مسرحية «فاكوطوم» تطل من المغرب في ختام ملتقى المسارح بالقيروان

عروض تضمنت تظاهرة «اللبيب من الإشارة يفهم» المخصصة للصم

جانب من المسرحيات
جانب من المسرحيات
TT

مسرحية «فاكوطوم» تطل من المغرب في ختام ملتقى المسارح بالقيروان

جانب من المسرحيات
جانب من المسرحيات

كان العرض الختامي لملتقى المسارح في مدينة القيروان مغربيًا، تفاعل من خلاله الجمهور العاشق للفن الرابع مع مسرحية «فاكوطوم» لمسرح الآفاق من المغرب الشقيق.
وتروي المسرحية بأسلوب الفكاهة السوداء، حكاية فاكوطوم؛ الممثل والراوي في بيوغرافيا ذاتية وحكاية مسار أُرغم عليه دون أن يكون له مشاركة في تحديد أهم معالمه، وتعرض المسرحية سيرة حياة مواطن غير محدد الهوية في وطن لم يختره، وقانون لم يُبدِ يوما رأيه فيه، وحكم نُفذ عليه دون حق الاستماع إلى لسان الدفاع عنه.
وكان الملتقى مناسبة للتمتع بكثير من العروض المسرحية المقبلة إلى تونس من الجزائر والمغرب وفرنسا. وكان افتتاح العروض بمسرحية فرنسية - تونسية «حياة جديدة»، وهي تروي حكاية رحيل شابة لأسباب وجودية، حيث عرّى النص ما تعانيه المرأة من ممنوعات وعادات وأخطاء وغموض وموروثات جعلتها تنفجر وتتمرد وتهرب إلى الأمام.
وعرف الملتقى عرض مسرحية «اللبيب من الإشارة يفهم» التونسي، وهي للممثل عبد المنعم شويات وتعتمد لغة الإشارات وفن القص باللهجة العامية، وهي تجربة حديثة في هذا المجال تعمل على تطوير التواصل والإدماج بين الأصم والسامع، حيث تعتبر الأصم مواطنًا له الحق في الثقافة. ويرتكز هذا العمل على منهج جرزي غروتفسكي في الأداء باعتماده على الممثل وحده وإلغاء كل المتممات الأخرى من الإضاءة والديكور وخصوصًا الموسيقى، حتى يكون الأصم على المستوى ذاته من التقبل مع السامع.
وحول هذه الدورة الأولى لملتقى المسارح التي استمرت من 27 مارس الماضي إلى الثاني من أبريل (نيسان) الحالي، قال المسرحي التونسي حمادي الوهايبي ومؤسس هذه التظاهرة لـ«الشرق الأوسط» إنها مجموعة من النوافذ مفتوحة على أحلامنا وأحلامكم، وهي بمثابة لقاء يجمع المريدين بقطبه وفنهم على حد تعبيره. إنه دعوة مختلفة للائتلاف والاختلاف في الآن ذاته، فكلما اختلفنا اقتربنا من إنسانيتنا ورجعنا إلى أصلنا الطبيعي.
كما أشار إلى أن محاولة بعث هذا المهرجان بالقيروان بدأت منذ عشر سنوات مضت عن طريق مسرح «عين» غير أن السلطة وقتها أزعجها السياق (على حد قوله)، فأجهضت المشروع قبل أن يرى النور، وما إعادة تنفيذ الفكرة إلا تشبثًا بالأمل وانطلاقًا نحو مزيد من الانفتاح على تجارب الأشقاء والأصدقاء.
وتضمنت الدورة أيضًا تربصًا حول الممثل والكاميرا، تأطير المخرج التونسي نجيب مناصرية، شارك فيه كثير الممثلين من داخل المركز وخارجه.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.