اجتماعات مكثفة في جنيف بشأن سوريا تسبق زيارة كيري لموسكو

وزيرا الخارجية الروسي والألماني يدعوان لحرب موحدة على الإرهاب

اجتماعات مكثفة في جنيف بشأن سوريا تسبق زيارة كيري لموسكو
TT

اجتماعات مكثفة في جنيف بشأن سوريا تسبق زيارة كيري لموسكو

اجتماعات مكثفة في جنيف بشأن سوريا تسبق زيارة كيري لموسكو

تتواصل المحادثات غير المباشرة اليوم (الاربعاء)، بين ممثلين عن النظام السوري والمعارضة، في مقر الامم المتحدة في جنيف، فيما تتجه الانظار إلى العاصمة الروسية موسكو التي يصلها وزير الخارجية الاميركي في محاولة لدفع عملية المفاوضات التي لم تحقق تقدما ملموسا بعد.
وبدأ الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، اجتماعاته اليوم، بلقاء مع وفد النظام.
وقال بشار الجعفري رئيس وفد النظام ومندوبه لدى الامم المتحدة في مقابلة لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّه سيسلم دي ميستورا تصورهم عن جدول أعمال المفاوضات التي تنطلق جولتها المقبلة في ابريل (نيسان).
على صعيد متصل، قال فرانك فالتر شتاينماير وزير خارجية ألمانيا اليوم في مؤتمر صحافي في موسكو بعد اجتماعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، إنّ الامر يتطلب حلًا في سوريا يبقي عليها كدولة علمانية يمكن أن تتعايش فيها كل الجماعات. مضيفًا أنّه لا مجال لاهدار الوقت في مفاوضات السلام السورية وحثّ كل الاطراف على عدم تعطيل المحادثات. وتابع "ندرك جميعا... أنّه ليس هناك وقت لنضيعه. يجب على الجميع بما في ذلك أطراف الصراع ألّا تحاول أن توقف عقارب الساعة في هذه المرحلة". كما دعا روسيا للمشاركة في حرب موحدة على الإرهاب. قائلًا في مستهل لقائه بنظيره لافروف، "من مصلحتنا المشتركة أن نعمل ضد هذا التهديد المشترك".
من جانبه، دعا لافروف أوروبا للتوحد وقال: "آمل كثيرا أن يدع الأوروبيون السجالات الجيوسياسية جانبًا وأن يتوحدوا في مواجهة الإرهاب". وتابع، أنّ روسيا وألمانيا اتفقتا على الحاجة لمحادثات سلام سورية في جنيف تشمل جميع الاطراف. كما أفاد بأنّ الابقاء على العلاقات مع ألمانيا يمثل أولوية لروسيا. ومن المنتظر أن يتناول شتاينماير خلال زيارته روسيا أيضا الصراع في أوكرانيا.
وبالعودة الى المحادثات قال دي ميستورا للصحافيين أمس، إنّ "الحل اللازم لمكافحة الارهاب يمر بالتوصل إلى صيغة للانتقال السياسي في سوريا"، وهو ما يرفض وفد النظام الخوض في تفاصيله، مشددًا على أنّ مستقبل الاسد "ليس موضع نقاش" في جنيف.
ويحدد القرار 2254 الذي تبناه مجلس الامن بالاجماع نهاية العام الماضي خارطة طريق تتضمن مفاوضات بين النظام والمعارضة ووقفا لاطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة اشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهرًا. ولا يشير هذا القرار إلى مصير الاسد، وهو ما يعتبره النظام "ليس موضع نقاش" في جنيف.
وكان دي ميستورا حث وفد النظام نهاية الاسبوع الماضي، على تقديم مقترحات عملية بشأن رؤيته لموضوع الانتقال السياسي الذي يعتبره "اساس" محادثات جنيف.
وتتزامن محادثات جنيف غير المباشرة اليوم، مع زيارة كيري إلى موسكو، حيث يلتقي الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره سيرغي لافروف، في محاولة لدفع مفاوضات جنيف وتقييم وقف اطلاق النار الذي تشهده مناطق سورية عدة بموجب اتفاق بين الطرفين منذ 27 فبراير (شباط)، ترعاه الامم المتحدة.
ويعول دي ميستورا على محادثات موسكو التي "ننتظر الكثير" منها على حد قوله، آملا أن "تكون بناءة لتساعدنا على المضي في المحادثات بشكل معمق اكثر".
ويضع محللون قرار روسيا المفاجئ الاسبوع الماضي بسحب الجزء الاكبر من قواتها من سوريا الذي بدأت تنفيذه تدريجيا في اطار الضغط على دمشق. وفي ذلك قالت المحللة اغنيس لوفالوا المتخصصة في شؤون الشرق الاوسط لوكالة الصحافة الفرنسية أمس، إنّ لدى الروس الوسائل "للي ذراع" النظام السوري. وستكون زيارة كيري إلى موسكو الاربعاء مناسبة لزيادة الضغوط عليه. معتبرة أنّ "النظام لا يريد التنازل عن أي شيء لأنّه يدرك أنّه في حال الدخول في مفاوضات جديدة فستكون بداية النهاية له".
ميدانيا، بات جيش النظام اليوم، على مشارف مدينة تدمر الأثرية بدعم جوي روسي في اطار هجوم للسيطرة على المدينة التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" منذ مايو (أيار) الماضي.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن للوكالة إنّ "قوات النظام السوري اصبحت على بعد كيلومترين جنوب المدينة"، موضحًا أنّ هذا التقدم جاء "بعد استعادة سيطرتها على جبال الهيال المطلة على المدينة وتقع في الطرف الجنوبي الغربي منها".



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.