هدوء حذر على الحدود السعودية

مسؤول سعودي: القذائف انخفضت عن الفترة الماضية

هدوء حذر على الحدود السعودية
TT

هدوء حذر على الحدود السعودية

هدوء حذر على الحدود السعودية

عاد الهدوء على معظم الشريط الحدودي السعودي، مع اليمن، وذلك بعد أن وافقت قوات التحالف العربي، بقيادة السعودية، على سعي بعض الشخصيات الاجتماعية والقبلية، إلى التهدئة من أجل إدخال المساعدات الإغاثية والطبية إلى القرى والمحافظات اليمنية القريبة من الحدود اليمنية مع السعودية، حيث استخدمت الميليشيات الحوثية وأتباع المخلوع علي عبد الله صالح، تلك القرى لاستهداف الحدود السعودية، عبر المقذوفات العسكرية، والصواريخ المختلفة، التي انتهى أمرها بتدميرها بعد تحديد موقعها في كل عملية.
وأوضح الرائد حسن القصيبي، المتحدث باسم حرس الحدود السعودي في جازان لـ«الشرق الأوسط»، أن الشريط الحدودي السعودي مع اليمن، من جهة منطقة جازان، يشهد هدوءا حذرا، بعكس الأيام الماضية، وذلك بعد فترة التهدئة التي أعلنت عنها قوات التحالف بقيادة السعودية، حيث لا تزال جميع المركبات قوات حرس الحدود المختلفة، في مواقعها، وكذلك رجال الأمن في مراكزهم، استعدادًا لأي طارئ.
وقال القصيبي في اتصال هاتفي، إن دوريات حرس الحدود لا تزال تعمل على تمشيط الحدود السعودية، عبر مركباتها المتطورة، والمدعومة بالكاميرات الحرارية، وهو عملها المعتاد في أي حدود برية في السعودية، حيث فرق التمشيط تمارس مهامها على مدار الساعة، لرصد أي طارئ.
فيما أشار مصدر عسكري في القوة العسكري التابعة لوزارة الدفاع السعودية في منطقة جازان لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الفترة الحالية تشهد تهدئة للعمليات العسكرية في الحدود السعودية مع اليمن، مؤكدًا أن الحدود السعودية كما جرت العادة آمنة بفضل رجالها المخلصين من القوات العسكرية المختلفة، من وزارة الدفاع والحرس الوطني وحرس الحدود، وأفضل من السابق بشكل كبير، مع انخفاض كبير في عمليات القذائف التي ترد لنا من داخل الأراضي اليمنية عبر الميليشيات الحوثية، والتي تتصدى لها القوات السعودية، وكذلك العمليات العسكرية التي تنفذها القوات السعودية في التصدي للمتمردين على الشرعية اليمنية.
ولفت المصدر إلى أنه منذ بدء التهدئة للعمليات العسكرية خلال الفترة الماضية، وعدد القذائف الذي كانت تتعرض لها الحدود السعودية أقل من السابق، مؤكدًا أن القوات السعودية لا تزال ملتزمة بعمليات التهدئة على الحدود، وكذلك رجال الأمن لا يزالون في مواقعهم متمركزين لأي طارئ، ولم يحدث حتى الآن تغيرات في تمركز المقاتلين تحسبًا لأي حدث «لا سمح الله».
وأضاف: «ما يهمنا هو رفع المعاناة عن الشعب اليمني، دون تفرقة، ممن ليس لهم أي ذنب في الانقلاب على الشرعية اليمنية، حيث استخدمتهم الميليشيات الحوثية، في محافظاتهم غطاء لتنفيذ عملياتهم ضد الحدود السعودية، حيث نشروا خلال الفترة الماضية الكثير من الألغام على الحدود بطرق عشوائية، وهي مسألة خطيرة جدًا في التعامل مع جيش غير منظم».
وكان العميد أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أكد أن قوات التحالف العربي، بقيادة السعودية، لا تزال حتى الآن في فترة التهدئة، وهي ملتزمة مع الحكومة الشرعية في عملية الإسناد الجوي، والسيطرة على المجال الجوي اليمني، حيث إن التهدئة على الحدود السعودية، وبالتالي لن يكون هناك أي عمليات عسكرية على الحدود، كي نتمكن من دخول قوافل الإغاثة إلى المحافظات، وتوزيع المعونات على اليمنيين الذين ليس لهم أي علاقة بالحوثيين وأتباع صالح الذين تمردوا على الشرعية اليمنية.
وأضاف: «إن الألغام العشوائية التي انتشرت في المدن اليمنية بشكل عشوائي، هي قضية كبرى سببها فوضى الميليشيات، وهذه القضية طويلة الأمد ولن يتم حلها في يوم وليلة، وهي إحدى الجرائم التي عملها الحوثيون ضد الإنسانية والمجتمع اليمني».
وفي الحدود السعودية باتجاه قرى بني مالك وفيفا، انخفضت عمليات التهريب، بشكل كبير، حيث جرى القبض على محاولات تسلل لمجهولين من الجنسية الأفريقية، باتجاه قرية الدائر واتخذوا بعض الأوكار للاختباء فيها.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.