قاتل كاهانا في رسالة لـ«الشرق الأوسط»: أقضي عقوبة المؤبد ما بين القراءة والرسم

السيد نصير عالم الآثار الأصولي مازال مصرا على علاقة هامان ببناء أهرامات مصر

رسالة الأصولي المصري .. ونسخة من بحث سابق نشر في {الشرق الأوسط} - السيد نصير
رسالة الأصولي المصري .. ونسخة من بحث سابق نشر في {الشرق الأوسط} - السيد نصير
TT

قاتل كاهانا في رسالة لـ«الشرق الأوسط»: أقضي عقوبة المؤبد ما بين القراءة والرسم

رسالة الأصولي المصري .. ونسخة من بحث سابق نشر في {الشرق الأوسط} - السيد نصير
رسالة الأصولي المصري .. ونسخة من بحث سابق نشر في {الشرق الأوسط} - السيد نصير

قال السيد نصير، الأصولي المصري البورسعيدي الذي أدين بالتورط في قتل الحاخام مائير كاهانا زعيم حركة كاخ العنصرية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 1990. ثم اتهم في قضية تفجيرات نيويورك عام 1993. في رسالة لـ«الشرق الأوسط» من سجنه الأميركي شديد الحراسة في ولاية إنديانا بأنه يقضي عقوبة السجن مدى الحياة ما بين القراءة والتريض والبحث في معاني القرآن الكريم.
وقال نصير الذي أرفق صورة فوتوغرافية له ظهر فيها معالم الشيب على رأسه، بأنه مسموح له بعمل مكالمتين أسبوعيا، كل مكالمة 15 دقيقة، وكذلك التراسل البريدي، مضيفا منذ اعتقالي مر علي أكثر من 25 عاما في السجن الأميركي، ولكن الحمد لله، أقضي وقتي اليومي بنشاط مستمر، سواء في التريض أو القراءة والرسم، أو الاطلاع على ما يدور من أحداث في العالم الخارجي بواسطة الوسائل السمعية والمرئية المتاحة. وأوضح نصير وهو فنان متخصص في النحت وخريج كلية الفنون التطبيقية جامعة القاهرة في رسالته المطولة لـ«الشرق الأوسط» ومرفق بها بحث أثري جديد عن بناة الأهرامات، وقال في رسالته التي أرفق لها بحثه الجديد بالعربية والإنجليزية قرأ فيه العشرات من الكتب عن أهرامات الجيزة، حيث ربط في تفسيراته بين بناء الأهرامات الثلاثة، وآيات من القرآن الكريم، باعتبار أن الكتاب المنزل شرح في آياته أحوال من سبقوه من أقوام وشعوب. وقال نصير بأن باني أهرامات الجيزة هو هامانو كما كشفت البرديات، وتساءل: «هل يذكرك هذا باسم هامان الموجود في القرآن الكريم»، وقال: إن هامان هو شقيق خوفو فرعون مصر من الدولة القديمة، وله تمثال موجود باسمه في المتحف الألماني (مرفق تفسير للآيات المذكورة عن فرعون وهامان من كتاب «تفسير القرآن العظيم» لابن كثير). وقال الأصولي المصري بأنه يعرف أنه يفتح طاقة من الجدل الحاد بين علماء الآثار والأديان، لأن الجميع تقريبا يعتقدون بأن زمن النبي موسى في مصر، كان في حدود 1430 سنة قبل الميلاد. ويعيش نصير الأصولي المصري في سجون أميركا شديدة الحراسة منذ أكثر من 25 عاما، في سجون الولايات المتحدة وهي نفس العقوبة الصادرة ضد عمر عبد الرحمن (الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية المصرية المحتجز في سجن روشستر مينسوتا الأميركي المتهم معه في قضية في تفجيرات نيويورك)، ولكن بين السطور التي كتبها نصير تشعر «بالتعود» وإقبال على الحياة، بالرسم والقراءة والبحث في معانٍ قرآنية جديدة، وكذلك بمطالعة الكتب الأثرية عبر مكتبة سجن تيراهوت بولاية إنديانا، الذي نقل إليه من سجن لومبوك بولاية كاليفورنيا الأميركية قبل خمسة أعوام. وأرفق نصير في رسالته نسخة من بحثه القديم عن أهرامات مصر، وكذلك صفحات من كتاب بالإنجليزية بعنوان «أسرار الأهرامات»، وأخرى من كتاب يحمل اسم «هيمانو باني الأهرامات». يقول الأصولي المصري في بحثه الذي أطلق عليه «أوتاد مصر الثلاثة» ورقمه في السجون الأميركية 054 ـ 35074. وهو ملازم له مثل ظله، من يوم الحبس الأول حتى انقضاء مدة العقوبة أو الممات: «إن هناك آيات قرآنية تكشف أن الأهرامات بنيت أساسا بسبب حدوث زلازل في الزمن القديم، مما استدعى تشييد هذه الأهرامات لتقف ضد ثورات الزلازل». ويستشهد نصير بالآية القرآنية الواردة في سورة النبأ «أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا»، ويقول نفهم من هذه الآية أن الله البديع المصور جعل الأرض مستوية كالفِراش أو البساط، وخلق لنا الجبال لتكون لنا كالأوتاد المخترقة لسطح الأرض. واكتشف العلماء حديثا أن الجبال تقوم بمهام عدة، منها تثبيت الأرض وتسكينها، وتقوم أيضا بمهمة امتصاص الهزات الأرضية، التي تأتي من أعماق باطن الأرض. ويتطرق نصير من خلال تفسيره لآيات سورة ص «كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ»، وآيات سورة الفجر «وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ». والأوتاد حسب رأي نصير كما نقلها عن العلماء، ومنهم أبو الأعلى المودودي، تعني القوة والعنف أو جيوش الفرعون.
وقال نصير في رسالة سابقة: تبين لنا المنقوشات والآثار المصرية القديمة أن المصريين القدامى برعوا في علوم مختلفة متنوعة. كان منها علم المقاييس والحساب والتخطيط المساحي الأرضي (أي الهندسة المدنية). وبما أن المهندس المصمم المصري القديم كان يدرك أهمية وجود الجبال وعملها، كان عليه أن يصمم ويشيد وتدا عملاقا متينا، يقوم بنفس عمل الجبال الطبيعية، لأن منطقة القاهرة والجيزة هي منطقة مسطحة وخالية من جبال فوقها. وبسبب كثرة الزلازل الشديدة في مصر التي يبدو أن مركز انطلاقها كان هو منطقة الجيزة بالذات، فكان عليه أن يشيد هذه الأوتاد (الجبال المصنعة) في تلك المنطقة بالذات، لكي يتغلب على تلك الزلازل التي تصارعه وتقلق معيشته، هو وسائر الشعب المصري. ولعل الاكتشاف الحديث لتلك المدينة القديمة التي غمرتها مياه البحر بالإسكندرية، بمنطقة أبو قير، تعضد نظريتي، حيث أكد علماء الآثار أن سبب غرق هذه المدينة هو نتيجة حدوث زلزال عظيم أغرق تلك المدينة، فغمرتها المياه. وكان نصير أجرى اتصالا هاتفيا سابقا مع «الشرق الأوسط» وقت احتجازه في سجن لومبوك بولاية كاليفورنيا تحدث فيه عن الوقت المخصص له داخل زنزانة السجن الأميركي للدراسة والبحث، فقال هناك على الأقل ست ساعات يوميا، خصصتها لكتابة هذا البحث الأثري، ولم تبخل إدارة السجن في توفير أي من الكتب التي طلبتها سواء بالعربية أو الإنجليزية. وأضاف أنني لا أعتبر احتجازي في السجن الأميركي امتحانا وابتلاء من الله لعباده الصابرين، ولكنه فرصة لالتقاط الأنفاس وقراءة كتب عن التاريخ المصري القديم بالإضافة إلى الغوص في معاني القرآن الكريم، واستكمال ما كنت أبحث عنه من معرفة بعد تخرجي من كلية الفنون التطبيقية عام 1987.



أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
TT

أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)

في إطار سعيهما لتعزيز قبضتهما على السلطة، يهاجم رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا ونائبته وزوجته روزاريو موريو الكنيسة الكاثوليكية، بعدما عملا على سجن أو نفي شخصيات معارضة.
بدأ المقاتل السابق في جبهة التحرير الوطني الساندينية، بدعم قوي من زوجته، بالتأسيس لاستمرارية في السلطة منذ عودته إليها في عام 2007. وسمحت تعديلات دستورية في العامين 2011 و2014 برفع الحظر المفروض على إعادة انتخاب الرئيس، الذي كان منصوصاً عليه سابقاً في الدستور، حسبما تقول عالمة الاجتماع إلفيرا كوادرا التي تعيش في المنفى في كوستاريكا.
وتشير كودارا لوكالة «الصحافة الفرنسية» إلى أن أورتيغا (76 عاماً) «حوّل بذلك شكل الحكومة التي نصّ عليها الدستور» من أجل الانتقال إلى نظام «استبدادي» يضع «صنع القرار المطلق في أيدي الثنائي الرئاسي».
ومنذ القمع الدامي لاحتجاجات عام 2018 التي كانت تُطالب باستقالة الزوجيْن، تمرّ نيكاراغاوا بـ«أزمة مطوّلة لا يمكن تخطّيها» لأن أورتيغا وزوجته «أكّدا استمراريتهما في السلطة خلال انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2021. ومن خلال مأسسة الدولة البوليسية».
وأُعيد انتخاب أورتيغا لولاية رابعة على التوالي خلال انتخابات غاب عنها جميع منافسيه الأقوياء المحتملين، بسبب اعتقالهم أو إرغامهم على العيش في المنفى.
ولطالما دان المجتمع الدولي أفعال النظام في نيكاراغوا. وطالبت منظمة الدول الأميركية، أول من أمس الجمعة، الحكومة في نيكاراغوا بوقف «المضايقات والقيود التعسّفية» بحق المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام والمنظمات الدينية والمعارضين. وطالبت أيضاً بـ«الإفراج الفوري عن السجناء السياسيين الذين يُقدّر عددهم بنحو 190».
ويعتبر المحلل والنائب السابق في نيكاراغوا إيليسيو نونييز، الذي يعيش هو أيضاً في المنفى، أن جبهة التحرير الوطني الساندينية «تنتقل من موقع الحزب المهيمن إلى موقع الحزب الواحد (...) مع خلق عبادة شخصية لا مثيل لها حالياً في أميركا اللاتينية».
ومنذ عام، تمّ اعتقال 46 معارضاً أو مجرد منتقد للحكومة وحُكم عليهم بالسجن لفترات تصل إلى 13 عاماً. وكان سبعة منهم يريدون الترشّح إلى الرئاسة.
- قمع الإعلام
وكانت وسائل الإعلام أيضاً من الأهداف الأولى للسلطة.
لم تعد صحيفة «لا برينسا» La Prensa، التي كانت تنشر نسخة ورقية، موجودة إلّا على الإنترنت، بعدما اختار صحافيوها المنفى خوفاً من الاعتقال، وذلك عقب مصادرة مقرّها وزجّ مديرها لورينزو هولمان بالسجن.
وأغلقت السلطات أيضاً المحطة التلفزيونية التابعة للكنيسة الكاثوليكية في نيكاراغوا، بالإضافة إلى عدة إذاعات في أبرشيات مختلفة، وعشرات وسائل الإعلام المستقلة.
في 15 أكتوبر (تشرين الأول) 2020. أصدرت نيكاراغوا تشريعاً يستهدف الذين يتلقون أموالاً من الخارج ويفرض تسجيلهم لدى السلطات بصفة «عملاء أجانب». وأثار هذا القانون انتقادات المجتمع الدولي لما يشكله من خطر على الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان.
وبموجب هذا القانون، اعتبرت أكثر من ألف مؤسسة ومنظمة غير حكومية كان بعضها يكرّس عمله للدفاع عن حقوق الإنسان، غير قانونية. وأغلقت جامعات خاصة ومنظمات ثقافية بين عشية وضحاها.
في يوليو (تموز) اضطرت راهبات مجمّع الإرساليات الخيرية الذي أسسته الأم تيريزا، إلى الرحيل من نيكاراغوا، وطُردن كأنّهن «منبوذات»، حسبما قال مركز نيكاراغوا للدفاع عن حقوق الإنسان.
- «كنيسة صامتة»
وتُظهر الكنيسة الكاثوليكية نفسها على أنها آخر معقل يحمي من الإجراءات التعسّفية. لكن الموالين للحكومة يعتبرون الكهنة والأساقفة الذين ينتقدون النظام «أنبياء مزيّفين».
ومنعت الشرطة أسقف ماتاغالبا (شمال شرق) المونسنيور رولاندو ألفاريز من التنقّل، منذ 4 أغسطس (آب)، مما يعكس ذروة الأزمة مع نظام يسعى إلى إسكات رجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية المحلية لقمع أصوات المعارضة.
وقال ألفاريز في إحدى عظاته: «لطالما أرادت الحكومة كنيسة صامتة، لا تريدنا أن نتكلّم وأن نندّد بالظلم».