المغرب: الحكومة تمنع مظاهرة للأساتذة المتدربين.. وتتهم جهات بتأجيج الوضع

الداخلية تحذر المحتجين من مس الأمن والإخلال بالنظام العام

المغرب: الحكومة تمنع مظاهرة للأساتذة المتدربين.. وتتهم جهات بتأجيج الوضع
TT

المغرب: الحكومة تمنع مظاهرة للأساتذة المتدربين.. وتتهم جهات بتأجيج الوضع

المغرب: الحكومة تمنع مظاهرة للأساتذة المتدربين.. وتتهم جهات بتأجيج الوضع

قررت الحكومة المغربية منع مظاهرة احتجاج، كان من المقرر أن ينظمها الأساتذة المتدربون اليوم (الخميس) في الرباط، وحذرتهم من مس الأمن العام، وذلك في خطوة تصعيدية جديدة تجاه هذه الفئة، التي تطالب بتوظيف 10 آلاف مدرس دفعة واحدة خلافا للقانون.
واتهم عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة، جهات لم يسمها، بالتحريض وتأجيج الوضع الاجتماعي، من خلال استغلال مطالب هذه الفئة، وذلك في بيان شديد اللهجة صدر عن رئاسة الحكومة مساء أول من أمس.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية أمس، أنها ستحرص على التطبيق الصارم لقرار منع هذه المظاهرة، ودعت الجهات الداعية لهذه المظاهرة إلى «احترام هذا القرار وعدم القيام بأي محاولة لمس الأمن والإخلال بالنظام العام»، وحملتها «كامل المسؤولية في كل ما يمكن أن يترتب على أي عمل مخالف للقانون».
وفي المقابل، أكد الأساتذة المتدربون تشبثهم بتنظيم المظاهرة التي وصفوها بـ«الإنزال الوطني»، متحدين بذلك قرار المنع، رغم قبولهم مبدئيا بحل تقدمت به «مبادرة المجتمع المدني»، التي تتوسط في هذا الملف، والقاضي بتوظيف الفوج الأول منهم دفعة واحدة، على أساس أن يلتحق الجميع بمناصبه خلال شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، واستئناف التكوين فيما تبقى من هذا الموسم الدراسي، وهو حل قد توافق عليه الحكومة أيضا.
وعرض بيان رئاسة الحكومة بالتفصيل، المراحل التي قطعها ملف الأساتذة المتدربين، الذين يحتجون في الشارع منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مقاطعين التكوين الذي وفرته لهم الحكومة، وجرى تفريق مظاهراتهم باستعمال العنف من قبل قوات الأمن أكثر من مرة، وهو ما أعطى لمظاهراتهم زخما إعلاميا، جعلهم يتشبثون بمطالبهم، لا سيما بعد أن تدخلت أحزاب من المعارضة باقتراح حلول بديلة لتلك التي اقترحتها الحكومة، ومنها تعديل قانون الموازنة السنوية، للسماح بتوظيف 10 آلاف مدرس، بدلا من 7 آلاف، التي يخولها قانون المالية (الموازنة) للعام الحالي، وهو ما ترفضه الحكومة بشكل قاطع.
وفي هذا السياق، أوضح ابن كيران أن الحكومة سعت إلى إيجاد حلول لهذه الإشكالية، عبر قنوات متعددة، حيث عقدت عدة لقاءات بين والي (محافظ) جهة الرباط - سلا - القنيطرة، وممثلين عن الأساتذة، تقدم من خلالها باسم الحكومة بعرض متقدم، وكفيل بأن يضع حدا لهذه المشكلة التي طال أمدها، والمتمثل في توظيف مجموع الأساتذة عبر دفعتين، الأولى برسم المناصب المالية المخصصة هذه السنة، والباقي مع بداية السنة المالية المقبلة، شريطة اجتياز المباريات القانونية.
وذكر ابن كيران أنه حرص شخصيا على لقاء ممثلين عن الأساتذة من أجل تقريب وجهات النظر، وإحاطتهم علما بالإمكانية القانونية المتاحة، مع التأكيد على أن الحل الذي اقترحته الحكومة هو الحل الوحيد الممكن اعتماده، منوها بموقف النقابات التي تدخلت بدورها من أجل تسوية الملف أثناء جولة الحوار الاجتماعي، التي عقدت أول من أمس، والتي أيدت الحل المقترح من قبل الحكومة، والمتمثل في التوظيف على دفعتين.
وقال ابن كيران، إن الأساتذة المتدربين رفضوا العرض الحكومي «مقترحين حلولا تعجيزية لا تنسجم مع المقتضيات القانونية، ولا تواكب المستوى المتقدم لعرض الحكومة، وهو الأمر الذي لا يمكن الاستجابة له، على اعتبار أن مقترحات الحكومة يجب أن تبقى خاضعة للمقتضيات القانونية والتنظيمية المعمول بها».
وعلل رئيس الحكومة قرار منع مظاهرة الأساتذة المتدربين بكون قضيتهم «أخذت منحى بعيدا عن المطالب المهنية لهذه الفئة، وذلك من خلال حمل شعارات سياسية متطرفة في بعض الحالات، بشكل يبدو معه وكأن الحركات الاحتجاجية لتنسيقيات الطلبة والأساتذة أصبحت مجرد وسيلة لجهات معينة تشتغل في العمق، وتتحين الفرصة لخلق الفوضى، وتسعى بكل الوسائل الممكنة من أجل اختراق واستغلال أي حركة اجتماعية كيفما كانت مطالبها، بغية تأجيج الوضع الاجتماعي».
كما اتهم ابن كيران الأساتذة المتدربين بعدم الاكتفاء بالاحتجاج، بل السعي للمواجهة بينهم وبين قوات الأمن، مؤكدا أن الحكومة «ستتصدى لكل المحاولات الرامية إلى مس الأمن العام، وتحمل المسؤولية في ذلك لكل المحرضين والجهات الساعية لتأجيج الوضع، واستغلال المطالب الاجتماعية لهذه الفئة وغيرها».
في سياق ردود الفعل على منع مظاهرة الأساتذة المتدربين، أجمعت مختلف الآراء على أهمية احترام هيبة الدولة، مقابل الدعوة إلى إيجاد حلول لهذا الملف عبر الحوار والتوافق.



إرهاب الحوثيين يتصدّر نقاشات يمنية - أميركية في الرياض

رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
TT

إرهاب الحوثيين يتصدّر نقاشات يمنية - أميركية في الرياض

رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)

استحوذ إرهاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران خلال اليومين الأخيرين على مجمل النقاشات التي دارت بين قيادات الشرعية والمسؤولين الأميركيين، وسط تطلع رئاسي لتصنيف الجماعة منظمة إرهابية عالمية وتجفيف مواردها المالية وأسلحتها.

وتأتي المحادثات اليمنية - الأميركية في وقت يتطلع فيه الشارع اليمني إلى اقتراب لحظة الخلاص من الانقلاب الحوثي واستعادة صنعاء وبقية المحافظات المختطفة، بخاصة عقب التطورات الإقليمية المتسارعة التي أدت إلى هزيمة إيران في كل من لبنان وسوريا.

وذكر الإعلام الرسمي أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، استقبل في الرياض جيسي ليفنسون، رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، وسفير الولايات المتحدة لدى اليمن ستيفن فاجن، وبحث معهما العلاقات الثنائية، خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتعزيز الشراكة الوثيقة بين الجانبين على مختلف الأصعدة.

وطبقاً لوكالة «سبأ» الحكومية، تطرق اللقاء إلى التهديدات الإرهابية التي تغذيها الميليشيات الحوثية والتنظيمات المتخادمة معها، بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والاعتداءات، وأعمال القرصنة المستمرة على سفن الشحن البحري بدعم من النظام الإيراني.

واستعرض العليمي - وفق الوكالة - جهود الإصلاحات الحكومية في المجال الأمني وأجهزة إنفاذ القانون وسلطات مكافحة الإرهاب وغسل الأموال والجريمة المنظمة، والدعم الدولي المطلوب لتعزيز قدراتها في ردع مختلف التهديدات.

وفي حين أشاد رئيس مجلس الحكم اليمني بالتعاون الوثيق بين بلاده والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، قال إنه يتطلع مع الحكومة إلى مضاعفة الضغوط الدولية على الميليشيات الحوثية، بما في ذلك تصنيفها منظمة إرهابية، وتجفيف مصادر تمويلها وتسليحها.

تأكيد على دور واشنطن

وشملت اللقاءات الأميركية في الرياض عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عبد الرحمن المحرمي، ونقل الإعلام الرسمي أن الأخير ناقش مع السفير الأميركي، ستيفن فاجن، آخر المستجدات المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية والعسكرية في اليمن.

وتناول اللقاء - وفق وكالة «سبأ» - التداعيات الاقتصادية والإنسانية في اليمن والمنطقة، في ظل استمرار تصعيد ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني على خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر. كما تم بحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين لمكافحة الإرهاب ودعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة.

النقاشات اليمنية - الأميركية ركزت على الدعم الأمني لمواجهة الإرهاب (سبأ)

واستعرض اللقاء، حسب الوكالة، الجهود التي يبذلها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لمواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية في اليمن.

وفي هذا السياق، جدد المحرّمي حرص المجلس على تنفيذ الإصلاحات الداخلية ومكافحة الفساد لتحسين الخدمات الأساسية وتلبية احتياجات المواطنين، مؤكداً على أهمية الدور الأميركي والدولي في دعم هذه الجهود.

ونسب الإعلام الرسمي إلى السفير الأميركي أنه «أكد دعم بلاده لجهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة في مواجهة التحديات المختلفة، مشيداً بالجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار وتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات الراهنة».

دعم المؤسسات الأمنية

وفي لقاء آخر، الاثنين، بحث وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني مع السفير الأميركي ومدير مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، الوضع الأمني في البحر الأحمر والتهديدات الحوثية المستمرة للملاحة الدولية، وبحث التعاون الثنائي لتطوير القدرات الأمنية للمؤسسات اليمنية.

وفي حين أكد الوزير الزنداني التزام الحكومة بمواصلة الجهود الرامية إلى القضاء على الإرهاب والتطرف، شدد على أهمية الشراكة الدولية في هذا المجال.

وزير الخارجية اليمني مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي (سبأ)

إلى ذلك، بحث وزير الداخلية اليمني إبراهيم حيدان مع المسؤولين الأميركيين تعزيز التعاون الأمني في مجال التكنولوجيا وأمن واستخدام المعلومات لمكافحة الإرهاب والتصدي للتحديات الأمنية التي تواجه اليمن والمنطقة.

وحسب ما أورده الإعلام الرسمي، أكد حيدان خلال لقائه السفير فاجن والمسؤول في الخارجية الأميركية ليفنسون على أهمية دعم جهود الحكومة اليمنية لتعزيز الاستقرار ومواجهة التنظيمات الإرهابية والميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني التي تهدد أمن وسلامة اليمن ودول الجوار.

وأشار حيدان إلى الجهود التي تبذلها وزارته في إعادة بناء الأجهزة الأمنية وتطوير الأنظمة الرقمية لتحسين قدراتها العملياتية، رغم التحديات التي تواجهها البلاد في ظل الظروف الراهنة.

وعود أميركية بدعم القوات الأمنية اليمنية في مجال التدريب وبناء القدرات (سبأ)

ونسب الإعلام الرسمي إلى رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، جيسي ليفنسون، استعداد بلاده لدعم الجهود الأمنية في اليمن من خلال التدريب وتقديم المساعدات التقنية وبناء القدرات.

يشار إلى أن الحوثيين في اليمن يخشون من حدوث إسناد دولي واسع للحكومة الشرعية يؤدي إلى القضاء على انقلابهم واستعادة صنعاء وتأمين الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

وكان زعيمهم عبد الملك الحوثي قد طمأن أتباعه بأن الجماعة أقوى من نظام بشار الأسد، ولن يستطيع أحد إسقاطها لجهة ما تملكه من أسلحة إلى جانب ما استطاعت تجنيده من عناصر خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.