الشباب الأعلى حضورًا بين زوار معرض الرياض الدولي للكتاب

69 % من الزوار حضروا من أجل دار نشر معينة

جانب من الفعاليات التي أقيمت على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب 2016
جانب من الفعاليات التي أقيمت على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب 2016
TT

الشباب الأعلى حضورًا بين زوار معرض الرياض الدولي للكتاب

جانب من الفعاليات التي أقيمت على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب 2016
جانب من الفعاليات التي أقيمت على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب 2016

أظهرت إحصائية كشفت عنها وزارة الثقافة والإعلام، أن الشباب يمثلون نحو نصف عدد زوار معرض الرياض الدولي للكتاب، حيث مثلوا ما نسبته 45 في المائة، بينما حصدت الفتيات النسبة الأعلى حضورًا بين زوار المعرض من الشباب بنسبة 23 في المائة.
وكشفت دراسة مسحية لعينة من زوار المعرض أن 69 في المائة من زوار المعرض قصدوا دور نشر معينة يتتبعون إصداراتها، ولم يأتوا للمعرض بشكل عشوائي.
وبلغ عدد زوار المعرض بمختلف وفئاتهم 375 ألف زائر وزائرة، فيما بلغت المبيعات ستين مليون ريال خلال الأيام العشرة للمعرض.
وحلت فئة الشباب في المرتبة الثانية بنسبة 22 في المائة، تلتها فئتا الرجال والنساء بنسبة 20 في المائة لكل منها، بينما شكلت فئة الأطفال ما نسبته 15 في المائة من زوار المعرض.
كما كشفت وزارة الثقافة والإعلام عن دراستين مسحيتين استقصت من خلالها آراء الزوار لقياس رضاهم عن المعرض الحالي ورغباتهم المستقبلية، والدراسة الأخرى كانت لدور النشر المشاركة، حيث تم استطلاع آراء عينة مكونة من 1871 زائرًا، حيث قال 69 في المائة من أفراد العينة إنهم يزورون المعرض من أجل دار نشر معينة.
وأظهرت النتائج أن 62 في المائة من أفراد العينة يحرصون على شراء كتب الأدب والروايات والقصص، و58 في المائة يشترون كتب تطوير الذات، و52 في المائة حريصون على شراء الكتب المتخصصة، والنسبة ذاتها للكتب الدينية، و46 في المائة لكتب علم الاجتماع وعلم النفس والنسبة ذاتها لكتب الطفل، فيما قال 35 في المائة من أفراد العينة إنهم يحرصون على كتب المرأة و31 في المائة يشترون الكتب السياسية، فيما حلت في المرتبة الأخيرة كتب الطبخ، إذ قال 27 في المائة من العينة إنهم حريصون على اقتنائها، وفيما يتعلق بالفعاليات والبرنامج الثقافي المصاحب للمعرض أجاب 29 في المائة بأنهم حضروا فعالية واحدة على الأقل.
وفي استطلاع مماثل لدور النشر المشاركة في المعرض أكدت 99 في المائة من دور النشر أنهم سيسعون للمشاركة مرة أخرى في المعرض.
وشملت العينة 361 دارًا أجاب أغلبية أفرادها بـ«موافق وبشدة» على أن المعرض امتاز بتصميمه الجذاب، والغالبية وافقت وبشدة على أن تصميم المعرض الجديد أسهم في تنوع دور العرض، والنسبة ذاتها قالوا إن المعرض يمتاز بخدمات عامة جيدة، ويعد من أكثر المعارض تحفيزًا للمشاركة، وقالوا إن تعامل الزوار مع موظفي دور النشر جيد وتصميم صالات المعرض سهل وصول الزوار لدور النشر الخاصة بهم.. بينما أجابت غالبية دور النشر المستطلعة آراؤهم بـ«موافق» على أن الدار حصلت على المساحة الكافية والمناسبة وعلى نظام البيع الإلكتروني ساهم في ترتيب المبيعات للدار والمعرض.
كما استحدثت تجربة النقل الترددي من وإلى المعرض عبر 45 حافلة نقل متوسطة وصغيرة تنطلق من ثلاثة مسارات بواقع 2160 رحلة يومية بطاقة استيعابية يوميًا لنقل 86 ألف شخص يعكف على تنظيمهم 350 منظمًا ومنظمة.
بينما حظي بتغطية إعلامية مميزة، حيث نُقلت أحداثه منذ الافتتاح حتى اللحظات الأخيرة من إغلاق الأبواب، فقد رصدت لجنة الإعلام والمعلومات بالمعرض أكثر من ألف و500 مادة إعلامية نشرتها الصحف والمواقع الإلكترونية محليًا وعربيًا وعالميًا عن فعاليات وأحداث المعرض.
أمام ذلك رفع وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عادل بن زيد الطريفي، أصدق التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله - بمناسبة نجاح معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته هذا العام (2016م) الذي حظي برعاية كريمة من مقام خادم الحرمين.. وافتتحه بالنيابة عنه وزير الثقافة والإعلام، تحت شعار «الكتاب ذاكرة لا تشيخ».
وقدم المعرض رسالة معنوية توجهت إلى أبطال «عاصفة الحزم» تحت عنوان: «وقفة وفاء واحتفاء بأبطال عاصفة الحزم»، متمثلاً وسط الرياض التاريخي بشوارعه وممراته وأسواقه القديمة هوية رئيسة للمعرض، مستحضرًا قصر المربع الشهير برمزيته الوطنية العميقة، ومستضيفًا الجمهورية اليونانية باعتبارها ضيف الشرف للمعرض الذي اختتم فعالياته يوم السبت 19 مارس (آذار) الحالي.
وأكد وزير الثقافة والإعلام أن أصداء النجاح التي رافقت معرض هذا العام، تحسب في المقام الأول للرعاية الكريمة والاهتمام المتواصل بالشباب والمعرفة، من لدن رجل الثقافة الأول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فحرصه الدائم على تمكين الشباب ورؤاه وتوصياته المستمرة، بكل ما من شأنه رفعة ثقافة الوطن ومواطنيه لطالما كانت عونا للوزارة والدافع الأول لمنسوبيها للمضي قدما في اختيار وتقديم الوسائل والفعاليات الأمثل والأفضل، ثقافيا وإعلاميا.
وأشار وزير الثقافة والإعلام إلى دور الشباب السعودي من كلا الجنسين، الذين راهنت الوزارة على نجاحهم هذا العام، موكلة إليهم كثيرا من المهام، إداريا وتنظيميا وإعلاميا، فكانوا محلا للثقة وعلى قدر عالٍ من التفاني والمسؤولية بشهادة وإشادة المستفيدين والمعنيين من زوار ودور نشر وقنوات وصحف ومنصات نشر إلكترونية عامة.
من جانبه، رفع سعود الحازمي، المستشار المشرف على وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب، التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بمناسبة نجاح معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته لهذا العام (2016م).



سوريا الماضي والمستقبل في عيون مثقفيها

هاني نديم
هاني نديم
TT

سوريا الماضي والمستقبل في عيون مثقفيها

هاني نديم
هاني نديم

بالكثير من التفاؤل والأمل والقليل من الحذر يتحدث أدباء وشعراء سوريون عن صورة سوريا الجديدة، بعد الإطاحة بنظام الأسد الديكتاتوري، مشبهين سقوطه بالمعجزة التي طال انتظارها... قراءة من زاوية خاصة يمتزج فيها الماضي بالحاضر، وتتشوف المستقبل بعين بصيرة بدروس التاريخ، لأحد أجمل البلدان العربية الضاربة بعمق في جذور الحضارة الإنسانية، وها هي تنهض من كابوس طويل.

«حدوث ما لم يكن حدوثه ممكناً»

خليل النعيمي

بهذه العبارة يصف الكاتب الروائي خليل النعيمي المشهد الحالي ببلاده، مشيراً إلى أن هذه العبارة تلخص وتكشف عن سر السعادة العظمى التي أحس بها معظم السوريين الذين كانوا ضحية الاستبداد والعَسْف والطغيان منذ عقود، فما حدث كان تمرّداً شجاعاً انبثق كالريح العاصفة في وجه الطغاة الذين لم يكونوا يتوقعونه، وهو ما حطّم أركان النظام المستبد بشكل مباشر وفوري، وأزاح جُثومه المزمن فوق القلوب منذ عشرات السنين. ونحن ننتظر المعجزة، ننتظر حدوث ما لم نعد نأمل في حدوثه وهو قلب صفحة الطغيان: «كان انتظارنا طويلاً، طويلاً جداً، حتى إن الكثيرين منا صاروا يشُكّون في أنهم سيكونون أحياءً عندما تحين الساعة المنتظرة، والآن قَلْب الطغيان لا يكفي، والمهم ماذا سنفعل بعد سقوط الاستبداد المقيت؟ وكيف ستُدار البلاد؟ الطغيان فَتّت سوريا، وشَتّت أهلها، وأفْقرها، وأهان شعبها، هذا كله عرفناه وعشناه. ولكن، ما ستفعله الثورة المنتصرة هو الذي يملأ قلوبنا، اليوم بالقلَق، ويشغل أفكارنا بالتساؤلات».

ويشير إلى أن مهمة الثورة ثقيلة، وأساسية، مضيفاً: «نتمنّى لها أن تنجح في ممارستها الثورية ونريد أن تكون سوريا لكل السوريين الآن، وليس فيما بعد، نريد أن تكون سوريا جمهورية ديمقراطية حرة عادلة متعددة الأعراق والإثنيّات، بلا تفريق أو تمزيق. لا فرق فيها بين المرأة والرجل، ولا بين سوري وسوري تحت أي سبب أو بيان. شعارها: حرية، عدالة، مساواة».

مشاركة المثقفين

رشا عمران

وترى الشاعرة رشا عمران أن المثقفين لا بد أن يشاركوا بفاعلية في رسم ملامح سوريا المستقبل، مشيرة إلى أن معجزة حدثت بسقوط النظام وخلاص السوريين جميعاً منه، حتى لو كان قد حدث ذلك نتيجة توافقات دولية ولكن لا بأس، فهذه التوافقات جاءت في مصلحة الشعب.

وتشير إلى أن السوريين سيتعاملون مع السلطة الحالية بوصفها مرحلة انتقالية ريثما يتم ضبط الوضع الأمني ويستقر البلد قليلاً، فما حدث كان بمثابة الزلزال، مع الهروب لرأس النظام حيث انهارت دولته تماماً، مؤسساته العسكرية والأمنية والحزبية كل شيء انهار، وحصل الفراغ المخيف.

وتشدد رشا عمران على أن النظام قد سقط لكن الثورة الحقيقية تبدأ الآن لإنقاذ سوريا ومستقبلها من الضياع ولا سبيل لهذا سوى اتحاد شعبها بكل فئاته وأديانه وإثنياته، فنحن بلد متعدد ومتنوع والسوريون جميعاً يريدون بناء دولة تتناسب مع هذا التنوع والاختلاف، ولن يتحقق هذا إلا بالمزيد من النضال المدني، بالمبادرات المدنية وبتشكيل أحزاب ومنتديات سياسية وفكرية، بتنشيط المجتمع سياسياً وفكرياً وثقافياً.

وتوضح الشاعرة السورية أن هذا يتطلب أيضاً عودة كل الكفاءات السورية من الخارج لمن تسمح له ظروفه بهذا، المطلوب الآن هو عقد مؤتمر وطني تنبثق منه هيئة لصياغة الدستور الذي يتحدد فيه شكل الدولة السورية القادمة، وهذا أيضاً يتطلب وجود مشاركة المثقفين السوريين الذين ينتشرون حول العالم، ينبغي توحيد الجهود اليوم والاتفاق على مواعيد للعودة والبدء في عملية التحول نحو الدولة الديمقراطية التي ننشدها جميعاً.

وداعاً «نظام الخوف»

مروان علي

من جانبه، بدا الشاعر مروان علي وكأنه على يقين بأن مهمة السوريين ليست سهلة أبداً، وأن «نستعيد علاقتنا ببلدنا ووطننا الذي عاد إلينا بعد أكثر من خمسة عقود لم نتنفس فيها هواء الحرية»، لافتاً إلى أنه كان كلما سأله أحد من خارج سوريا حيث يقيم، ماذا تريد من بلادك التي تكتب عنها كثيراً، يرد قائلاً: «أن تعود بلاداً لكل السوريين، أن نفرح ونضحك ونكتب الشعر ونختلف ونغني بالكردية والعربية والسريانية والأرمنية والآشورية».

ويضيف مروان: «قبل سنوات كتبت عن (بلاد الخوف الأخير)، الخوف الذي لا بد أن يغادر سماء سوريا الجميلة كي نرى الزرقة في السماء نهاراً والنجوم ليلاً، أن نحكي دون خوف في البيت وفي المقهى وفي الشارع. سقط نظام الخوف وعلينا أن نعمل على إسقاط الخوف في دواخلنا ونحب هذه البلاد لأنها تستحق».

المساواة والعدل

ويشير الكاتب والشاعر هاني نديم إلى أن المشهد في سوريا اليوم ضبابي، ولم يستقر الأمر لنعرف بأي اتجاه نحن ذاهبون وأي أدوات سنستخدم، القلق اليوم ناتج عن الفراغ الدستوري والحكومي ولكن إلى لحظة كتابة هذه السطور، لا يوجد هرج ومرج، وهذا مبشر جداً، لافتاً إلى أن سوريا بلد خاص جداً بمكوناته البشرية، هناك تعدد هائل، إثني وديني ومذهبي وآيديولوجي، وبالتالي علينا أن نحفظ «المساواة والعدل» لكل هؤلاء، فهي أول بنود المواطنة.

ويضيف نديم: «دائماً ما أقول إن سوريا رأسمالها الوحيد هم السوريون، أبناؤها هم الخزينة المركزية للبلاد، مبدعون وأدباء، وأطباء، وحرفيون، أتمنى أن يتم تفعيل أدوار أبنائها كل في اختصاصه وضبط البلاد بإطار قانوني حكيم. أحلم أن أرى سوريا في مكانها الصحيح، في المقدمة».

خالد حسين

العبور إلى بر الأمان

ومن جانبه، يرصد الأكاديمي والناقد خالد حسين بعض المؤشرات المقلقة من وجهة نظره مثل تغذية أطراف خارجية للعداء بين العرب والأكراد داخل سوريا، فضلاً عن الجامعات التي فقدت استقلالها العلمي وحيادها الأكاديمي في عهد النظام السابق بوصفها مكاناً لتلقي العلم وإنتاج الفكر، والآن هناك من يريد أن يجعلها ساحة لنشر أفكاره ومعتقداته الشخصية وفرضها على الجميع.

ويرى حسين أن العبور إلى بر الأمان مرهونٌ في الوقت الحاضر بتوفير ضروريات الحياة للسوريين قبل كلّ شيء: الكهرباء، والخبز، والتدفئة والسلام الأهلي، بعد انتهاء هذه المرحلة الانتقالية يمكن للسوريين الانطلاق نحو عقد مؤتمر وطني، والاتفاق على دستور مدني ديمقراطي ينطوي بصورة حاسمة وقاطعة على الاعتراف بالتداول السلمي للسلطة، وحقوق المكوّنات الاجتماعية المذهبية والعرقية، وحريات التعبير وحقوق المرأة والاعتراف باللغات الوطنية.

ويشير إلى أنه بهذا الدستور المدني المؤسَّس على الشرعية الدولية لحقوق الإنسان يمكن أن تتبلور أحلامه في سوريا القادمة، حينما يرى العدالة الاجتماعية، فهذا هو الوطن الذي يتمناه دون تشبيح أو أبواق، أو طائفية، أو سجون، موضحاً أن الفرصة مواتية لاختراع سوريا جديدة ومختلفة دون كوابيس.

ويختتم قائلاً: «يمكن القول أخيراً إنّ مهام المثقف السوري الآن الدعوة إلى الوئام والسلام بين المكوّنات وتقويض أي شكل من أشكال خطاب الهيمنة والغلواء الطائفي وإرادة القوة في المستقبل لكي تتبوّأ سوريا مكانتها الحضارية والثقافية في الشرق الأوسط».