الربط الكهربائي مع مصر في مراحله النهائية

العواجي لـ «الشرق الأوسط»: المشروع يستكمل خلال 3 أعوام ويعزز الشراكة الاستراتيجية

الدكتور صالح العواجي وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء في السعودية («الشرق الأوسط»)
الدكتور صالح العواجي وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

الربط الكهربائي مع مصر في مراحله النهائية

الدكتور صالح العواجي وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء في السعودية («الشرق الأوسط»)
الدكتور صالح العواجي وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء في السعودية («الشرق الأوسط»)

كشف الدكتور صالح العواجي، وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء في السعودية لـ«الشرق الأوسط»، أن الربط الكهربائي مع مصر في مراحله النهائية، متوقعا أن يشهد النصف الثاني من هذا العام، توقيع عقود التنفيذ المتعلقة به، مع توقعات باستكمال المرحلة الأولى منه، خلال عامين ونصف، على أن يستكمل المشروع كاملا خلال ثلاثة أعوام.
وأضاف العواجي وهو أيضا رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للكهرباء: «إننا الآن بصدد الاستعدادات الأخيرة لتوقيع عقود تنفيذ مشروعات الربط بين السعودية ومصر، وهذا سيضيف إلى الدول الخليجية المترابطة، دولا أخرى مرتبطة مع مصر»، مشيرا إلى أن ذلك توجه سعودي استراتيجي، يأتي في إطار تعزيز العمل الاقتصادي بين الرياض والقاهرة، إلى آفاق أرحب، لتنعكس منفعته خيرا على شعبي البلدين.
وقال وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء في السعودية: «إن الربط الكهربائي مع مصر أصبح قاب قوسين أو أدنى، في وقت تستهدف فيه خط الربط مع تركيا ومن ثم مع أوروبا، حيث إن ذلك عمل استراتيجي على المديين المتوسط والبعيد، في حين أن الجهود تتواصل من أجل تعزيز ما يسمى بسوق الكهرباء الإقليمية بين دول منطقة الخليج وأيضا على مستوى الدول العربية».
ولفت إلى أن هناك مشروعات طموحة، تستهدف استكمال الربط من أجل خلق سوق كهربائية تتألف من 14 دولة عربية، مبينا أنه سيكون هذا امتداد طبيعي لخطوة أولى لتبادل التجارة بين البلاد العربية، مستدركا في الوقت نفسه أن السوق الأوروبية تعتبر من أفضل وأقوى، أسواق الكهرباء وأكثرها تنظيما، ولذلك كان استهدافها على الأمد البعيد أمرا في غاية الأهمية، مؤكدا أن الشبكة التركية أفضل نقاط الربط مع الشبكة الأوروبية.
ووفق وكيل وزارة المياه والكهرباء السعودية، فإن عملية الربط مع الشبكة التركية، تأتي كمرحلة أولى لتعزيز الربط الكهربائي العربي بربطه مع مجموعة أخرى بالإضافة إلى التمكّن من تبادل الطاقة بسعات معقولة قد تصل إلى 5 آلاف ميغاواط، من شأنها تعزيز في مرحلة لاحقة إلى 10 آلاف ميغاواط.
وتابع العواجي: «في هذه الحالة يمكن تبادل الطاقة تجاريا بين المجموعة العربية والمجموعة الأوروبية من خلال الربط مع تركيا وهذا من الأهداف المتوسطة وبعيدة الأمد التي تعمل عليها المملكة بالتعاون مع الدول الخليجية وأيضا بالتعاون مع البلاد العربية تحت مظلة الجامعة العربية».
وعلى المستوى الخليجي، أوضح العواجي، أن مشروع الربط استكمل، حيث ربطت الدول الخليجية الست ببعضها، واستكملت المرحلة الأولى في عام 2009 في حين استكمل المشروع بكامل مراحله خلال عام 2015، مشيرا إلى أنه الآن قيد التشغيل ومن أهدافه الرئيسية اقتصادية وفنية وهو المشاركة بما يسمى بالاحتياط.
وفي هذا الإطار وفق العواجي، فإن هذا الربط الخليجي، سيوفر على الدول المترابطة بناء قدرات توليد من جراء المشاركة بالاحتياط بين الدول في حدود 5 آلاف ميغاواط تتراوح تكاليفها ما بين 20 إلى 30 مليار ريال (8 مليارات دولار) حسب نوعية وتقنية المحطات التي تستخدم للاحتياط.
والهدف الآخر والحديث لوكيل وزارة المياه والكهرباء السعودية، هو الدعم في حالة الطوارئ في حالة حصل انقطاع جوهري في أي من الدول، مبينا أنه في هذه الحالة فإن هذا الخط بإمكانه مساندة منظومة الكهرباء في الدولة التي حدث فيها العطل وبالتالي تفادي انقطاعات شمولية.
ومن الأهداف الأخرى والمهمة أيضا برأي العواجي، هو تعزيز تبادل تجارة الطاقة بين دول المنطقة وهذا ما يجري العمل عليه الآن تحت مظلة لجنة التعاون الكهربائي والمائي ومن أجل أيضا تحقيق هذا الغرض يجري العمل أيضا على إنشاء هذا الجهاز واللجنة الخاصة للتنظيم سوق الكهرباء في المنطقة.
وقال العواجي: «يوجد في كل دولة منظم أو هيئة تنظيم لسوق الكهرباء ولكن هذا يخص الدول المترابطة ككل قد يتكون هذا الجهاز من ممثلي الأجهزة الوطنية لتنظيم أسواق الكهرباء في كل دولة من الدول المترابطة بمعنى قد يكون لجنة تجتمع عند الحاجة وتتدارس الموضوعات المكلفة بها ومن ثم توصي باتخاذ القرارات من خلال هذه اللجنة للتعاون الكهربائي والمائي».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.