50 دولة تشارك في الدورة الخامسة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية

مهداة لروح النجم العالمي عمر الشريف .. وساحل العاج ضيف الشرف

الأستاذ عبد الحق منطرش يتسلم تكريم الكاتب الكبير مصطفى المسناوي  -  منة شلبي تتسلم درع التكريم
الأستاذ عبد الحق منطرش يتسلم تكريم الكاتب الكبير مصطفى المسناوي - منة شلبي تتسلم درع التكريم
TT

50 دولة تشارك في الدورة الخامسة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية

الأستاذ عبد الحق منطرش يتسلم تكريم الكاتب الكبير مصطفى المسناوي  -  منة شلبي تتسلم درع التكريم
الأستاذ عبد الحق منطرش يتسلم تكريم الكاتب الكبير مصطفى المسناوي - منة شلبي تتسلم درع التكريم

في أجواء أسطورية على الضفة الغربية للنيل، وأمام معبد الملكة حتشبسوت أحد أروع المعابد الفرعونية، افتتحت، أول من أمس، الدورة الخامسة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، تحت شعار «مصر في قلب أفريقيا» التي تستمر حتى 23 مارس (آذار) الحالي، وتحل دولة ساحل العاج ضيف شرف لها، بمناسبة مرور 50 عامًا على إنتاج أول فيلم سينمائي بها.
حضر الافتتاح وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، ووزير ثقافة ساحل العاج موريس باندمان، ووزير الثقافة السوداني سعيد هارون، وعدد من السفراء والقناصل وعدد من الفنانين المصريين، منهم: محمود حميدة وفاروق الفيشاوي وإلهام شاهين وهالة صدقي ودرة ومنة شلبي وأحمد عبد العزيز وفتحي عبد الوهاب ومنال سلامة وتامر ضيائي وأمير صلاح الدين والمخرج عمر عبد العزيز والمخرج مجدي أحمد علي والمخرج عمرو عابدين.
وعلى أنغام الهارب، بدأ الافتتاح بتعليق صوتي بعنوان «حتشبسوت تستقبل الأحفاد» من الفنانة سلوى محمد علي باللغة العربية وبالفرنسية بصوت الإعلامية هالة الماوي، ترحب فيه الملكة الفرعونية بضيوفها، وقدمت الدكتورة منال محيي الدين عازفة الهارب عددًا من المقطوعات الموسيقية، وتلاها عزف لفرقة «داجارأبيكان» لدولة ساحل العاج، وفقرة رقص شعبي مصري لفرقة رضا للفنون الشعبية التي قدمت استعراض «الأقصر بلدنا»، ثم أغنية «حتشبسوت» للفنان الشعبي محمد العزبي من أرشيف فرقة رضا.
واستهل الكلمات الافتتاحية، موريس باندمان، وزير ثقافة ساحل العاج والفرنكفونية، الذي أعرب عن سعادته بمشاركة دولته في مهرجان الأقصر، قائلاً: «مدينة الأقصر متحف كبير مفتوح، ونشارك بفيلمين في المهرجان الذي يعد فرصة للتواصل بين الدول الأفريقية والتعريف بتراثها المشترك».
وقال رئيس المهرجان السيناريست سيد فؤاد: «لأكثر من 30 سنة، كانت السينما الأفريقية غائبة عن مصر ولكنها بفضل المهرجان أصبح لها وجود»، وقدم الشكر لكل صناع السينما في أفريقيا مرحبًا بضيوف الأقصر عاصمة العالم القديم.
وفي كلمته، رحب وزير الثقافة المصري الكاتب حلمي النمنم بضيوف المهرجان، قائلا: «اليوم نشهد مرور خمس سنوات على مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، وهذا المهرجان يدعم روابط التواصل بين مصر ودول أفريقيا، فالثقافة والفن أفضل الوسائل التي تقدمها مصر للعالم الخارجي، ويمكنها أن تصنع دعاية للمناطق الأثرية، مشيرًا إلى أن إقامة مثل هذه المهرجانات بالأقصر من شأنه المساهمة في تنشيط السياحة».
وأشاد النمنم باختيار معبد حتشبسوت: «كان موفقا جدًا لأنها ملكة وثيقة العلاقة بأفريقيا من الناحية التجارية وساحل العاج ضيفة الشرف، وهذه بداية تعاون معها سيستمر فيما بعد في مجالات كثيرة. كما تحدث محافظ الأقصر محمد بدر الذي رحب بالوزراء والسفراء والفنانين، وقال: اسمحوا لي بأن أوجه الشكر للجميع نيابة عن الشعب الأقصري، واحتفالنا اليوم بمعبد حتشبسوت لم يأتِ من فراغ، فهذه الملكة من أشهر ملكات الفراعنة، لافتًا إلى أهمية المهرجان في تحطيم التحديات الصعبة التي تواجهها السياحة المصرية، متمنيًا عودتها كما كانت قبل 2011».
ويهدي المهرجان دورته الخامسة لثلاثة سينمائيين، هم: المخرج الإيفواري الكبير هنري دوبارك، وتسلمت درع التكريم زوجته، والناقد السينمائي المغربي مصطفي المسناوي، وتسلم تكريمه رئيس مهرجان الرباط عبد الحق منطرش، وتسلمت النجمة إلهام شاهين درع تكريم النجم العالمي الراحل عمر الشريف.
وتتنافس على جوائز المهرجان 36 فيلمًا من وتتضمن مسابقات المهرجان: «مسابقة الحريات» باسم «الشهيد» الصحافي الحسيني أبو ضيف، ومسابقة «الأفلام التسجيلية الطويلة»، ومسابقة «الأفلام القصيرة»، ومسابقة «الأفلام الروائية الطويلة». وكرم المهرجان المخرجة السنغالية صافي فاي، والمخرج جاستن كابوريه من بوركينا فاسو، ومن مصر الفنانة منة شلبي بطلة فيلم الافتتاح «نوارة»، الذي كان من المقرر عرضه عقب الحفل، إلا أن ظروف الطقس وشده الرياح حالت دون عرضه وعرض، أمس (الجمعة)، وأعقبته ندوة بحضور أبطال العمل أدارها الناقد طارق الشناوي.
وتحتفي الدورة الخامسة للمهرجان احتفاءً خاصًا بمهرجان أيام قرطاج السينمائية، حيث تعرض الأفلام المتوجة بجائزة «التانيت الذهبي» منذ تأسيس المهرجان التونسي سنة 1966 إلى اليوم، وذلك بحضور مخرجيها من العالم العربي وأفريقيا.
وتنظم المهرجان السنوي مؤسسة شباب الفنانين المستقلين للدعم والتنمية بدعم ورعاية من وزارة الثقافة، ويشارك في الدعم وزارات الشباب والسياحة والخارجية، وبالتعاون مع محافظة الأقصر ونقابة المهن السينمائية. ويحمل شعار الدورة الحالية مشهدًا للفنان عمر الشريف وسيدة الشاشة فاتن حمامة من فيلم «صراع في الوادي»، الذي أخرجه المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين، والذي تم تصويره ودارت أحداثه بالكامل في محافظة الأقصر عام 1954.
وأصدر المهرجان كتيبًا عن النجم عمر الشريف تضمن ترجمة لمجموعة تزيد عن 100 مقال من المقالات نُشِرَت عن الفنان العالمي في مختلف المواقع الصحافية باللغات: الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والألمانية والروسية والصينية.
وكان المهرجان قد أعاد فرقة رضا للفنون الشعبية إلى أحضان حتشبسوت مرة أخرى بعد 49 عامًا من تقديم عروضها وسط معبد حتشبسوت، ضمن مشاهد فيلم «غرام في الكرنك» الذي يعد أحد الأفلام الاستعراضية الأكثر شهرة في تاريخ السينما المصرية، لما حققه من نجاح جماهيري كبير.
وقدمت الفرقة خلال حفل الافتتاح سبعة استعراضات، من أروع ما قدمت عبر تاريخها الفني، وهي «الأقصر بلدنا» و«غزل في الريف» و«العتبة جزاز» و«آه يالموني» و«التنورة» و«الكرنبة والعصايا»، وذلك بإشراف الفنانة مها توفيق مدربة الفرقة، والفنان وليد قدري المشرف الفني بالفرقة، والفنان محمد زينهم مدرب الفرقة.
وقال سيد فؤاد، رئيس المهرجان، لوكالة الأنباء الألمانية إن إحياء فرقة رضا لحفل الافتتاح، تأكيد على دور المهرجان في استعادة روح الفنون المصرية، واستحضار صورها التي تسكن أذهان الملايين من عشاق الفنون في مصر والعالم أجمع، بجانب استحضار عمق العلاقات التي ربطت مصر بالقارة الأفريقية قبل آلاف السنين، عبر إقامة حفل افتتاح المهرجان في دورته الخامسة في ساحة معبد حتشبسوت، الذي تشهد معالمه ورسومه ونقوشه على بدايات العلاقات التاريخية بين الأقصر وشعوب القارة السمراء.
وأشار إلى أن تقديم سبعة عروض لفرقة رضا في ساحة معبد حتشبسوت، يعيد إلى الذاكرة الفنية المصرية تاريخ فرقة رضا التي بدأت في نهاية الخمسينات من القرن الماضي تحت قيادة محمود رضا، والمسيرة التاريخية التي قدمت خلالها 123 عرضًا داخل مصر وخارجها.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».