السعودية ومصر: مرحلة اقتصادية جديدة بعد الإعلان عن جسر الملك سلمان

حجم التجارة البينية سيقفز إلى 400 %.. واتفاقية الازدواج الضريبي تشمل 140 سلعة

السعودية ومصر: مرحلة اقتصادية جديدة بعد الإعلان عن جسر الملك سلمان
TT

السعودية ومصر: مرحلة اقتصادية جديدة بعد الإعلان عن جسر الملك سلمان

السعودية ومصر: مرحلة اقتصادية جديدة بعد الإعلان عن جسر الملك سلمان

في الوقت الذي دفعت فيه العلاقات القوية بين السعودية ومصر، إلى إنشاء مجلس تنسيقي مشترك، برئاسة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ورئيس مجلس الوزراء المصري المهندس شريف إسماعيل، باتت هذه العلاقات أمام مرحلة اقتصادية أكثر حيوية وحراكا، يأتي ذلك بعد التوقيع يوم أمس على جملة من مذكرات التفاهم والاتفاقيات، التي ستقود إلى ارتفاع حجم التجارة البينية بين البلدين بنسبة 400 في المائة.
وأمام هذه التطورات، على صعيد العلاقات السعودية المصرية، فإن جسر الملك سلمان للنقل البري، يمثل علامة فارقة على صعيد القرارات الاقتصادية ومذكرات التفاهم، التي تم الإعلان عنها يوم أمس في القاهرة، فيما من المنتظر أن تشمل اتفاقية منع الازدواج الضريبي نحو 140 سلعة.
وفي هذا الشأن، أبدى مجلس الأعمال السعودي المصري تفاؤلا كبيرا، بمستقبل التجارة البينية بين المملكة ومصر خلال السنوات المقبلة، متوقعا في الوقت ذاته أن يقفز حجم هذه التجارة بنسبة 400 في المائة، بعد تشغيل جسر الملك سلمان بن عبد العزيز البري.
وبحسب تقديرات اقتصادية حديثة، فإن حجم الواردات المصرية إلى السوق السعودية يبلغ حاليا نحو 3.7 مليار دولار، وسط توجه نحو زيادة هذا الرقم خلال السنوات المقبلة، بعد اتفاق البلدين على منع الازدواج الضريبي، وتحفيز حركة التجارة البينية.
وفي هذا الشأن، أكد مازن بترجي، عضو مجلس الأعمال السعودي المصري لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن جسر الملك سلمان بن عبد العزيز البري، والذي سيربط السعودية بمصر، سيزيد من حركة التجارة البينية، وسيرفع من مستوى تدفق الاستثمارات في كلا البلدين.
وقال بترجي في هذا السياق: «سيكون هناك زيادة في حجم تنقل الركاب، مما يساهم في انتعاش السياحة، ورفع حجم التجارة البينية، كما أن تكلفة النقل على القطاع التجاري ستنخفض، مما يقود في نهاية المطاف إلى انخفاض أسعار البضائع»، متوقعًا في الوقت ذاته أن يقود إنشاء هذا الجسر إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة تصل إلى 400 في المائة.
ولفت بترجي خلال حديثة لـ«الشرق الأوسط» أمس، إلى أن اتفاقيات الازدواج الضريبي بين السعودية ومصر، من المنتظر أن تشمل نحو 140 سلعة، سيتم إعفاؤها من الرسوم الجمركية، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن التجارة البينية والاستثمارية بين السعودية ومصر، ستدخل في مرحلة تاريخية جديدة، بعد الاتفاقيات المبرمة يوم أمس.
وتأتي هذه التطورات، في الوقت الذي تضاعفت فيه العلاقات الاقتصادية والتجارية بين السعودية ومصر عدة مرات خلال فترة الثمانينات والتسعينات، والأعوام الأربعة الأولى من القرن الحالي، حيث شهدت نموا مضطردا خلال الأعوام الماضية، إذ احتلت الاستثمارات السعودية المرتبة الأولى بين الدول العربية المستثمرة في مصر، والمرتبة الثانية على مستوى الاستثمارات العالمية، بقيمة تجاوزت 27 مليار ريال (7.2 مليار دولار).
وتحرص السعودية ومصر على الارتقاء بالمسار الاقتصادي، حيث بلغ حجم التجارة البينية بين مصر والسعودية 7.4 مليار دولار في عام 2008. في وقت يعد فيه المناخ الاستثماري في مصر مهيأ لإقامة مشروعات، سواء بصورة مستقلة أو مشتركة، مع رجال أعمال مصريين في مختلف القطاعات.
وعلى صعيد القوى البشرية في سوق العمل السعودي، تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد المصريين العاملين بالمملكة العربية السعودية يقدر بنحو 1.8 مليون مصري، في حين تشير تقديرات أخرى غير رسمية إلى أن العدد يزيد عن هذا الرقم. وبشكل عام تمثل الأيدي العاملة المصرية رقما مهما على قائمة العاملين في السعودية، إذ يشغل العاملون المصريون قطاعات حيوية مهمة، منها الصيدلة والطب والمحاسبة والتعليم والإنشاءات والمقاولات.
يشار إلى أن المجلس التنسيقي بين السعودية ومصر عقد خلال وقت قياسي لقاءات متتالية، واجتماعات مكثفة، توصل من خلالها إلى برنامج تعاوني يضم اتفاقيات متطورة، ومذكرات تفاهم متجددة، تستهدف دفع القطاعين العام والخاص نحو تحقيق شراكات أكبر، وزيادة التبادل التجاري، مسطرا بذلك أعلى درجات التنسيق الاقتصادي المتقدم.
ويمثل المجلس التنسيقي السعودي المصري، برئاسة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ورئيس مجلس الوزراء المصري المهندس شريف إسماعيل، مركزا مهما لتطوير العلاقات الاقتصادية بين المملكة ومصر، كما أنه يزيد من عمق العلاقات السعودية المصرية، في الوقت الذي يعتبر فيه هذا المجلس نموذجا يحتذى به في العالم العربي.



تقرير: استبعاد توني بلير من قائمة المرشحين لعضوية «مجلس السلام» في غزة

رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير (أرشيفية - أ.ف.ب)
رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

تقرير: استبعاد توني بلير من قائمة المرشحين لعضوية «مجلس السلام» في غزة

رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير (أرشيفية - أ.ف.ب)
رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير (أرشيفية - أ.ف.ب)

ذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز»، نقلاً عن مصادر مطلعة، اليوم الاثنين، أنه تم استبعاد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، من قائمة المرشحين لعضوية «مجلس السلام» في غزة، وذلك بعد اعتراضات من دول عربية وإسلامية.

كان بلير الشخص الوحيد الذي تم تحديده لعضوية المجلس عندما كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن خطته المكونة من 20 نقطة لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في أواخر سبتمبر (أيلول)، حيث وصفه ترمب بأنه «رجل جيد جداً».

وقالت الصحيفة البريطانية إن بلير وصف الخطة في ذلك الحين بأنها «جريئة وذكية»، وأشار إلى أنه سيكون سعيداً بالانضمام إلى المجلس الذي سيرأسه الرئيس الأميركي.

غير أن بعض الدول العربية والإسلامية عارضت ذلك لأسباب؛ منها الضرر الذي لحق بسمعته في الشرق الأوسط بسبب دعمه القوي للغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003.

ونقلت «فاينانشال تايمز» عن أحد حلفاء بلير قوله إن رئيس الوزراء الأسبق لن يكون عضواً في «مجلس السلام». وأضاف: «سيتكون هذا المجلس من قادة عالميين حاليين، وسيكون هناك مجلس تنفيذي أصغر تحته».

وأضاف المصدر أنه من المتوقع أن يكون بلير عضواً في اللجنة التنفيذية إلى جانب جاريد كوشنر، صهر ترمب، وستيف ويتكوف، مستشار الرئيس الأميركي، إلى جانب مسؤولين كبار من دول عربية وغربية.


العليمي للسفراء: تحركات «الانتقالي» الأحادية تهدد مسار الاستقرار في اليمن

العليمي انتقد ما وصفه بالتحركات الأحادية للمجلس الانتقالي الجنوبي (سبأ)
العليمي انتقد ما وصفه بالتحركات الأحادية للمجلس الانتقالي الجنوبي (سبأ)
TT

العليمي للسفراء: تحركات «الانتقالي» الأحادية تهدد مسار الاستقرار في اليمن

العليمي انتقد ما وصفه بالتحركات الأحادية للمجلس الانتقالي الجنوبي (سبأ)
العليمي انتقد ما وصفه بالتحركات الأحادية للمجلس الانتقالي الجنوبي (سبأ)

وضع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، الاثنين، سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في بلاده أمام آخر الأحداث السياسية، والميدانية، بخاصة ما شهدته المحافظات الشرقية في الأيام الماضية من تطورات وصفها بأنها تشكل تقويضاً للحكومة الشرعية، وتهديداً لوحدة القرار الأمني، والعسكري، وخرقاً لمرجعيات العملية الانتقالية.

وذكر الإعلام الرسمي أن العليمي التقى في الرياض سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، وذلك بحضور رئيس مجلس الوزراء سالم صالح بن بريك.

وفي الوقت الذي تواصل فيه السعودية جهودها المكثفة من أجل التهدئة، أشاد العليمي بدور الرياض المسؤول في رعاية جهود التهدئة بمحافظة حضرموت، بما في ذلك التوصل إلى اتفاق يضمن عمل المنشآت النفطية، ومنع انزلاق المحافظة إلى مواجهات مفتوحة.

لكنه أعرب عن أسفه لتعرض هذه الجهود لتهديد مستمر نتيجة تحركات عسكرية أحادية الجانب، أبقت مناخ التوتر وعدم الثقة قائماً على نطاق أوسع. بحسب ما أورده الإعلام الرسمي.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

وطبقاً لوكالة «سبأ»، وضع العليمي السفراء في صورة التطورات الأخيرة في المحافظات الشرقية، مشيراً إلى أن الإجراءات الأحادية التي اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي تمثل خرقاً صريحاً لمرجعيات المرحلة الانتقالية، وتهديداً مباشرا لوحدة القرار الأمني، والعسكري، وتقويضاً لسلطة الحكومة الشرعية، وتهديداً خطيراً للاستقرار، ومستقبل العملية السياسية برمتها.

وأكد العليمي للسفراء أن الشراكة مع المجتمع الدولي ليست شراكة مساعدات فقط، بل مسؤولية مشتركة في حماية فكرة الدولة، ودعم مؤسساتها الشرعية، والحيلولة دون تكريس منطق السلطات الموازية.

تحذير من التداعيات

حذر رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، خلال اجتماعه مع السفراء، من التداعيات الاقتصادية، والمعيشية الخطيرة لأي اضطراب، خصوصاً في محافظتي حضرموت، والمهرة، وأضاف أن ذلك قد يعني تعثر دفع مرتبات الموظفين، ونقص الوقود لمحطات الكهرباء، وتفاقم الأزمة الإنسانية، ونسف كل ما تحقق من إصلاحات اقتصادية، وإضعاف ثقة المانحين بالحكومة الشرعية.

وأكد العليمي أن أحد المسارات الفعالة للتهدئة يتمثل في موقف دولي موحد، واضح وصريح، يرفض الإجراءات الأحادية، ويؤكد الالتزام الكامل بمرجعيات المرحلة الانتقالية، ويدعم الحكومة الشرعية باعتبارها الجهة التنفيذية الوحيدة لحماية المصالح العليا للبلاد.

كما جدد التأكيد على أن موقف مجلس القيادة الرئاسي واضح من تجاربه السابقة بعدم توفير الغطاء السياسي لأي إجراءات أحادية خارج الإطار المؤسسي للدولة، متى ما توفرت الإرادة الوطنية، والإقليمية، والدولية الصادقة.

المجلس الانتقالي الجنوبي يطالب باستعادة الدولة التي كانت قائمة في جنوب اليمن قبل 1990 (أ.ف.ب)

وشدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي على أهمية تكامل مواقف دول التحالف في دعم الحكومة الشرعية، وبما يحمي وحدة مؤسسات الدولة، ويحول دون زعزعة الأمن، والاستقرار في المحافظات المحررة. وفق ما أورده الإعلام الرسمي.

وقال العليمي إن البلاد والأوضاع المعيشية للمواطنين لا تحتمل فتح المزيد من جبهات الاستنزاف، وإن المعركة الحقيقية ستبقى مركزة على استعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني.

كما أكد حرص مجلس القيادة الرئاسي والحكومة على استمرار الوفاء بالالتزامات الحتمية للدولة تجاه مواطنيها، وشركائها الإقليميين، والدوليين، وفي المقدمة السعودية، التي ثمن استجاباتها الفورية المستمرة لاحتياجات الشعب اليمني في مختلف المجالات.

مطالبة بموقف موحد

دعا العليمي خلال الاجتماع مع السفراء المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف موحد يرفض منازعة الحكومة لسلطاتها الحصرية، وممارسة ضغط علني لعودة القوات الوافدة من خارج محافظتي حضرموت، والمهرة، ودعم جهود الدولة والسلطات المحلية للقيام بواجباتها الدستورية في حماية المنشآت السيادية، وتعزيز جهود التهدئة، ومنع تكرار التصعيد.

جانب من اجتماع العليمي في الرياض بالسفراء الراعين للعملية السياسية في اليمن (سبأ)

ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية عن العليمي قوله إن الشعب اليمني وحكومته قادران على ردع أي تهديد، وحماية المركز القانوني للدولة، وأنه حذر من أن سقوط منطق الدولة في اليمن لن يترك استقراراً يمكن الاستثمار فيه، لا في الجنوب، ولا في الشمال، مجدداً دعوته إلى تحمل المسؤولية الجماعية، لمنع انزلاق البلاد إلى مزيد من التفكك، والفوضى.

ونسب الإعلام الرسمي إلى سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن أنهم جددوا التزامهم الكامل بدعم مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة، ووحدة اليمن، واستقراره، وسلامة أراضيه.


«أطباء بلا حدود»: وضع الأطباء في غزة «لا يزال صعباً جداً» رغم الهدنة

رئيس منظمة أطباء بلا حدود جاويد عبد المنعم (أ.ف.ب)
رئيس منظمة أطباء بلا حدود جاويد عبد المنعم (أ.ف.ب)
TT

«أطباء بلا حدود»: وضع الأطباء في غزة «لا يزال صعباً جداً» رغم الهدنة

رئيس منظمة أطباء بلا حدود جاويد عبد المنعم (أ.ف.ب)
رئيس منظمة أطباء بلا حدود جاويد عبد المنعم (أ.ف.ب)

أكَّد رئيس منظمة أطباء بلا حدود جاويد عبد المنعم، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»، أن ظروف المسعفين والمرضى في غزة لا تزال على حالها رغم الهدنة الهشة التي تسري منذ نحو شهرين في القطاع.

وقال عبد المنعم، الأحد، متحدثاً عن ظروف الطواقم الطبية العاملة بمستشفيات غزة إن الوضع «لا يزال صعباً جداً كما كان دائماً»، مضيفاً أن «الرعاية المقدمة للمرضى دون المستوى المطلوب» وأن المساعدات التي تدخل الأراضي الفلسطينية غير كافية.

ودعت المنظمة طرفي النزاع في السودان إلى ضمان حماية العاملين في المجالين الإنساني والطبي.

وقال عبد المنعم: «على كلا الطرفين منح العاملين في المجالين الإنساني والطبي الحرية والحماية وتمكينهم من الوصول إلى السكان»، موضحاً أن طرفي النزاع يواصلان هجماتهما على منشآت الرعاية الصحية.