الميليشيات الانقلابية ترتكب 200 حالة انتهاك خلال شهر في تعز

«مركز الملك سلمان» يوزع 20 ألف سلة غذائية في المدينة المحاصرة

تعز من المدن التي تحتاج إلى إعادة إعمار بسبب ما لحق بها من دمار نتيجة الحصار الذي فرضته الميليشيات عليها خلال ما يقارب العام (رويترز)
تعز من المدن التي تحتاج إلى إعادة إعمار بسبب ما لحق بها من دمار نتيجة الحصار الذي فرضته الميليشيات عليها خلال ما يقارب العام (رويترز)
TT

الميليشيات الانقلابية ترتكب 200 حالة انتهاك خلال شهر في تعز

تعز من المدن التي تحتاج إلى إعادة إعمار بسبب ما لحق بها من دمار نتيجة الحصار الذي فرضته الميليشيات عليها خلال ما يقارب العام (رويترز)
تعز من المدن التي تحتاج إلى إعادة إعمار بسبب ما لحق بها من دمار نتيجة الحصار الذي فرضته الميليشيات عليها خلال ما يقارب العام (رويترز)

كشف ائتلاف الإغاثة الإنسانية في محافظة تعز، في تقريره الجديد عن الوضع الإنساني في المحافظة لشهر مارس (آذار) الماضي، ارتكاب الميليشيات لأكثر من 200 حالة انتهاك.
وقال الائتلاف في تقريره الإنساني، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أنه «قتل في شهر مارس الماضي 139 شخصا وجُرح 849 آخرون، جراء عمليات القنص والقصف العشوائي على الأحياء السكنية من قبل الميليشيات الانقلابية، حيث تصدر الرجال الرقم الأعلى من بين أعداد الضحايا، وبلغ عدد القتلى 122 رجلا، كما جرح 616 آخرون، في حين تصدر الأطفال الفئة الثانية في أعداد الضحايا، حيث وصل عددهم إلى 11 طفلا قتيلا، و140 جريحا، بينما قتلت 6 نساء، وجرحت 48 أخريات».
وأضاف التقرير أن «عدد المنازل والمنشآت الحكومية والخاصة التي تضررت بفعل الحرب والقصف العشوائي للأحياء السكنية خلال شهر فبراير (شباط) بلغت 66 منشأة ومنزلا ودور عبادة».
وذكر أن خدمات الماء والكهرباء لا تزال منقطعة كليًا عن المدينة، إلى جانب انعدام معظم الخدمات الصحية والأدوية وأسطوانات الأكسجين، في ظل الحصار الخانق الذي كان مفروضًا على مداخل المدينة من قبل المسلحين الحوثيين، في حين لا تزال خدمات التعليم شبه متوقفة في المدينة رغم بدء الفصل الثاني من العام الدراسي الحالي، بسبب تعرضها للقصف والتدمير، في حين يتعرض طلاب مدينة تعز جراء هذا الانقطاع إلى التسرب.
ونوه التقرير إلى أن عملية التعليم في المدينة عادت بصورة تدريجية، من خلال افتتاح شقق جديدة وعمارات لم يتم تجهيزها بعد للسكن وتقسيمها فصولا دراسية لطلاب المراحل الأساسية المختلفة، من قبل مبادرات أهلية وشبابية، بعد الدمار الذي تعرضت له المدارس جراء القصف العشوائي عليها.
وفي سياق متصل، أقام الائتلاف فعالية لتدشين توزيع 20 ألف سلة غذائية وصلت إلى مديريات المدينة المحاصرة من مركز الملك سلمان، بالإضافة إلى مشاركته في فعالية إحياء يوم المرأة العالمي.
وتجدر الإشارة إلى أن ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز نفذ كثيرا من المشاريع الإغاثية في المحافظة خلال مارس الماضي، تمثلت في توزيع ما يزيد على 39 ألف سلة غذائية للمتضررين في عدد من مديريات المحافظة، منها 36 ألف سلة، تم توزيعها ضمن مشروع توزيع 100 ألف سلة غذائية، المقدمة من «مركز الملك سلمان»، وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، وكذا توزيع أكثر من 20 ألف لتر من مياه الشرب.
من جهة أخرى، أقامت رابطة إعلاميات تعز، وقفة تضامنية مع الجرحى في مدينة تعز الذين بدأوا الإضراب عن الطعام تحت شعار «أنقذوا جرحى تعز»، ودعوا الحكومة إلى سرعة إنقاذ الجرحى وعلاجهم.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».