مصر تنعى رحيل مهندس ائتلاف الأغلبية الجديدة داخل البرلمان

كبار المسؤولين شاركوا في جنازة اللواء سامح سيف اليزل

اللواء سامح سيف اليزل («الشرق الأوسط»)
اللواء سامح سيف اليزل («الشرق الأوسط»)
TT

مصر تنعى رحيل مهندس ائتلاف الأغلبية الجديدة داخل البرلمان

اللواء سامح سيف اليزل («الشرق الأوسط»)
اللواء سامح سيف اليزل («الشرق الأوسط»)

شيعت في مصر أمس جنازة اللواء سامح سيف اليزل، ضابط المخابرات السابق ورئيس ائتلاف «دعم مصر»، الذي يمثل الأغلبية في البرلمان المصري الجديد. شارك في الجنازة، التي أجريت من مسجد «المشير طنطاوي» شرق القاهرة، العميد عبد السلام سلمان، نائبا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، ووكيلا مجلس النواب، والمستشار مجدي العجاتي وزير الشؤون القانونية، وعدد من الوزراء والرموز الحزبية وأعضاء مجلس النواب.
كان اليزل قد توفي عن عمر ناهز 70 عاما بعد معاناة كبيرة من المرض. وقد بدأ حياته ضابطا في الحرس الجمهوري، ثم بالمخابرات الحربية، لينتقل إلى المخابرات العامة المصرية وتدرج بها إلى رتبة لواء.
تخرج اليزل من الكلية الحربية عام 1956. وشارك في حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973. وهو رئيس سابق للفرع الإقليمي لشركة «جي فور إس» الأمنية، وهي شركة متعددة الجنسيات بريطانية الأصل للخدمات الأمنية.
عرف اليزل في وسائل الإعلام منذ سنوات بالخبير السياسي والأمني بسبب رئاسته لمركز الجمهورية للدراسات والأبحاث السياسية والأمنية. وظل خلال السنوات السابقة وجها معتاد التردد على جميع القنوات التلفزيونية والصحف للتعقيب على الأوضاع السياسية والأمنية الداخلية.
وبعد أن كان من أبرز معارضي نظام حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي والإخوان المسلمين، ومن مؤيدي مشاركة الجيش في الحياة السياسية، باعتباره أحد أبناء المؤسسة العسكرية. لمع اسمه أكثر خلال قيادته لتشكيل قائمة «في حب مصر» التي حصدت جميع مقاعد البرلمان المخصصة لنظام القوائم خلال الانتخابات التشريعية الماضية، والتي كانت تتهم بأنها تشكل من قبل الأجهزة الأمنية بالدولة. كما ترأس ائتلاف «دعم مصر» الذي أصبح يشكل الأغلبية البرلمانية حاليا.
من جانبه، نعى علي عبد العال رئيس مجلس النواب باسمه وباسم أعضاء المجلس اللواء اليزل. وقال عبد العال في بيان له أمس إن «اليزل كان ابنا من أبناء مصر الذين خرجوا من نبتها الطيب وطنيًا مخلصًا أفنى حياته في حب مصر والدفاع عن ترابها وتميز بالوقار والاعتدال».
وأضاف أن «اليزل وافته المنية بعد حياة ثرية بالعطاء في مختلف مجالات العمل الوطني، واختتمها بجليل الأعمال بتمثيله الأمة نائبا عن الشعب.. فكانت له مواقفه الوطنية المأثورة من أجل وحدة الكلمة والاصطفاف من أجل المصالح العليا للوطن، مدافعًا عن ثمار ثورة شعب مصر العظيم».
وقال شريف إسماعيل رئيس الوزراء إن «الفقيد كان يتحلى بقيم الشجاعة والوطنية والقدرة على التحليل الاستراتيجي، كما قدم الكثير في سبيل وطنه خلال عمله في القوات المسلحة، وكذا العمل الدبلوماسي والسياسي والبرلماني والمجتمع المدني».
ونعى الأزهر وعدد من القوى السياسية اللواء اليزل. وقال الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد إن «الراحل شخصية وطنية، وسياسي عف اللسان، عمل رغم مرضه حتى أيامه الأخيرة من أجل وطنه الذي أحبه». وقال بيان لحزب المصريين الأحرار إنه «استقبل خبر وفاة اليزل بحزن شديد».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.