كرويف: كرة القدم ارتبطت بالمال فضاعت القيم

أسطورة العالم الكروية أكد في آخر حوار مع «الغارديان» أن رؤية فان غال لتكتيكات اللعبة تختلف عن رؤيته

كرويف أثناء اللقاء مع «الغارديان» (تصوير: نيلز دين هان)
كرويف أثناء اللقاء مع «الغارديان» (تصوير: نيلز دين هان)
TT

كرويف: كرة القدم ارتبطت بالمال فضاعت القيم

كرويف أثناء اللقاء مع «الغارديان» (تصوير: نيلز دين هان)
كرويف أثناء اللقاء مع «الغارديان» (تصوير: نيلز دين هان)

عاد يوهان كرويف إلى مسقط رأسه، أمستردام، وفي يوم غائم في المدينة القديمة، حيث ولد، ونشأ وكانت بدايته كلاعب كرة قدم محترف مع أياكس في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) قبل 50 عاما، وهو يتنقل بهالة من التأنق المغلف بروح المرح وسط الجماهير التي تهتف باسمه وتحاول لمسه.
على الملعب الأوليمبي، حيث يمشي حول ساحة استأجرتها مؤسسته للاحتفال بهذا اليوم، تعد هذه تجربة في فن أن تكون يوهان كرويف. بابتسامة مرحة، يتفاعل الأسطورة، صاحب الـ67 عاما، مع الاحتفاء به، حتى عندما يعانقه رجل كبير يرتدي دمية على هيئة كرويف. هكذا يكون إحساس أن تكون نجم كرة قدم فوق العادة على مدى 5 عقود. إلى جانب مثله الأعلى في طفولته، ألفريدو دي ستيفانو، الذي رحل عن عالمنا هذا الصيف، وبيليه ودييغو مارادونا، ينتمي كرويف إلى رباعي عملاق يضيء عالم كرة القدم بشهرتهم شبه الأسطورية. على أن كرويف يبرز في مجال غير اللعب، ففي حين أن دي ستيفانو نجح كمدرب، فإن كرويف لمع وتألق في السنوات التي كان يدرب فيها برشلونة. وسبق أن قال دي ستيفانو، متذمرا، عن مهنة التدريب، إنه «بخلاف العمل مع اللاعبين صغار السن، هذه أبشع مهمة على الإطلاق».
وقد كان كرويف دائما يفكر بطريقة مختلفة. خلال الفترة الرائعة التي تولى خلالها قيادة برشلونة من خارج الخطوط، من 1988 إلى 1996. استخدم السرعة والمساحة والتدفق التكتيكي للكرة الشاملة، التي ابتدعها ومدربه في أياكس، رينوس ميتشلز، ليحدثا عملية تحول لفريق محتضر وبناء إرث دائم. ودائما ما يشدد أساتذة طريقة «التيكي تاكا» في برشلونة، من أمثال تشابي هيرنانديز وأندرياس إنيستا، على أن كل ما فعلوه كان مستندا إلى النموذج الذي أرساه كرويف. ومن إنشائه لأكاديمية الناشئين في لاماسيا إلى التدريبات التي أصقلت استحواذهم المثالي على الكرة، والضغط المستمر على المنافس، استغل برشلونة والمنتخب الإسباني نموذج كرويف للهيمنة على الكرة الأوروبية والعالمية. وقد أفل هذا العصر، حيث بلغ نهايته الرمزية في تلك الليلة من ليالي يونيو (حزيران) في بطولة كأس العالم (البرازيل 2014)، عندما أسقطت هولندا، بقيادة لويس فان غال، الذي بينه وبين كرويف كراهية متبادلة، إسبانيا بنتيجة 5-1. (لاماسيا مبنى يقع بالقرب من كامب نو ملعب نادي برشلونة، وهي أكاديمية للشباب تقوم بتدريب لاعبي نادي برشلونة الشباب).
بالطبع يتولى لويس فان غال الآن تدريب مانشستر يونايتد ويكافح للتغلب على مشكلات نظام ما بعد فيرغسون، في حين تحرر كرويف من ضغوط كرة القدم. ما زالت الحياة منهكة بالنسبة إلى كرويف، الذي يقول بكلمات يغلفها التعب إنه يحتاج إلى السفر من جديد إلى برشلونة: «بيته» الآخر، في تلك الليلة. ومع هذا، فالحياة أصعب بكثير بالنسبة إلى فان غال. نعود إلى استراحة منعزلة تطل على إحدى القنوات المائية المعتاد وجودها في أمستردام. كرويف ودود ومفعم بالحيوية لكنه متردد في بدء معركة أخرى مع فان غال، الذي أقر أنه يشعر بـ«تجاوب سيئ» تجاهه. ومع هذا فهو يستطيع أن يدلي بآراء مقتضبة عن الصعوبات التي يواجهها زميله الهولندي. هز كتفيه، لدى سؤاله عما إذا كان يتوقع أن ينجح فان غال في مانشستر يونايتد، وقال: «نأمل هذا لأنه سيكون في صالح الكرة الهولندية والمدربين الهولنديين الآخرين. لكن كيف سيحدث هذا؟ لا تعرف أبدا. وسيستغرق الأمر وقتا».
في 2011. لجأ كرويف، الذي كان آنذاك في مجلس إدارة أياكس، إلى القضاء لمنع إعادة تعيين فان غال مدربا للنادي، الذي كانا يشجعانه في سنوات الصبا. كما كانا أيضا ضمن فريق أياكس في بداية السبعينات، عندما لم يكن أمام فان غال الناشئ أي فرصة للعب مكان كرويف، المهاجم النجم. نجح كرويف في فرض نفسه كأفضل لاعب في أوروبا، في الوقت الذي عانى فيه فان غال في أندية مغمورة نسبيا مثل رويال أنتويرب وسبارتا روتردام. وعندما انتقل كرويف إلى مجال التدريب، في أياكس وفي برشلونة، تبعه فان غال في النهاية إلى كلا الناديين. ونجح الأخير بعد أربع سنوات، في إثبات نفسه في عالم التدريب، وتولى تدريب أياكس في 1991. وكانت هناك شائعات تقول إن مزيدا من الخلاف دب بين كرويف وفان غال، بعد سوء فهم على ما يبدو في عشاء كريسماس في 1989.
عادت الخصومة بين الرجلين إلى الظهور بعد 3 سنوات عندما بدا أن مجلس إدارة أياكس انتظر لحين عودة كرويف إلى برشلونة، لعقد اجتماع، للموافقة على قرار إعادة فان غال لتدريب الفريق. طرق كرويف السبل القانونية للطعن على القرار. وفي النهاية، ورغم قرار المحكمة الذي لم يكن في صالح كرويف، لم يعد فان غال إلى أياكس أبدا. وأصبح بدلا من هذا، مدربا لمنتخب هولندا في 2012. إذن، يصمت كرويف لبرهة، عند سؤاله مجددا عن مشاعره بشأن فرص فان غال في يونايتد. يقول: «لا أعرف لأن يونايتد اشترى وأنشأ فريقا جديدا تقريبا. ومن ثم عليك الآن أن تعمل على إحداث الانسجام في الفريق. الأمر لم يعد يتعلق بنوعية اللاعبين، أو إذا ما كانوا جيدين بما فيه الكفاية، لكنّ خلق مزيج من اللاعبين الجيدين أمر في غاية الصعوبة».
هل يرى أي منطق في سياسة يونايتد المتعلقة بالانتقالات، والتي تجعل فان غال الآن في حيرة أمام مواهب الكثير من المهاجمين مثل راداميل فاكاو وروبين فان بيرسي وواين روني وأنخيل دي ماريا وعدنان يانوزاي وخوان متا؟ يقول: «يجب أن يكون هنالك منطق دائما، لكن المشكلة الكبرى تتعلق بكيفية إدارة كل هؤلاء اللاعبين. ونفس الشيء ينطبق على برشلونة. لديهم الآن سواريز وميسي ونيمار – كيف تدفع بهم معا؟ إذا كنت تنظر إليهم من منظور القدرات الفردية فهم لاعبون كبار. ونفس الشيء ينطبق على مانشستر يونايتد؛ فمن الناحية الفردية لديك لاعبون كبار لكن يجب أن يلعبوا كفريق».
ويضيف: «وثمة مشكلة أخرى بعد ذلك. كل هؤلاء اللاعبين مشهورون. وهم يكسبون الكثير من الأموال سواء داخل الملعب أو خارجه. كيف تخلق فريقا وتجمع بين كل تلك الذوات المتضخمة كوحدة واحدة في إطار الفريق؟ الهدف الرئيسي بالنسبة إلى مانشستر يونايتد هو أن يلعبوا بشكل جيد – وألا يكون لديك لاعب يقول، (أنا ألعب بشكل جيد، وسجلت هدفين)، لأنه لو سجلت هدفين ودخلت شباكي ثلاثة سنخسر. يجعل هؤلاء اللاعبون فان غال أمام وفرة من اللاعبين الجيدين، لكن عليه أن يحولهم إلى فريق. ولا يمكنك أن تحدث الانسجام في صفوف الفريق في أسبوعين. الأمر يتطلب وقتا». هل يستغرق الأمر موسما كاملا حتى ينجح فان غال في تحويل صفقات مانشستر يونايتد التي تبدو عشوائية إلى فريق متماسك؟ يقول كرويف: «لا، لا.. هذا وقت طويل جدا. لكن لا يعني هذا أن الفريق سيفوز بالدوري. يمكن أن تجد أداء أفضل في كل أسبوع، ويمكنك أن تركز هدفك على أن تصل إلى حالة أفضل كفريق. ومن ثم فمن الممكن أن ينجح الأمر، لكن مرة أخرى، هل يستطيع هؤلاء اللاعبون تطوير أنفسهم من أجل الفريق؟ هذا ليس سهلا». هل بينه وبين فان غال أي أوجه للشبه، فيما يتعلق بفلسفتهما الكروية؟ يجيب كرويف: «لا، ليس كثيرا. كلانا هولندي وهذه دائما صفة مشتركة. لكنني أفكر دائما في أن أكون مسؤولا عن السرعة وعن الكرة في آن واحد. ربما يعرف (فان غال) أكثر مني، ولكنني أسعى دائما للتحكم في الكرة. ما الذي أفعله إذا لم أكن أتحكم بالكرة؟ أضغط من أجل استعادتها. إنها من طرق الدفاع. لكن الأهم هو أنني أريد أن أستحوذ على الكرة».
ويقول كرويف: «يتمتع فان غال برؤية جيدة لكرة القدم لكن رؤيته تختلف عن رؤيتي. هو يريد أن يجعل الفرق التي تحقق الانتصارات كتلة متماسكة، ولديه طريقة متشددة في تنفيذ تكتيكاته. أما أنا فأريد أن يفكر الأفراد بأنفسهم». هل يظل فان غال «متشددا» في تمسكه بـ«الأداء الجماعي»؟ يومئ كرويف، ويقول: «نعم. لكنني كنت دائما شخصا يحب أن يبدع شيئا بنفسه في إطار أداء الفريق. وأكون سعيدا إذا بدأ لاعبو الفريق في التفكير. جوسيب غوارديولا مثال جيد في هذا. عندما كان لاعبا كان مثاليا من الناحية التكتيكية، لكنه لم يكن يستطيع أن يدافع. وهذا هو ما قاله. قلت: (أتفق معك – بصورة جزئية. أنت مدافع سيئ إذا اضطررت لتغطية كل هذه المنطقة. لكن إذا استطعت أن تدافع خلال هذه المنطقة الصغيرة أعتقد أنك ستكون الأفضل. تأكد من أن هناك أشخاصا موجودين لمساعدتك في تغطية المناطق الأخرى. وطالما فعلت هذا يمكنك أن تكون مدافعا جيدا جدا. وقد فعل هذا وأصبح جيدا جدا». كما انتقد كرويف تردد فان غال، كما هو متصور عنه، في التركيز على تدريب اللاعبين كأفراد – وهو يكرر هذه النقطة. يوضح: «لهذا أؤمن بحصص التدريب للأفراد لإعداد اللاعبين بالصورة المناسبة. عليك الاعتناء بالفرد من أجل مصلحة الفريق – كما أظهر عملنا مع غوارديولا».
أصبح غوارديولا واحدا من تلاميذ كرويف وخليفته في النهاية في تدريب برشلونة، قبل أن يضفي تغييرا طفيفا على طريقته، وينتقل إلى بايرن ميونيخ العام الماضي. يعترف كرويف بإعجابه بالبايرن لكنه، في نفس الوقت، كما يقول: «ما زلت أحب برشلونة كثيرا جدا. كما أحب ريال مدريد. يؤدي هذا الأخير بطريقة مختلفة تماما عن طريقتي ولكن هناك انسجام بين عناصره. والآن لديهم فريق تنتظر مشاهدته لتعرف ماذا سيحدث. لديهم 3 لاعبين في وسط الملعب، أصحاب لمسات مثالية، ولكن لديهم 3 مهاجمين يحتاجون إلى مساحة حتى يتمكنوا من التحرك. إلى أين ستسير بهم الأمور؟ سوف نرى. كذلك تراجع برشلونة قليلا بسبب الأشخاص الذين عينهم في جهازه الفني. أنا لا أقول إنهم جيدون أو سيئون، وإنما من الصعوبة بمكان أن تسيطر على ميسي ونيمار. إذا لم تسيطر على هؤلاء اللاعبين فستكون هناك مشكلة. واجه ديفيد مويز ومانشستر يونايتد نفس المشكلة. يمكن لبعض الناس السيطرة على لاعبين معينين وأنت بحاجة لهذا – وإلا فلن ينجح الفريق. مويز مدرب جيد – لكنه لم يناسب مانشستر يونايتد». يهز كرويف رأسه وينتقل إلى زاوية أخرى. ويواصل حديثه قائلا: «كرة القدم ترتبط بالمال تماما الآن. وهناك مشكلات تتعلق بقيم اللعبة. وهذا أمر مؤسف لأن كرة القدم هي أجمل اللعبات. يمكننا أن نلعبها في الشارع، ويمكننا أن نلعبها في كل مكان. ويمكن لأي شخص أن يلعب كرة القدم، لكن تلك القيم قد ضاعت. ونحن نريد أن نستعيدها».
هل يعتقد بأن الوضع في إنجلترا، حيث يطغى الدوري الإنجليزي (البريميرليغ) على تطور اللعبة على الصعيد الوطني، على عكس البوندسليغا في ألمانيا، هل يعتقد بأن هذا الوضع سيتغير؟ يقول: «أتمنى. في البريميرليغ يمثل المال مشكلة لكنني لا أعرف فعلا كيف يمكن احتواء هذه المشكلة. إذا نظرت إلى إنجلترا أو حتى إسبانيا تجد مشكلات. كم عدد اللاعبين الإنجليز في أول أربع فرق في البريميرليغ؟ كم عدد المهاجمين الإسبان الذين يلعبون لبرشلونة أو ريال مدريد؟ نتحدث بعد يومين على الأداء الباهر لمنتخب روي هودغسون، والفوز الذي حققه على سويسرا بنتيجة 2-0. لكن تظل رؤية كرويف الأوسع مدى للتطور البطيء للاعبين الإنجليز الصاعدين، وحتى نظرائهم الإسبانيين في أندية قمة الدوري الإسباني، وثيقة الصلة بهذا الحديث. ويبدو من المثير للأسى أن يذكر كرويف، بعد عودته إلى أمستردام، المدربين الإنجليز الذين ساعدوه على الصعود في أياكس في أوائل الستينات. يقول: «أفكر في فيك باكنغهام الذي اختارني (لألعب لأول مرة في نوفمبر 1964). لكن حتى قبل فيك (الذي درب كرويف في أياكس وبرشلونة) كان هناك كيث سبورجيون، وهو ليس مشهورا، ولكنه كان من أول المدربين الذين قاموا بتوجيهي. تعلمت إنجليزيتي من كيث سبورجيون. كان لديه أطفال صغار وكنت صغيرا جدا أيضا ومن ثم فقد كنا نتحدث الإنجليزية معا وكان هذا رائعا».
عادة لا يعرف المدربون الإنجليز بابتكاراتهم التكتيكية – ومن ثم فهل كان سبورجيون وباكنغهام أكثر تفتحا ممن جاءوا بعدهم؟ يقول كرويف: «كانا منفتحين لكن، من الناحية التكتيكية، عليك أن تنظر أين كنا في ذلك الوقت. كانت كرة القدم جيدة في هولندا في ذلك الوقت، لكنها لم تكن احترافية فعليا. لقد أضفيا علينا قدرا من الاحترافية لأنهما كانا قد قطعا شوطا طويلا في هذا الاتجاه. لكن التفكير التكتيكي جاء في وقت لاحق مع ميتشلز. عندئذ بدأت هذه النقلة التكتيكية». حول كرويف رؤية ميتشلز إلى واقع عملي، وخاصة في برشلونة، لكن المدهش هو مدى فخره بعمله مع المؤسسة التي تحمل اسمه. بعد يوم على تكريس نفسه لقضية مساعدة الأطفال من ذوي الإعاقة على تطوير أنفسهم من خلال ممارسة الرياضات المختلفة، يقول كرويف ببساطة: «إنه عمل رائع، والمدهش هو أنه يمنحك المزيد. أحاول أن أساعدهم لكنهم يساعدونني أيضا. شرح لي رئيس اللجنة البارالمبية الدولية ذات مرة الفارق بين الأشخاص أصحاب الأجسام السليمة وذوي الإعاقة. قال: (الأشخاص ذوو الإعاقة لا ينشغلون بما لا يملكونه. هم فقط يفكرون فيما يملكونه). آه لو تعلمنا جميعا أن نفكر بهذه الطريقة. لدينا مؤسستنا والتي تضم الكثير من الشباب الذين يمكنهم مساعدة اتحاداتهم وأنديتهم ورياضاتهم. ومن الرائع أن ترى هذا يحدث لأنهم يفاجئونني دائما. إذا نظرت إلى ما يمكنهم عمله وكيف يمكنهم تطوير أنفسهم كأشخاص فستتعلم الكثير جدا من الأشياء».
يشاطر أسطورة كرة القدم السابق كرويف، دي ستيفانو متعة «العمل مع اللاعبين صغار السن». ومن خلال إرثه كلاعب ومدرب، يمكن لكرويف أن يشاهد فان غال من زاوية مستقلة – وأن يفكر فيما إذا كان خصمه سيستسلم، ولو بشكل عابر، لمقولة دي ستيفانو بأن التدريب هو «أبشع مهنة على الإطلاق». يبدو كرويف أكثر اهتماما بما سيحققه غوارديولا في موسمه الثاني في البايرن. قاد الإسباني البطل الألماني في مسيرة للدفاع عن لقب الدوري – لكنه لم يتمكن من الاحتفاظ بلقب دوري الأبطال الذي حققه في عهد يوب هاينكس في 2013. يجول كرويف بناظريه في الساحة الأوليمبية القديمة في أمستردام، ويقول بهزة كتف معتادة، أخيرا: «كما هو حال أي شيء في كرة القدم – وفي الحياة، عليك أن تنظر وأن تفكر وأن تتحرك. عليك أن تجد المساحة. عليك أن تساعد الآخرين. الأمر بسيط جدا في النهاية».



بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟