تونس: القضاء على قائد عملية «بن قردان» بعد تحصنه بأحد المنازل

تسجيل 11 إصابة في مواجهات مسلحة 10 منها في صفوف الأمن

تونس: القضاء على قائد عملية «بن قردان» بعد تحصنه بأحد المنازل
TT

تونس: القضاء على قائد عملية «بن قردان» بعد تحصنه بأحد المنازل

تونس: القضاء على قائد عملية «بن قردان» بعد تحصنه بأحد المنازل

ذكرت مصادر أمنية وعسكرية تونسية أن حصيلة المواجهات مع عناصر إرهابية متحصنة في أحد المنازل بمدينة بن قردان خلال يومي السبت والأحد إلى 11 إصابة من بينها مدني واحد والبقية في صفوف قوات الجيش والأمن التونسي، إلا أنها كانت إصابات غير خطيرة في معظمها وتتطلب حالة واحدة تدخلا جراحيا، وفق مصادر طبية بالمستشفى المحلي ببن قردان. وعلى الرغم من توقف العمليات العسكرية واقتصارها على تدخلات أمنية وعسكرية بمعدات ثقيلة ضد إرهابيين متحصنين بأحد المنازل، فإن أجواء المواجهات المسلحة لم تختف من مدينة بن قردان، على الرغم من إعلان المؤسستين العسكرية والأمنية رسميا انتهاء عملية بن قردان بمناسبة احتفال تونس الأحد بالذكرى الـ60 لاستقلالها.
في غضون ذلك، تطرق لقاء جمع بقصر قرطاج الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية، بالحبيب الصيد رئيس الحكومة، إلى الوضع الأمني ببن قردان ومتابعة إجراءات وقرارات الحكومة المتعلقة بالجوانب الأمنية والتنموية بالجهة في محاولة لطي صفحة المواجهات المسلحة مع التنظيمات الإرهابية. وأكدت المصادر الأمنية والعسكرية ذاتها، أن وحدات أمنية مدعومة بالقوات العسكرية، اقتحمت صباح أمس منزل الإرهابي التونسي محمد الكردي في منطقة «الصياح» القريبة من مدينة بن قردان بعد ساعات طويلة من تبادل إطلاق النار، وأعلنت عثورها على جثة عنصر إرهابي مسلح واحد، وتمّ خلال هذه العمليّة حجز سلاح من نوع «كلاشنيكوف» وكمية من الذخيرة الحية ورمّانات يدويّة.
وأكدت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» أن القصف الذي عرفته مدينة بن قردان نهاية الأسبوع كان الأعنف منذ بدء المواجهات في السابع من مارس (آذار) الحالي وأشارت إلى أن محمد الكردي الذي قتل في المواجهات قيادي في تنظيم داعش وهو: «يعتبر أميرا للمجموعة الإرهابية التي هاجمت مدينة بن قردان». وخلفت عملية بن قردان الإرهابية نحو 52 قتيلا في صفوف العناصر الإرهابية التي هاجمت المدينة وحاولت إعلانها إمارة داعشية، ومقتل 20 تونسيًا بين مدنيين وأعوان الأمن والجيش التونسي. وفي السياق ذاته، داهمت أجهزة الأمن بمدينة تطاوين القريبة من بن قردان بعض المنازل وأوقفت ثمانية عناصر يشتبه في تورطهم في أحداث بن قردان الإرهابية وعثرت لديهم على رايات سوداء ومناشير تحرض على «الجهاد»، وأشارت إلى أن تلك العناصر المتهمة بالإرهاب كانت تخطط للفرار إلى ليبيا المجاورة. وبتحري أجهزة الأمن معهم تبين وفق اعترافاتهم أن البعض منهم مورطون في أحداث بن قردان وقد أحيلوا على القطب القضائي المختص في مكافحة الإرهاب. ومن جانبها أعلنت وزارة الدفاع التونسية، عن تصدي دورية برية مشتركة بين الجيش والأمن فجر أمس لسيارتين اثنتين على متنهما أربعة أشخاص وكانتا متجهتين نحو التراب الليبي وذلك في المنطقة العسكرية العازلة التي تقع مدينة بن قردان ضمن حدودها. وأكدت الوزارة في بلاغ لها أنها أطلقت أعيرة نارية لإجبار السيارتين على التوقف بعد أن رفضتا الامتثال لإشارات الدورية، وأصابت أحدهم برصاصة مرتدة على مستوى فكه الأيمن وتم نقل المصاب على متن سيارة عسكرية إلى المستشفى المحلي بالذهيبة (بها معبر حدودي مع ليبيا) ثم إلى المستشفى الجهوي بتطاوين.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».