قادة أوروبيون يدشنون مجمعًا للاجئين السوريين في جنوب تركيا منتصف الشهر الحالي

داود أوغلو: أرسلنا 78 منهم إلى ألمانيا بموجب الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي

لاجئون من أفغانستان وباكستان يحتجون ضد قرار بإعادتهم إلى تركيا في جزيرة ليسبوس اليونانية أمس (إ.ب.أ)
لاجئون من أفغانستان وباكستان يحتجون ضد قرار بإعادتهم إلى تركيا في جزيرة ليسبوس اليونانية أمس (إ.ب.أ)
TT

قادة أوروبيون يدشنون مجمعًا للاجئين السوريين في جنوب تركيا منتصف الشهر الحالي

لاجئون من أفغانستان وباكستان يحتجون ضد قرار بإعادتهم إلى تركيا في جزيرة ليسبوس اليونانية أمس (إ.ب.أ)
لاجئون من أفغانستان وباكستان يحتجون ضد قرار بإعادتهم إلى تركيا في جزيرة ليسبوس اليونانية أمس (إ.ب.أ)

أعلن رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو، أمس، أن قادة أوروبيين، من بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، سيدشنون في 16 أبريل (نيسان) الحالي في كيليس، جنوب شرقي تركيا، مجمعا للاجئين السوريين بني بتمويل من الاتحاد الأوروبي.
وقال أوغلو، في كلمة أمام البرلمان: «سندشن مع قادة أوروبيين، وعلى رأسهم السيدة ميركل، مدرسة ومستشفى بنيا في كيليس بتمويل من الاتحاد الأوروبي».
يشار إلى أن كيليس هي مدينة تركية تقع على الحدود السورية مباشرة، ويوجد فيها مخيم كبير للاجئين الذين فروا من الحرب الأهلية في سوريا. وخصص التمويل الأوروبي بقيمة ثلاثة مليارات يورو ليستفيد منه 2.7 مليون لاجئ سوري يعيشون في تركيا، ويشكل إحدى النقاط الرئيسية في اتفاق بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي بهدف وقف تدفق الهجرة إلى أوروبا.
كما أعلن رئيس الوزراء التركي أن بلاده أرسلت 78 سوريا إلى ألمانيا، في إطار الاتفاق المبرم مع الاتحاد الأوروبي بهدف إغلاق الطريق الرئيسي الذي استخدمه أكثر من مليون شخص فروا من الحرب والفقر للوصول إلى أوروبا.
بدوره، قال مسؤول حكومي تركي إن تركيا ستستقبل نحو 200 مهاجر «غير شرعي» من جزر يونانية، اليوم، بعد أن كثفت مساعيها هذا الأسبوع لإغلاق مسار تهريب رئيسي يستغله من يهربون من الحرب والفقر بهدف الوصول لأوروبا. وكان قاربا ركاب تركيان يحملان 136 مهاجرا معظمهم من الباكستانيين من جزيرة ليسبوس وصلا إلى بلدة ديكيلي التركية، أول من أمس؛ اليوم الذي سرى فيه الاتفاق.
وبدأ تطبيق الاتفاق المثير للجدل، الموقع في 18 مارس (آذار) بين أنقرة والاتحاد الأوروبي حول الهجرة، أول من أمس مع ترحيل 202 شخص من الجزر اليونانية إلى تركيا. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أشاد داود أوغلو بالعملية، واعتبر أن بحر إيجيه الفاصل بين تركيا واليونان لن يشهد بعد الآن غرق الكثيرين وموتهم في السفن التي تنقل مهاجرين غير شرعيين، ولن يكون «مقبرة المهاجرين».
بدورها، شككت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، أمس، في قانونية إبعاد 13 مهاجرا، أول من أمس، إلى تركيا كانوا يريدون اللجوء. وقال ممثل المفوضية التابعة للأمم المتحدة في اليونان فيليب لوكليرك لوكالة الصحافة الفرنسية: «نخشى أن يكون 13 شخصا، معظمهم من الأفغان، كانو أعربوا عن رغبتهم في طلب اللجوء، قد عجزوا عن تسجيل أسمائهم في الوقت المناسب»، وتم إبعادهم. وأضاف أن المفوضية العليا للاجئين تجري محادثات مع السلطات التركية للتأكد من إمكانية منح حماية لهؤلاء، في حال رغبت بذلك. وحسب لوكليرك، فإن هؤلاء الأشخاص الـ13 هم ضحية «الفوضى»، بعد فرار مئات المهاجرين، الجمعة، إلى خارج مخيم الاعتقال في فيال، حيث كان يفترض أن تتم عملية تنسيق إبعادهم.
وحذرت المفوضية العليا للاجئين من أي تطبيق متسرع للاتفاق الأوروبي التركي، مشيرة إلى التعقيدات في تطبيقه حول احترام حق اللجوء الذي تعهد به الاتحاد الأوروبي. وأكدت السلطات اليونانية أن أيا من المهاجرين الـ202 المبعدين، بينهم سوريان، لم يتقدم رسميا بأي طلب لجوء.
من جهة أخرى، أعرب وزير الخارجية الألماني فرانك - فالتر شتاينماير عن أمله في أن تؤدي اتفاقية اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا إلى تهدئة حدة الجدال داخل الاتحاد. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شتاينماير قوله، أمس، خلال لقائه مع نظيره الفرنسي جان - مارك إيرو، في ضاحية لاسيل سان كلود بالقرب من باريس، إنه «عندما يتبين أن الاتفاقية فعالة، وأن الوضع العام يتجه نحو التهدئة، من الممكن أن ينشأ وضع نعود من خلاله إلى حوار أوروبي مشترك». وأضاف شتاينماير أنه يمكن بعد ذلك في هذه الحالة مناقشة قضايا لا تزال معلقة في سياسة اللجوء والهجرة مجددا بطريقة بناءة بصورة أكبر «مما كان عليه الحال في الماضي في بعض الأوقات».



القضاء الكوري الجنوبي يُصدر مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المعزول

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية وو وون - شيك في سيول (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية وو وون - شيك في سيول (أ.ف.ب)
TT

القضاء الكوري الجنوبي يُصدر مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المعزول

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية وو وون - شيك في سيول (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية وو وون - شيك في سيول (أ.ف.ب)

أصدر القضاء في كوريا الجنوبية مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المعزول تتيح للمحققين القيام بمحاولة ثانية لاعتقال يون سوك يول المتحصن في مقر إقامته في سيول تحت حماية حرسه، فيما أعلن زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون أن بلاده اختبرت بنجاح، الاثنين، صاروخاً فرط صوتي جديداً سيساهم في ردع «جميع الخصوم» في المحيط الهادئ، على ما أوردت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية الثلاثاء.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال لقائه نظيره الكوري الجنوبي شو تاي-يول (أ.ف.ب)

ويجري مكتب مكافحة الفساد والشرطة وإدارة التحقيقات بوزارة الدفاع تحقيقاً مشتركاً في محاولة يون سوك يول فرض الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) وإغلاق البرلمان بقوة الجيش.

وبرر الرئيس المحافظ المعزول الذي لطالما واجه عمله السياسي عرقلة من البرلمان ذي الغالبية المعارضة، هذا الإجراء لكونه يريد حماية البلاد من «القوى الشيوعية الكورية الشمالية» و«القضاء على العناصر المعادية للدولة».

تحاول الشرطة إيقاف المتظاهرين خلال مظاهرة ضد الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول بالقرب من مقر إقامته الرسمي في سيول بكوريا الجنوبية (رويترز)

واضطرّ الرئيس للتراجع عن خطوته المفاجئة بعد ساعات من إعلانها وتمكّن النواب من الاجتماع في البرلمان الذي طوّقته القوات العسكرية، والتصويت لصالح رفع الأحكام العرفية، تحت ضغط آلاف المتظاهرين. وعزل البرلمان يون من منصبه في 14 ديسمبر، ورُفعت شكوى ضده بتهمة «التمرد»، وهي جريمة عقوبتها الإعدام و«إساءة استخدام السلطة» وعقوبتها السجن 5 سنوات.

وجاء في بيان أصدره المحققون، الثلاثاء، «إن مذكرة التوقيف الجديدة ضد المشتبه به يون صدرت بعد ظهر اليوم» بتوقيت سيول، بسبب محاولة إعلانه الأحكام العرفية لفترة وجيزة.

انتهت مهلة مذكرة التوقيف الأولى الصادرة في 31 ديسمبر، الاثنين، دون أن يتمكن مكتب التحقيق في الفساد من توقيف يون لاستجوابه.

والجمعة، حاول المحققون بمؤازرة الشرطة دخول مقر إقامة يون لاعتقاله لكنهم واجهوا حوالى 200 جندي وعنصر في جهاز الأمن الرئاسي، وتراجعوا بعد استحالة تنفيذ المذكرة القضائية بعد 6 ساعات من المواجهة التي شابها توتر.

موالون للرئيس المعزول يون سوك يول يتظاهرون في سيول صباح اليوم احتجاجاً على أمر الاعتقال (أ.ب)

وأعلن الحزب الديموقراطي المعارض، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أنه قدم شكوى ضد الرئيس المؤقت شوا سانغ موك بتهمة «التقصير في أداء الواجب»، لأنه لم يفلح في منع جهاز الحراسة عن اعتراض «توقيف» يون. وطلب الجهاز المكلف التحقيق مساء الاثنين من محكمة منطقة غرب سيول تمديد المهلة المحددة لمذكرة التوقيف.

وعزا يون بوك نام، رئيس جمعية «محامون من أجل مجتمع ديموقراطي»، فشل المحاولة الأولى لتوقيف الرئيس المخلوع في المقام الأول إلى افتقار مكتب مكافحة الفساد الذي لم يمض على تأسيسه أربع سنوات، ويعمل فيه أقل من مائة موظف، إلى الخبرة، فهو لم يوجه اتهاماً إلى أي شخص حتى الآن.

وأوضح يون: «بطبيعة الحال، ليست لديهم خبرة في الاعتقالات، ناهيك عن اعتقال الرئيس»، مشيراً إلى أن «تعاون الشرطة ضروري».

ونشب خلاف بين مكتب مكافحة الفساد والشرطة حول دور كل منهما في عملية التوقيف، فقد تحدث المكتب عن افتقاره إلى الخبرة في هذا المجال، ورغبته بتولي الشرطة مهمة تنفيذ المذكرة، وردت الشرطة بأن المسؤولية تقع على عاتق المكتب. وأقر المكتب في نهاية الأمر بأن هذا الإجراء ضمن مهامه، في حين أكدت الشرطة أنها ستوقف حرس الرئيس في حال قاموا بعرقلة العملية ضد يون سوك يول.

متظاهرون يطالبون باعتقال الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يحضرون تجمعاً بالقرب من المقر الرئاسي في سيول (أ.ب)

وتعهد يون، الأسبوع الماضي، في بيان، بـ«القتال حتى النهاية». وطعن محاموه في قانونية مذكرة التوقيف واختصاص مكتب مكافحة الفساد، وأوضحوا أن القانون يمنح هذه الهيئة سلطة التحقيق في عدد محدد من الجرائم التي يرتكبها مسؤولون رفيعو المستوى، لكن القائمة لا تشمل جريمة «التمرد».

وبعد إصدار مذكرة التوقيف الأولى، خيّم أنصار يون ومعارضوه خارج مقر إقامته الرئاسي متحدين البرد، لكن قبل إصدار المذكرة الجديدة، تضاءل عدد أنصار يون بشكل كبير، الثلاثاء، وفق ما شاهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية في المكان.

وإذ عزل البرلمان، يون، ما أدى إلى كفّ يده عن مزاولة مهماته، فإنه لا يزال رئيساً بانتظار بتّ المحكمة الدستورية بقرار العزل بحلول منتصف يونيو (حزيران). وتبدأ المحاكمة في 14 يناير وستستمر حتى في حال عدم مثوله. وإذا صادقت على العزل، فسيتم تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة في مدة شهرين.

من جهة أخرى، أجرت بيونغ يانغ التجربة الصاروخية الجديدة أثناء زيارة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى كوريا الجنوبية، وقبل أسبوعين من تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة. وقال كيم الذي أشرف على عملية الإطلاق برفقة ابنته جو إي إن «نظام الصواريخ الفرط صوتي المتوسط المدى» يهدف إلى تعزيز الردع النووي للبلد تدريجياً. وأكد أن هذا السلاح الجديد «سيردع بشكل موثوق أي خصوم في منطقة المحيط الهادئ يمكن أن يؤثروا على أمن دولتنا».

وذكرت الوكالة الرسمية أنه تم استخدام «مركّب جديد من ألياف الكربون» لمحرك الصاروخ، كما «أدخلت وسيلة جديدة... إلى نظام التحكم في الطيران والتوجيه».

A photo released by the official North Korean Central News Agency (KCNA) shows the launch of an intermediate-range ballistic missile (IRBM) with a hypersonic warhead as payload, at an undisclosed location in North Korea, 06 January 2025 (issued 07 January 2025). EPA/KCNA EDITORIAL USE ONLY

ويسمح استخدام ألياف الكربون في صنع صاروخ بتخفيف وزنه، بالتالي زيادة مداه وقدرته على المناورة، لكنه يصعب السيطرة على هذه التكنولوجيا بسبب ضعف قدرة هذه المادة المركبة على مقاومة درجات حرارة مرتفعة. ويصنف صاروخ بأنه فرط صوتي حين تزيد سرعته عن 6 آلاف كلم في الساعة، ما يزيد بـ5 مرات عن سرعة الصوت.

وأوضح يانغ مو جين، رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «ما هو مقلق في هذا الصاروخ أن هذه التكنولوجيا لا تمتلكها حالياً سوى روسيا والصين والولايات المتحدة». وتابع: «من أجل الوصول إلى مثل هذه السرعة، لا بد من استخدام مواد قادرة على مقاومة ظروف قصوى».

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية أن الصاروخ أطلق من منطقة بيونغ يانغ واجتاز 1500 كلم بسرعة «ماخ 12» التي تزيد 12 مرة عن سرعة الصوت، قبل أن يسقط في بحر اليابان أو بحر الشرق، حسب التسمية الكورية. وأكد كيم جونغ أون «أن هذه الخطة والجهد هما حتماً للدفاع عن النفس وليسا خطة وعملاً هجوميّين». لكنّه شدد على أنه «لا يمكن للعالم تجاهل أداء» هذا الصاروخ القادر، على حد قوله، على «توجيه ضربة عسكرية خطرة لخصم بكسره بفاعلية أيّ حاجز دفاعي صلب». وأكد كيم أن «تطوير القدرات الدفاعية لكوريا الشمالية التي تهدف لأن تكون قوة عسكرية، سيتسارع بشكل أكبر».

وهذه أول عملية إطلاق صاروخ تقوم بها كوريا الشمالية في العام الجديد، بعد آخر عملية أجرتها في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) قبل ساعات من الانتخابات الرئاسية الأميركية. وندد بلينكن بعملية الإطلاق، مؤكداً أن بيونغ يانغ تتلقى «معدات وتدريباً عسكرياً» من روسيا.

من جانبه، ندد رئيس كوريا الجنوبية بالوكالة، تشوي سانغ موك، الثلاثاء، بـ«تهديد خطير» للأمن الإقليمي. ورأى المحللون في إطلاق الصاروخ وتصريحات كيم جونغ أون رسالة موجهة إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.