أنهى الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، يوم أمس، زيارته إلى لبنان، محطته الأولى في رحلة شرق أوسطية، في مخيم للاجئين السوريين في منطقة البقاع، مؤكدا أن الأولوية هي لعودة النازحين إلى بلادهم. وفي حين أعلن البطريرك بشارة الراعي تسليمه لهولاند مذكرة خطية حول الشأن الوطني والإقليمي، شدّد الأخير على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، معلنا أن فرنسا تدعم مرشحا واحدا هو «لبنان».
ومن مخيم الدلهمية في البقاع، قال هولاند إن «زيارته تأتي في إطار التعبير عن المساندة والتضامن مع لبنان، ومع اللاجئين والمنظمات الإنسانية»، مضيفا: «مسؤولية فرنسا أن تعمل من أجل إيجاد حل للأزمة في سوريا، خلال فترة انتقالية سياسية، وهذا ما أقوم به منذ أربع سنوات».
وأعلن الرئيس الفرنسي عن «مساعدة فرنسية إضافية مخصصة للاجئين للمساهمة في تخفيف العبء عن لبنان»، قائلا: «من واجبنا ضمان الأمن للبنانيين، ولذلك أعلنت أمس عن مساعدة فرنسية للجيش، وتعلمون أنه كان هناك اتفاق بين المملكة العربية السعودية وفرنسا من أجل مساعدة الجيش، وقد تم إيقافه، لكن فرنسا ستستمر في المطالبة بأن يدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ، وبالانتظار ستساهم فرنسا في مساعدات عسكرية».
وعن لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، قال الرئيس الفرنسي: «كانت زيارة استثنائية، التقيت خلالها كل ممثلي الأحزاب، وعبرت لهم عن أملي في أن يجد اللبنانيون الحل، وأن يتمكنوا من انتخاب رئيس في أسرع وقت، ووضع قانون انتخابي يمكنهم من الانتخاب، وقلت لهم إن لفرنسا مرشحا واحدا هو لبنان الذي يجب أن يكون المستفيد الوحيد من الحل اللبناني، ويجب تلافي التدخلات الخارجية، ومن المهم للبنان والمنطقة أن ينتخب رئيس جمهورية».
وكان هولاند قد توجّه، ظهر أمس، في طوافة إلى البقاع، حيث التقى عائلتين مرشحتين للجوء إلى فرنسا، ثم عقد اجتماعا مع ممثلين عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ومنظمات غير حكومية فرنسية.
وبعد وصوله إلى بيروت، يوم السبت، أعلن الرئيس الفرنسي أن بلاده تعتزم استضافة ثلاثة آلاف لاجئ، خلال العامين 2016 و2017، كما تعهد أن تقدم بلاده إلى لبنان 50 مليون يورو، اعتبارا من العام الحالي ضمن «مائة مليون يورو خلال السنوات الثلاث المقبلة»، لمساعدته على مواجهة أزمة اللاجئين.
ويستضيف لبنان، الذي يعاني من محدودية الموارد، نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري، يعيش معظمهم في ظروف مأساوية، في حين لا يتخطى عدد سكانه الأربعة ملايين.
كما أعلن هولاند أن وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك ايرولت، يحضر لاجتماع «للمجموعة الدولية لدعم لبنان لاستقطاب جميع المساعدات». ومن المفترض أن يزور ايرولت بيروت في 27 مايو (أيار) الحالي.
وقبل توجهه إلى البقاع، التقى هولاند، صباح أمس، البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، حيث بحثا وضع مسيحيي الشرق في منطقة تشهد نزاعات، وتواجه خطر توسع الجهاديين.
وقال هولاند: «هل يخاطرون بحياتهم بالبقاء أو عليهم الرحيل؟ لكن إذا رحلوا سيختل توازن الشرق الأوسط بأكمله».
والتقى الرئيس الفرنسي أيضًا، في قصر الصنوبر، مقر السفير الفرنسي في لبنان، رجال دين آخرين من الطوائف الشيعية والسنية والدرزية. ومساء السبت، كان قد التقى سليمان فرنجية، أحد المرشحين الرئاسيين، وذلك بعدما دعا إلى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية.
وخلال لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، السبت، قال هولاند: «أريد أن أعود إلى لبنان في أسرع وقت ممكن للقاء رئيس الجمهورية اللبنانية، ولكن ليس لدي إجابة لهذا الأمر، الإجابة لديكم أنتم البرلمانيون».
وطلب رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام، خلال لقائه هولاند، السبت، من فرنسا التدخل لحل هذه الأزمة السياسية.
وعلق مصدر مقرب من هولاند: «فرنسا دولة عظمى صديقة، وليس لديها مصالح، لذلك يطلبون منا التدخل»، مشددا على الدور الذي يمكن أن تؤديه باريس، إلى جانب السعودية وإيران.
هولاند ختتم زيارته للبنان بمخيم للاجئين في البقاع
قال إن لفرنسا مرشحًا واحدًا للرئاسة هو لبنان
هولاند ختتم زيارته للبنان بمخيم للاجئين في البقاع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة