستجدات بعد انتهاء الجلسة الأولى، وإصرار الطرف الانقلابي للحديث عن وقف الضربات الجوية، ورؤيتهم لوقف العمليات العسكرية، فهذا يعني أنهم لا يرغبون في الحديث عن تنفيذ القرار ولا يرغبون في السلام.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.