مصر تلتقط الأنفاس بانتهاء أزمة اختطاف الطائرة دون «شبهة إرهابية»

الخاطف ارتدى حزامًا ناسفًا مزيفًا وأجبر طاقمها على التوجه إلى قبرص

شرطي قبرصي أثناء دورية حراسة وتبدو الطائرة المصرية المخطوفة (إ.ب.أ)
شرطي قبرصي أثناء دورية حراسة وتبدو الطائرة المصرية المخطوفة (إ.ب.أ)
TT

مصر تلتقط الأنفاس بانتهاء أزمة اختطاف الطائرة دون «شبهة إرهابية»

شرطي قبرصي أثناء دورية حراسة وتبدو الطائرة المصرية المخطوفة (إ.ب.أ)
شرطي قبرصي أثناء دورية حراسة وتبدو الطائرة المصرية المخطوفة (إ.ب.أ)

التقطت السلطات المصرية أنفاسها بانتهاء أزمة اختطاف طائرة الركاب، والتي هبطت في قبرص صباح أمس، دون وجود شبهة عمل إرهابي ودون وقوع ضحايا. وقالت شركة «مصر للطيران» إن «الجهات الأمنية في قبرص أكدت أن الحزام الناسف الذي كان يرتديه خاطف الطائرة زائف»، في حين ذكرت مصادر أمنية أن «الخاطف كان يريد توجيه رسالة إلى مطلقته القبرصية».
وتعرضت الطائرة لعملية خطف أثناء رحلة داخلية من مدينة الإسكندرية غرب البلاد إلى العاصمة القاهرة، بواسطة رجل ستيني ادعى أنه يحمل «حزاما ناسفا»، حيث أُجبر طاقمها على التوجه إلى قبرص صباح أمس الثلاثاء. وعقب محاصرة قوات الأمن القبرصية للطائرة اضطر المختطف للإفراج عن الركاب المصريين ثم الأجانب وأفراد الطاقم تباعا، قبل أن يسلم نفسه في نهاية الأمر.
وقالت وزارة الطيران المصرية في بيان لها إن 81 شخصا (من بينهم 4 هولنديين و8 أميركيين وبلجيكيان و4 بريطانيين وراكب من كل من فرنسا وسوريا وإيطاليا)، بالإضافة إلى 15 من أفراد طاقم الطائرة وفرد أمن، كانوا على متن الطائرة «إيرباص 320».
وجاء هذا الحادث في وقت تسعى فيه السلطات المصرية للخروج من تداعيات سقوط طائرة الركاب الروسية في سيناء قبل عدة أشهر ومقتل جميع ركابها، 224 شخصا، وما ترتب عليه من قرار لعدة دول غربية بوقف رحلاتها إلى مصر، ما أثر على عائدات قطاع السياحة.
وقال المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء المصري إن الحكومة تابعت لحظة بلحظة أزمة الطائرة المختطفة بالتنسيق مع كل الجهات والأجهزة، موضحا أن ركاب الطائرة المصريين سيتم عودتهم في أسرع وقت، وأن وزير الطيران سينسق إذا كانت توجد طائرة أخرى مطلوبة لنقل الركاب وستتم كل الإجراءات في أسرع وقت ممكن.
وأكد رئيس الوزراء أنه في المطارات المصرية يتم اتخاذ إجراءات حاسمة ودقيقة ويوجد متابعة على كل المنافذ سواء كانت بالنسبة للمطارات أو الموانئ، مشيرا إلى أن عملية المتابعة والتطوير المستمر موجودة علاوة على وجود أجهزة جديدة لمواجهات مثل هذه الأزمات.
ولفت إلى أن الخاطف في لحظات كان يطلب لقاء أحد ممثلي الاتحاد الأوروبي، وكان في لحظات أخرى يطلب مغادرة مطار لارنكا والتوجه إلى مطار آخر، لكنه لم يحدد شيئا، مؤكدا أن الخاطف مصري الجنسية، وسيتم التحقيق معه لمعرفة أسباب ما وراء هذه العملية.
وكانت معلومات متضاربة تداوت في بداية الأزمة عن دوافع الخاطف، إذ قال مسؤولون قبارصة في وقت سابق إن الواقعة غير مرتبطة على ما يبدو بالإرهاب، ثم قالت هيئة الإذاعة القبرصية إنه طالب بالإفراج عن سجينات في مصر. وأشارت تقارير ومعلومات أولية إلى أن خاطف الطائرة مزور ونصاب ومتهم في عدة قضايا وعليه أحكام بتهم النصب والتزوير والعملية ليست إرهابية، بل سياسية. وقال وزير الطيران المدني المصري في مؤتمر صحافي إنه «بعد أن هبطت الطائرة في مطار لارناكا بدأت المفاوضات وأُفرج عن جميع من كانوا على متن الطائرة باستثناء ثلاثة ركاب وأربعة من أفراد الطاقم»، وبعد وقت قصير من تصريحاته عرض التلفزيون القبرصي لقطات حية لعدد من الأفراد يخرجون من الطائرة عبر سلم الطائرة ورجل آخر يخرج من نافذة قمرة القيادة في الطائرة ثم يجري، وبعد ذلك استسلم الخاطف للسلطات. وقالت وزارة الخارجية القبرصية في تغريدة على «تويتر»: «انتهى الأمر».
وأوضحت صور عرضت في التلفزيون المصري الرسمي رجلا في منتصف العمر على متن طائرة يرتدي نظارة ويمسك بحزام أبيض بجيوب منتفخة وتتدلى منه أسلاك. وقال وزير الطيران المصري إن السلطات كانت تشتبه في أن الحزام الناسف ليس حقيقيا ولكنها تعاملت مع الواقعة بجدية لضمان سلامة كل من كان على متنها.
وقال فتحي بعد الواقعة: «ركابنا كلهم بخير والطاقم كله بخير.. لا نستطيع أن نقول إنه عمل إرهابي... لم يكن محترفا».
ووجه وزير الطيران الشكر إلى طاقم طائرة، مشيدا بحسن تعامله مع الموقف واحتوائه بحرفية شديدة، مؤكدا انتظام الرحلات الدولية والداخلية بمطار القاهرة والمطارات المصرية مع وجود بعض التأخيرات الطفيفة بسبب التشديدات الأمنية.
وأثناء الأزمة قال شهود إن الخاطف ألقى رسالة بالعربية على مربض الطائرات بالمطار وطلب تسليمها إلى مطلقته وهي قبرصية. وذكر ألكساندروس زينون المسؤول بوزارة الخارجية في قبرص للصحافيين أثناء الأزمة أن الخاطف «يبدو أنه شخص مضطرب وفي حالة نفسية مضطربة».
وتثير الواقعة من جديد تساؤلات بشأن أمن المطارات في مصر. وأمر النائب العام المستشار نبيل صادق بمخاطبة أجهزة الأمن الوطني والمخابرات العامة لطلب تحريات حولّ تفاصيل واقعة خطف الطائرة وهوية الخاطف.
كما توجه فريق من نيابة غرب الكلية بالإسكندرية، لمطار برج العرب للتحقيق في ملابسات واقعة اختطاف الطائرة المصرية، ومراجعة إجراءات السلامة المهنية بالمطار.
وقال مصدر قضائي إن فريقا من النيابة العامة سوف يبدأ في التحقيق مع مسؤولي المطار ومراجعه كشوف المسافرين والإجراءات المعروفة والمتبعة لتأمين الرحلات الجوية.
وبدأت الأجهزة الأمنية بالإسكندرية في جمع المعلومات حول المتهم الحقيقي واسمه سيف مصطفى، وقال العميد شريف عبد الحميد مدير مباحث الإسكندرية: «فريق بحثي يعمل في سرية لكشف أبعاد نشاطه».
وبدوره، قال مدير مطار برج العرب اللواء حسني حسن إن أي راكب يتم تفتيشه إلكترونيًا ويدويًا للكشف عن وجود أي معادن.
من جانبه، قال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إن الخارجية كلفت السفارة المصرية في نيقوسيا بتقديم الرعاية القنصلية اللازمة للمواطنين المصريين الموجودين في مطار لارنكا، والتأكيد على اهتمام الحكومة المصرية بإعادتهم إلى أرض الوطن في أقصر وقت ممكن، والتنسيق مع السلطات القبرصية في هذا الشأن.
وقالت مصادر إن مصر تخشى أن يتسبب الحادث في إجهاض جهودها لعودة السياحة إلى البلاد. ووقعت الحكومة المصرية قبل أشهر اتفاقا رسميا مع شركة «كونترول ريسكس» البريطانية لتقييم إجراءات الأمن في مطاراتها، على مرحلتين، الأولى لـ3 مطارات دولية هي القاهرة وشرم الشيخ ومرسى علم، وتنفذ خلال فترة لا تتجاوز 6 أشهر أقل من 700 ألف دولار تمول من صندوق دعم السياحة. وتستهدف مصر جراء تلك الخطوة إلى استعادة حركة السياحة، التي تدهورت كثيرا في أعقاب تحطم طائرة روسية نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي فوق أراضي سيناء، بعد 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي، ما أسفر عن مقتل 224 شخصًا. وأعلنت روسيا أن تحطم الطائرة نتج عن عملية إرهابية بواسطة قنبلة زرعت داخلها.
وسبق أن دعت مصر كل دول العالم لإرسال لجان لمراجعة الإجراءات الأمنية في مطاراتها للتأكد من اتباعها النظم العالمية في التأمين، على أمل عودة النشاط السياحي المتوقف بعد أن أعلنت عدة دول من بينها روسيا وبريطانيا وتركيا تعليق رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ.
وفور وقوع حادث اختطاف الطائرة أمس أعلن «الاتحاد الروسي للسياحة» عدم استئناف الرحلات الجوية إلى مصر قريبا». وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أشارت الأسبوع الماضي إلى أنها لا تستبعد استئناف الرحلات الجوية من روسيا إلى مصر بحلول الصيف.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».