«إعادة الأمل» تفتح آفاق تعافي الاقتصاد اليمني بعد تدهوره من الحوثيين

تحرير «عدن» فتح أول نوافذ الأمل .. والسعودية أول الداعمين

«إعادة الأمل» تفتح آفاق تعافي الاقتصاد اليمني بعد تدهوره من الحوثيين
TT

«إعادة الأمل» تفتح آفاق تعافي الاقتصاد اليمني بعد تدهوره من الحوثيين

«إعادة الأمل» تفتح آفاق تعافي الاقتصاد اليمني بعد تدهوره من الحوثيين

فتحت عملية «إعادة الأمل» آفاقًا جديدة لتعافي الاقتصاد اليمني، جاء ذلك بعد أن ظل الاقتصاد اليمني يشهد حالة من التدهور الكبيرة، حينما قاد الحوثيون لفترة زمنية دفته، مما ساهم في انهيار العملية اليمنية، وهروب رؤوس الأموال الاستثمارية، وتخارج الكثير من الشركات، من استثماراتها على الأراضي اليمنية خلال الفترة الماضية.
وشهدت الأشهر السبعة الماضية، مرحلة مختلفة من محاولة الاقتصاد اليمني إلى الوقوف من جديد، بعد أن شهد انهيارًا كاملاً بسبب التمرد الحوثي، جاء ذلك حينما نجحت عملية «إعادة الأمل»، في تحرير عدن من الحوثيون، وبالتالي إعادة ضوء الأمل من جديد عبر تحرير المدينة اليمنية المشهورة بثقلها الاقتصادي بين مدن ومناطق اليمن الأخرى.
وفي هذا الخصوص، كشف تقرير صندوق النقد حول المؤشرات الاقتصادية في اليمن، أن الاحتياطي النقدي الأجنبي في اليمن شهد أكبر عملية تراجع خلال عام 2014، ليصل مستوى التراجع في الاحتياطي النقدي الأجنبي، إلى أكبر مستوى تراجع منذ عام 2010، جاء ذلك قبل أن تبدأ عملية «عاصفة الحزم»، ومن ثم «إعادة الأمل»، وهو الأمر الذي سيعيد الاقتصاد اليمني من جديد للتعافي بعد إنهاء التمرد الحوثي.
وتسبب التمرد الحوثي خلال عام 2014 في مزيد من التراجع في الاحتياطي اليمني من النقد الأجنبي، في ظل توقف إنتاج النفط وتوقف تدفق الاستثمار الأجنبي، يأتي ذلك في وقت تشكل فيه الاستثمارات الخليجية الخاصة في اليمن نحو 80 في المائة من حجم الاستثمار الأجنبي فيها.
وفي هذا الشأن أكد الدكتور عبد الله باعشن المستشار المالي لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن الاقتصاد اليمني كان يعتمد على النفط رغم محدودية الإنتاج، وإرسال المغتربين إلى الدول الخليجية، وخصوصًا السعودية، ويعتمد أيضًا على المساعدات الاقتصادية السعودية، التي كانت تمثل أهم محفزات الاقتصاد اليمني خلال عقود مضت. ولفت الدكتور باعشن إلى أن هذه الركائز الاقتصادية فقدتها اليمن بسبب التمرد الحوثي، والانقلابيين، مؤكدًا على أن عملية إعادة الأمل من شأنها أن تعيد الأمل لليمن أمنيًا، وسياسيا، واقتصاديا في الوقت ذاته، وقال: «رغم تدمير البنية التحتية من قبل التمرد الحوثي في اليمن، فإن اقتصاد اليمن سيعود للتعافي من جديد بفضل التقدم الإيجابي الذي تحرزه عملية إعادة الأمل».
وتأتي هذه التطورات، في وقت تحقق فيه عملية إعادة الأمل على الأراضي اليمنية، تقدمًا عسكريًا وسياسيا ملحوظًا للغاية، وهو الأمر الذي سيساهم في نهاية المطاف إلى تعافي الاقتصاد اليمني من جديد، بعد أن شهد انهيارا كاملاً، نتيجة للتمرد الحوثي.
وفي الإطار ذاته، شكلت تأكيدات الدكتور عبد العزيز العويشق، الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات بمجلس دول الخليج، على أن دول المنطقة العربي، ملتزمة بإعادة إعمار اليمن، نافذة جديدة من شأنها أن تعيد الاقتصاد اليمني إلى التعافي مجددًا.
وفي هذا الخصوص، يرى فهد المشاري الخبير الاقتصادي والمالي أن عملية «إعادة الأمل» بدأت ترسم من جديد ملامح لعودة الاقتصاد اليمني إلى التعافي، وقال في حديثة لـ«الشرق الأوسط» أمس «تحرير عدن، كان أولى علامات إعادة الأمل للاقتصاد اليمني بالتعافي، وبطبيعة الحال فإن هذا التعافي سيكون تدريجيًا».
وتأتي هذه التطورات، بعد أن ساهم ضخ أكثر من 50 مليار دولار قدمتها السعودية لليمن خلال السنوات الماضية، في استقرار الاقتصاد اليمني لسنوات طويلة، وسط تأكيدات مسؤول سعودي في مجلس غرف البلاد لـ«الشرق الأوسط»، في وقت سابق من العام الماضي، أن الاستثمارات السعودية في اليمن كانت تستهدف مشروعات صحية، وتعليمية، وإسكانية، وسياحية.
وفي آخر 8 سنوات سجلت السعودية مواقف اقتصادية تاريخية تجاه الجانب اليمني، قدمت خلالها البلاد نحو 7 مليارات دولار، وهو الدعم الذي يأتي امتدادًا لسنوات طويلة من الدعم الاقتصادي السعودي لليمن، مما ساهم في تجنيب الاقتصاد اليمني لكثير من الأزمات التي كانت تواجهه.
الدعم الاقتصادي السعودي لليمن توجه خلال السنوات الأخيرة نحو دعم استقرار العملة اليمنية، بعد خسائرها الحادة التي مُنيت بها إبان اندلاع أزمتها الأمنية والسياسية، كما أنها شملت تمويل مشروعات إنمائية واقتصادية وصحية، بالإضافة إلى دعم ملحوظ لمشروعات الكهرباء داخل الأراضي اليمنية.
وتعتبر السعودية في السياق ذاته، المساهم الأساسي لمحطة «مأرب2» بمنحة مالية كبيرة بلغت 100 مليون دولار، كما أنها قدمت دعمًا آخر لمحطة «معبر» بلغ حجمه نحو 400 مليون دولار، وذلك للمساهمة في إنشاء المحطة، ومد أنبوب الغاز إلى موقع المحطة.
وفي الإطار ذاته، بلغ حجم المساعدات السعودية لليمن في السنوات الثماني الماضية نحو 7 مليارات دولار، منها مليار دولار كوديعة في البنك المركزي اليمني لدعم استقرار العملة اليمنية، بالإضافة إلى تخصيص مبلغ 1.75 مليار دولار لتمويل مشروعات إنمائية واقتصادية، وصحية وأكاديمية، ومساعدات إنسانية، بالإضافة إلى 500 مليون دولار لتمويل وضمان صادرات سعودية.
كما ساهم الصندوق السعودي للتنمية بمبلغ 100 مليون دولار لدعم قطاع الكهرباء في اليمن، بالإضافة إلى حزمة من المعونات لتمويل مشروعات تنموية، في وقت تعتبر فيه السعودية قد التزمت بشكل واضح خلال السنوات الماضية بكل ما تعهدت به تجاه اليمن.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».