عثمان ديمبلي.. أفضل صفقة كروية إذا استطعت أن تقنع والدته

أكبر أندية العالم تتهافت على ضم لاعب رين الفرنسي من أصل موريتاني

عثمان ديمبلي قاد فرنسا للفوز على اسكوتلندا في تصفيات أوروبا تحت 21 عاما (أ.ف.ب)  -  عثمان ديمبلي في مواجهة فريق تروا في الدوري الفرنسي (أ.ف.ب)
عثمان ديمبلي قاد فرنسا للفوز على اسكوتلندا في تصفيات أوروبا تحت 21 عاما (أ.ف.ب) - عثمان ديمبلي في مواجهة فريق تروا في الدوري الفرنسي (أ.ف.ب)
TT

عثمان ديمبلي.. أفضل صفقة كروية إذا استطعت أن تقنع والدته

عثمان ديمبلي قاد فرنسا للفوز على اسكوتلندا في تصفيات أوروبا تحت 21 عاما (أ.ف.ب)  -  عثمان ديمبلي في مواجهة فريق تروا في الدوري الفرنسي (أ.ف.ب)
عثمان ديمبلي قاد فرنسا للفوز على اسكوتلندا في تصفيات أوروبا تحت 21 عاما (أ.ف.ب) - عثمان ديمبلي في مواجهة فريق تروا في الدوري الفرنسي (أ.ف.ب)

ربما يكون أكثر لاعب ترغب أندية العالم الكبرى في ضمه وهو في الـ18 من العمر، لكن إذا كان برشلونة أو بايرن ميونيخ أو مانشستر سيتي جادين في إبعاد عثمان ديمبلي عن نادي رين الفرنسي هذا الصيف، فهناك شخص واحد عليهم إقناعه: والدته فاتيماتا.
يقر بادو سامباغو، وكيل أعمال اللاعب الفرنسي من أصل موريتاني ديمبلي بأنها: «هي من سيقرر مستقبل عثمان. عندما أراد أن يرحل عن النادي في الصيف الماضي، قالت له والدته إنها تريد أن يبقى في رين ويوقع على أول عقد احترافي في مسيرته. ولم يكن لديه أي خيار في النهاية». سجل ديمبلي يوم الجمعة الماضي هدفه العاشر في بداية لافتة لمشواره في الدوري الفرنسي، خلال المباراة التي انتهت بفوز كاسح على مرسيليا 5 - 2. على ستاد فيلودروم، معقل مرسيليا ليحافظ الفريق على آماله في وصول غير متوقع إلى دوري أبطال أوروبا. وقد جعله هذا أصغر لاعب في تاريخ الدوري الفرنسي يصل لهذه المرحلة - أسرع من تييري هنري (لاعب موناكو وآرسنال السابق) وأنتوني مارسيال (لاعب ليون وموناكو السابق ومانشستر يونايتد حاليا) - رغم أن صناعته الهدف الأخير لفريقه هي ما لفت الأنظار إلى اللاعب اليافع باعتباره شيئا استثنائيا.
وفي وقت كانت فيه نتيجة المباراة لا تزال غير محسومة، لحق ديمبلي بكرة طويلة ومر من نيكولاس نكولو، مدافع مرسيليا، حيث سقط المدافع الكاميروني المخضرم أرضا، بينما قطع ديمبلي إلى العمق. أرسل تمريرة دقيقة إلى قدم زميله المهاجم جيوفاني سيو، الذي حسم بهدفه انتصارا رائعا لفريق مدرب رين رولاند كوربيس. ولا شك في أن الكشافين الذين كانوا يتابعون المباراة، ويمثلون عددا من الأندية يكفي لأن يقيم بطولة دوري أوروبي خاصة بهم، قد انبهروا بأداء ديمبلي.
كان آرسنال وتشيلسي وسيتي وتوتنهام من بين أندية الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ) الساعية للحصول على خدمات المهاجم الشاب، لكن تقارير صحافية فرنسية زعمت أن بايرن ميونيخ نجح بالفعل في تأمين اتفاق مع ديمبلي، سينتقل بموجبه رسميا إلى بايرن ميونيخ الذي سيعيره بعد التعاقد إلى رين الموسم القادم. نشأ سامباغو، وكيل أعمال اللاعب الفرنسي، الذي سبق ولعب لمنتخب مالي وكان شبه محترف في الدرجات الأدنى من الدوري الفرنسي، وعاش في نفس المربع السكني الذي يعيش فيه ديمبلي ببلدة إفرو بمنطقة نورماندي، وهو يؤكد على أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بين الجانبين. ومع هذا، فثمة شائعات بأن المزايدة على ضم ديمبلي ستبدأ بـ25 مليون جنيه إسترليني، وهو يعرف أن الحفاظ على طباع وتواضع طفله المعجزة لن تكون مهمة سهلة.
يقول: «من الأهمية بمكان أن يفكر (ديمبلي) فقط في لعب كرة القدم. مهمتي هي حمايته من كل التكهنات. أعرف عثمان منذ ولادته - كنت أسكن في الطابق الأول من نفس المبنى السكني، حيث كانت تعيش أسرته في الطابق الثاني. وكنت أرتاد المدرسة بصحبة شقيقه وشقيقته ومن ثم فنحن نعرف بعضنا جيدا». وتابع: «كنت المثال لكثير من اللاعبين اليافعين في المنطقة لأنني لعبت على المستوى الدولي لمنتخب مالي. كان مثالي هو أن ألعب كرة القدم ثم أدرس بعد ذلك، ومن ثم أصبحت محاميا بعد اعتزالي كرة القدم. وعندئذ قال لي عثمان: (بادو، أريدك أن ترسم لي هدفا للمستقبل)».
ويواصل حديثه: «هناك الكثير من الأمثلة الجيدة والسيئة أمامه. وأوضح له دائما أن لديه فرصة لأن يصبح مثالا جيدا وأن يتخذ خيارا سليما. من المهم جدا لأي لاعب ناشئ أن يمتلك العقلية الجيدة ليواصل تقديم أفضل ما عنده مباراة تلو الأخرى». ورغم محدودية مشاركات ديمبلي مع فريق رين خلال النصف الثاني من الموسم الماضي، فإن العروض ما زالت تنهمر عليه. كان نادي ريد بول سالزبورغ النمساوي مستعدا لدفع أكثر من مليوني يورو نظير خدماته، بينما كان باتريك فييرا، خلال عمله سابقا كمسؤول لتطوير كرة القدم في مانشستر سيتي، يحضر بانتظام لملعب تدريب رين، لا بيفرديير. غير أنه بعد الوعد الذي تلقته والدته، فاتيماتا، التي انتقلت عائلتها إلى فرنسا من موريتانيا، بأن ابنه سيوقع عقدا احترافيا مع النادي الذي انضم إليه وعمره 13 عاما، فقد تم اتخاذ قرار البقاء بالفعل.
يتذكر سامباغو: «كان عثمان أمام اختيار بين 3 أو 4 أندية. قال: (بادو، أنا لست لاعبا محترفا بعد، لأنني أتدرب فقط مع الفريق الأول. أريد أن أتحسن، فكيف أفعل هذا إذا لم أكن ألعب؟)» ويمضي قائلا: «لكنه كانت لديه فرصة جيدة لأن يكتسب بعضا من الخبرة في ناد صغير يعرفه جيدا. ولو كان ذهب إلى مكان آخر لكان علينا أن ننتظر حتى يشارك في مباريات. ثبت عثمان أقدامه في رينز وأصبح لاعبا جيدا، خطوة بخطوة. وهذا أفضل من أن تذهب إلى ناد كبير ثم يتم نسيانك».
وقد أتى النهج المغلف بالمثابرة بمكاسب لرين من دون شك - فالنادي معروف بشكل تقليدي على أنه من أبرز صانعي النجوم في الدوري الفرنسي الممتاز - حيث ارتفع سعر ديمبلي بسرعة الصاروخ منذ أول مشاركة له مع الفريق الأول في نوفمبر (تشرين الثاني). وتقول تقارير صحافية إن المدير الرياضي لبرشلونة، روبرت فيرنانديز، كان يتابع «ديربي بريتون»، حيث سجل 3 أهداف «هاتريك» في المباراة ضد نانت في 6 مارس. وأدى هذا إلى تكهنات في الصحافة الكتالونية بأنه سيكون «نيمار الجديد». وبعد ذلك ببضعة أيام، زاد مدافع مانشستر يونايتد السابق، ميكائيل سيلفستر، ومستشار رئيس نادي رين، من حدة هذه التكهنات، عندما شبه ديمبلي بـ«كريستيانو رونالدو في بداياته»، وتنبأ بأن يكون مرشحا بقوة يوما ما للفوز بالكرة الذهبية.
قال سامباغو: «لست مندهشا للتقدم الذي يحرزه - فقد كان جاهزا لهذه المرحلة منذ وقت طويل». وواصل: «أتحدث إلى الكثير من الكشافين، وقد عرفوا منذ 3 أو 4 سنوات أن لدينا لاعبا جيدا. لكن الأهم هو عقلية اللاعب - يمكن أن تكون لديك كل القدرات لكنك لا ترغب في أن تتحسن، ومن ثم فلن تحقق الكثير من التقدم. والهدف بالنسبة إلى عثمان هو أن يستمر في التحسن طوال الوقت».
استدعى منتخب فرنسا تحت 21 عاما ديمبلي الأسبوع الماضي، وكما كان متوقعا كان أول ظهور له بقميص المنتخب الوطني أمام اسكوتلندا. كان في بؤرة الاهتمام في المؤتمر الصحافي قبل المباراة يوم الاثنين، حيث أنكر شائعات انتقاله لبايرن وأكد أنه لن يسمح لهذه الشائعات بـ«تشتيت تركيزه». ومع هذا، فمع شعور النادي بأنه لم يحصل على العائد المالي المناسب من بيع أفضل اكتشافاته، يان مفيلا - المعار حاليا في ساندرلاند من نادي روبن كازان الروسي - مقابل 12 مليون يورو فقط في 2013، يبدو رين مستعدا لتحقيق الاستفادة المالية الأكبر من بيع ديمبلي، إذا ما وافقت فاتيماتا على ذلك.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.