صرح العقيد طيار صالح عبد الله جودة، آمر «قاعدة جمال عبد الناصر الجوية بمدينة طبرق الليبية»، بأن سلاح الجو الليبي نفذ طلعات جوية قتالية خلال الـ48 ساعة الماضية بمحاور القتال في مدينة بنغازي.
وأوضح جودة أمس، أن «الطلعات الجوية القتالية جاءت بشكل مُكثف بعد تحسن الأحوال الجوية التي ساءت خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى توقف الطلعات الجوية القتالية والاستطلاعية»، مضيفا أن «طيران السرب العمودي والمقاتلات الحربية التابعة لسلاح الجو الليبي شنت غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع وتجمعات تنظيم داعش، والتشكيلات المسلحة الموالية له، بمناطق الصابري وسوق الحوت والمحور الغربي»، وقال إن «القوات البرية تُحرز تقدمًا ملحوظًا بالمحاور كافة لبسط سيطرتها على مواقع وأماكن جديدة.. والطلعات القتالية ستستمر ولن تتوقف».
وتزامن ذلك مع إخلاء أربعة حقول نفطية من الموظفين، بينما أعلن موظفو حقل خامس الإضراب بسبب مخاوف أمنية تتعلق بهجمات محتملة لتنظيم داعش، بحسب ما أفادت أمس مصادر متطابقة.
في غضون ذلك، أقر الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن أسوأ خطأ ارتكبه «على الأرجح» كان عدم وضع خطة لمتابعة الوضع في ليبيا بعد التدخل العسكري في 2011 الذي أدى إلى سقوط نظام معمر القذافي.
وردا على سؤال لقناة «فوكس نيوز» حول «أسوأ خطأ ارتكبه»، أجاب أوباما قائلا: «على الأرجح عدم وضع خطة لمرحلة ما بعد، وذلك غداة ما أظن أنه كان تدخلا مبررا في ليبيا». وأقر أوباما مرارا بأنه كان في إمكان الولايات المتحدة وحلفائها القيام بالمزيد بعد التدخل في ليبيا، حيث شن تحالف بقيادة فرنسا وبريطانيا انضم إليه لاحقا حلف شمال الأطلسي، غارات جوية في 2011. وكان أوباما قد تطرق إلى هذه المسألة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، مقرا بأن واشنطن تتحمل أيضا جزءا من المسؤولية. كما اعترف في منتصف مارس (آذار) الماضي في حديث نشرته مجلة «ذي أتلانتيك» بأن «ليبيا غارقة في الفوضى».
وأضاف أوباما وقتها، موضحا «عندما أتساءل لماذا اتخذت الأمور بعدا سيئا، أدرك أنني كنت على اقتناع بأن الأوروبيين سيكونون معنيين بشكل أكبر بعملية المتابعة نظرا إلى قرب ليبيا الجغرافي (منهم)»، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون «تلَهّى لاحقا بأمور أخرى».
وفي الآونة الأخيرة، أتاحت عملية كانت مدعومة من الأمم المتحدة والدول الكبرى الراغبة في إخراج ليبيا من حالة الفوضى، تشكيل حكومة الوفاق الوطني، التي دخلت طرابلس في 30 من مارس الماضي، واستقرت في القاعدة البحرية في المدينة. وسرعان ما حظيت بدعم سياسي كبير مع إعلان بلديات مدن في الغرب وفي الجنوب الولاء لها. كما نالت تأييد المؤسسات المالية والاقتصادية الرئيسية، وهي المصرف المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط والمؤسسة الليبية للاستثمار في طرابلس.