سوريا: مظاهرات ضد النظام في جمعة «الأسد مصنع الإرهاب»

رأس النظام يؤكد أنه لا حل إلا بالقتال.. ولا رهان على حل سياسي مع المعارضة

سوريا: مظاهرات ضد النظام في جمعة «الأسد مصنع الإرهاب»
TT

سوريا: مظاهرات ضد النظام في جمعة «الأسد مصنع الإرهاب»

سوريا: مظاهرات ضد النظام في جمعة «الأسد مصنع الإرهاب»

بينما تستأنف المناطق السورية الثائرة مظاهراتها السلمية أيام الجُمع، مطلقة على مظاهرات أمس الجمعة شعار «الأسد مصنع الإرهاب»، أكد رئيس النظام بشار الأسد أن «لا رهان على الحل السياسي مع هذه المعارضة»، وأن «لا حلّ إلا بالقتال والنصر»، وأن معركته «مستمرة من دون هوادة».
ولقد جاء هذا الموقف من رأس النظام السوري خلال استقباله يوم أمس الجمعة المشاركين في ملتقى ما يسمى «التجمّع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة» الذي عقد في دمشق يومي 19 و20 مارس (آذار) الحالي.
المظاهرات الشعبية المطالبة بسقوط نظام الأسد تجددت يوم أمس الجمعة وعلى نحو أوسع قياسًا بالأسبوع الماضي. فلقد انتهز الثائرون على النظام فترة تراجع القصف الجوي والمدفعي في ظل الهدنة لاستعادة زخم السنة الأول من الثورة التي انطلقت عام 2011، وشهدت عدد من المدن والبلدات يوم أمس الجمعة خروج مظاهرات رفع خلالها المشاركون أعلام الثورة، وهتفوا بشعارات تؤكد الإصرار على مطلب إسقاط الأسد وتندّد بالدور الروسي الداعم له.
وتجمع المتظاهرون في مختلف المناطق بمحافظات حلب وإدلب وحماه وحمص ودمشق ودرعا، ووصولاً إلى الميادين بمحافظة دير الزور بشرق البلاد غير أن الشعارات تباينت حول الموقف من المفاوضات، إذ أعلن المتظاهرون في كفر حمرة وحور وحزانو بريف إدلب على رفض الحوار مع من تلطخت أيديهم بدماء السوريين. في حين طالب المتظاهرون بريف دمشق بإبدال رئيس وفد النظام بشار الجعفري والاستعانة بشخصية قادرة على اتخاذ قرارات مصيرية. وسادت خلال المظاهرات بقوة أعلام الثورة السورية لتغيب بشكل شبه تام أعلام الفصائل المسلحة والتنظيمات الإسلامية، حتى في أكبر معاقلها، حيث حضرت أعلام الثورة في مظاهرات مدينة تفتناز في ريف إدلب، ودعت للوحدة بلافتة تقول إنه «في شق الصف تكمن الهزيمة والضعف». كذلك رفرفت أعلام الثورة في مدينة دوما بمحافظة ريف دمشق، التي شهدت مظاهرة حاشدة شارك فيها جميع المدنيين المحاصرين هناك كبارًا وصغارًا، وجهوا خلالها رسائل إلى من يهمه أمر مستقبل سوريا. وفي الجنوب السوري، شهدت عدة بلدات في ريف درعا مظاهرات دعت إلى إسقاط النظام. أما في تلبيسة والرستن بريف حمص فجرى إحراق العلم الروسي.
في المقابل، في هذه الأثناء، كان رأس رئيس النظام السوري بشار الأسد يجتمع مع المشاركين في ملتقى ما يُسمى «التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة» ويصف لهم علاقته بروسيا بأنها «ممتازة»، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «زعيم تاريخي وحليف حقيقي». وأن لديه ثقة كبيرة به و«بأنه لن يتأخر عن أي عمل يخدم وحدة سوريا». كذلك وصف الأسد بوتين بأنه «أدار الأمور في العسكر والسياسة بشكل ماهر». وحول وحدة سوريا وطروحات الفيدرالية التي أعلن قيامها زعامات كردية الأسبوع الماضي لفت الأسد إلى أن «لا بحث ولا إمكانية ولا فرصة لتقسيم سوريا» مؤكدا على أن «هذا كلام واهم لا قيمة له».
وحول موقفه من المعارضة قال رأس النظام لضيوفه إن «لا رهان على الحل السياسي مع هذه المعارضة. أمام الإرهاب لا حلّ إلا بالمواجهة والنصر. والرهان الحقيقي هو على الحسم العسكري مع القوى الإرهابية وتعزيز منطق المصالحات السورية. وفيما يتعلق بالمفاوضات الحالية في جنيف مع المعارضة بتنسيق من المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا قال الأسد: «هذا الحل يحتاج إلى حوار مع من هو قادر على اتخاذ القرار. هذه المعارضة تدار من قطر وتركيا والسعودية ولا مشروع سياسيًا لها، وأطرافها مختلفون على كل شيء. لذلك فإن الحوار مع هؤلاء لن يجدي. نحن اليوم نتحاور مع دي ميستورا والتفاوض الفعلي يجري معه».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.