نور يعود ويغرق الشارع الرياضي بالأفراح.. والتساؤلات

قانوني يؤكد أن قرار الاستئناف غامض ولكن «يجب أن يحترم ويعمل به»

محمد نور  («الشرق الأوسط»)
محمد نور («الشرق الأوسط»)
TT

نور يعود ويغرق الشارع الرياضي بالأفراح.. والتساؤلات

محمد نور  («الشرق الأوسط»)
محمد نور («الشرق الأوسط»)

فيما عمت الفرحة أوساط الاتحاديين كبارا وصغارا بعودة نجمهم التاريخي محمد نور إلى الملاعب، تلقى الوسط الرياضي السعودي بيان لجنة الاستئناف المتضمن «الاكتفاء بمدة إيقاف اللاعب وتمكينه من حق العودة لممارسة النشاط الرياضي اعتبارا من يوم أمس الأحد»، بتساؤلات لا حصر لها، نتيجة خلوه من أي معطيات أو نقاط حيوية حول السبب الحقيقي لرفع الإيقاف عن اللاعب، في ظل ثبوت تناوله مواد محظورة.
وكانت لجنة الاستماع لقضايا المنشطات أقرت إيقاف اللاعب لـ4 سنوات، لوجود مواد محظورة في عينة اللاعب بعد نهاية مواجهة فريقه الاتحاد أمام الفتح في الجولة السادسة للدوري السعودي للمحترفين الـ3 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في قرار قابل للاستئناف.
وتناولت الجماهير الرياضية بمختلف ميولها والاتحادية على وجه الخصوص خبر عودة اللاعب بسعادة غامرة، قياسًا بما قدمه طوال مسيرته الرياضية الحافلة بالإنجازات، ولما يمثله من مكانة لدى عشاق المستديرة.
وكان نور أعلن اعتزاله الكرة بشكل نهائي بعد قرار إيقافه وذلك بالنظر إلى تقدمه في السن واستحالة عودته إلى الملاعب بعد فترة الـ4 سنوات.
وينتظر أن ينخرط نور خلال اليومين المقبلين في برنامج تأهيلي تمهيدًا للعودة للمشاركة في تدريبات فريقه الجماعية خلال الأيام القليلة المقبلة، في ظل عدم انقطاع اللاعب عن الكرة حيث واصل التدريب في أكاديميته الخاصة بمكة المكرمة.
من جانبه، أكد عبد الله الحمدان وكيل أعمال اللاعب أن اقتناع لجنة الاستئناف السعودية لقضايا المنشطات بالدفوعات التي تقدم بها اللاعب هي لطمة لكل من تشفى وتشمت بالعقوبة، متسائلاً «هل يملك بعض الإعلاميين والنقاد الذين أساءوا لنور الجرأة والشجاعة للاعتذار الآن؟».
ومن جهة قانونية، أكد الدكتور ماجد قاروب عضو اللجنة القانونية بالفيفا لكرة القدم، أن قرار لجنة الاستئناف السعودية لقضايا المنشطات «لا بد أن يحترم». وأشار إلى أنه من الصعب تحليل القرار وذلك لغياب التفاصيل، من حيث أسباب ومسوغات الحكم وبالتالي لا بد من احترام القرار بمجملة.
وقال قاروب لـ«الشرق الأوسط» بأن التعاطي القانوني الذي تميز به محمد نور وفريقه القانوني بعدم الحديث عن مذكرتهم الاستئنافية مهد الأجواء لصدور قرار قانوني يحترم بعيدًا عن الضوضاء.
وقال قاروب بأن القرار الصادر كان واضحًا ولم ينفِ وجود المادة المحظورة وإن كانت بنسبة منخفضة رأت اللجنة معه أنها لا تتناسب مع عقوبة الإيقاف لـ4 سنوات، وخفضتها إلى مدة الإيقاف السابقة التي انتهت يوم أمس.
وأشار عضو اللجنة القانونية بالفيفا لكرة القدم، أن التعاطي الإعلامي مع القضية منذ بدايتها إبان جلسة الاستماع التي عقدت في وقت سابق مع اللاعب وأقرت العقوبة عليه، كانت سلبية وقلصت آمال اللاعب في تجنب العقوبة حيث كانت غير لائقة ولا قانونية، خلاف ما تم التعاطي به خلال الاستئناف الذي أحاطه نور ومحاموه بالسرية.
وشدد عضو اللجنة القانونية بالفيفا لكرة القدم، أن قضية محمد نور تمثل درسًا وتجربة مفيدة جدًا حيال التعاطي الإعلامي الخاطئ مع القضايا، منوهًا إلى سعادته بالقرار تجاه اللاعب الذي يملك مكانة جماهيرية لدى كافة الجماهير الرياضية السعودية والاتحادية على وجه الخصوص، وأيضا في العالم العربي.
وعن إمكانية استئناف القرار الصادر من لجنة الاستئناف، قال قاروب بأن من يملك حق الاعتراض على القرار هي منظمة «وادا» باعتبارها الجهة المختصة والرقابية على أعمال اللجان القضائية حول العالم، وعدم تقدمها خلال المدة المنصوص عليها في النظام بـ21 يوما يصبح معه الحكم محصنا وغير قابل للطعن بأي صورة من الصور.
وبين عضو اللجنة القانونية بالفيفا أن من حق نور بعد اكتسابه الحكم بصفة نهائية التقدم بطلبات تعويض عن أي ضرر لحق به بسبب قرار الإيقاف، مشيرًا إلى أن اللاعب وفريقه القانوني الوحيدان القادران على معرفة قوة ونجاح قضية من هذا النوع.
يذكر أن لجنة الاستئناف السعودية لقضايا المنشطات، أيدت قرار لجنة الاستماع فيما يتعلق بوجود مادة محظورة في عينة اللاعب محمد نور، فيما نقضت وألغت قرار لجنة الاستماع فيما تضمنه فرض عقوبة الإيقاف التي قررها ضد اللاعب لمدة أربع سنوات، مكتفية بمدة الإيقاف المؤقتة السابقة للاعب والتي تجاوزت الـ6 أشهر بدءًا من 30 ديسمبر (كانون الأول) 2015 إلى 17 أبريل (نيسان) 2016 «يوم أمس» والذي بات من حق اللاعب العودة للنشاط الرياضي وممارسة اللعبة فيما جيرت القرار بأنه قابل للاستئناف خلال 21 يوما من تاريخ هذا القرار لدى محكمة التحكيم الرياضية «الكاس» استنادا للمادة 13 من اللائحة السعودية للرقابة على المنشطات في الرياضة.
من جهتها حرصت الجماهير الاتحادية على الاحتفال بعودة نور لمزاولة كرة القدم رسميًا، بحشد كبير لاستقباله لدى عودته إلى جدة قادمًا من العاصمة الرياض الذي تواجد بها يوم أمس من أجل تسلم نتيجة الاستئناف التي تقدم به قبل أن يبث الخبر عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مستهلاً بحمد الله على ظهور الحق «الحمد والشكر لله عز وجل ظهر الحق وثبتت براءتي، شكرًا جماهير الاتحاد الوفية ولجماهير النصر العزيزة، ولجماهير الوحدة العريقة، ولكافة جماهير الأندية، فقد كنتم السند لي بعد الله عز وجل». وتابع نور: «شكرًا لكل من وقف معي وساندني طوال الفترة الماضية، حتى وفقنا جميعًا بنعمة من الله وفضله في تحقيق البراءة، أشكر فريق المحاماة الذي عمل معي، وجهدهم الكبير طوال الفترة الماضية والتي تكللت بالنجاح ولله الحمد، من الإنصاف أن أقول شكرًا لعضو شرف نادي الاتحاد نواف المقيرن على وقفته الصادقة معي والتي كانت منذ البداية وما زالت، شكرًا لزملائي اللاعبين على مشاعرهم النبيلة».
قبل أن «يطبع قبلة حب للإعلام النزيه لبحثه عن الحقيقة والحيادية في طرحه والذي أشعره بأنه ليس وحيدًا، مختتمًا بتقديم الشكر لكل من سعى وساهم في تحقيق العدالة».
في الوقت الذي بارك عدد من لاعبي الاتحاد القرار، مؤكدين أن القرار كان منصفًا بنقض قرار العقوبة التي فرضت على اللاعب، وتمكينه من مزاولة النشاط الرياضي، مطالبًا بسرعة عودته للالتحاق بتدريبات الفريق مجددًا.
من جهة أخرى، وصلت بعثة فريق الاتحاد إلى العاصمة القطرية الدوحة قادمة من العاصمة السعودية الرياض، بعد أن فضل المدرب الروماني بيتوركا بقاء بعثة الفريق في العاصمة بعد انتهاء مواجهته أمام الشباب بالدوري السعودي والتي انتهت بهدفين مقابل هدف، للمغادرة منها إلى قطر في ظل ضيق الوقت الذي يفصل الفريق عن مواجهته الآسيوية الهامة أمام فريق سباهان الإيراني الأربعاء المقبل على ملعب استاد جاسم بن حمد بنادي السد ضمن منافسات الجولة الخامسة لدور المجموعات بدوري أبطال آسيا. فيما كانت بعثة الفريق غادرت الرياض ظهر أمس، بعد حصة تدريبية خفيفة فرضها الجهاز الفني على اللاعبين، اقتصرت على تدريبات استرجاعية للاعبين المشاركين في مواجهة الشباب، وتدريبات لياقية منوعه للاعبين الذين لم يشاركوا في المباراة.
والتحق الثلاثي الغاني سولي مونتاري والروماني سان مارتين وياسين حمزة ببعثة الفريق، رغبة من المدرب للوقوف على جاهزية اللاعبين ومدى الاستعانة بهم في تدريبات الفريق الجماعية في حال إنهائهم للبرنامج العلاجي والتأهيلي لهم، فيما سيفتقد فريق الاتحاد لخدمات مدافعه أحمد عسيري وزياد المولد بداعي الإيقاف وياسين حمزة وحمد المنتشري بداعي الإصابة.
فيما استدعى مدرب فريق الاتحاد اللاعب عبد الرحمن الريو للانضمام لبعثة الفريق في قطر بعد الإصابة التي لحقت باللاعب ماجد الخيبري.
ويدخل فريق الاتحاد مواجهته أمام سباهان الإيراني في المواجهة قبل الأخيرة له بدور المجموعات، محتلاً المركز الثالث في سلم الترتيب بـ3 نقاط، من ثلاث تعادلات وخسارة وحيدة، ساعيًا للفوز للإبقاء على حظوظه في المنافسة على خطف إحدى بطاقات التأهل عن مجموعته، رغم صعوبة المهمة أمامه في ظل الفارق النقطي الذي يفصله عن المتصدر فريق لوكوموتيف طشقند بـ8 نقاط، والوصيف فريق النصر بـ7 نقاط.
من جانبها قررت إدارة الاتحاد صرف مكافأة الفوز للاعبين، ووعدت بمكافآت مجزية في حال تحقق الفوز على الفريق الإيراني.
على صعيد آخر لم يتقدم حتى الآن أي مرشح من قبل أعضاء الشرف لتولي الرئاسة لمدة أربع سنوات قادمة.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.