السيسي يستقبل بري ويؤكد حرص مصر على أمن لبنان واستقراره

ناشد اللبنانيين التوافق على اختيار رئيس للجمهورية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى استقباله نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس الاتحاد البرلماني العربي بحضور الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى استقباله نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس الاتحاد البرلماني العربي بحضور الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

السيسي يستقبل بري ويؤكد حرص مصر على أمن لبنان واستقراره

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى استقباله نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس الاتحاد البرلماني العربي بحضور الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى استقباله نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس الاتحاد البرلماني العربي بحضور الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، حرص بلاده على أمن واستقرار الدول العربية الشقيقة بمراعاة كاملة واحترام تام لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، مشددا على حرص مصر واهتمامها بالحفاظ على أمن واستقرار لبنان، ووقوفها إلى جانبه ودعمه في مواجهة التحديات الراهنة. جاء ذلك خلال اجتماعه مع نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس الاتحاد البرلماني العربي، بحضور الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب.
وشدد السيسي على أهمية مواصلة الجهود الرامية لتحقيق التوافق الوطني اللازم لاختيار رئيس للجمهورية، بما يصب في صالح الشعب اللبناني، ويساهم في مضي البلاد قدمًا على طريق التقدم والاستقرار، منوها بالدور المهم للمؤسسات الدستورية اللبنانية في تحقيق ذلك.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، السفير علاء يوسف، إن السيسي رحب برئيس مجلس النواب اللبناني، موجهًا إليه التهنئة بمناسبة فوزه برئاسة الاتحاد البرلماني العربي، معربًا عن تقدير مصر لحرصه على عقد أول مؤتمر للاتحاد عقب توليه رئاسته في القاهرة، تعبيرًا عن الدعم لمجلس النواب المصري مع بدء ممارسة مهامه التشريعية. ونوّه الرئيس بأهمية تحقيق التكاتف بين مختلف فصائل الشعب اللبناني، معربًا عن ثقته في وعيه وقدرته على صون لبنان ووحدته.
وأوضح السفير يوسف أن الرئيس أعرب عن ترحيب مصر بتنشيط وتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين مصر ولبنان، مشيدًا بفاعلية نشاط الجاليات اللبنانية بالخارج، خصوصا على الصعيد الاقتصادي، ووجودها المكثف لا سيما في منطقة غرب أفريقيا، منوهًا بالنماذج المشرفة والناجحة التي يمثلها أبناء الجاليات اللبنانية في دول العالم كافة.
من جانبه، أعرب رئيس مجلس النواب اللبناني عن سعادته بزيارته إلى القاهرة، مؤكدًا عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، مشيدًا في الوقت ذاته بحفاوة الاستقبال والتعاون الذي أبداه مجلس النواب المصري، من أجل إنجاح مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي عُقد أول من أمس في الجامعة العربية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن رئيس مجلس النواب اللبناني أكد أهمية أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدًا من تنشيط ودعم العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين مصر ولبنان، بما يتناسب مع عمق وتميز العلاقات السياسية التي تجمع بين البلدين، مشيرًا إلى اهتمامه بمشاركة المستثمرين اللبنانيين في فرص الاستثمار المتاحة في مصر والاستفادة منها، لا سيما في ضوء انتشار الاستثمارات اللبنانية بالقارة الأفريقية.
واستعرض رئيس مجلس النواب اللبناني آخر المستجدات على صعيد الحوار الوطني الذي يتم بين مختلف الفصائل اللبنانية برعاية مجلس النواب، مؤكدًا أهمية التوفيق بين مختلف القوى السياسية اللبنانية، من أجل إعلاء المصلحة الوطنية وتحقيق الاستقرار السياسي وإنهاء حالة الفراغ الرئاسي، بما يساهم في تحقيق آمال وطموحات الشعب اللبناني نحو مستقبل أفضل له ولأجياله القادمة.
كما تطرق اللقاء إلى الأزمات التي تمر بها بعض دول المنطقة، حيث أكد السيسي اهتمام مصر بالتوصل إلى تسوية سياسية في سوريا تحفظ وحدتها الإقليمية، وتصون مقدرات الشعب السوري، وتتوافق مع إرادته وخياراته الوطنية، فضلاً عن مكافحة التنظيمات الإرهابية في سوريا، وأهمية إعادة أعمارها عقب التوصل إلى تسوية سياسية، بما يساعد اللاجئين السوريين على العودة إلى وطنهم والاستقرار فيه.
من جهة أخرى، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، أمس، ألان إيميه نياموتويه، وزير العلاقات الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية بوروندي، بحضور سامح شكري وزير الخارجية.
وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إن السيسي رحب بوزير خارجية بوروندي، معربًا عن اعتزاز مصر بعلاقات الصداقة والتعاون التي تجمع بين البلدين، وحرصها على تطوير العلاقات الثنائية على الأصعدة كافة، كما أشاد السيسي بموقف الحكومة البوروندية الحريص على التوصل إلى توافق إزاء الاتفاق الإطاري لدول حوض النيل، مؤكدًا تطلع مصر لمواصلة التعاون مع بوروندي في هذا الملف بما يُحقق المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة لكل دول حوض النيل.
وأعرب الرئيس عن تطلع مصر لاستعادة الأمن والاستقرار في بوروندي ودعمها لخيارات الشعب البوروندي، مؤكدًا أن مصر ستواصل دعمها لبوروندي ووقوفها إلى جانب شعبها، من أجل الوصول إلى تسوية سياسية شاملة.
وأوضح وزير خارجية بوروندي أن موقف بلاده الحريص على التوصل إلى توافق إزاء الاتفاق الإطاري لدول حوض النيل هو موقف ثابت، ويتأسس على مبادئ عدم الإضرار وتحقيق المصالح المشتركة لجميع دول الحوض.
وذكر السفير يوسف، أن اللقاء شهد تباحثًا حول تطورات الأوضاع في أفريقيا وما تواجهه من تحديات، لا سيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف، حيث اتفقت رؤى الجانبين على ضرورة تدعيم التعاون والتنسيق بما يحقق السلم والأمن والاستقرار بالقارة الأفريقية.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.