مهرجان للطفل والعائلة يشعل المواهب الفنية في كورنيش الخبر

بهدف تثقيف الصغار وتشجيعهم على السلوكيات النافعة

جانب من فعاليات ومسرحيات مهرجان الطفل والعائلة بالمنطقة الشرقية
جانب من فعاليات ومسرحيات مهرجان الطفل والعائلة بالمنطقة الشرقية
TT

مهرجان للطفل والعائلة يشعل المواهب الفنية في كورنيش الخبر

جانب من فعاليات ومسرحيات مهرجان الطفل والعائلة بالمنطقة الشرقية
جانب من فعاليات ومسرحيات مهرجان الطفل والعائلة بالمنطقة الشرقية

نفضت جمعية الثقافة والفنون بالمنطقة الشرقية ثوب الخمول تجاه المجتمع وأطلقت مهرجانًا بعنوان «الطفل والعائلة»، وذلك بالوجهة البحرية لكورنيش الخبر من أجل تفعيل دورها والتعريف أكثر عن نفسها وعن أنشطتها، وكذلك جلب المواهب القادرة على الإبداع في المجالات الثقافية المختلفة. ويستمر هذا المهرجان 10 أيام بالشراكة مع جهات حكومية ممثلة في إمارة المنطقة الشرقية وكذلك أمانة الشرقية والجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، إضافة إلى الرعاة من القطاع الخاص.
ويحوي مخيم كبير تقارب مساحته 2000 متر في قلب الواجهة البحرية عدة أقسام، من بينها الخيمة الفنية وهي عبارة عن معرض فني يضم تحت سقفه تقريبًا جميع أنواع الفنون البصرية من تشكيل وخط وتصوير ورسومات كاريكاتيرية، وتندرج تحت كل نوع قائمة منوعة من العلوم والمدارس، يشارك فيه الكثير من الفنانين والفنانات بعرض أعمالهم ونتائجهم وتجاربهم، حيث يتم تحفيز هذه المواهب وتشجيعها واكتشاف الطاقات الموهوبة ودعمها من أجل إغناء الحقول الفنية.
كما يضم المهرجان جناحًا خاصًا تحت عنوان «معاريس التاريخ» يتحدث من خلاله مختصون عن شخصيات قدمت الكثير للوطن، وفي مقدمتهم الراحل غازي القصيبي، ونهار النصار، أول وأصغر قائد لطائرة تجارية في السعودية، وعبد الله جمعة الرئيس السابق لشركة «أرامكو» وعبد الله فؤاد.
ولا تقتصر الفعاليات على الألوان الفنية المختصة بالفنون التشكيلية والرسومات والخط وغيرها، بل إن هناك مسرحين يقدمان يوميًا يستهدفان الأطفال، وتهدف هذه المسارح إلى تثقيف الأطفال وتشجيعهم على عدة سلوكيات نافعة وفي مقدمتها القراءة، كما هو الحال في مسرحية «قرية الشجعان».
وتقدم المسارح تحت إخراج عدد من المختصين في المجال الفني والمسرحي يتقدمهم راشد الورثان وإيمان الطويل وجميل الشايب وهيثم حبيب ومعاذ الخميس ومحمد آل مبارك وفهد الأسمر ومساعد الزهراني وسالم باحميش، إذ إن هناك تعاونًا مع الجمعيات المختصة في الثقافة والفنون على مستوى المملكة.
فيما تعرض عشر مسرحيات موزعة على أيام المهرجان، حيث تستهدف المسرحيات الأطفال وتعرض الواحدة منها مرتين يوميًا، العرض الأول الساعة 6:30 والعرض الثاني 8:30 مساء.
والمسرحيات التي عرضت وتعرض خلال أيام المهرجان هي «البقشة» من تأليف راشد الورثان والفرقة الفنية من جمعية الثقافة والفنون بالدمام، والمسرحية الثانية هي «معزوفة الشتاء» للمؤلفة خديجة الطليحي من جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، والثالثة «قرية الشجعان» من تأليف عبد العزيز العطا الله من جمعية الثقافة والفنون بالدمام. وأما المسرحية الرابعة فهي «سواد العين» من تأليف محمد السحيمي من جمعية الثقافة والفنون بحائل، وأيضًا هناك مسرحية «الأسد الهارب» من تأليف هيثم حبيب من جمعية الثقافة بالدمام، والسادسة هي «بائع الحكمة» من تأليف خالد الخميس من فرقة رتاج المسرحية بالأحساء، وأيضًا هناك مسرحية «رحلة القمر» من تأليف عبد الرحمن الزهراني من جمعية الثقافة والفنون بأبها، ومسرحية «حياتنا زهرة» من تأليف وائل الحربي من جمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة، وأما المسرحية التاسعة فهي «صمت المكانس» من تأليف فهد رده الحارثي من فرقة الطائف المسرحية، وأخيرًا مسرحية «رحلة السندباد» من تأليف خلدون كريم من نادي المسرح لجامعة جازان، وهي المسرحية التي ستكون في اليوم الختامي للمهرجان يوم السبت المقبل.
من جانبه بين أحمد الملا مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا المهرجان سيكون له دور كبير في إثراء الحركة الثقافية والمسرحية في المنطقة الشرقية على وجه الخصوص والمملكة بشكل عام، على اعتبار أنه يقع في أهم المواقع الاستراتيجية التي تقصدها العوائل والأطفال للتنزه، وبكل تأكيد هناك المئات أو الآلاف من المواهب الفنية التي تنتظر الفرصة أو المبادرة من أجل إظهار طاقاتها الإبداعية سواء في الفنون التشكيلة أو الخطوط أو المسرح أو الموسيقى، وهناك توافر لكل هذه العوامل يمكن أن تقدمها الجمعية للمنتسبين لها من المواهب، حيث تقام دورات مختلفة في هذا الشأن في مقر الجمعية المجاور لمقر تلفزيون الدمام.
وأضاف: «هناك مواهب تترقب الفرصة وتريد من يأخذ بيدها نحو الإبداع والجمعية مستعدة لذلك، وبالفعل تم اكتشاف عدد جيد من المواهب الفنية في عدة مجالات من خلال هذا المهرجان الذي ينتظر منه تحقيق الكثير من الأهداف، وفي مقدمتها توسيع قاعدة المنتسبين لجمعية الثقافة والفنون وتعزيز مكانة الجمعية ودورها في خدمة المجتمع والقيام بدور فعال في إثراء الحركة الفنية والثقافية».
وشدد على أن الموارد المالية الضعيفة جدًا للجمعية لا يجعلها ساكنه ومستسلمة لوضعها بعدم القدرة على تحمل المصاريف لورش العمل والمشاركة في المهرجانات، بل العكس يجعلها في تحد حقيقي من أجل إثبات أن الإنجاز يتحقق بالمجهود.
وبين أن هناك تعاونًا مع عدد من الجمعيات على مستوى المملكة وكذلك جمعيات في دول الخليج العربي مثل الإمارات، وأن هذا التعاون سيكون له دور فعال في تنشيط الحراك الثقافي وجعله أكثر قدرة على جلب المواهب من الأطفال أو حتى الشباب الذين لم يجدوا سابقًا طريقًا لتنمية وتطوير مواهبهم وشغفهم الفني الكبير.
وتقدم يوميًا في المهرجان جوائز عينية مشجعة للأطفال والعائلات تهدف إلى تفاعلهم في الأنشطة والمسابقات التي تم إعدادها حتى يحقق هذا المهرجان أهدافه.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».