السفير الأميركي لدى اليمن يؤكد وقوف بلاده إلى جانب الشرعية

نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة يزور معرض الدوحة للدفاع البحري

افتتاح النسخة الخامسة من معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري «ديمدكس» 2016 (أ.ف.ب)
افتتاح النسخة الخامسة من معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري «ديمدكس» 2016 (أ.ف.ب)
TT

السفير الأميركي لدى اليمن يؤكد وقوف بلاده إلى جانب الشرعية

افتتاح النسخة الخامسة من معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري «ديمدكس» 2016 (أ.ف.ب)
افتتاح النسخة الخامسة من معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري «ديمدكس» 2016 (أ.ف.ب)

التقى أمس وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى اليمنيين عثمان مجلي في الرياض السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولير. وقال خلال اللقاء إن المدخل لحل الأزمة اليمنية هو تطبيق القرار الأممي 2216 ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، مؤكدا أن الحكومة مع أي جهود لإحلال السلام الدائم في اليمن. وتطرق مجلي، كما قالت وكالة سبا الرسمية، إلى ما تقوم به ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية من أعمال قتل وترهيب للمواطنين والتي كان آخرها تفجير سجن بمحافظة صعدة وبداخله مختطفون مدنيون.
ودعا مجلي إلى ضرورة محاربة الإرهاب بشقيه «القاعدة» و«داعش« وإرهاب جماعة الحوثي، الذي يستمد كلا منهما قوته ووجوده من الآخر.
ومن جانبه رحب السفير الأميركي بإعلان الحكومة اليمنية الذهاب للمفاوضات.. مؤكدا على أن مدخل الحل هو القرار 2216 والذي تضمن قواعد أساسية لحل الأزمة اليمنية. وأكد دعم بلاده للحكومة اليمنية وضرورة عودة الأمن والاستقرار للبلاد.
وكان قد استقبل الرئيس عبد ربه منصور هادي قبل ذلك بيوم بمقر إقامته المؤقت بالعاصمة السعودية الرياض السفير ماثيو تولر. وأطلع رئيس الجمهورية السفير الأميركي على تطورات الأحداث ومستجدات الأوضاع السياسية والميدانية في اليمن والجهود التي تبذلها الحكومة الرامية إلى إحلال السلام الدائم وإنهاء عمليات الانقلاب التي نفذتها ميليشيات الحوثي وصالح وعودة الأمن والاستقرار إلى كل المدن والمحافظات. وأكد الرئيس حرصه الدائم والثابت على السلام المرتكز على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني والتي أجمعت عليه كل الأطراف السياسية بما فيهم الحوثيون، وكذا تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وخصوصا القرار 2216.
وتطرق الرئيس إلى ما تقوم به ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية من استهداف للمدنيين وفرضها الحصار على مدينة تعز ومنع وصول المساعدات الإغاثية والدواء إلى السكان، ناهيك بعمليات الدمار التي طالت البنى التحتية في مختلف المحافظات، متطلعًا إلى إسهام الولايات المتحدة في إعادة إعمار ما خلفته الميليشيات. كما ناقش الرئيس مع السفير الأميركي التنسيق والتعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب.
وأكد السفير تولر وقوف بلاده إلى جانب أمن واستقرار اليمن وشرعيته الدستورية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، ودعمها ومساندتها لأبناء الشعب اليمني في مختلف المجالات.
من جانب آخر, حضر نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر افتتاح النسخة الخامسة من معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري «ديمدكس 2016» الذي افتتحه أمس الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ويترأس الفريق الأحمر، الذي عين في منصبه هذا قبل فترة وجيزة، وفد اليمن إلى هذا الحدث العسكري الدولي، والذي يضم كلاً من رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد علي المقدشي، وقائد القوات البحرية اللواء الركن عبد الله سالم النخعي، وقائد القوات الجوية اللواء الركن راشد ناصر الجند.
ويوفر معرض «ديمدكس» الفرصة المناسبة للقادة للتحاور ومناقشة الحلول المناسبة لمواجهة التحديات والتهديدات التي تواجه دول المنطقة في الأمن البحري، بمشاركة الشركات الكبرى والمصنعة والمطورة لتكنولوجيا الدفاع البحري.
ويُعرض في المؤتمر الذي توسع منذ انطلاقه عام 2008 ليصبح واحدًا من أكبر الفعاليات الدولية التي تركز على مجال الأمن والدفاع البحري تقنيات مواجهة التحديات الأمنية البحرية في العالم وبمشاركة عدد من وزراء الدفاع ورؤساء الأركان في مختلف دول العالم. إضافة إلى أكثر من تسعة آلاف زائر في المجال البحري والدفاع والأمن والتصنيع الحربي ينتمون لنحو 60 دولة. كما يشهد المعرض مشاركة 180 شركة محلية وعالمية تعرض أحدث تقنيات مواجهة التحديات الأمنية البحرية.
ويغطي المعرض مجموعة واسعة من قطاعات الدفاع البحري، بما في ذلك مكافحة القرصنة والغوص والعمليات والمركبات تحت الماء، والوعي بالمجال البحري والتكنولوجيا وغيرها. وحضر الافتتاح عدد من وزراء الدفاع ورؤساء الأركان من مختلف الدول العربية والأجنبية.
ويقام على هامش المعرض مؤتمر القادة العسكريين البحريين لمنطقة الشرق الأوسط، كما يتيح الفرصة للوفود والزائرين للاطلاع على أحدث الأجهزة على متن السفن الحربية الزائرة لميناء الدوحة التجاري.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.