محافظ لحج: نحن والتحالف عازمون على تطهير المحافظة من الإرهابيين

العاصمة المؤقتة تختتم فعالياتها الاحتفالية بذكرى انطلاقة «عاصفة الحزم»

محافظ لحج: نحن والتحالف عازمون على تطهير المحافظة من الإرهابيين
TT

محافظ لحج: نحن والتحالف عازمون على تطهير المحافظة من الإرهابيين

محافظ لحج: نحن والتحالف عازمون على تطهير المحافظة من الإرهابيين

أكد الدكتور ناصر الخبجي محافظ لحج، رئيس اللجنة الأمنية، أن قيادة المحافظة، تأخذ على عاتقها اليوم المهمة الأولى وهي مكافحة الإرهاب، وهي المهمة نفسها التي يسعى لتحقيقها تحالف عربي وإسلامي ودولي، مضيفًا «نحن والتحالف عازمون على تطهير لحج من الجماعات الإرهابية التي تتحرك بتعليمات الرئيس المخلوع صالح»، مضيفا أن حليف الحوثيين صالح هو من يمولها ويقف خلفها لزعزعة الأمن والاستقرار وإظهار لحج والجنوب كبيئة حاضنة للإرهاب «ونحن عازمون بقوة لت طهير المحافظة بالكامل». وشدد المحافظ الخبجي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على ضرورة العمل المشترك بين الأجهزة الأمنية والعسكرية، والمقاومة الجنوبية، إضافة إلى أهمية تعاون المواطنين بالمحافظة مع الإجراءات الأمنية ومساهمتهم فيها، ووقوفهم إلى جانب قوات الأمن وقيادة المحافظة الإدارية والأمنية، لحماية لحج وعاصمتها من الأعمال التخريبية، ونشاطات الجماعات الإرهابية.
وكانت اللجنة الأمنية بالمحافظة برئاسة المحافظ الدكتور ناصر الخبجي قد ناقشت أمس السبت الملف الأمني بالمحافظة بحضور مدير أمن المحافظة العميد عادل الحالمي، وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية بمحور العند، وقيادات المقاومة الجنوبية، وتناولت ترتيبات إعادة بسط الأمن في الحوطة وتبن، وتفعيل الأجهزة الأمنية في بقية المديريات.
الخطة الأمنية في المحافظة وضعت بأشراف قوات التحالف العربي، إضافة إلى الاستعدادات الحالية، على مستوى الأفراد والعتاد، لتأمين الخط العام الرابط بين محافظتي عدن ولحج، وصولا إلى معسكر العند، لتأمين مدينتي الحوطة وتبن، كمرحلة أولى. الخطة تضمن عددا من المقترحات، التي من شأنها إنجاح العمل الأمني في لحج، وتأمين مداخل ومخارج المحافظة، وتتبع العناصر الإرهابية والجماعات التخريبية.
من جهة أخرى اختتمت بالعاصمة المؤقتة عدن أمس السبت الفعاليات الاحتفالية بالذكرى الأولى لإعلان التحالف العربي وانطلاق «عاصفة الحزم» ومرور عام من حرب مارس (آذار) 2015 التي شنتها ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح على عدن والجنوب، والتي شهدتها عدن خلال الفترة من 19 مارس حتى يوم أمس، وتضمنت معارض صور ومهرجانات كرنفالية وخطابية وندوات نقاش وأعمالا خيرية وأفلاما وثائقية.
وأقيمت الفعاليات الختامية في الهواء الطلق بالمجلس التشريعي، المعلم التاريخي الشهير بمدينة عدن القديمة «كريتر»، وتضمنت الحملة الختامية فقرات غنائية وعروضا مسرحية وعددا من الأنشطة الأخرى.
المهندس علا عقربي منسق عام الفعاليات أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن اختيار المجلس التشريعي لفعاليات الاختتام، كونه يعد أول مجلس تشريعي في الشرق الأوسط إبان الاستعمار البريطاني، حيث كانت تسن فيه القوانين التشريعية لإدارة مستعمرة عدن، بالإضافة إلى قدسية المكان وعراقته، إذ كان كنيسة قبل ذلك، ولأنه من المعالم التاريخية والأثرية في عدن والجنوب، وتم انتهاكه في الحرب من قبل ميليشيات الغزو والعدوان، ميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، وتعرض لأضرار كبيرة جراء الحرب على عدن.
العقربي قال إنه أثناء الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح ضد الجنوب وعدن، خرج الكبير والصغير للدفاع عن المدينة، وقاوم فيها الشعب العدني، منهم من يحمل السلاح ومنهم من يسعف وآخرون يغيثون الناس بالدواء والطعام وبالنقل للمستشفيات، مضيفًا «نحن أبناء عدن لم نقاوم لأننا نهوى الحرب، فنحن لم نعرف كيف نتعامل مع السلاح، لكننا أثناء الحرب تعلمنا ذلك لندافع عن عدن وقدسيتها بأبنائها وتاريخها ومعالمها ومقدساتها»، لافتًا أن عدن لا تقهر وستستمر في نضالها بعد أن انتصرت في الحرب ضد الإرهاب، «لأن الإرهاب دخيل على عدن ويتم السعي والتقدم في القضاء عليه. عدن ستبقى أسطورة مقاومة وأيقونة سلام أبدي».
ومن ناحية ثانية احتضن ملعب وحدة عدن بالشيخ عثمان بعدن أول من أمس تدشين بطولة الشهيد اللواء علي ناصر هادي ودعم وزير الشباب والرياضة نائف البكري، وجمعت مباراة الافتتاح فريق وحدة عدن وفريق النصر.
وفي غضون ذلك أوضح زير الشباب والرياضة نائف البكري أن تدشين بطولة الشهيد اللواء علي ناصر هادي تأتي برعاية كريمة من الرئيس عبد ربه منصور هادي لإحياء ذكرى قائد معركة الدفاع عن عدن كتكريم وفاء للشهيد القائد، مشيرًا إلى أن تدشين البطولة تتزامن مع الاحتفالات بالذكرى الأولى لإعلان التحالف العربي وانطلاق «عاصفة الحزم» لإنقاذ اليمن من ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح المدعومة من إيران.
وأكد وزير الشباب والرياضة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الوزارة تسعى ضمن خططها لانتشال الوضع الرياضي في البلاد انطلاقًا من عدن والمساهمة في تطبيع الأوضاع وإعادة الحياة إلى طبيعتها ليشمل عموم المدن والمحافظات المحررة، مشيرًا إلى أن الوزارة تسعى جاهدة لإقامة الأنشطة الرياضية رغم الظروف الحالية التي تعيشها البلاد.
وشكر البكري في سياق حديثة قوات التحالف العربي وفي المقدمة المملكة العربية السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ودولة الإمارات العربية المتحدة وكل دول التحالف العربي على تدخلهم لإنقاذ اليمن من السقوط في يد الانقلابين.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».