أليغري يحمل بالوتيللي إلى نابولي رغم تردي حالته الصحية

المدافع جورجيو كييلليني قال إن وجود المهاجم ليس ضروريا أمام أرمينيا

أليغري يحمل بالوتيللي إلى نابولي رغم تردي حالته الصحية
TT

أليغري يحمل بالوتيللي إلى نابولي رغم تردي حالته الصحية

أليغري يحمل بالوتيللي إلى نابولي رغم تردي حالته الصحية

يطل ماريو بالوتيللي على الملعب الرئيس في كوفرتشيانو، حيث معسكر المنتخب الإيطالي، بعد العلاج الطبيعي وممارسة تمارين بالدراجة الثابتة. وفي الساعة السادسة إلا ربع عصرا، بدأ في الركض ببطء، وفي الدورة الثالثة توقف ويداه على ركبتيه، كما لو كان قد أنهى سباق «الطواحين الخمسة» للعدو. المحرك لا يعمل، ويعزيه البروفيسور كاستيلاتشي رئيس الطاقم الطبي للآزوري بالربت على كتفه، وخرج ماريو من الملعب للاستحمام. ويشرح كاستيلاتشي «بالوتيللي يتعافى شيئا فشيئا، وقد أضعفه التهاب المعدة والأمعاء، كما وصل الأمر إلى الشعور بالألم في العضلة الضامة. لكن من المبشر أنه قد نزل إلى الملعب، وإن كانت، بسبب مشكلة عضلية، مجرد خطوة إلى الوراء مقارنة بإنسيني وفيراتي».
لقد تعلق الأمر بفيروس أنفلونزا، والذي تسبب خلال الأيام الماضية في حمى، وصداع، وقيء وإسهال. وقد تابع لقاء الدنمارك وإيطاليا تحت الغطاء. ومنذ صغره، تعرض ماريو لهجمات التهاب الأمعاء العنيفة، والتي دائما ما أرقته وفرغته من طاقاته. ذات يوم، في مانشستر سيتي، ذهب ليتدرب وأصيب بالإغماء، وفي يريفان غاب عن اللقاء للسبب ذاته. ويبدو أن ظهوره غير مؤكد أمام أرمينيا، فقد ظل في راحة تامة لخمسة أيام، ولم يتناول أكثر من وجبة، فيما لم تحل مشكلة العضلة الضامة بعد، ومن الصعب تصوره بالملعب الثلاثاء القادم. لكن برانديللي يأمل في هذا، ويعيده إلى المران. وإن استسلم بالوتيللي، فإنه سيظل على أي حال، وسيسافر مع زملائه إلى نابولي.
ثار جدل واسع حول عدم تطبيق الميثاق الأخلاقي بالنسبة لبالوتيللي. في واقع الأمر، لقد تم تطبيقه، لكن بالعكس، فعقاب اللاعب لم يكن عدم المجيء إلى كوفرتشيانو وإنما عدم مغادرته. في البداية، حينما ظهرت مشكلة الألم بالعضلة الضامة، والآن مع الالتهاب المعوي. يعيش ماريو الفريق، ويشجع من يلعبون وغدا في كوارتو سيقدم صورته القوية في خدمة القانونية، ضد المافيا. إنها مسيرة بهدف إعادة التأهيل، وهي طريقة لاستعادة تقدير الزملاء، فلم يصادق الجميع على استدعائه، ولا على تصرفاته الجنونية على مستوى الشخصية.
وقد ذكر المدافع جورجيو كييلليني أمس أنه توجد أشياء كثيرة أخرى تحت شعار «إيطاليا بالوتيللي»، وأشاد كثيرا بجوسيبي روسي وتوتي. أيضا لأن بالوتيللي، من 47 لبرانديللي، قد لعب 26 فقط، أي أكثر من النصف قليلا. إنها «نصف إيطاليا بالوتيللي»، ربما هكذا. وقد أكد المدير الفني للمنتخب الإيطالي في كوبنهاغن أنه «لا يمكن التفكير» في منتخب إيطاليا بالمونديال من دون بالوتيللي، لكنه يؤكد هذا الآن. كل شيء لا يزال يجب انتزاعه واستحقاقه، من خلال الأهداف والسلوكيات. في الميلان أيضا، حيث سلط أليغري الضوء لتوه على أصحاب تصفيفة «عرف الديك» والأقراط والسجائر، وحيث يعلم غالياني كم كان مؤثرا غياب بالوتيللي في الموقف السيئ للغاية في ترتيب الفريق. إن هذا هو العام الفارق في تاريخ بالوتيللي. لدى ماريو بركان من الغضب في داخله والذي كثيرا ما يتفجر ولا يفلح في السيطرة عليه بمفرده. وقد اتفقت عائلته والميلان على وضعه إلى جانب شخص يساعده في إدارة عواطفه. إنه أول من يعاني بسبب تصرفاته وبسبب العواقب المترتبة عليها. وجعله يشعر بالثقة، ويمنحه مسؤولية يمكن أن تكون ذات إفادة أكثر من العقوبات. لقد أدرك ذلك برانديللي، والذي استدعاه ضد التيار ويجره الآن إلى نابولي، ليمثل إيطاليا في حربها ضد المافيا.
من جهة أخرى، قال كييلليني عن بالوتيللي إنه «مصاب بالأنفلونزا الآن، بالضبط مثلما حدث معه في أرمينيا. بالنسبة لماريو كان معسكرا غير موفق، لكن ما دام هو موجود فيظل هذا هو منتخب إيطاليا بالوتيللي. في كأس القارات أيضا، حينما لم يكن موجودا، كانوا يكتبون عنه، وربما لم يكن أحد يتحدث عن جيلاردينو. ومع ذلك يمكن اللعب من دونه أيضا، كما هو من دوني أو من دون بيرلو. كل لها مميزاته، لكن البدائل موجودة دائما. وجوسيبي روسي، على سبيل المثال، قد أذهلني دائما، منذ أن كان في منتخب الشباب». ثم يتحدث المدافع عن قائد روما المخضرم فرانشيسكو توتي، ويقول «بخلاف الأهداف التي يسجلها، فإنه يجعل كل من هم حوله يلعبون جيدا. ولو كان بهذه الحالة في مايو (أيار) فإن برانديللي سيأخذه في الاعتبار بجدية، توتي هو توتي».
من جهة أخرى، يجب على إيطاليا قهر أرمينيا كي تكون على رأس المجموعات في القرعة، وللقيام بذلك يتعين على الدفاع حماية شباكه، ويتابع كييلليني «في الفترة الأخيرة تلقينا أهدافا كثيرة، إننا في داخل منطقة الجزاء بصورة زائدة وهذا يجعلنا نواجه خطرا بعض الشيء، خصوصا على الصعيد الدولي حيث توجد مواهب فردية متميزة. في نابولي، علينا الفوز كي نكون على رأس المجموعة بالمونديال، ستكون خسارة حقيقية تركها تفلت منا الآن ونحن قريبون هكذا. إلى الآن، لا نأخذ في الاعتبار حتى كم هو مهم، فسنعرف هذا في المستقبل. من جهة أخرى، فإننا نستحق هذا التصنيف نظرا لأننا خسرنا منذ سبتمبر (أيلول) 2010 فقط أمام إسبانيا والبرازيل، وهي مباريات واجهناها بمشكلة في التشكيل».



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».