اليماني: مركب الانقلابيين يغرق .. وشركاؤهم بدأوا «يتقافزون»

مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة قال إنه من المنطقي عقد المفاوضات في الكويت

اليماني: مركب الانقلابيين يغرق .. وشركاؤهم بدأوا «يتقافزون»
TT

اليماني: مركب الانقلابيين يغرق .. وشركاؤهم بدأوا «يتقافزون»

اليماني: مركب الانقلابيين يغرق .. وشركاؤهم بدأوا «يتقافزون»

قال المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة، السفير خالد اليماني إن مركب الانقلابيين بدأ بالغرق وإن شركاء الانقلابيين بدأوا «يتقافزون» بحثا عن مخرج، مضيفا أنه ليس أمامهم سوى الالتزام بالشرعية الدولية وتنفيذ القرار رقم 2216، هو أمر لا بد منه كونه الطريق الوحيد للسلام في البلد. إلا أن اليماني قال أيضا إن الحكومة اليمنية ستكون مرنة على طاولة المفاوضات من أجل تنفيذ القرار الأممي لأنها تتحمل مسؤولية تاريخية لرفع المعاناة عن الشعب اليمني، وتعمل من أجل إنهاء مظاهر الانقلاب وعودة السلام والوئام الاجتماعي إلى كل أنحاء اليمن.
وقال اليماني في حديث خاص لـ«لشرق الأوسط» إن الحكومة اليمنية ترحب بالجهود التي بذلها ولد شيخ أحمد للتوصل إلى تحديد موعد ومكان انعقاد الجولة القادمة للمحادثات في الكويت، حيث كان رئيس الجمهورية عبد ربه هادي قد ناقش هذا الموضوع مع أمير الكويت خلال زيارته الأخيرة لها.
وكشف اليماني أن إجراء المحادثات في المنطقة وخصوصا في دولة خليجية هو الأقرب إلى المنطق كون دول الخليج هي التي ستقوم بإعادة إعمار اليمن، مشيرا أيضا إلى أن التوقيع على أي اتفاق نهائي للأزمة اليمنيّة سيكون في العاصمة السعودية، الرياض، التي رعت المبادرة الخليجية ورعت تطلعات اليمنيين لبناء دولة يمنية اتحادية جديدة. وقال إن نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية، عبد الملك المخلافي هو من يرأس الوفد الحكومي للمحادثات السلمية، التي ستعقد في منتصف الشهر القادم في العاصمة الكويتية، بينما يمثل الوفد الحوثي، ناطقهم الرسمي، محمد عبد السلام.
وأكد المندوب اليمني أن الضغط الذي تعرضت له القوى الانقلابية (الحوثيون وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح) دفعها إلى الموافقة على المفاوضات السلمية بعد أن تحققت أن مشروع التوسع الإيراني في اليمن قد هزم بقوة وتلاحم كل أبناء الشعب اليمني مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
وفيما يتصل بالموضوعات التي سيتم نقاشها أكد السفير اليماني تواصل أجندة المفاوضات التي تم اعتمادها في مشاورات الجولة الثانية في بييل السويسرية في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي والتي أقر من خلالها الطرف الانقلابي بتنفيذ القرار رقم 2216 باعتباره الأرضية التفاوضية الوحيدة والمرجعية الملزمة للتفاوض.
وقال اليماني إن القوى الانقلابية وجدت نفسها اليوم بعد قرابة السنة من مشروعها الخاسر أنها في مأزق، وللخروج منه، كان لا بد لها من التسليم بأهمية التراجع عن كل الخطوات أحادية الجانب والقبول بعودة الشرعية اليمنية التي يمثلها الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وقال إن الحكومة اليمنية ترى أن نجاح المبعوث الأممي لليمن، إسماعيل ولد شيخ أحمد، لعقد جولة جديدة تشكل مدخلا هاما للبحث في آليات تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216، مشيرا إلى «تصريحات الرئيس هادي التي عبرت عن استعداد الحكومة للتقدم بخطوتين نحو السلام إذا قبل الطرف الانقلابي التقدم بخطوة نحو تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 والعودة عن انقلابه».
ووصف اليماني الانقلاب بالمشؤوم كونه «دمر اليمن وأهدر مقدراته من أجل وهم الترويج للمشروع الإيراني في المنطقة».
وحول إمكانية نجاح المفاوضات القادمة في الكويت، قال اليماني إن أي توجه نحو عرقلة المشاورات من أي طرف من الأطراف الانقلابية يعكس حالة الانهيار الواضح، فالصراعات والشقاق الداخلي بين صفوف الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع يعكس الرغبة للهروب من مركب الانقلاب الذي بدأ بالغرق».
وعزا اليماني عملية انهيار القوى الانقلابية إلى تيقن أتباع الرئيس المخلوع بأن لا مستقبل سياسيا للرئيس السابق على صالح في أي عملية سياسية، فلا المبادرة الخليجية قبلت به، ولا قرارات الأسرة الدولية تدعمه، فضلا عن أن القرار الدولي رقم 2216 لا يعطيه أي دور في العملية السلمية، وتابع اليماني قائلا إن « صالح جزء من الماضي البغيض الذي لا يتطلع شعبنا اليمني إليه ونتمنى جميعا تجاوزه».



خوف في غزة من الجوع والغلاء بعد وقف إسرائيل دخول المساعدات

يخشى فلسطينيو قطاع غزة من نقص الغذاء وارتفاع الأسعار (أ.ف.ب)
يخشى فلسطينيو قطاع غزة من نقص الغذاء وارتفاع الأسعار (أ.ف.ب)
TT

خوف في غزة من الجوع والغلاء بعد وقف إسرائيل دخول المساعدات

يخشى فلسطينيو قطاع غزة من نقص الغذاء وارتفاع الأسعار (أ.ف.ب)
يخشى فلسطينيو قطاع غزة من نقص الغذاء وارتفاع الأسعار (أ.ف.ب)

يخشى فلسطينيو قطاع غزة الذي مزقته الحرب من نقص الغذاء وارتفاع الأسعار بعد أن أوقفت إسرائيل دخول المساعدات للضغط على حركة «حماس» للموافقة على شروطها لتمديد وقف إطلاق النار.

ووفقا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، كان تأثير إعلان إسرائيل قرارها (الأحد) فوريا وانعكس بشكل مباشر على الأسواق في شتى أنحاء القطاع، حيث ارتفعت أسعار السلع الأساسية رغم محاولات الهيئات المحلية التي تديرها «حركة المقاومة الإسلامية» (حماس) الإبقاء عليها مستقرة، حسبما أفاد المتسوقون والعاملون في مجال الإغاثة «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال بلال الحلو في سوق مكتظ في مدينة غزة: «هناك شعور عام بالقلق والخوف، توافد اليوم كثير من الناس لشراء ما يحتاجونه والأسعار ارتفعت كثيرا... وسترتفع أكثر فأكثر» مع بقاء المعابر مغلقة.

وأضاف: «سعر كيلو السكر اليوم 10 أو 12 شيقلاً (3 دولارات)»، وهو أغلى بأكثر من مرتين مما كان عليه قبل الحرب، «الغلاء يزيد والناس خائفة من نقص الطعام».

وقال عدلي الغندور: «الأسعار ارتفعت بنسبة 80% حتى الآن، وإذا بقي المعبر مغلقا، فسترتفع الأسعار بنسبة 200%».

حول المتسوقين، كانت البسطات ممتلئة بالخضار والفاكهة وغيرهما من المنتجات التي دخلت القطاع وفق تفاهمات المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار التي بدأت في 19 يناير (كانون الثاني) وانتهت رسميا السبت، أول أيام رمضان.

وعرض التجار أيضا زينة رمضان من الفوانيس الصغيرة ولافتات كُتب عليها «رمضان كريم»، بينما كان باعة الحلوى يعدون القطائف.

ليس حلاً

قالت كارولين سوغان، منسقة الطوارئ لدى منظمة «أطباء بلا حدود» في غزة، إنه تم إرجاع الشاحنات التي كانت من المفترض أن تصل الأحد بحمولتها. وأضافت الإثنين «تمكنا من إدخال بعض الشاحنات خلال الأسابيع الستة من وقف إطلاق النار، لكن ذلك ليس حلاً دائماً» للوضع الإنساني في غزة.

على الرغم من تجديد جزء من مخزون المنظمة من المستلزمات الطبية، فإن إسرائيل لم تسمح بدخول مواد أساسية أخرى مثل المولدات ومعدات تحلية المياه لأنها تصنفها مواد «ثنائية الاستخدام» وقد تستفيد منها الفصائل الفلسطينية لصنع الأسلحة.

أضافت سوغان أن «المساعدات الإنسانية لا ينبغي أن تكون جزءا من مفاوضات وقف إطلاق النار بينما يحتاج سكان غزة إلى المساعدة».

وفي مدينة جباليا شمال القطاع، يعيش النازحون الذين عادوا فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في خيام نصبتها الجمعيات والمنظمات الخيرية على قطعة أرض أزيلت منها الأنقاض والركام، تحيط بها مبان دمرها القصف والغارات الجوية.

وقال القيادي في «حماس» أسامة حمدان، اليوم الاثنين، إن 15 منزلا متنقلا دخلت القطاع من أصل 65 ألفا كان يفترض دخولها خلال وقف إطلاق النار.

ولم ترد وكالة «كوغات» التابعة للحكومة الإسرائيلية والمسؤولة عن تنظيم تدفق المساعدات إلى غزة على استفسار «وكالة الصحافة الفرنسية» بهذا الشأن.

إحباط تام

سوغان أيضا قالت إنها لاحظت زيادة فورية في الأسعار في أسواق غزة، بما في ذلك البيض الذي ارتفع سعره بنسبة 150%.

لكن ما يزيد من صعوبة الأمر، وفق سوغان، هو أن وقف المساعدات يوجه ضربة مؤلمة للغزيين الذين «يشعرون بإحباط تام»، متحدثة عن زملائها في غزة الذين صمدوا طوال 15 شهرا من الحرب المدمرة. وقالت: «هم يخشون العودة إلى ما كانت عليه الحال في نوفمبر (تشرين الثاني) - ديسمبر (كانون الأول)... عندما كان يتعذر العثور على الخبز ولم يكن هناك أي لحوم في المدينة».

لكن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر اتهم «حماس» بتجميع المؤن، وقال إن الحركة لديها «ما يكفي من الطعام للتسبب بوباء السمنة... الإمدادات موجودة لكن (حماس) لا تشاركها مع الناس».

وصلت المفاوضات بين إسرائيل و«حماس» بشأن استمرار الهدنة إلى طريق مسدود في الأيام الأخيرة.

وتضغط إسرائيل لتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، في حين تطالب «حماس» بالانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق والتي تنص على انسحاب إسرائيل من غزة وإنهاء الحرب.