لبنان: توقيف فريق تلفزيوني أسترالي على خلفية اختطاف طفلين

شارك في تنفيذ العملية وتصويرها في معقل «حزب الله» بالضاحية الجنوبية

مدخل قناة (ناين) الاسترالية التي تورط فريقها التلفزيوني بتوثيق خطف أم استرالية لطفلين لبنانيين من الضاحية الجنوبية في بيروت (غيتي)
مدخل قناة (ناين) الاسترالية التي تورط فريقها التلفزيوني بتوثيق خطف أم استرالية لطفلين لبنانيين من الضاحية الجنوبية في بيروت (غيتي)
TT

لبنان: توقيف فريق تلفزيوني أسترالي على خلفية اختطاف طفلين

مدخل قناة (ناين) الاسترالية التي تورط فريقها التلفزيوني بتوثيق خطف أم استرالية لطفلين لبنانيين من الضاحية الجنوبية في بيروت (غيتي)
مدخل قناة (ناين) الاسترالية التي تورط فريقها التلفزيوني بتوثيق خطف أم استرالية لطفلين لبنانيين من الضاحية الجنوبية في بيروت (غيتي)

تحولت قضية «خلاف عائلي» إلى أزمة دولية شارك فيها أستراليون تم توقيفهم في لبنان، لخطفهم طفلين لبنانيين لصالح أمهما الأسترالية. فبعد ساعات على اختطاف طفلين من آل الأمين في منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت، تمكّنت القوى الأمنية من توقيف الخاطفين، وهم من الجنسية الأسترالية.
وقد تبين أن عملية الخطف جاءت نتيجة خلافات بين الوالد والوالدة التي اتصلت بزوجها، وأبلغته بأن الطفلين معها، بينما أعلنت السلطات الأسترالية يوم أمس، أن فريقًا تلفزيونيًا من محطة أسترالية «احتجز» في لبنان خلال تصوير برنامج، وأنها تعمل بشكل حثيث لتحديد موقعه.
وفي حين طرحت تساؤلات حول الخرق الأمني الذي حصل في الضاحية الجنوبية، حيث سيطرة ما يسمى «حزب الله» اللبناني، أعلن وزير الداخلية اللبنانية نهاد المشنوق أن «الفريق الأسترالي التلفزيوني متواطئ في خطف الطفلين، وهذه مسألة دبلوماسية». في حين أكد وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، أن الوزارة ستتبع الأصول القانونية تعقيبًا على وجود الطفلين في السفارة الأسترالية.
وكانت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أعلنت أن شعبة المعلومات أوقفت أربعة أشخاص من الجنسية الأسترالية مشتبه بهم بخطف الولدين لهالا الأمين، البالغة من 6 سنوات، ونوح الأمين، 4 سنوات. وبحسب مجموعة الإعلام «فيرفاكس» يتألف الفريق من المنتجة تارا براون، وستيفن رايس، ومُصوّرين «حاولوا تصوير عملية تقوم بها وكالة خاصة تنشط في استعادة أطفال، حيث تتّهم سالي فولكنر زوجها علي الأمين بأنه رفض السماح لأولادهما بالعودة إلى أستراليا بعد قضاء عطلة في لبنان». ووفق المعلومات المتداولة، فإن الوالدة كانت قد اتفقت مع فريق عمل التلفزيون في لبنان لمساعدتها على استرجاع ولديها عبر خطفهما وإخراجهما بحرا من لبنان بواسطة يخت تمهيدًا لنقلهما إلى أستراليا. وكانت القناة أجرت مقابلة مع الوالدة قبل عملية الخطف، حيث اتهمت الوالد علي الأمين بخطفهما منذ ستة أسابيع، بعدما أوهمها بأنّه سيأخذهما في عطلة لرؤية عائلته في لبنان.
واتهم الوالد علي الأمين، في مقابلة مع قناة «الجديد»، فريق عمل برنامج «60 دقيقة» الأسترالي بمشاركته في عملية خطف ولديه، ومحاولة قتل والدته بعد ضربها بالمسدس على رأسها. وقال إنهم «يعملون على إبعاد ولدي عني كأني مجرم».
وكان 3 مسلحين يستقلون سيارة «هيونداي» فضية اللون، أقدموا صباح الأربعاء الماضي، على خطف الطفلين من منطقة السان تيريز في الضاحية الجنوبية، وهما ينتظران حافلة المدرسة برفقة جدتهما، وفرّ الخاطفون مع الطفلين إلى جهة مجهولة بعدما ضربا الجدة على رأسها، وقاما بتصوير العملية بأكملها. وأعلنت قوى الأمن الداخلي أن خطف الطفلين يعود إلى خلافات عائلية، والتحقيقات جارية لمعرفة الملابسات.
كما استدعى النائب العام الاستئنافي قبطان اليخت (أجنبي الجنسية)، الذي كان معدًا لنقل الطفلين إلى خارج لبنان. ويتم التحقيق معه لمعرفة كامل ملابسات عملية الخطف والمتورطين فيها، وجميعهم من الجنسية الأسترالية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.