خفض أسعار التذاكر.. أمر بديهي لا يحتاج حتى لمجرد الإشادة به

الأندية وافقت على التضحية بجزء من عائداتها مقابل تقديم بادرة حسن نية طال انتظارها

مشجعو ليفربول يحملون لافتة تقول إن كرة القدم دون جماهير لا تساوي شيئًا («الشرق الأوسط»)
مشجعو ليفربول يحملون لافتة تقول إن كرة القدم دون جماهير لا تساوي شيئًا («الشرق الأوسط»)
TT

خفض أسعار التذاكر.. أمر بديهي لا يحتاج حتى لمجرد الإشادة به

مشجعو ليفربول يحملون لافتة تقول إن كرة القدم دون جماهير لا تساوي شيئًا («الشرق الأوسط»)
مشجعو ليفربول يحملون لافتة تقول إن كرة القدم دون جماهير لا تساوي شيئًا («الشرق الأوسط»)

في خضم رياضة تعاملت منذ فترة بعيدة مع ولاء الجماهير باعتباره أحد المسلمات، ظلت الأندية تتعامل باستعلاء وتجاهل مع المشجعين الذين حرصوا على التنقل من مكان لآخر وراء فريقهم لدعمه وتشجيعه. وفي ظل هذا، عانى هؤلاء المشجعون من الحط من قدرهم والاستغلال ومواجهة التغييرات التي كثيرًا ما تطرأ في اللحظات الأخيرة على المباريات، بجانب اضطرارهم للتنقل بمختلف أرجاء البلاد وراء فريقهم عبر شبكات نقل باهظة التكلفة وغير جديرة بالاعتماد عليها.
ورغم كل هذا، تحملت هذه الفئة من المشجعين هذه المشقة وعملت على التكيف مع هذه المصاعب مقابل الاستمتاع بمشاهدة المباريات حية، وهو شعور مثير، أصبح كثيرون يفتقرون إليه على نحو متزايد داخل الوطن. وهنا، يتضح أن التحرك نحو إقرار حد أقصى على تذاكر مباريات الذهاب بحيث لا تتجاوز 30 جنيهًا إسترلينيًا أمر بديهي لا يحتاج حتى مجرد الإشادة به. ونقف هنا في مواجهة واحدة من اللحظات النادرة التي تحدثت خلالها جماهير الأندية وأنصتت لهم إداراتها. وعند النظر لهذا القرار من منظور العلاقات العامة، نجد أن الأندية وافقت على التضحية بجزء من عائداتها مقابل تقديم بادرة حسن نية طال انتظارها تجاه أكثر عملائهم ولاءً. كما أن هذه الفئة ذاتها من المشجعين الذين يحرصون على حضور مباريات الذهاب تسهم بصورة مباشرة في العائدات الضخمة وراء حقوق البث التلفزيوني من خلال خلق المناخ العام الذي يعتمد عليه الدوري الإنجليزي الممتاز بشدة في اجتذاب الأنظار إليه، خاصة بالخارج. وقد واجه الموسم الحالي المتميز بقدر استثنائي من الإثارة لمخاطر كبيرة بسبب جشع المسؤولين.
ورغم ذلك، فإن التأثير الإيجابي للقرار الخاص بفرض حد أقصى على أسعار تذاكر الذهاب تلاشى الآن في خضم انطباع عام بأن مسؤولي الدوري أجبروا بقوة، ورغمًا عن أنوفهم على تقديم هذا التنازل الزهيد. إلا أنه مع اتفاق المسؤولين على الحد الأقصى للتذكرة، والذي يزيد 10 جنيهات إسترليني عن السقف الذي طالب بإقراره اتحاد مشجعي كرة القدم، تمكنت الأندية على الأقل من تقديم بادرة تحمل معنى حقيقيًا من شأنها الحفاظ على أموال أكثر مشجعيها ولاءً ويقوض أكثر الحجج احتيالاً ومراوغة التي سبق أن ساقتها الأندية ضد اتخاذ هذه الخطوة.
من بين تلك الحجج الزعم بأن فرض حد أقصى على تذاكر مباريات الذهاب عند مستوى أقل من السعر المفروض على الجماهير بالمباريات المقامة على أرض النادي، سيثير موجة غضب عارمة. كما زعم بعض المسؤولين أن التنازل ولو عن جزء يسير من حقهم في تحديد الأسعار الخاصة بأنديتهم سيفتح أبواب الجحيم أمام ثورة ماركسية.
وكان من بين هؤلاء المسؤولين من سبق وسخر من النصر الصغير الذي حققته جماهير ليفربول. إلا أنه مع إقدامهم على هذه الخطوة الأخيرة التي ألغت التوجه السابق لملاك الأندية وغرس بذور الشك داخل مجالس إدارات الأندية بمختلف أرجاء البلاد، قدم المسؤولون بهذا خدمة جليلة لعاشقي كرة القدم بكل مكان. ومع ذلك، سيظل مسؤولو الدوري الإنجليزي الممتاز على الصعيد غير المعلن متمسكين بحجتهم القائلة أنه لا سلطة لهم على مسؤولي الأندية بوجه عام، وأنهم لا يزالون رهينة بأيدي 20 ناديا مجتمعة حول طاولة التفاوض. في المقابل، ستنقسم الأندية فيما بينها كل يتبع مصلحته الخاصة.
أما واقع الأمر، فيشير إلى أن مسؤولي الدوري الإنجليزي الممتاز نجحوا في تحقيق زيادات ضخمة في عائدات حقوق البث (من 63 مليون جنيه إسترليني للموسم عام 1992 إلى 2.77 مليار جنيه إسترليني موسم 2016 - 2017)، ما يثبت أن المسؤولين التنفيذيين بالدوري الممتاز يتمتعون بالفعل بقدر أكبر من السلطة عما يبدون استعدادهم لممارسته على أرض الواقع. ولا يبدون كامل سلطاتهم إلا من حين لآخر، حسب الرغبة. لذا دعونا نأمل في أن يكون هذا القرار الأخير بداية لعلاقة جديدة أكثر نضجًا بين الأندية والمشجعين، وأن تقدم الأندية أخيرا على استغلال الأسعار المرتفعة من ناحية لدعم أسعار التذاكر لفئات معينة من المشجعين ومن ناحية أخرى - بحيث لا يقتصر الأمر على المشجعين الذين يحرصون على حضور مباريات الذهاب، وإنما يمتد الدعم كذلك لما هم دون الـ18 والمتقاعدين.
والملاحظ وجود قوتين متعارضتين هنا، فعلى جانب نجد أن دخول مبيعات تذاكر المباريات أصبحت تشكل نسبة أقل من إجمالي عائدات الأندية. بيد أنه على الجانب الآخر نجد أنه بالنظر إلى أسلوب تقاسم أموال حقوق البث التلفزيوني بين الأندية داخل الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن جماهير الاستاد تمثل عنصرًا محوريًا يمكنه منح نادٍ بعينه ميزة تنافسية أمام آخرين. والمؤكد أن غالبية الأندية ستقدم على القرار المنطقي بتجميد الأسعار مجددًا. وقد تدرك كذلك أن استنزاف المشجعين ماليًا حتى الرمق الأخير ليس باستراتيجية مستدامة على المدى البعيد. ومن هذه الزاوية، فإن قرار فرض حد أقصى على أسعار تذاكر مباريات الذهاب قد يبدو مجرد البداية.



«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
TT

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)

استعاد باير ليفركوزن حامل اللقب نغمة الانتصارات بفوزه الكاسح على مضيفه هوفنهايم 4 - 1، السبت، ضمن المرحلة الثالثة للدوري الألماني لكرة القدم.

وكان «فيركسليف» تعرّض لخسارته الأولى هذا الموسم على يد لايبزيغ في المرحلة الثانية 2 - 3، وهي الأولى أيضاً في الدوري منذ 463 يوماً، وتحديداً منذ سقوطه أمام بوخوم 0 - 3 في مايو (أيار) 2023.

وسجّل لليفركوزن الفرنسي مارتين تيرييه (17) والنيجيري فيكتور بونيفاس (30 و75) وتيمو فيرتس (71 من ركلة جزاء)، فيما سجّل لهوفنهايم ميرغيم بيريشا (37).

ورفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس، فيما تجمّد رصيد هوفنهايم عند 3 نقاط في المركز الـ12.

وحصد شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي فوزه الأول هذا الموسم بعد انطلاقة متعثرة بتخطيه مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3 - 1.

وسجّل لشتوتغارت دينيز أونداف (21) والبوسني إرميدين ديميروفيتش (58 و61)، في حين سجّل لمونشنغلادباخ الفرنسي الحسن بليا (27).

واستهل شتوتغارت الموسم بشكل سيئ، فخسر مباراته الأولى أمام فرايبورغ 1 - 3، ثمّ تعادل أمام ماينتس 3 - 3.

وفشل لايبزيغ في تحقيق فوزه الثالث من 3 مباريات بعد أن اكتفى بالتعادل أمام أونيون برلين من دون أهداف.

وكانت الفرصة سانحة أمام لايبزيغ لاعتلاء الصدارة بالعلامة الكاملة، لكنه فشل في هزّ شباك فريق العاصمة.

وفي النتائج الأخرى، فاز فرايبورغ على بوخوم 2 - 1.

ويدين فرايبورغ بفوزه إلى النمساوي تشوكوبويكي أدامو (58 و61)، بعدما كان الهولندي ميرون بوادو منح بوخوم التقدم (45).

ورفع فرايبورغ رصيده إلى 6 نقاط من 3 مباريات، فيما بقي بوخوم من دون أي فوز وأي نقطة في المركز الأخير.

كما تغلب أينتراخت فرانكفورت على مضيفه فولفسبورغ 2 - 1.

وتألق المصري عمر مرموش بتسجيله هدفي الفوز لفرانكفورت (30 و82 من ركلة جزاء)، في حين سجّل ريدل باكو هدف فولفسبورغ الوحيد (76).

ويلتقي بايرن ميونيخ مع مضيفه هولشتاين كيل الصاعد حديثاً في وقت لاحق، حيث يسعى العملاق البافاري إلى مواصلة انطلاقته القوية وتحقيق فوزه الثالث بالعلامة الكاملة.

وتُستكمل المرحلة، الأحد، فيلتقي أوغسبورغ مع ضيفه سانت باولي، فيما يلعب ماينتس مع فيردر بريمن.