في قرار تاريخي.. رعاية الشباب تحدد اليوم مصير 103 أندية سعودية

«الشرق الأوسط» تستطلع آراء 30 رئيسًا عبروا عن قلقهم من «سلبيات المشروع»

الأمير عبد الله بن مساعد («الشرق الأوسط»)   -  الرائد يحاول إنقاذ موسمه بالبقاء في دوري المحترفين («الشرق الأوسط»)
الأمير عبد الله بن مساعد («الشرق الأوسط») - الرائد يحاول إنقاذ موسمه بالبقاء في دوري المحترفين («الشرق الأوسط»)
TT

في قرار تاريخي.. رعاية الشباب تحدد اليوم مصير 103 أندية سعودية

الأمير عبد الله بن مساعد («الشرق الأوسط»)   -  الرائد يحاول إنقاذ موسمه بالبقاء في دوري المحترفين («الشرق الأوسط»)
الأمير عبد الله بن مساعد («الشرق الأوسط») - الرائد يحاول إنقاذ موسمه بالبقاء في دوري المحترفين («الشرق الأوسط»)

يعلن الأمير عبد الله بن مساعد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية السعودية اليوم الأحد خلال مؤتمر صحافي سيعقد في مجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي في العاصمة الرياض عن قرار تاريخي يتمثل في نتائج التقرير النهائي لفريق دراسة العدد المناسب للأندية بعد اكتمال أعمال الفريق الذي كان قد تم تكليفه في يونيو (حزيران) الماضي لدراسة واقع الأندية الحالي ووضع المعايير المناسبة لتحقيق أهدافها في جانبي المنافسة والممارسة.
وبدا الأمير عبد الله بن مساعد متشجعا وهو يتحدث عن اختزال الأندية السعودية المنافسة في لعبة كرة القدم إلى نحو 60 ناديا، موضحا أن في أميركا مثلا يوجد نحو 30 ناديا لكرة السلة رغم أنها اللعبة التي تحظى بقبول وانتشار كبير في أميركا.
ورغم أن الأمير عبد الله بن مساعد لمّح إلى أن التقرير النهائي قد يقلص عدد الأندية المنافسة في لعبة كرة القدم إلى ما يصل إلى 60 ناديا قد تزيد قليلا أو تنقص، إلا أن المؤتمر الصحافي اليوم سيضع النقاط على الحروف وسيكشف عن الإيجابيات التي ستكون وراء هذا المشروع.
الأكيد أن أندية دوري المحترفين السعودي وأندية الدرجة الأولى والثانية والبالغة جميعها 50 ناديا لن يطالها هذا المشروع وستبقى حاضرة كأندية منافسة في لعبة كرة القدم لكن 103 أندية يوجدون حاليا في دوري الدرجة الثالثة أو ما يسمى بدوري المناطق سيكونون عرضة لمساحة الإبعاد والتقليص والدمج من خلال التوصيات التي تم الأخذ بها.
ومن الطبيعي جدا أن يكون هناك معارضة شديدة لهذا المشروع كون الأندية السعودية الـ103 تقوم على أساس الميزانيات المالية التي تصرف لها من باب لعبة كرة القدم وهو ما يجعلها مهددة للتغييب بشكل مضاعف رغم أنها لم تحقق شيئًا في واقعها النتائجي والتنافسي طيلة مسيرتها الكروية.
رؤساء أندية الدرجة الثالثة أو ما يسمى بالمناطق ضد الفكرة ونقلوا تصوراتهم لـ«الشرق الأوسط» حيث عارضوا أي خطة لتقليص عدد الأندية المسموح لها بالمنافسة في كرة القدم على مستوى المملكة وحصرها على 60 ناديا والقيام بعملية دمج واسعة في هذا الشأن.
وتواصلت «الشرق الأوسط» مع قرابة 30 رئيس نادٍ على مستوى البلاد للحصول على رأيهم بشأن إلغاء لعبة كرة القدم في أنديتهم والتخصص في ألعاب محددة حسب النتائج التي حققتها في الألعاب الأخرى المختلفة على المستوى المحلي والخارجي، لكن الجميع عارض فكرة إلغاء لعبة كرة القدم كونها اللعبة الشعبية في البلاد فيما اعتبر البعض أن إلغاء كرة القدم يمثل «نحرًا» للكرة السعودية وقطع كل الآمال بأن تظهر مواهب تساعد في عودة المنتخبات الوطنية إلى الواجهة الدولية.
بداية يقول رئيس نادي مضر، الدكتور سامي آل يتيم: «رغم أن نادي مضر معروف في لعبة كرة اليد وقد حقق بطولة آسيا وشارك في بطولة كأس العالم للأندية ولا يزال منافسًا على المستوى المحلي والخارجي على البطولات إلا أنه لا يمكن مقارنة الدعم الذي يصل للنادي نتيجة تألق كرة اليد بالدعم الذي يحصل عليه النادي من خلال تحقيق بطولة محافظة القطيف مثلا، أو حتى عندما صعد الفريق الأول لكرة القدم لدوري الثانية قبل عدة سنوات، كرة القدم واجهة النادي ولا يمكن القبول بأن يتم إلغاؤها، نعم الفريق الكروي بمضر تحديدا لم يوفق أكثر من مرة في تصفيات الصعود للثانية ولكن لا يمكن أن نقبل بإلغاء كرة القدم والتخصص في لعبة كرة اليد ومعها بعض الألعاب الفردية التي يبرز فيها النادي».
من جهته، تساءل عبد الله المزيد رئيس نادي نجد بحوطة سدير عن الآلية التي ستنطلق من خلالها رعاية الشباب في تصنيف أندية كرة القدم بين منافسة وممارسة، موضحًا أن ناديه يخدم أكثر من 30 ألف نسمة في منطقته ولا يمكن إجبار شباب المنطقة على الذهاب لأكثر من 60 كلم لالتحاق بنادي الفيحاء أو الفيصلي أو حتى نادي المجزل.
وأضاف: «لدينا مشروعات استثمارية للنادي ومنشأة في طريقها للبناء والتشييد.. كيف سيتم التعامل مع مثل هذه الظروف.. نحن نتمنى أن يكون هناك قرارات عادلة في هذا المشروع الذي سيفتح جدلا لن ينتهي بين الأندية ورعاية الشباب».
من جانبه يقول على بالحارث رئيس نادي رأس تنورة: «هذه الفكرة إن طبقت فستكون أشبه بالكارثية على كرة القدم السعودية لأن 80 في المائة من الدعم يأتي من بوابة كرة القدم، والأندية في الدرجة الثالثة تعتبر روافد أساسية للأندية الكبيرة، ففي رأس تنورة هناك كثير من النجوم الذين انطلقوا من هذا النادي في السنوات الأخيرة مثل إبراهيم غالب ويحي عتين وخالد حامضي وعبد الرحمن هزازي وإبراهيم حسن، ولاعب كرة القدم يدر على النادي مئات الآلاف التي تساعد على تسيير أمور الأندية ودعم بقية الألعاب والأنشطة، بل وصيانة المنشأة وتطويرها بشكل عام، بينما في الألعاب الأخرى قيمة اللاعب الدولي قد لا تتجاوز 40 ألف ريال.
ويرى رئيس نادي التقدم بمدينة المذنب بمحافظة القصيم خالد الحواس أن لعبة القدم هي السائدة على مستوى العالم والطاغية على اهتمام الشباب ويعتبر إلغاؤها خطأ، لأنها المتنفس الوحيد بين شباب منطقة القصيم على أقل تقدير، وأغلب الأندية تهتم بكرة القدم وإن لم توفق في تحقيق إنجازات ولكن يمكن أن تحقق ذلك في حال كتب لها التوفيق في المستقبل.
ويوافقه حامد مؤذن رئيس نادي حراء بمكة المكرمة في هذا الرأي، ويضيف: «كرة القدم هي الشعبية الأولى والمتنفس الأول، ولا يمكن أن نضع كل الإخفاقات للكرة السعودية على أندية الدرجة الثالثة، ثم إن المهم أن يكون هناك تنافس موجود في كل منطقة، ومع كل التقدير لنادي الوحدة فلا يمكن أن يحقق هذا النادي إنجازات في حال ألغيت لعبة كرة القدم في نادي حراء، لأنه سيفقد المنافس في نفس المنطقة وهذا شيء سلبي مع أننا في دوري الثالثة أو المناطق والوحدة في دوري المحترفين، ولكن هناك منافسات في الفئات السنية وجلب المواهب وصناعتها وتطويرها».
من جانبه، قال رئيس نادي السلام من المنطقة الشرقية فاضل النمر إنه لا توجد أي إدارة توافق على إلغاء كرة القدم أو دمجها مع ناد آخر، وإذا فرض هذا القرار فسيكون هناك قبول به، شريطة عدم تجميد بقية ألعاب النادي، ولكن من المهم جدا أن لا تتم الأمور دون دراسة وافية لأن المتضرر في نهاية المطاف الرياضة السعودية وقطاع الشباب على وجه التحديد.
من جانبه، تساءل رئيس نادي الروضة بالأحساء مصطفى البوخديم عن اللجنة التي قدمت هذا التقرير، وهل تقف على أرض الواقع أم أنها دونت خططها من أبراج عالية دون أي دراسة واعتبار للآخرين.
وأضاف: «منشأة نادي الروضة هي الأفضل في الأحساء.. ماذا سيكون مصيرها في حال ألغيت كرة القدم بنادي الروضة، والجميع يتذكر التاريخ الذي أنجزه فريق كرة القدم بنادي الروضة واللعب عدة سنوات في الدوري الممتاز (المحترفين حاليا) وإذا كان قد مر بظروف جعلته في دوري الثالثة حاليا، فالعمل مستمر من أجل النهوض بفريق كرة القدم حتى أنه شارك في التصفيات الأخيرة المؤهلة لدوري الثانية ولكن خرج نتيجة رفض احتجاجه على الثقبة أحد الصاعدين للثانية.
أما حسين العنكي رئيس نادي النور بمدينة السنابس بمحافظة القطيف والذي يعتبر فريق كرة اليد وألعاب القوى من أفضل الألعاب ويحقق فريق كرة اليد تحديدا بطولات دائما على المستوى المحلي والخارجي أن دمج أندية كرة القدم وتقليص اللعبة لن يكون مقبولاً أبدًا، رغم كل الإنجازات في الألعاب الأخرى تبقى لعبة كرة القدم هي الواجهة الأساسية لكل الأندية وإلغاؤها خطأ كبير جدا. ويرى إبراهيم الدبل رئيس نادي الشروق بالجفر أن الحديث عن إلغاء لعبة كرة القدم من بعض الأندية مرفوض تماما، فالأندية متنفس الشباب وخصخصة الأندية في لعبة واحدة أو أكثر عدا كرة القدم غير مجدٍ أبدا، ومن المهم أن تبقى الأندية على حالها متعددة الألعاب.
ويقول رئيس نادي الأمل بالبكيرية عبد الكريم اللحيدان إن كرة القدم تمثل لوحدها ناديا وتعتبر بقية الألعاب مساعدة لها في الأنشطة لتبقى كرة القدم مستمرة، وإذا كان الموضوع يتعلق بالدمج في القصيم مثلا هناك أندية يمكن دمجها لأنها لم تحقق إنجازات سوى في ألعاب محددة على أن تكون الإعانة والاستثمارات موجودة حتى ترتفع الرياضة في المنطقة بشكل خاص والمملكة بشكل عام.
وأخيرًا يؤكد علي العباد رئيس نادي الصواب من مدينة العمران ثالث كبرى مدن محافظة الأحساء أنه لا يمكن الموافقة على إلغاء كرة القدم بناديه ودمجها مع أندية أخرى، مبينًا أن عدد السكان في 15 قرية تابعة لمدينة العمران تستفيد من هذا النادي، حيث يقارب عدد السكان في المدينة ثمانين ألف نسمة، وإلغاء النادي أو تقليص ألعابة يعني خروج عدد كبير من الشباب وتوجههم إلى مسارات غير مقبولة.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.