الرئيس الأميركي: مستقبل سوريا في صدارة مناقشاتي مع قادة دول «التعاون الخليجي»

اجتماعه بـ {سي آي إيه} يرسل رسالة مباشرة للأسد والروس في حال قررا ضرب المعارضة السورية

الرئيس الأميركي باراك أوباما ونائبه جو بايدن يتابعان مسيرة لعسكريين أميركيين مصابين عند البيت الأبيض أمس (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي باراك أوباما ونائبه جو بايدن يتابعان مسيرة لعسكريين أميركيين مصابين عند البيت الأبيض أمس (إ.ب.أ)
TT

الرئيس الأميركي: مستقبل سوريا في صدارة مناقشاتي مع قادة دول «التعاون الخليجي»

الرئيس الأميركي باراك أوباما ونائبه جو بايدن يتابعان مسيرة لعسكريين أميركيين مصابين عند البيت الأبيض أمس (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي باراك أوباما ونائبه جو بايدن يتابعان مسيرة لعسكريين أميركيين مصابين عند البيت الأبيض أمس (إ.ب.أ)

أشار الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى أن بلاده تحقق تقدما في الحرب التي تقودها ضد تنظيم داعش، مؤكدا أن السبيل الوحيد لتدمير «داعش» نهائيا هو إنهاء الحرب الأهلية السورية، وأن «التحالف ضد (داعش) يحقق زخما ونحن عازمون على الحفاظ على هذا الزخم».
وقال أوباما مساء الأربعاء بعد اجتماع موسع عقده مع قادة وخبراء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في زيارة للوكالة، إن بلاده تواصل العمل من أجل التوصل لحل دبلوماسي للصراع بعد أن انخفضت الأعمال العدائية لنحو ستة أسابيع مما سمح بدخول المساعدات الإنسانية للشعب السوري رغم الانتهاكات المتكررة من قبل نظام الأسد واستمرار الهجمات من جبهة النصرة. وأشار إلى أن بلاده ستقوم بكل ما يلزم لإنجاح محادثات السلام في جنيف والمضي قدما في حل سياسي للحرب الأهلية بما يتوافق مع رؤية مجلس الأمن وتشكيل هيئة حكم انتقالي ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات حرة. وشدد الرئيس الأميركي على أن عملية الانتقال السياسي ستتم بعيدا عن الأسد، موضحا أن مناقشة قضية مستقبل سوريا ستكون على صدارة جدول أعماله في زيارة للمملكة العربية السعودية ولقاءاته مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي الأسبوع المقبل.
ووفقا لمسؤولين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، طلب أوباما مقترحات لزيادة الضغط في سوريا، حيث تدرس الإدارة الأميركية تكثيف الهجمات الجوية على طول الحدود الشمالية لسوريا ومنع تدفق المقاتلين والإمدادات إلى «داعش». وناقش الرئيس أوباما خلال الاجتماع مقترحات لإرسال أكثر من مائتي جندي مارينز من قوات العمليات الخاصة الأميركية لتقديم المشورة والمساعدة للمجموعات المسلحة الكردية والعربية في العراق، إضافة إلى إعطاء أسلحة قتالية للمجموعات السنية وزيادة المساعدات للقوات الكردية السورية. واستعرض الجهود لتدريب العرب السنة للقتال إلى جانب الأكراد، للتخفيف من القلق التركي من إمداد الأكراد بالتدريب والسلاح.
وأوضح المسؤولون أن وكالة الاستخبارات المركزية ستكثف جهودها في سوريا من خلال خطة لتزويد المعارضة السورية بأنظمة قتالية تتضمن أسلحة مضادة للطائرات وأسلحة لصد الضربات المدفعية، وهي أنظمة يمكن أن تستهدف بها قوات المعارضة طائرات النظام السوري والطائرات الروسية.
وتأتي تلك التحركات في وقت تجرى فيها محادثات جنيف على قدم وساق. ويقول المحللون إن الاجتماع يرسل رسالة مباشرة للأسد والروس، أنه إذا قررت دمشق أو موسكو ضرب المعارضة السورية، فإن هذه القوات ستكون قادرة على الدفاع عن نفسها. ويأتي الحديث عن خطة بديلة أو الخطة «ب» في صدارة المشهد والتسريبات الصحافية «المقصودة» بسبب اعتقاد مسؤولي الاستخبارات الأميركية باحتمالات قوية لانهيار وقف إطلاق النار.
وأوضح مسؤول بالخارجية الأميركية قلق واشنطن من وجود نظام دفاع جوي محمول لدى المقاتلين في سوريا وسط توتر المعارك، رافضا الكشف عن المحادثات الأميركية الروسية حول الهدنة ومحادثات السلام ومصير الأسد.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية لـ«لشرق الأوسط» إن التركيز الآن هو كيفية الحد من تصعيد الأوضاع في سوريا. وفي الوقت الذي تستمر فيه الولايات المتحدة، في تقديم الدعم للقوات المحلية التي تحارب تنظيم داعش في سوريا، قال المسؤول إن واشنطن مستمرة في مساعدة القوات السورية الديمقراطية التي تحقق نجاحات ملحوظة ضد «داعش» في مدينة الشدادي «ونعمل على مواصلة البناء على هذه المكاسب إلا أننا قلقون للغاية من وجود أنظمة دفاع جوي محمولة في بيئة متقلبة مثل سوريا».
ورغم قلق الدوائر السياسية الأميركية من الاضطرابات السياسية التي تسود العراق وتجدد أعمال العنف في سوريا وانتهاكات اتفاق وقف الأعمال العدائية، كرر أوباما تأكيداته على أن أولى أولوياته هي ملاحقة وتفكيك وتدمير شبكة «داعش» ومنع الهجمات الإرهابية، وأن لقاءاته بخبراء الاستخبارات ومجلس الأمن القومي هي جزء من خطة استعراض ومراجعة الجهود لتكثيف الحملة ضد «داعش».
واعترف الرئيس الأميركي أن المعركة ضد «داعش» تبقى هي المعركة الصعبة والمعقدة لكنه لم يقدم تفاصيل عن أي خطوات أو تفاصيل جديدة حول الدور الذي ستقوم بها الولايات المتحدة في الأشهر القادمة وخلال الفترة المتبقية من ولايته.
وتفاخر الرئيس الأميركي بتواصل ضربات التحالف ضد «داعش» مستعرضا الهجمات التي قامت بها قوات التحالف في العراق وسوريا، وقال: «الحملة الجوية قامت بأكثر من 11500 ضربة حتى الآن ونواصل قصف أهداف (داعش)، وأصبح التحرك أصعب عليهم من أي وقت مضي لهم، ونواصل القبض على قادتهم، وسنعمل على تحقيق الاستقرار في المناطق المحررة من سيطرة (داعش) في العراق وتعزيز الحكم الرشيد والتنمية التي تشمل جميع الطوائف العراقية، وفي الوقت نفسه ندعم القوات المحلية في سوريا التي تدعمها قوات العمليات الخاصة الأميركية في الاستمرار في تحقيق تقدم ودفع (داعش) من مدينة الشدادي، وقطع خطوط التمويل بين معاقل (داعش) في الرقة في سوريا وفي الموصل في العراق».
وشدد أوباما أن «داعش» ينكمش في سوريا والعراق ويقل أعداد المقاتلين في صفوفهم، كما يتم التشويش على عمليات «داعش» واتصالاته واستهداف البنية التحية المالية وآبار النفط والمصافي وخطوط الإمداد. وتعهد بمواصلة العمل مع الحلفاء والشركاء في المنطقة وفي أوروبا لوقف تدفق المقاتلين الأجانب ومنع وقوع هجمات إرهابية، ملمحا إلى نجاح الاستخبارات الأميركية بالتعاون مع نظيراتها في دول أخرى، في منع دخول كثير من العناصر الإرهابية في سوريا والعراق إلى أوروبا ومنع هجمات محتملة والحصول على معلومات استخباراتية قيمة منهم.
وأشار محللون إلى أن زيارة أوباما لمقر وكالة الاستخبارات المركزية بمنطقة لانجلي في ولاية فيرجينيا كان يستهدف طمأنة الأميركيين بالتزام واشنطن بالحرب ضد «داعش» بعد الانتقادات التي لاحقت إدارته بأن استراتيجيته ضد «داعش» لا تعمل بشكل جيد، لافتين إلى أن أوباما في حديثه بدا في موقف دفاعي أكثر منه موقف هجومي.
وتأتي الزيارة في وقت تزايدت فيه التساؤلات حول كيفية المضي قدما في حال انهيار هدنة وقف الأعمال العدائية، وقيام نظام الأسد بمساندة من روسيا، في استئناف الهجمات على جماعات المعارضة السورية التي تدعمها الولايات المتحدة. وتزايدت التساؤلات حول الهدف من الزيارة مع تسريبات صحافية تحدثت عن الخطة «ب» في حال انهيار هدنة وقف الأعمال العدائية، ما يشي بأنه دفع روسيا للضغط على نظام الأسد للقبول بخطة الانتقال السياسي والرحيل عن الحكم مع تحذيرات من مخاطر اشتعال القتال مرة أخرى.
وقد أكد وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر في خطابه أمام مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بواشنطن إن البنتاغون قدم بالفعل للرئيس أوباما خططا لزيادة الدعم العسكري لمكافحة «داعش». وأوضح مسؤولون بالبنتاغون أن بعض المقترحات تشمل زيادة أعداد القوات الأميركية وإمكانية استخدام طائرات الأباتشي في مهام قتالية داخل العراق.
وقال مسؤول بالبنتاغون لـ«لشرق الأوسط»، إن المعركة ضد «داعش» تمضي بخطى جيدة واستطاعت الحملات الجوية لقوات التحالف من قتل 25 ألف مقاتل من قوات «داعش» منذ بداية الضربات في عام 2014. إضافة إلى منع «داعش» من محاولات تجنيد مقاتلين جدد، واستعادة الكثير من الأراضي من تحت سيطرة التنظيم. وأشار الكولونيل ستيف وارين إلى أن قوات التحالف استعادة 40 في المائة من الأراضي من «داعش» في العراق بمساعدة القوات العراقية والكردية و10 في المائة من الأراضي في سوريا».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.