نمو مفاجئ للناتج المحلي الأميركي رغم التوقعات بتراجعه

حقق ارتفاعًا 1.4 % في الربع الأخير من عام 2015

سيدة تقوم بالتسوق بأحد محلات مدينة نيويورك بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)
سيدة تقوم بالتسوق بأحد محلات مدينة نيويورك بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)
TT

نمو مفاجئ للناتج المحلي الأميركي رغم التوقعات بتراجعه

سيدة تقوم بالتسوق بأحد محلات مدينة نيويورك بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)
سيدة تقوم بالتسوق بأحد محلات مدينة نيويورك بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)

قالت السلطات الأميركية في بيانها إن الاقتصاد الأميركي نما في الربع الرابع من العام الماضي بوتيرة أعلى من التوقعات والتقديرات السابقة.
وأعلن جيسون فورمان رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين بالبيت الأبيض أن الناتج المحلي الإجمالي الأميركي حقق ارتفاعا بمعدل 1.4 في المائة في الربع الرابع من عام 2015، وهو ضعف التقديرات الأولية التي أشارت إلى نموا بنسبة 0.7 في المائة، وفقا لتقديرات وزارة التجارة ومكاتب التحليل الاقتصادي، ما يعكس قوة الطلب المحلي والإنفاق الاستهلاكي والسكني.
وكانت تقديرات سابقة قد أشارت إلى تباطؤ نمو الاقتصاد الأميركي، وحذرت من أضرار التباطؤ على النتائج الاقتصادية للربع الأول من عام 2016.
وأوضح فورمان في بيان صباح أمس الجمعة، أن الارتفاع في الربع الرابع يرجع إلى مساهمات إيجابية من إنفاق المستهلكين، مما عوض تأثير الركود في الاستثمارات غير السكنية وأرباح الشركات، التي سجلت تراجعا في الربع الأخير.
وقد تضررت الشركات الأميركية من انخفاض الصادرات وتراجع أسعار الواردات مع استمرار الحذر بشأن مدخرات المستهلكين وتزايد تكلفة العمالة وقوة الدولار
وأشارت تقديرات وزارة التجارة إلى أن مخزونات الشركات الأميركية المتراكمة بلغت قيمتها 81.7 مليار دولار في الربع الرابع من عام 2015 مقارنة بمخزونات قيمتها 68.6 مليار دولار في الربع الثالث.
وقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث من عام 2015 نسبة 2 في المائة، وقال مكتب التحليل الاقتصادي إن انخفاض الربع الأخير عن الربع الثالث في عام 2015 يرجع إلى تذبذب حركة الاستثمارات الثابتة غير السكنية والتباطؤ في نمو الإنفاق الاستهلاكي وانخفاض الصادرات الأميركية بنسبة 2 في المائة، فيما استقر ضعف الواردات عند 0.7 في المائة.
وسجلت أرباح الشركات الأميركية انكماشا بنسبة 7.8 في المائة في الربع الرابع وانخفضت عن مستويات عام 2015 بنسبة 3.2 في المائة بعد أن نمت في عام 2014 بـ1.7 في المائة، ويعد انخفاض أرباح الشركات الأميركية خلال عام 2015 هو أول انخفاض كبير منذ الأزمة المالية في عام 2008.
ويرى ألن سينا، الرئيس التنفيذي لمؤسسة ديسيجن إيكونيمكس للأبحاث الاقتصادية أن معدل النمو يبدو جيدا خاصة مع ارتفاع معدلات الاستهلاك، لكن ما زال الاقتصاد يحتاج للدعم بشكل أكبر، وتوقع أن ينمو الاقتصاد في الربع الأول من العام الحالي بنحو 2 في المائة، لكن بول أشوروت كبير المحللين الاقتصاديين في «كابيتال إيكونمكس» اختلف معه، وقال إن البيانات في الآونة الأخيرة جاءت أضعف من المتوقع، معللا ذلك بضعف الأوامر الجديدة على السلع المصنعة طويلة الأمد بنحو 2.8 في المائة في فبراير (شباط) الماضي، وأكد أشوروت على أن قطاع الصناعات التحويلية لا يزال يكافح، خاصة مع قوة الدولار، الأمر الذي يجعل المنتجات الأميركية أكثر تكلفة بالأسواق الخارجية.
وأكد سينا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن هذا العام سيشهد استمرار ارتفاع دخل الأسر الأميركية، إضافة لمزيد من الارتفاع في الإنفاق الاستهلاكي، الذي يشكل نحو 70 في المائة من النشاط الاقتصادي الأميركي.
ويذكر أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي أبقى على سعر الفائدة دون تغيير في اجتماع الذي أجري في منتصف الشهر الحالي، بعد رفعه من مستوى قياسي منخفض في ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، وخفض مسؤولي المجلس توقعاتهم لعدد مرات رفع الفائدة هذا العام من أربع إلى مرتين فقط.
وأكد أشوروت في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الاقتصاد العالمي وتقلبات الأسواق المالية العالمية لا تزال تشكل مخاطر رغم من استقرارها منذ بداية العام.
وخفض المركزي الفيدرالي توقعاته لنمو الاقتصاد الأميركي للعام الحالي إلى 2 في المائة من 2.4 في المائة في توقعات سابقة.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).