ازدادت حدّة النقاش بين المعسكرين الداعم والرافض لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع اقتراب موعد الاستفتاء في شهر يونيو (حزيران) المقبل، إذ حذّرت وزيرة التعليم البريطانية نيكي مورغن أمس من تداعيات التصويت لصالح المغادرة على مستقبل الأجيال المقبلة.
ودعت مورغان آباء وأجداد الأطفال البريطانيين إلى «أخذ مستقبل أبنائهم وأحفادهم بعين الاعتبار عند اتخاذ قرار التصويت»، مشددة على ضرورة مشاركة الشباب في الاستفتاء الوطني. وقالت مورغان في البرنامج الصباحي على قناة «بي بي سي» إن الشباب هم أكثر فئة ستتأثر بقرار المغادرة، لافتة إلى أن الشركات أوقفت عمليات التوظيف في بريطانيا في انتظار نتائج الاستفتاء. وأضافت: «لا شكّ أن أكثر فئة ستتضرّر هي الشباب.. فإن قرار مغادرة الاتحاد الأوروبي قد يؤدي إلى (جيل ضائع) من الشباب الذين سلبت منهم فرص عمل» تضمنها عضوية الاتحاد، مشيرة إلى أن إيجاد نموذج توظيف جديد سيتطلب وقتا طويلا. وربطت الوزيرة المحافظة بين تأثير العولمة على من وصفتهم بـ«جيل الإنستغرام وإيزي جيت وإيبي» وتداعيات مغادرة الاتحاد الأوروبي، في إشارة إلى أن الأجيال الشابة «ترفض العزلة وتشجع التعاون الدولي، والنمو الاقتصادي، والتطور التكنولوجي والتواصل الاجتماعي». وهو ما أكده رئيس المنظمة الوطنية لمقاولي الجامعات، جوني لوك، الذي اعتبر أن عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي «تمكّنها من الاستفادة من مزايا الاتحاد، دون التخلي عن عملتنا أو تحمّلنا مسؤولية إنقاذ أي دول في منطقة اليورو».
على صعيد متّصل، كشف تحقيق أجرته صحيفة «ذي تايمز» البريطانية عن أن التصويت لمغادرة الاتحاد الأوروبي قد يتسبب في «هجرة جماعية» للمغتربين البريطانيين من القارة الأوروبية. وأوضحت الصحيفة أن آلاف البريطانيين المقيمين في إسبانيا يغادرونها بسبب التهديدات الاقتصادية التي تواجه منطقة البحر المتوسط، إلى جانب قلق هؤلاء من إيقاف الإعانات الصحية والامتيازات الاجتماعية الأخرى التي يتمتّعون بها في البلدان الأوروبية إذا غادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي.
وكانت باريس قد حذّرت لندن أخيرا من أن آلاف البريطانيين قد يفقدون حقهم في الرعاية الصحية العامة، إذا غادرت بريطانيا الاتحاد. وباستثناء فرنسا وإسبانيا ولوكسمبورغ، يفوق عدد مواطني دول الاتحاد الأوروبي الموجودين في بريطانيا، عدد البريطانيين الموجودين في هذه البلدان. ووفقا لأحدث بيانات الأمم المتحدة، فإن 2.9 مليون أوروبي يعيشون في بريطانيا، مقابل 1.2 مليون بريطاني يعيشون في دول الاتحاد الأوروبي.
وإلى جانب الإعانات الصحية، يثير احتمال مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي قلق البريطانيين الذين أحيلوا على التقاعد المبكر في بلدان كفرنسا وإسبانيا. وبهذا الصدد، قال جيمس ماكاغوري، متحدّثا باسم حملة «بريطانيا أقوى في الاتحاد الأوروبي»، إنه «من الواضح أن خروج البلاد من الاتحاد من شأنه أن يؤدي إلى سنوات من عدم اليقين للبريطانيين في الخارج، مع عدم وجود ضمان تلقائي لحقوقهم الحالية.» وأضاف أنه في حالة الخروج من الاتحاد الأوروبي فإنه لا يوجد أي شيء قد يوقف إسبانيا وفرنسا، ودولا أخرى، من منع البريطانيين من الاستفادة من مزايا الرعاية الصحية لأنه يحق لهم التمييز ضد المواطنين من دول خارج الاتحاد.
وذكرت الصحيفة أن خلال العامين الماضيين، غادر 72 ألف بريطاني إسبانيا و7 آلاف إيطاليا، ليعكس التوجه الأخير من تزايد الهجرة البريطانية إلى الاتحاد الأوروبي. فيما يوجد حاليا 308 آلاف بريطاني يعيشون في إسبانيا، إلا أن الرقم الحقيقي قد يكون أكبر من ذلك بسبب عدم تسجيل كثير منهم أنفسهم في سفارة بلادهم، بينما لا يزال 65 ألف بريطاني يعيشون في إيطاليا.
وزيرة التعليم البريطانية: مغادرة الاتحاد الأوروبي قد تتسبب في «جيل ضائع»
مخاوف من موجة «عودة جماعية» إلى بريطانيا ووقف الإعانات الاجتماعية في دول الاتحاد
وزيرة التعليم البريطانية: مغادرة الاتحاد الأوروبي قد تتسبب في «جيل ضائع»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة