خادم الحرمين الشريفين: دول الخليج تساند المغرب سياسيًا وأمنيًا وفي المقدمة قضية الصحراء

دشن القمة الخليجية - المغربية في الرياض.. وشدد على معالجة قضايا الأمة كافة

صورة تجمع قادة دول الخليج العربي  مع العاهل المغربي الملك محمد السادس (تصوير: بندر الجلعود)
صورة تجمع قادة دول الخليج العربي مع العاهل المغربي الملك محمد السادس (تصوير: بندر الجلعود)
TT

خادم الحرمين الشريفين: دول الخليج تساند المغرب سياسيًا وأمنيًا وفي المقدمة قضية الصحراء

صورة تجمع قادة دول الخليج العربي  مع العاهل المغربي الملك محمد السادس (تصوير: بندر الجلعود)
صورة تجمع قادة دول الخليج العربي مع العاهل المغربي الملك محمد السادس (تصوير: بندر الجلعود)

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، تقدير بلاده ودول مجلس التعاون الخليجي العربية، للمملكة المغربية على وقوفها ومساندتها القضايا التي تهم الدول الخليجية كافة، وقال: «نستذكر باعتزاز مشاركتها في حرب تحرير الكويت، ومبادرتها بالمشاركة في (عاصفة الحزم)، والتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب».
وأعلن الملك سلمان مساندة دول المجلس ودعمها لكل القضايا السياسية والأمنية للمغرب، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية، مع الرفض التام «لأي مساس بالمصالح العليا للمغرب».
جاء ذلك ضمن كلمة خادم الحرمين الشريفين التي ألقاها في مستهل افتتاح قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي والعاهل المغربي، التي انطلقت في قصر الدرعية بالرياض مساء أمس.
وتطرق الملك سلمان في كلمته، إلى جملة موضوعات تهم الجانبين، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والأزمة في سوريا وليبيا، والأوضاع في العراق واليمن، وفيما يلي نص الكلمة:
«يسرني أن أرحب بكم جميعًا في بلدكم الثاني، كما يسرني باسمي وباسم إخواني قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن أرحب بأخينا الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة، الذي نكن في الخليج معزة خاصة لجلالته ولبلاده وشعبه الشقيق، وما اجتماعنا هذا إلا تعبير عن العلاقات الخاصة والمتميزة التي تربط بين بلداننا والمغرب الشقيق.
صاحب الجلالة: أود أن أؤكد باسمي وباسم إخواني حرصنا الشديد على أن تكون علاقتنا مع بلدكم الشقيق على أعلى مستوى في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية وغيرها، فنحن جميعًا نقدر لبلادكم الشقيقة مواقفها المساندة لقضايا دولنا، ونستذكر باعتزاز مشاركتها في حرب تحرير الكويت، ومبادرتها بالمشاركة في (عاصفة الحزم)، والتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، مؤكدين تضامننا جميعًا ومساندتنا لكل القضايا السياسية والأمنية التي تهم بلدكم الشقيق، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية، ورفضنا التام لأي مساس بالمصالح العليا للمغرب.
أصحاب الجلالة والسمو: أود أن أؤكد على ما نوليه جميعًا من اهتمام بالغ بمعالجة قضايا أمتنا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والأزمة في سوريا، وفي ليبيا، كما نؤكد حرصنا على أن ينعم العراق بالأمن والاستقرار.
وفي اليمن، فإننا حريصون على إيجاد حل للأزمة وفقًا للمبادرة الخليجية ونتائج الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم (2216). ونأمل أن تسفر المباحثات في دولة الكويت الشقيقة عن تقدم إيجابي بهذا الشأن. وسيكون لقاؤنا هذا بإذن الله تعالى موحدًا لمواقفنا معززًا لعلاقاتنا وداعمًا لها، وسينقلها إلى مجالات أرحب خدمة لمصالح بلداننا وشعوبنا».
وأعرب العاهل المغربي الملك محمد السادس، من جهته، عن شكره وتقديره للملك سلمان بن عبد العزيز على استضافة بلاده هذه القمة التي وصفها بـ«المهمة».
من جانبه، أوضح الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، أن اللقاء الخليجي - المغربي «يأتي في ظل ظروف سياسية واقتصادية وأمنية حرجة تمر بها أمتنا العربية والإسلامية، تتطلب تنسيقًا مشتركًا وتشاورًا مستمرًا وتعاونًا كبيرًا في قمة غير مسبوقة بيننا كقادة لدول مجلس التعاون والمملكة المغربية الشقيقة، وستعطي الشراكة الاستراتيجية القائمة بيننا أبعادًا إضافية لتعاوننا، وستنقلها إلى آفاق جديدة تحقق آمال وتطلعات شعوبنا».
وقال أمير دولة الكويت في كلمته أمام القمة: «تعتز دول مجلس التعاون بعلاقاتها الأخوية التاريخية والعريقة التي تربطها بالشقيقة المملكة المغربية، التي كان سعينا على الدوام إلى الارتقاء بها إلى مستوى يعكس عمقها ويجسد تجذرها، حتى تمكنا، بفضل من الله وتوفيقه، وحرصكم، (من) الوصول بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية المنشودة»، مشددًا: «وإننا ماضون في سعينا لتعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية، لإيماننا المطلق بحتميتها وضرورتها في ظل أحداث تستوجب الوحدة لا الفرقة، والتجمع لا الانفراد». بعد ذلك عقد خادم الحرمين الشريفين والقادة، جلسة مغلقة.
وقد أقام خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز مأدبة عشاء تكريمًا للضيوف عقب اختتام أعمال قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وملك المملكة المغربية.
وضم الوفد الرسمي السعودي في القمة، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والدكتور عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام، وعادل الجبير وزير الخارجية.
وكان خادم الحرمين الشريفين استقبل قبل بدء القمة الخليجية - المغربية في قصر الدرعية بالرياض مساء أمس، كلا من الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وفهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.