أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، تقدير بلاده ودول مجلس التعاون الخليجي العربية، للمملكة المغربية على وقوفها ومساندتها القضايا التي تهم الدول الخليجية كافة، وقال: «نستذكر باعتزاز مشاركتها في حرب تحرير الكويت، ومبادرتها بالمشاركة في (عاصفة الحزم)، والتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب».
وأعلن الملك سلمان مساندة دول المجلس ودعمها لكل القضايا السياسية والأمنية للمغرب، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية، مع الرفض التام «لأي مساس بالمصالح العليا للمغرب».
جاء ذلك ضمن كلمة خادم الحرمين الشريفين التي ألقاها في مستهل افتتاح قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي والعاهل المغربي، التي انطلقت في قصر الدرعية بالرياض مساء أمس.
وتطرق الملك سلمان في كلمته، إلى جملة موضوعات تهم الجانبين، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والأزمة في سوريا وليبيا، والأوضاع في العراق واليمن، وفيما يلي نص الكلمة:
«يسرني أن أرحب بكم جميعًا في بلدكم الثاني، كما يسرني باسمي وباسم إخواني قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن أرحب بأخينا الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة، الذي نكن في الخليج معزة خاصة لجلالته ولبلاده وشعبه الشقيق، وما اجتماعنا هذا إلا تعبير عن العلاقات الخاصة والمتميزة التي تربط بين بلداننا والمغرب الشقيق.
صاحب الجلالة: أود أن أؤكد باسمي وباسم إخواني حرصنا الشديد على أن تكون علاقتنا مع بلدكم الشقيق على أعلى مستوى في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية وغيرها، فنحن جميعًا نقدر لبلادكم الشقيقة مواقفها المساندة لقضايا دولنا، ونستذكر باعتزاز مشاركتها في حرب تحرير الكويت، ومبادرتها بالمشاركة في (عاصفة الحزم)، والتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، مؤكدين تضامننا جميعًا ومساندتنا لكل القضايا السياسية والأمنية التي تهم بلدكم الشقيق، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية، ورفضنا التام لأي مساس بالمصالح العليا للمغرب.
أصحاب الجلالة والسمو: أود أن أؤكد على ما نوليه جميعًا من اهتمام بالغ بمعالجة قضايا أمتنا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والأزمة في سوريا، وفي ليبيا، كما نؤكد حرصنا على أن ينعم العراق بالأمن والاستقرار.
وفي اليمن، فإننا حريصون على إيجاد حل للأزمة وفقًا للمبادرة الخليجية ونتائج الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم (2216). ونأمل أن تسفر المباحثات في دولة الكويت الشقيقة عن تقدم إيجابي بهذا الشأن. وسيكون لقاؤنا هذا بإذن الله تعالى موحدًا لمواقفنا معززًا لعلاقاتنا وداعمًا لها، وسينقلها إلى مجالات أرحب خدمة لمصالح بلداننا وشعوبنا».
وأعرب العاهل المغربي الملك محمد السادس، من جهته، عن شكره وتقديره للملك سلمان بن عبد العزيز على استضافة بلاده هذه القمة التي وصفها بـ«المهمة».
من جانبه، أوضح الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، أن اللقاء الخليجي - المغربي «يأتي في ظل ظروف سياسية واقتصادية وأمنية حرجة تمر بها أمتنا العربية والإسلامية، تتطلب تنسيقًا مشتركًا وتشاورًا مستمرًا وتعاونًا كبيرًا في قمة غير مسبوقة بيننا كقادة لدول مجلس التعاون والمملكة المغربية الشقيقة، وستعطي الشراكة الاستراتيجية القائمة بيننا أبعادًا إضافية لتعاوننا، وستنقلها إلى آفاق جديدة تحقق آمال وتطلعات شعوبنا».
وقال أمير دولة الكويت في كلمته أمام القمة: «تعتز دول مجلس التعاون بعلاقاتها الأخوية التاريخية والعريقة التي تربطها بالشقيقة المملكة المغربية، التي كان سعينا على الدوام إلى الارتقاء بها إلى مستوى يعكس عمقها ويجسد تجذرها، حتى تمكنا، بفضل من الله وتوفيقه، وحرصكم، (من) الوصول بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية المنشودة»، مشددًا: «وإننا ماضون في سعينا لتعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية، لإيماننا المطلق بحتميتها وضرورتها في ظل أحداث تستوجب الوحدة لا الفرقة، والتجمع لا الانفراد». بعد ذلك عقد خادم الحرمين الشريفين والقادة، جلسة مغلقة.
وقد أقام خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز مأدبة عشاء تكريمًا للضيوف عقب اختتام أعمال قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وملك المملكة المغربية.
وضم الوفد الرسمي السعودي في القمة، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والدكتور عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام، وعادل الجبير وزير الخارجية.
وكان خادم الحرمين الشريفين استقبل قبل بدء القمة الخليجية - المغربية في قصر الدرعية بالرياض مساء أمس، كلا من الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وفهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان.
خادم الحرمين الشريفين: دول الخليج تساند المغرب سياسيًا وأمنيًا وفي المقدمة قضية الصحراء
دشن القمة الخليجية - المغربية في الرياض.. وشدد على معالجة قضايا الأمة كافة
خادم الحرمين الشريفين: دول الخليج تساند المغرب سياسيًا وأمنيًا وفي المقدمة قضية الصحراء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة