في محاولة لحل أزمة السكن الخانقة في بريطانيا، جاءت فكرة إنشاء منازل من مواد غير مستغلة بعد انتهاء دورة عملها في البحر، على غرار حاويات نقل البضائع على السفن.
منازل الحاويات، أو مدن الحاويات، قائمة على فكرة استغلال الحاويات القديمة في صنع منازل غير مكلفة، عن طريق ضم عدة حاويات لبعضها البعض لاكتساب مساحة إضافية، وكذلك صنع منزل من عدة طوابق وبأشكال مختلفة.
تحمل تلك المنازل علامة تجارية تدعي «مدينة الحاوية» أو «The Container City» وهي من تصميم شركة إنجليزية، التي تقوم بصناعة تلك المنازل بتصاميم مختلفة تناسب جميع الأذواق، وتتميز تلك التصاميم بانخفاض التكلفة مقارنة بالمنازل التقليدية، وبكونها صديقة للبيئة، وبالإضافة إلى تقليل الوقت اللازم للبناء إلى النصف تقريبا، مقارنة بوقت بناء المنزل التقليدي.
وفي عام 2001، وبعد إنشاء منزل في شرق لندن عن طريق ضم حاويتين متلاصقتين، مساحة كل حاوية منهم نحو 40 قدما، أطلق على المنزل لقب «مدينة الحاوية» واشتهر بهذا الاسم في العاصمة البريطانية لندن. وقام الكثير من الشباب باقتناء مثل هذه المنازل لأسعارها المناسبة لهم في بداية حياتهم العملية.
ونجحت الشركة الإنجليزية في تنفيذ وحدات عقارية مختلفة باستخدام الحاويات، مثل قاعات دراسية، ومكاتب إدارية، وصالات رياضية، واستوديوهات فنية، ووحدات متعددة الاستخدامات ومنخفضة التكاليف.
وفي نفس العام، قامت الشركة بتنفيذ مشروع 12 قاعة محاضرات لكلية «تاور هامليتس» في المساحة الصغيرة التي كانت متوفرة للكلية، وفي وقت قياسي بين الفصول الدراسية. وكذلك قامت الشركة بتنفيذ بعض المكاتب في لندن على نفس الأسلوب في عام 2002، وحتى الآن قامت الشركة بتنفيذ أكثر من 16 مشروعا باستخدام الحاويات.
ولاقى نمط البناء هذا إعجابا وتشجيعا من الحكومة والقطاع الخاص في بريطانيا لانخفاض تكلفته، ولأنه يساهم في إعادة تدوير المخلفات الصناعية والحفاظ على البيئة وتقليل المهدر من الموارد الصناعية المتراكمة دون استغلال.
«عقار له تاريخ»: مدن الحاويات.. محاولات لحل أزمة السكن في بريطانيا
«عقار له تاريخ»: مدن الحاويات.. محاولات لحل أزمة السكن في بريطانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة