يمنيون جنوبيون يتظاهرون مجددًا في عدن للمطالبة بحق تقرير المصير

أكدوا دعمهم للتحالف العربي ورفضهم للتطرف والإرهاب الممول من صالح

أنصار الحراك الجنوبي خلال تجمع حاشد في عدن أمس (أ.ف.ب)
أنصار الحراك الجنوبي خلال تجمع حاشد في عدن أمس (أ.ف.ب)
TT

يمنيون جنوبيون يتظاهرون مجددًا في عدن للمطالبة بحق تقرير المصير

أنصار الحراك الجنوبي خلال تجمع حاشد في عدن أمس (أ.ف.ب)
أنصار الحراك الجنوبي خلال تجمع حاشد في عدن أمس (أ.ف.ب)

جدد مئات الآلاف من الجنوبيين أمس الاثنين في مليونية حاشدة أقيمت بحي خور مكسر وسط عدن تمسكهم بحق تقرير المصير ودعمهم الكامل واللامحدود للتحالف العربي ومحاربتهم ورفضهم للتطرف والإرهاب الممول من المخلوع صالح.
وطالب المشاركون في الفعالية قوات التحالف العربي بالوقوف إلى جانب شعب الجنوب وحقه في تقرير مصيره واستعادة دولته وهو حق مكفول تقره كافة الشرائع والمواثيق الدولية، حد قولهم.
واحتشد أكثر من نصف مليون جنوبي في ساحة «العروض» بعدن على امتداد مسافة 1 كيلومتر قدموا من محافظات لحج، أبين وشبوة، حضرموت، المهرة، سقطرى، الضالع، للمشاركة في مليونية تقرير المصير تلبية لدعوة الحراك الجنوبي السلمي للمطالبة بحق تقرير المصير وفك ارتباط الشمال عن الجنوب.
اللواء شلال شائع قائد شرطة عدن أكد في كلمه له أن شعب الجنوب يرفض الإرهاب وسيستمر في محاربته وتطهير كل شبر من أرض الجنوب ممن سماهم قاعدة المخلوع صالح والحوثيين، شاكرًا قوات التحالف العربي على دعمها لهم وفي المقدمة السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز ودولة الإمارات، مشيرًا إلى حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم كحق تكفله كل المواثيق الدولية.
المتحدث باسم المقاومة الجنوبية علي شائف الحريري قال لـ«الشرق الأوسط» إن أبناء الجنوب خرجوا في مليونية في هذه المليونية الحاشدة ليعبروا سلميا عن مطالبهم في حق تقرير المصير، موضحًا أن جماهير الجنوب عبروا عن شكرهم العميق لدول التحالف العربي بقيادة السعودية على دورها الكبير في التصدي لميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح، وعلى دعمها المستمر لشعب الجنوب في المستشفيات والمدارس والإغاثة، حد قوله.
وقال بيان صادر عن المليونية إن شعب الجنوب يدين بأشد العبارات كل أشكال الإرهاب وجرائم الاغتيالات والتفجيرات وجرائم التقطعات فإنه يلفت نظر العالمين الإقليمي والدولي ولا سيما التحالف العربي وكل قوى السلام والحرية في العالم إلى أنه كما كانت المقاومة الجنوبية شريك رئيس في تحقيق النصر فإن شعب الجنوب ومقاومته الباسلة شركاء أساسيون في مكافحة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله المتعددة.
البيان أشاد بالانتصارات التي حققتها المقاومة الجنوبية ورجال الأمن الجنوبيون الرامي إلى اجتثاث الخلايا النائمة وكافة أشكال الإرهاب والتوتر من أرض الجنوب وتثبيت الأمن والاستقرار في كافة الأراضي الجنوبية المحررة.
الدكتور مطلق عبد الله الجحافي أحد القادمين من الضالع قال لـ«الشرق الأوسط» إن قدومهم إلى عدن للمشاركة في مليونية تقرير المصير يأتي لإيصال رسالة شعب الجنوب للمتفاوضين في مؤتمر الكويت ومعهم التحالف والأمم المتحدة بأن شعب الجنوب مستمر في نضاله السلمي المشروع، شاكرًا في سياق حديثه قوات التحالف العربي على موقفهم التاريخي في دعم الجنوب ومقاومته في التصدي للعدوان الحوثي العفاشي على عدن والجنوب في مارس (آذار) 2015. وعبر الجحافي عن دعم شعب الجنوب للتحالف العربي ووقوفه جنبا إلى جنب في التصدي لإفشال المشروع الإيراني، مشددًا على أن الجنوب يرفض التطرف والإرهاب وأن المقاومة الجنوبية مستمرة في تطهير بقية المحافظات من الجماعات الإرهابية التي تتحرك بتوجيهات المخلوع صالح لتحقيق أجندات سياسية، لافتًا إلى أن استعادة دولة الجنوب هو صمام أمان استقرار المنطقة والإقليم حد قوله.
وكان عشرات الآلاف من الجنوبيين قد توافدوا إلى ساحة المليونية بحي خور مكسر من محافظات الجنوب الست منذ أول من أمس، حيث أحيطت ساحة المهرجان بإجراءات أمنية مشددة من قبل شرطة عدن والقوات الخاصة والمقاومة الجنوبية وبإشراف مباشر من قبل رئيس اللجنة الأمنية محافظ عدن.
وكان في مقدمة المشاركين محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي ومدير شرطة عدن اللواء شلال شائع والعميد فضل باعش قائد القوات الخاصة عدن لحج أبين والعميد عادل الحالمي مدير شرطة لحج وجموع من قادة المقاومة الجنوبية والحراك بعدن وباقي محافظات الجنوب، وسط مشاركة فاعلة للمرأة الجنوبية والشباب والأطفال.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.