قتلى وعشرات الجرحى في 3 هجمات انتحارية في بغداد

تحطّم مروحية عسكرية عراقية ونجاة طاقمها

قتلى وعشرات الجرحى في 3 هجمات انتحارية في بغداد
TT

قتلى وعشرات الجرحى في 3 هجمات انتحارية في بغداد

قتلى وعشرات الجرحى في 3 هجمات انتحارية في بغداد

قتل عشر أشخاص على الأقل وجرح أكثر من 40 آخرين، في ثلاث هجمات انتحارية استهدفت اليوم (الاثنين)، مناطق متفرقة في العاصمة بغداد وجنوبها، حسبما أعلنت مصادر أمنية وطبية عراقية لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة، إنّ "ثلاثة اشخاص قتلوا وأصيب 14 آخرون بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف حاجز تفتيش لقوات الامن عند جسر المثنى" شمال شرقي بغداد. ووقع الهجوم حوالى 08:45 (05:45 تغ) ضد حاجز تفتيش لقوات أمنية مشتركة من الجيش والشرطة، وفقا للمصدر نفسه.
وأضاف الضابط، أنّ "ثلاثة من عناصر الحشد الشعبي قتلوا وأصيب تسعة آخرون في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف تجمعا للحشد الشعبي". ووقع الهجوم حوالى الساعة 10:30 (07:30 تغ) على الطريق الرئيس في بلدة المشاهدة (30 كلم شمال بغداد). وأكدت مصادر طبية في مستشفيات مدينة الطب والكاظمية، حصيلة الضحايا.
وفي مدينة الناصرية (305 كلم جنوب بغداد)، قال ضابط برتبة مقدم في الشرطة إنّ "اربعة اشخاص قتلوا وسقط 22 جريحًا في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف قوات الحشد الشعبي". مضيفًا أنّ "الهجوم وقع حوالى الساعة 10:00 (07:00 تغ) لدى وجود عناصر من قوات الحشد الشعبي عند مطعم في منطقة ابوغار" الواقعة إلى الجنوب من مدينة الناصرية. كما أكّد مصدر طبي في مستشفى سوق الشيوخ (جنوب الناصرية) حصيلة الضحايا.
ولم تتبن أي جهة الهجمات؛ لكن تنظيم "داعش" يعتمد هذا الأسلوب في هجماته.
وتأتي الهجمات بالتزامن مع تواصل العمليات التي تنفذها قوات عراقية بمشاركة الحشد الشعبي مدعومة من ايران، ومساندة قوات بقيادة واشنطن لاستعادة السيطرة على مناطق تخضع لسيطرة المتطرفين.
على صعيد منفصل، تحطمت مروحية عسكرية عراقية صباح اليوم، ونجا طاقمها المؤلف من ثلاثة أشخاص اثر خلل فني جنوب مدينة الكوت كبرى مدن محافظة واسط الواقعة جنوب شرقي بغداد 160 كلم، حسب مصادر أمنية.
وافاد مسؤول في قيادة العمليات المشتركة بأنّ "طائرة تدريب من طراز ام ا ي 35" تحطمت نتيجة خلل فني من دون خسائر (بشرية) في جنوب الكوت".
فيما أفاد مصدر أمني بأنّ الحادث وقع عند الساعة العاشرة صباحا (7:00 تغ) ونجا الطاقم المؤلف من طيارين برتبة ملازم، وفني.
من جانبه، أكّد رئيس اللجنة الامنية في المحافظة صاحب الجليباوي نجاة الطاقم، قائلًا إنّ الطائرة تعود لقاعدة الكوت الجويه وكانت في مهمه تدريبية.
وسقطت الطائرة في منطقة زراعية على بعد خمسة كيلومترات جنوب الكوت واشتعلت النيران فيها.
وهذا ثاني حادث في هذه المدينة خلال شهر ونصف، حيث قتل تسعة عسكريين، بينهم ضابطان، اثر تحطم طائرة من طراز "ام اي 17" في 16 فبراير (شباط) الماضي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.