موجز إعلامي

موجز إعلامي
TT

موجز إعلامي

موجز إعلامي

* صحافية في التاسعة ترد على منتقديها
واشنطن ـ «الشرق الأوسط»: تحولت طفلة لا تتجاوز التاسعة من عمرها، من سيلينزغروف في بنسلفانيا، إلى حديث شبكات التواصل الاجتماعي، هذا الأسبوع، مع مشاركتها بمقالات في «واشنطن بوست» و«غارديان» وظهورها ببرنامج «غود مورنينغ، أميركا»، مع انتظار مزيد من المشاركات الإعلامية في الفترة المقبلة.
بدأ الأمر عندما فجرت هايلد كيت ليسياك نبأ وقوع حادث قتل داخل الحي الذي تقطنه، أول من أمس. يذكر أن هايلد هي ناشرة ومراسلة لدى «أورانج ستريت نيوز»، وهي إصدار صحافي شهري يبلغ إجمالي النسخ المباعة منه 200.
ورغم الأنباء الكثيرة التي يعج بها الموقع الإلكتروني لإصدارها، فإن حادثة القتل وردها على منتقديها هو ما أبهر صحافيين بشتى أرجاء العالم.
في يوم وقوع الجريمة، انتقلت هايلد لمسرح الجريمة وأجرت لقاءات مع الجيران ونشرت مقالاً حول الأمر مرفق به صورة ومقطع فيديو. وبمجرد نشر المقال، انهالت الانتقادات على صفحة الصحيفة عبر موقع «فيسبوك»، حيث طرح الكثير من القراء تساؤلات حول ما إذا كان من المناسب تغطية طفلة في الـ9 من عمرها لجريمة قتل، بل واقترح البعض أنه بدلاً من ذلك عليها اللعب بالدمى.
وفي ردها على ذلك، سجلت هايلد مقطع فيديو مصورًا لها وارتدت قميصًا مكتوبًا عليه: «أنا أعشق حرية التعبير»، وبدأت في سرد عدد من التعليقات الجارحة التي تلقتها، منها: «أشعر بالاشمئزاز أن طفلة صغيرة لطيفة تعتبر نفسها صحافية بحق».
وبعدما انتهت من قراءة التعليقات، مالت مقتربة أكثر من الكاميرا، وقالت: «هل أبدو لكم لطيفة الآن بما يكفي؟» وقد نشرت المقطع أمس الأحد، ليجذب ملايين المشاهدات ويتحول لحديث شبكات التواصل الاجتماعي.
* حجب «ديلي ستار» بسبب عنوان عن تمويل المساجد للإرهاب
لندن ـ «الشرق الأوسط»: حُجب عدد صحيفة «ذا ديلي ستار صنداي» الأحد الماضي لنشره عنوانا اعتبر «مضللا إلى حد بعيد» أشارت فيه الصحيفة إلى قيام المساجد في بريطانيا بجمع تبرعات للمنظمات الإرهابية.
ورفضت «منظمة المعايير الصحافية المستقلة» ادعاءات الصحيفة التي وردت في العنوان (مساجد المملكة المتحدة تمول الإرهاب) حيث أشارت الصحيفة إلى أن العنوان اقتطع من سياق المقال الذي زعم أن جماعة في مسجد بمدينة بدفورد هي من قامت بجمع المال، وليس جميع المساجد. أضافت: «منظمة المعايير الصحافية» أن «العنوان أوحى بأن الصحيفة اكتشفت كارثة خطيرة، في حين أن الأمر لم يكن كذلك». وتعتبر تلك المرة هي الثانية خلال أقل من أسبوع التي تقدم فيها صحيفة بريطانية على كتابة عنوان مضلل عن الجاليات المسلمة هنا.
* فصل مذيعة بقناة «بيتزبرغ» بسبب تعليق عنصري على «فيسبوك»
واشنطن ـ «الشرق الأوسط»: أعلنت محطة «بيتزيرغ» التلفزيونية أنها أنهت تعاقدها مع مقدمة البرامج ويندي بيل بسبب نشرها تعليقات عنصرية على صفحتها على «فيسبوك» عن حادث إطلاق نار وقتل جماعي. صرحت الشركة الأم «هيريست تلفجن» الأربعاء بأن تعليقات المذيعة «لا تتناسب مع مبادئ المؤسسة ومعاييرها الصحافية»، مضيفة أنها «أساءت الحكم بدرجة كبيرة».
وكانت بيل، ذات البشرة البيضاء، خمنت أن الاثنين اللذين فتحا النار على خمسة من السود أحدهما سيدة حامل في أحد أحياء بيتزبرغ الفقيرة في 9 مارس (آذار) الماضي «من السود»، على الرغم من أن الشرطة لم تكن قد أدلت بأوصاف الجناة. غير أن المذيعة تقدمت باعتذارها عقب حملة انتقادات واسعة على الإنترنت، تبعها اعتذار من المحطة بقولها إن «كلماتها بدت عنصرية».
* المدون أندرو سوليفان ينضم لـ «نيويورك تايمز»
واشنطن ـ «الشرق الأوسط»: انضم أندرو سوليفان، رائد التعليقات السياسية منذ الأيام الأولى لظهور المدونات والذي بات صوتا مسموعا على فترات في الدوائر الانتخابية الحالية، لمجلة «نيويورك» كمحرر. سوف يتولي سوليفان كتابة موضوعات «سياسية وثقافية»، وسوف يتناول المؤتمرات الجماهيرية التي يعقدها الحزبان الجمهوري والديمقراطي، وسيركز على الصحافة المطولة، حسب وصف سوليفان على صفحته على «فيسبوك».
انتشرت مدونة سوليفان الشخصية التي حملت عنوان «الطبق اليومي» بشكل كبير مع بداية عام 2000. ثم استضافها موقع مجلة «ذا تايمز»، و«ذا أتلانتك»، و«ذا ديلي بيست»، قبل أن يبدأ في تشفيرها لتصبح متاحة فقط للمشتركين بأجر. تقاعد سوليفان عن نشر مدوناته عام 2015، قائلا إنه «انغمس في الإنترنت طويلا».



«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
TT

«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)

«المعارضة الحقيقية هي وسائل الإعلام، ومواجهتها تقتضي إغراقها بالمعلومات المفبركة والمضللة».

هذا ما قاله ستيف بانون، كبير منظّري اليمين المتطرف في الولايات المتحدة عندما كان مشرفاً على استراتيجية البيت الأبيض في بداية ولاية دونالد ترمب الأولى عام 2018.

يومذاك حدّد بانون المسار الذي سلكه ترمب للعودة إلى الرئاسة بعد حملة قادها المشرف الجديد على استراتيجيته، الملياردير إيلون ماسك، صاحب أكبر ثروة في العالم، الذي يقول لأتباعه على منصة «إكس» «X» (تويتر سابقاً): «أنتم اليوم الصحافة».

رصد نشاط بانون

في أوروبا ترصد مؤسسات الاتحاد وأجهزته منذ سنوات نشاط بانون ومراكز «البحوث» التي أنشأها في إيطاليا وبلجيكا والمجر، ودورها في صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في غالبية الدول الأعضاء، والذي بلغ ذروته في انتخابات البرلمان الأوروبي مطلع الصيف الماضي.

وتفيد تقارير متداولة بين المسؤولين الأوروبيين بأن هذه المراكز تنشط بشكل خاص على منصات التواصل الاجتماعي، وأن إيلون ماسك دخل أخيراً على خط تمويلها وتوجيه أنشطتها، وأن ثمة مخاوف من وجود صلات لهذه المراكز مع السلطات الروسية.

درع ضد التضليل

أمام هذه المخاوف تنشط المفوضية الأوروبية منذ أسابيع لوضع اللمسات الأخيرة على ما أسمته «الدرع ضد التضليل الإعلامي» الذي يضمّ حزمة من الأدوات، أبرزها شبكة من أجهزة التدقيق والتحقق الإلكترونية التي تعمل بجميع لغات الدول الأعضاء في الاتحاد، إلى جانب وحدات الإعلام والأجهزة الرقمية الاستراتيجية الموجودة، ومنها منصة «إي يو فس ديسانفو» EUvsDisinfo المتخصّصة التي انطلقت في أعقاب الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم وضمّها عام 2014. و«هي باتت عاجزة عن مواجهة الطوفان التضليلي» في أوروبا... على حد قول مسؤول رفيع في المفوضية.

الخبراء، في بروكسل، يقولون إن الاتحاد الأوروبي يواجه اليوم «موجة غير مسبوقة من التضليل الإعلامي» بلغت ذروتها إبان جائحة «كوفيد 19» عام 2020، ثم مع نشوب الحرب الروسية الواسعة النطاق ضد أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وإلى جانب الحملات الإعلامية المُضلِّلة، التي تشّنها منذ سنوات بعض الأحزاب والقوى السياسية داخلياً، تعرّضت الساحة الأوروبية لحملة شرسة ومتطورة جداً من أطراف خارجية، في طليعتها روسيا.

ومع أن استخدام التضليل الإعلامي سلاحاً في الحرب الهجينة ليس مُستجدّاً، فإن التطوّر المذهل الذي شهدته المنصّات الرقمية خلال السنوات الأخيرة وسّع دائرة نشاطه، وضاعف تداعياته على الصعيدين: الاجتماعي والسياسي.

الهدف تعميق الاستقطاب

وراهناً، تحذّر تقارير عدة وضعتها مؤسسات أوروبية من ازدياد الأنشطة التضليلية بهدف تعميق الاستقطاب وزعزعة الاستقرار في مجتمعات البلدان الأعضاء. وتركّز هذه الأنشطة، بشكل خاص، على إنكار وجود أزمة مناخية، والتحريض ضد المهاجرين والأقليات العرقية أو الدينية، وتحميلها زوراً العديد من المشاكل الأمنية.

وتلاحظ هذه التقارير أيضاً ارتفاعاً في كمية المعلومات المُضخَّمة بشأن أوكرانيا وعضويتها في حلف شمال الأطلسي «ناتو» أو انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن معلومات مضخمة حول مولدافيا والاستفتاء الذي أجري فيها حول الانضمام إلى الاتحاد، وشهد تدخلاً واسعاً من جانب روسيا والقوى الموالية لها.

ستيف بانون (آ ب)

التوسّع عالمياً

كذلك، تفيد مصادر الخبراء الأوروبيين بأن المعلومات المُضلِّلة لا تنتشر فحسب عبر وسائط التواصل الاجتماعي داخل الدول الأعضاء، بل باتت تصل إلى دائرة أوسع بكثير، وتشمل أميركا اللاتينية وأفريقيا، حيث تنفق الصين وروسيا موارد ضخمة خدمة لمصالحها وترسيخ نفوذها.

كلام فون دير لاين

وفي الكلمة التي ألقتها أخيراً أورسولا فون در لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بمناسبة الإعلان عن مشروع «الدرع» الذي ينتظر أن يستلهم نموذج وكالة «فيجينوم» الفرنسية ورديفتها السويدية «وكالة الدفاع النفسي»، قالت فون دير لاين: «إن النظام الديمقراطي الأوروبي ومؤسساته يتعرّضون لهجوم غير مسبوق يقتضي منّا حشد الموارد اللازمة لتحصينه ودرء المخاطر التي تهدّده».

وكانت الوكالتان الفرنسية والسويدية قد رصدتا، في العام الماضي، حملات تضليلية شنتها روسيا بهدف تضخيم ظهور علامات مناهضة للسامية أو حرق نسخ من القرآن الكريم. ويقول مسؤول أوروبي يشرف على قسم مكافحة التضليل الإعلامي إن ثمة وعياً متزايداً حول خطورة هذا التضليل على الاستقرار الاجتماعي والسياسي، «لكنه ليس كافياً توفير أدوات الدفاع السيبراني لمواجهته، بل يجب أن تضمن الأجهزة والمؤسسات وجود إطار موثوق ودقيق لنشر المعلومات والتحقق من صحتها».

إيلون ماسك (رويترز)

حصيلة استطلاعات مقلقة

في هذه الأثناء، تفيد الاستطلاعات بأن ثلث السكان الأوروبيين «غالباً» ما يتعرضون لحملات تضليلية، خاصة في بلدان مثل اليونان والمجر وبلغاريا وإسبانيا وبولندا ورومانيا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون. لكن المفوضية تركّز نشاطها حالياً على الحملات والتهديدات الخارجية، على اعتبار أن أجهزة الدول الأعضاء هي المعنية بمكافحة الأخطار الداخلية والسهر على ضمان استقلالية وسائل الإعلام، والكشف عن الجهات المالكة لها، منعاً لاستخدامها من أجل تحقيق أغراض سياسية.

وللعلم، كانت المفوضية الأوروبية قد نجحت، العام الماضي، في إقرار قانون يلزم المنصات الرقمية بسحب المضامين التي تشكّل تهديداً للأمن الوطني، مثل الإرهاب أو الابتزاز عن طريق نشر معلومات مضلِّلة. لكن المسؤولين في المفوضية الأوروبية يعترفون بأنهم يواجهون صعوبات في هذا المضمار؛ إذ يصعب وضع حدودٍ واضحة بين الرأي والمعلومات وحرية التعبير، وبالتالي، يضطرون للاتجاه نحو تشكيل لجان من الخبراء أو وضع برامج تتيح للجمهور والمستخدمين تبيان المعلومات المزوَّرة أو المضلِّلة.