مقاومة تهامة تستنزف الحوثيين بعمليات كرّ وفرّ

تقطع خط الإمداد في محافظة مأرب

مقاومة تهامة تستنزف الحوثيين بعمليات كرّ وفرّ
TT

مقاومة تهامة تستنزف الحوثيين بعمليات كرّ وفرّ

مقاومة تهامة تستنزف الحوثيين بعمليات كرّ وفرّ

تقدم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهة الجوف باتجاه منطقة «الصفراء، وبراقش»، في محاولة للوصول إلى المناطق الشمالية آخر معاقل الميليشيات الانقلابية في هذه الجبهة، وذلك بعد أن فرضت سيطرتها على «قرية الدجر»، متجاوزين منطقة الرهيوه. وضيقت المقاومة الشعبية الخناق على جيوب الميليشيات الحوثية وقوات حليفها الرئيس المخلوع في القرى المحررة.
وقام الجيش الوطني بالتقدم العسكري في عدد من المواقع، وقطع خط الإمداد بين مديرية الغيل ومديرية مجزر، التابعة لمحافظة مأرب، فيما سيطر القوات الوطنية على منطقة الدرب وحصن الدامر. وعثر أثناء عملية التمشيط، بعد فرار ميليشيا الحوثيين والحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع، على مخازن أسلحة في جبال حليف.
وفي إقليم تهامة، شنت المقاومة الشعبية عدة عمليات عسكرية على مقار تجمع أفراد الميليشيات ونقاط التفتيش في الحديدة، وتمكنت من قتل العشرات في هجوم على نقطة تفتيش، بعد أن قامت الميليشيات بنقل أعداد كبيرة من المعتقلين لديها، من سجن مديرية الضحي إلى سجون الميليشيات في العاصمة صنعاء، وذلك بداعي أنهم أسرى حرب، فيما أكدت مصادر حقوقية، أن الأفراد الذين اقتادهم الميليشيات على فترات زمنية مختلفة هم مدنيون وأجبروا تحت تهديد السلاح على ترك منازلهم منذ عدة شهور، ولم يعرف حتى اليوم أسباب الاعتقال.
وهنا قال العميد ركن محمود صايل الصبيحي قائد جبهة العند لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش الوطني مدعوما بطيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، يتقدم وبشكل ملحوظ على جميع الجبهات، ومنها جبهتا «ميدي، وحرض» وجبهة «فرضة نهم»، وتمكن الجيش في الأيام القليلة الماضية من اسر العشرات من الحوثيين الذين سلموا أنفسهم بعد محاصرتهم في الجبهات.
وأضاف العميد الصبيحي أن هناك تراجعا واضحا للميليشيا وحليفهم الرئيس المخلوع على الجبهات وفرارهم في كثير من المواقع، وذلك يعود إلى عدة عوامل في مقدمتها زيادة العدة والعتاد في صفوف الجيش الوطني، وتدنيه بالمقابل لدى الميليشيات مع تشديد عمليات الرقابة على جميع المنافذ البرية، والبحرية، الأمر الذي أسهم في منع وصول الأسلحة بمختلف أشكالها، إضافة إلى الانشقاقات الكبيرة التي تحدث بين قيادات الميليشيات، والحالة النفسية للأفراد على الجبهة الذين أيقنوا أن ليس لديهم القدرة على المواجهة فسارعوا بتسليم أنفسهم.
وعن دور قاعدة العند في هذه المرحلة، قال العميد الصبيحي، إن القاعدة العسكرية تلعب دورا محوريا، لدعم الجيش بالأفراد المدربين، وذلك بعد أن قامت بتدريب أعداد كبيرة ومجاميع من المقاومة الشعبية، وتجهيزهم عسكريا، ومن ثم قامت بإرسالهم مباشرة إلى جبهة سعد، لافتا إلى أن التدريب في قاعدة العند يأتي بأمر من القيادة العليا التي تقدر الحاجة في تخريج دفعات وإرسالها للجبهات في هذه المرحلة.
في السياق ذاته، أكد مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط»، أن الجيش الوطني يسابق الوقت في هذه المرحلة لتحرير المزيد من المدن والقرى التي تقع تحت سيطرة ميليشيات الحوثيين، قبل ذهاب الحكومة الشرعية إلى مفاوضات الكويت، وانطلاق الهدنة في العاشر من الشهر المقبل، وذلك بهدف الضغط على الميليشيات أثناء عقد المفاوضات، إضافة إلى فسح المجال أمام الدبلوماسية للخروج بحل يتوافق مع القرار الأممي، خاصة أن في هذه المرحلة لا يوجد أمام الميليشيات ما تفاوض عليه سوى الخروج الآمن لها.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.