وثائق دمشق السرية: محضر لقاء نائب وزير الخارجية السوري مع نظيره الروسي

وثائق دمشق السرية: محضر لقاء نائب وزير الخارجية السوري مع نظيره الروسي
TT

وثائق دمشق السرية: محضر لقاء نائب وزير الخارجية السوري مع نظيره الروسي

وثائق دمشق السرية: محضر لقاء نائب وزير الخارجية السوري مع نظيره الروسي

محضر لقاء الدكتور فيصل مقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين
مع السيد ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي
موسكو - الخميس 23 مايو (أيار) 2013 الساعة 11,30
حضر اللقاء:
من الجانب السوري:
- السيد أحمد عرنوس مستشار وزير الخارجية والمغتربين.
- الدكتور رياض حداد سفير سوريا في موسكو.

من الجانب الروسي:
- السيد سيرغي فيرشينن مدير إدارة الشرق الأوسط.

«بعد تبادل عبارات المجاملة»
بوغدانوف: السيد لافروف لديه اجتماع مع الحكومة الروسية، تحدثت إليه هذا الصباح وهو مهتم بأن أواصل التشاور معكم لأنه توجد تفاصيل كثيرة تستحق النقاش.
نائب الوزير: كان في حديث الوزير لافروف أمس تفاصيل كثيرة وآراء هامة حول ضمان نجاح المؤتمر ولكن أودّ أن أسأل ما هو دور الأخضر الإبراهيمي لأن الوزير لافروف قال إنه يريد أن تشترك المعارضة في إطار الائتلاف كما فهمت، كيف يمكن ذلك؟
بوغدانوف: عندما تكلمت معه قبل يومين كان يقول إنه من الأفضل أن يكون للمعارضة وفد واحد وقال إن أقوى مجموعة في المعارضة هي الائتلاف وهو يجب أن يترأس وفد المعارضة في المؤتمر وينضم إليه بقية ممثلي منظمات المعارضة، وقد سألت عن معاذ الخطيب والأكراد السوريين فأجاب إن معاذ الذي استقال كان يأمل أن تتخذ الجلسة التي بدأت اليوم في إسطنبول وستستمر يومين قرارات معينة، موضحا أن منظمات المعارضة الأخرى التي لم تنضم رسميا إلى الائتلاف ستشارك في هذه الجلسة. أما الأخضر فهو لم يشارك شخصيا في اجتماع أصدقاء سوريا لأنه يحاول أن يبرز أنه محايد وأنه يلعب دور الوسيط بين دمشق والمعارضة، وكان حزينا لتسليم مقعد سوريا والاعتراف بالائتلاف كممثل شرعي وحيد وقال إن هذا غير واقعي. لكن يبقى الإبراهيمي تحت تأثير الأوساط التي يعمل فيها في القاهرة ونيويورك وجنيف. وكان على وشك تقديم استقالته وأنا عندما جلست معه كان مستاءً بشكل كبير من التطورات وأشار إلى أنه لا حلّ للأزمة لأن كلا الطرفين اعتمد على الحل الأمني والعسكري ولا يوجد لديهما رغبة للحوار أو للتوصل إلى حلّ سلمي لأنهما يأملان تحقيق النجاح عسكريا. كان الإبراهيمي يقول منذ البداية إن هذا التوجه مدمّر لسوريا والشعب السوري ويقود البلاد إلى الصوملة. بعد صدور قرارات الجامعة العربية قال للوزير لافروف إنه كان يتشاور مع بان كي مون وإنه يرغب في الاستقالة ما دام أنه أصبح هناك ممثل شرعي وحيد للشعب السوري فلم يعد هناك حاجة للوساطة والحوار، واقترح على بان كي مون أن يبقى بصفته مستشارا له، وكان التوجه أن يحل محله يان إلياسون كممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا وأن يصبح الإبراهيمي المستشار للأمين العام الذي يعمل على الملف السوري بشكل غير رسمي، لكن المبادرة الروسية الأميركية غيرت مزاجه حيث وجد أن هناك أملا لإيجاد حل للأزمة السورية، ورأى أنه من الأفضل ألا يثير موضوع استقالته إذا كان ذلك سيستفز بعض الأطراف التي تشارك في المؤتمر، لذلك سيبقى ممثلا للأمم المتحدة والجامعة العربية، وطبعا هو متفهم لخلفية توجهات كافة الأطراف ومواقفهم وأبدى رغبته واستعداده للعمل معنا ومع الأميركيين لتفعيل المبادرة الروسية الأميركية، وهو يعمل الآن بجدّ وأرسل نائبه ناصر القدوة إلى إسطنبول وهو يراقب من القاهرة وربما يذهب لاحقا إلى جنيف. كما أشار إلى أنه بدأ الاتصالات مع الأمم المتحدة في جنيف لترتيب عقد المؤتمر فيها حيث أبدى زملاؤه الاستعداد هناك وكذلك السلطات السويسرية. بشكل عام هناك نشاط مكثّف في الأمم المتحدة بجنيف والمفروض أن نختار إما 8 و9 أو 14 و15 يونيو (حزيران) موعدا لانعقاد المؤتمر لأن جنيف فيها اجتماعات لذلك فالموعد سيكون في عطلة نهاية الأسبوع، ومن الأفضل انعقاد المؤتمر قبل قمة الثمانية في 17 و18 يونيو لأن أهم شيء على هامش هذه القمة هو القمة التي ستجمع الرئيسين بوتين وأوباما في آيرلندا. كان من الأفكار التي طرحها أنه من المهم افتتاح المؤتمر رسميا بحضور الدول الإقليمية والدولية وبعدها سيبدأ الحوار الحقيقي بين السوريين أنفسهم. هل اطلعت على البيان الختامي لاجتماع ما يسمى أصدقاء الشعب السوري؟
نائب الوزير: سمعت عنه في الإعلام.
بوغدانوف: صدر عن هذا الاجتماع نص يتضمن ترحيبا بعقد المؤتمر وبالمبادرة الروسية الأميركية وهذا جيد.
نائب الوزير: فيما يتعلق بالإبراهيمي، أنا حضرت شخصيا كافة اجتماعاته مع السيد الرئيس والسيد وزير الخارجية كما كنت أتحدث معه على الطريق إلى دمشق عندما كنت أستقبله. أعتقد أن هناك خطأ في آلية تحليله لما يجري في سوريا فهو يؤمن أن ما يحدث هو ربيع عربي ونتيجة أخطاء الأنظمة، ولم يدرك التفاوت في الأوضاع بين تونس واليمن ومصر والأوضاع في سوريا، أوقعه هذا التعميم وإعطاء الشرعية للربيع العربي في الخطأ في آلية ومضمون تحركه. كما أنه دخل في موضوع ما يسمى التنحي وقضايا عدم الترشيح وهذا التدخل لا يمكن أن يقوم به وسيط لديه الحد الأدنى من الحكمة، لأن هذه القضايا هي في صلب المعركة الجارية الآن ما بين خط يريد أن يكون جزءا لا يتجزأ من الهيمنة وتغيير النظام في سوريا لمصلحة الغرب ومساعدة الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة لأنها ستتفرغ لقضايا رئيسة أخرى حيث ستتفرغ لآسيا ومواجهة الصين وروسيا هناك، وخط آخر يتمسك بمبادئ القانون الدولي والحفاظ على سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. أعتقد أن الحكمة خانت الإبراهيمي في التعامل مع الأزمة السورية، وهو لم يكتب حتى كلمة واحدة في تقريره الأخير الذي عرضه أمام مجلس الأمن عن البرنامج السياسي الذي طرحه السيد الرئيس بشار الأسد وخصّص صفحة عمّا سماه المبادرة التي أطلقها معاذ الخطيب التي وصفها بـ«العظيمة»، تشعر كما لو أن هناك هيمنة من نوع ما على طريقة تفكيره. هو يعرف من خلال مكتبه في سوريا والاتصالات التي تجري معه وضع المعارضة السورية السيئ، وهو رفض اللقاء ببعض المعارضات الحقيقة على الأرض في سوريا لأنها ليست مع الولايات المتحدة الأميركية ولا الغرب ولم يمارس الموضوعية في هذا الشأن.
بوغدانوف: يمكن أن نوافق على هذا التقييم لكن الإبراهيمي يتصرف كممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة ولديه تكليف منه ومن العربي، لذلك هو شخصية غير مستقلة، والمزاج في الجامعة العربية معروف وذلك يؤثر عليه وهو لم يمارس النهج المستقل ولكنه كشخص ليس سيئا. بعد مبادرة الرئيس الأسد جلسنا مع الغربيين في جنيف في اجتماع الترويكا وهم كانوا يشكون من أن خطاب الرئيس الأسد مضر جدا ويشكل استفزازا وأنه مرفوض وأن هذا النهج يدل على أن القيادة في دمشق لا تعرف ما يجري ولا تدرك موازين القوى وطموحات الشعب، أجبتهم دعونا نعد قليلا للخلف ولا تتحدثوا عما جرى في 6 يناير (كانون الثاني) ودعونا نتحدث عما جرى قبل ذلك في 7 نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 عندما أنشئ الائتلاف في الدوحة حيث كانت النقطة الأولى في وثيقته هي إسقاط النظام السوري والثانية هي لا حوار مع النظام والنقطة الثالثة هي حل المؤسسات، الآن هناك مبادرة الرئيس التي فيها الإيجابيات وربما السلبيات لكنها تعتبر موقفا بناءً وتشكل ردا على الموقف السلبي المدمّر للمعارضة في الدوحة.
نائب الوزير: يبدو أحيانا أنهم يصابون بالعمى عند الحديث عن سوريا، أتحداهم أن يكونوا قد اطلعوا على البرنامج السياسي الذي أطلقه الرئيس الأسد. السيد الرئيس اقترح مراحل معينة هي إنهاء العنف وتقديم المساعدات الإنسانية ثم البدء بعملية تحضير الحوار وترك كل شيء للمتحاورين دون قيد أو شرط، كما أن الأهداف التي وضعت لا يمكن لاثنين أن يختلفا عليها لا في الولايات المتحدة ولا في اليابان ولا أي بلد آخر، نحن نريد أن نناقش بشكل مفتوح قضايا تتعلق بالدستور وحقوق الإنسان وحرية الإعلام وقانون الانتخابات، لا أفهم حقيقة على ماذا يعترضون! في نهاية المطاف يتحدث البرنامج السياسي عن طريق واحد لانتخاب قيادة سوريا وهو الشعب وصندوق الانتخاب ويحق لكل مواطن يتمتع بالأهلية أن يترشح فإذا انتخبه الشعب السوري فأهلا وسهلا. إذان ماذا يريدون سواء المعارضة أو الأخضر الإبراهيمي؟ هم يريدون انقلابا في سوريا لأنهم يعرفون أنهم لن ينجحوا بالديمقراطية.
بوغدانوف: عندما زارنا وفد مجلس الشعب السوري تحدث عن الديمقراطية والانتخابات الحرة والنزيهة والحوار والدولة العادلة، لكن هذا يتطلب بعدا دوليا. مثلا أنتم تقولون لنا يمكنكم إرسال مراقبين أثناء الانتخابات. لكن الدول التي تقف خلف المعارضة تقول أي مراقب سيكون مراقبا من المخابرات والأمن السوري، فالضمانات لحرية التعبير عن الرأي والشفافية يمكن أن تتم عند خلق الظروف لذلك، فالنظام الذي يعتمد على المخابرات في مراقبة الانتخابات سيفوز فيها بنسبة تسعين في المائة.
نائب الوزير: في آخر مقابلة إعلاميه للسيد الرئيس سُئل هذا السؤال وأجاب أننا نبحث عن آليات جديدة وأنه يجب أن تجلس الحكومة والمعارضة لمناقشة الدستور وقانون الانتخابات، المهم أن يجلس هؤلاء لنجد آلية ضمان انتخابات نزيهة.. فلماذا يحكمون مسبقا على آلية لم يتفق عليها حتى الآن؟
بوغدانوف: هم يركزون في كلامهم على تشكيل الهيئة الحاكمة.
نائب الوزير: نجلس ونشكل هذه الهيئة السيد الرئيس قال إن هذه الهيئات يجب أن يتناقش السوريون حولها ويضعوا لها أسسا وقواعد. نحن إن قلنا إنه ليس لدينا ثقة بالمراقبين الغربيين ونريد مراقبين من روسيا والصين ومنغوليا، فهم سيرفضون ذلك بشكل آلي؟
بوغدانوف: هم يرفضون أيضا ويعتقدون أن روسيا والصين تساعدان الرئيس بشار الأسد.
نائب الوزير: ذلك النقاش والتوصل إلى قرار يأتي في الحوار الوطني والانتخابات تعقد بعده.
بوغدانوف: إن تحليل سلوك الإبراهيمي في السابق مفيد ولكن الآن همومنا مشتركة ويجب أن نركز على التكتيك والاستراتيجية والخطوات العملية، لذلك في رأيي الشخصي الظرف دقيق جدا، دعوا جانبا تصرفات الإبراهيمي في السابق ولنعمل معا الآن وللغد ما دام أن الإبراهيمي مستمر في العمل على المبادرة، علينا التعامل معه بشكل بناء ونفتح صفحة جديدة في العمل السياسي والدبلوماسي، لذلك من المهم جدا ودون تريث أن تتصلوا بالإبراهيمي وتدعوه إلى دمشق لمناقشة التفاصيل، لأنكم إن كنتم ستقولون إنه مرفوض ولا توجد ثقة به فهذا لن يساعد.
نائب الوزير: قلنا لن نتعامل مع الإبراهيمي كممثل للجامعة العربية وفيما يتعلق بولايته كممثل للأمم المتحدة فإننا نريد أن تكون هذه الولاية ملتزمة بالموضوعية والحيادية، هذا يعني أننا سنتعامل معه ولكن عليه أن يقرر أين سيكون فهل سيتعامل معنا باحترام وموضوعية ولا يقدم مقترحات استفزازية ولا يقف مع طرف ضد طرف آخر؟
بوغدانوف: يجب أن تتحدثوا معه وليس معنا، نحن نعرف موقفكم والمبادئ التي تستندون إليها، لكن إن كنتم لا تريدون أن تتعاملوا معه كممثل للجامعة العربية، فهذا من جانبكم أما بالنسبة له فهناك طرف آخر في النزاع السوري، نحن نسمع من المعارضة كلاما مختلفا فهم يقولون إن المجتمع السوري منقسم وفي هذا الظرف عندما يعتقد النظام أنه يمثل الشعب السوري بأكمله فهذا غير صحيح، وأكثر من ذلك أنهم يقولون إنه فيما يخص الأسرة العربية فإن النظام فقد أصدقاء مهمين في الجامعة العربية بشكل عام، أما المعارضة فهي تتعامل مع معظم الدول العربية، ويقولون لنا أنتم يا روس أغبياء كان لديكم علاقات روسية عربية ممتازة أما الآن فليس لديكم إلا سوريا وفقدتم صداقتكم مع 22 دولة عربية أخرى. طبعا هذا الكلام تبسيط للأمور ولكن هذا الأمر ظاهر للعيان.
نائب الوزير: أنا واثق أن أكثرية الدول العربية غير المنخرطة في تمويل وتسليح الإرهاب في الأزمة السورية هي مع الموقف الروسي ولكن تعرفون الضغوطات القطرية والأموال والاستخبارات والتهديدات المباشرة والتدخل السافر في دعم القوى المتطرفة، وهي التي تلعب دورا في هذا الموضوع. مع ذلك ما زلنا نتحدث مع معظم هذه الدول بدليل وجود القائم بالأعمال المصري في دمشق وبدليل موقف عُمان والسودان والعراق والجزائر، هناك تبدلات حقيقية لكن القرارات التي يصدرونها والأوراق المعدة سلفا ليقدمها حمد بن جاسم على أنها قرارات عربية هي التي تمثل الفشل العربي، حقيقة.. إن وضع العرب صعب. وأصحاب الأموال لديهم القدرة على زعزعة الأوضاع في أي بلد عربي، لذلك من الذي سيجرؤ على مخالفة حمد بن جاسم أو حمد بن خليفة، هل هي موريتانيا؟
بوغدانوف: كنت أجلس مع مسؤول سوداني وأخبرني أن السودان امتنع عن التصويت على القرار القطري في الجمعية العامة، وفي المقابل صوتنا نحن ضد القرار، فمن أقرب إليكم روسيا أم السودان؟ (مازحا) بدأنا نشعر بأننا عرب. أنتم كنتم مندوب سوريا في الأمم المتحدة وتقرأون نتائج التصويت جيدا، فقد صوت لصالح القرار القطري 107 دول وصوتت 12 دولة أخرى ضده بمن فيهم نحن، وأن العرب كلهم كانوا إما مع القرار أو امتنعوا أو لم يشاركوا بالتصويت.
نائب الوزير: هل تتوقع من هوشيار زيباري أن يصوت ضد القرار!
بوغدانوف: هذا موقف سياسي وأصبح الآن لدينا وثيقة سياسية صادرة عن الجمعية العامة.
(..........)
نائب الوزير: قبل الدخول في موضوع الأسئلة المتعلقة مباشرة بالمؤتمر التي في ضوء الإجابات عنها سنتخذ القرار بالمشاركة من عدمها، لدينا موضوع أساسي هو مقام الرئاسة، في هذا المجال نحن نتحدث عن وحدة سوريا والشعب السوري، فعندما نقول إن هذا خط أحمر فنحن حقيقة لا ندافع عن شخص فقط وإنما عن بلد بأكمله، إنهم يريدون اتّباع هذه الوسيلة الانقلابية وقالوها منذ اليوم الأول للأزمة، ونحن صمدنا بفضل دعمكم وتضامنكم معنا حتى الآن لمدة سنتين وشهرين، لماذا هذا الصمود لأن شعب وجيش وحكومة سوريا لا يريدون تسليم مقاليد البلد لإسرائيل أو الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا التي تسعى كل منها لإعادة الهيمنة الاستعمارية على سوريا. الرئيس الأسد بما يمثله كرمز لوحدة سوريا ولدور الجيش أصبح حاجة أساسية قبل أن يكون سيادته هو المعني بهذا الموضوع، نحن المهتمون حقيقة بهذا الموضوع، فلو حدث ذلك ما الذي سيجري على الأرض، لن تكون هناك سوريا، من رئيس الوزراء الذي يستطيع أن يسيطر على الجيش والأمن الآن! سينقلب الجيش السوري إلى عصابات إرهابية ومجموعات متشتتة وكذلك الأمن سيتفرّق وستقع البلد في ورطة لا سبيل إلى حلها كما حدث في بلدان أخرى.
بوغدانوف: لكن هذا الشيء موجود الآن. فالمناطق التي يسمونها المناطق المحررة والحدود مع لبنان والأردن وتركيا مفتوحة ويجري التدخل من خلالها.
نائب الوزير: إذن يجب أن يكون الهدف الأساسي للمؤتمر هو وقف التدخل الخارجي. تركيا الآن لديها مشكلات حقيقية وكذلك الأردن ولبنان.
بوغدانوف: لكن ماذا نعمل بعد ذلك؟
نائب الوزير: سنعمل للتوصل إلى حل يضمن وحدة سوريا بانتظار ما سيقرره شعب سوريا في صندوق الانتخاب، يجب ألا يأتوا بشروط مسبقة لأنه لن تكون سوريا التي يعرفونها، وفي اليوم التالي سيكون الخطر الحقيقي ولن تكون هناك قوة تحافظ على البلد كما يحافظ السيد الرئيس عليه.
بوغدانوف: نحن متفهمون ولكن يجب أن تقولوا هذا الكلام للمعارضة، وأعتقد أنه من الأمور الهامة كان إدخالنا في البيان المشترك الروسي الأميركي أن روسيا والولايات المتحدة تحترمان وتدعوان جميع الأطراف إلى احترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية، وهذا الكلام مذكور أيضا في بيان جنيف، وعلى أساس هذا الموقف يجب أن نتصرف بذكاء. أين السيادة؟ زارني سفير إيطاليا وقلت أنتم أغبياء لأنكم قلتم إن الرئيس الأسد فقد الشرعية، هذا الكلام خطير، لأنه إن فقد الرئيس الشرعية فلمن الشرعية إذن! لا أحد يملك الشرعية، وإذا لم يكن هناك شرعية في البلد فهذا يعني أنه فقد سيادته وسيتصرف كل واحد فيه كما يشاء، هذا ما أدى إلى أن تكون الحدود السورية مفتوحة وتحويل سوريا إلى بؤرة لانتشار الإرهاب في كل مكان.
نائب الوزير: هذا كلام دقيق، لكن من هي الأطراف السورية وغير السورية التي ستدعى للمشاركة في المؤتمر، وفيم تفكر الأمم المتحدة فيما يخص هذا الشأن؟
بوغدانوف: لا أدري فيما تفكر الأمم المتحدة ولكن لدينا تصور عام، وجدير بالذكر أنه تأكد اللقاء بين كيري ولافروف الاثنين المقبل في باريس وسنسمع منه فيما يخص تمثيل المعارضة، نحن سنقول إن الحكومة السورية مستعدة وإن هناك أشخاصا مكلفين، أما بالنسبة لتمثيل المعارضة فهناك غموض ولا توجد أجوبة، وقد قلت لسفير بريطانيا أنتم طلبتم منا الاعتراف بالائتلاف كما فعل العرب، سألته من أين جاء هؤلاء الناس ومن اختارهم كممثلين شرعيين للشعب السوري، هل هو ..........؟ ثم إنه عندما صدر قرار تسليم مقعد سوريا في الجامعة العربية إلى المعارضة استقال رئيس الائتلاف معاذ الخطيب، فماذا يعني ذلك؟
نائب الوزير: عيّنوا في الدوحة سفيرا للائتلاف وليس سفيرا لسوريا، وسفارتنا ما تزال مغلقة هناك، أما في باريس فهي مفتوحة وتمارس عملها وكذلك في واشنطن ومعظم العواصم الأوروبية باستثناء العواصم التي نحن أغلقنا فيها بعثاتنا احتجاجا على موقف الدولة المضيفة. هذه المائة دولة التي يتحدثون عنها أنها اعترفت بالائتلاف هي تحضر نتيجة الضغط ولا تقرأ ولا تعرف البيانات التي تصدر عن المؤتمرات التي تشارك فيها.
(..........)
نائب الوزير: ما نريده في هذا المجال هو دور روسي بحيث يجب أن تكون الأطراف الأخرى من المعارضة الوطنية موجودة في المؤتمر لأنه من دونها سيكون المؤتمر ناقص التمثيل الحقيقي. كما أنه داخل الائتلاف يوجد 50 اختلافا أو أكثر.
بوغدانوف: علينا أن ندرك ذلك ونتصرف على أساس معرفتنا بالتفاصيل داخل المعارضة ونتصرف كي لا نُلام على إفشال المؤتمر، لأن هذا يمكن أن يقود إلى مجلس الأمن لاتخاذ القرارات غير المناسبة.
نائب الوزير: ما دمتم أنتم في مجلس الأمن فلا خوف من هذا الأمر.
بوغدانوف: استعملنا الفيتو في مجلس الأمن ثلاث مرات، طبعا أنا جلست مرتين مع الإخوان المسلمين مع رياض الشقفة وطيفور والبيانوني في تركيا وقالوا نحن مستاؤون ونستنكر الموقف الروسي فأنتم تدعمون النظام واستعملتم الفيتو 3 مرات وهذا غير مقبول وسبب شللا في مجلس الأمن ومنعه من اتخاذ القرارات الضرورية. أجبتهم لم نكن نريد استعمال الفيتو لأنه شيء غير عادي على المستوى الدولي أن تستخدم الفيتو ثلاث مرات لكن كنا مضطرين؛ فمثلا في آخر مرة استعملنا فيها الفيتو، قال لافروف لكلينتون يجب أن تصححوا مشروع القرار لأن نصه غير مقبول ويجب أن تعدلوه وتجعلوه أكثر توازنا إذ لا يمكننا الموافقة عليه بهذه الصيغة ودعونا نعمل على صياغة نص مقبول لكم ولنا، وأنا ذاهب إلى دمشق مع رئيس المخابرات وعندما أعود سنتصل، لكنها رفضت وقالت سنصوت اليوم على مشروع القرار دون انتظار عودتكم من دمشق، لذلك اضطررنا لاستعمال الفيتو مرة ثالثة. كما قلت للإخوان المسلمين إن الأميركيين فعلوا ذلك عن عمد، فأجابوا إننا ندرك أن الموقف الأميركي سيئ لأنهم لا يريدون أن يحاربوا ويتحججون بالفيتو الروسي. لقد كان هدفهم الحصول على فيتو لتبرير عدم مساعدة المعارضة لذلك لديهم استياء من الأميركيين أكثر منّا لأنهم يعتقدون أن القرارات مفتعلة. ومن هنا الخطورة لأنه إذا فشلت الجهود سيذهبون إلى مجلس الأمن وسنستعمل الفيتو مرة أخرى وسيقولون إنه يجب التحرك خارج مجلس الأمن، وتعرفون ماذا يعني ذلك.
نائب الوزير: فيما يخص المشاركة لا نرى أن الائتلاف أو هيئة التنسيق يمثلان المعارضة السورية، إننا نعتقد أن هناك دورا للمنظمات السورية الأهلية والشعبية ورجال الدين الإسلامي والمسيحي، نرجو أن تضعوا هذه الأفكار في حسبانكم فيما يتعلق بالمشاركين، السؤال الثاني ما نسبة تمثيل المعارضة في المؤتمر؟ مثلا هل سيمثل وفد الحكومة السورية بعشرة أشخاص وتمثل المعارضة بأربعين أو عشرين أو غير ذلك؟ والسؤال الأهم هل ستمثل المعارضة بشكل موحد أم على شكل معارضات؟ نريد معرفة ذلك لنقوم بإعداد أنفسنا. صحيح أن الجانب الأميركي يعمل على تجهيز وفد المعارضة للمشاركة في المؤتمر ولكن نعتقد أن الجانب الروسي كونه الراعي الأساسي سيكون له موقف بشأن المشاركين.
بوغدانوف: عندما تحدثنا مع الإبراهيمي وهو خبير طبعا في هذه الأمور قال ستعقد جلسة افتتاحية على مستوى وزراء الخارجية وسيكون رئيس المؤتمر الأمين العام للأمم المتحدة، وروسيا والولايات المتحدة دولتان مبادرتان، وستكون الجلسة الافتتاحية بمشاركة كيري ولافروف والكلمات ستكون مثلما كان عليه الحال في مؤتمر مدريد 1991، ثم تبدأ المحادثات بين الأطراف السورية أي بين ممثلي الحكومة وممثلي المعارضة، كيف تتم المفاوضات؟ يمكن أن تتم بين وفدين على كافة الملفات المطروحة الأمنية والسياسية وغيرها، أو تتشكل مجموعات العمل على مسارات معينة، مسار سياسي أو اقتصادي أو إعادة الإعمار أو المصالحة وغيرها بحيث تتم المفاوضات في إطار مجموعات العمل بين الخبراء السوريين، وهنا سألت الإبراهيمي فيما يخص موضوع اللاجئين، من المنطقي أن تتم المفاوضات بين السوريين ولكن بمشاركة الدول المعنية المستضيفة للاجئين والدول التي يمكن أن تقدم المساعدة ماديا، فأجاب: إنها فكرة تستحق الاهتمام ولكنه يفضل عدم مشاركة أي دولة أخرى باستثناء الولايات المتحدة وروسيا، حيث يمكنهما المشاركة في كل مجموعة عمل وتشجيع الأطراف على التقدم. كذلك قال لافروف لا نريد أن نضع حدودا زمنية مصطنعة لأن هذا خطير ولكننا نقول لتعمل هذه اللجان مدة 3 أسابيع أو شهر ثم بعد ذلك تعقد جلسة عامة لسماع التقارير من السوريين ونرى التقدم الحاصل والمشكلات التي يواجهونها. هذا التصور النظري للمؤتمر، وإن كان لديكم أي أفكار يمكن أن نسمعها.
نائب الوزير: فيما يتعلق بهذه الأفكار نحن أخذنا علما بها ونتفق معكم في أنه يجب ألا يكون هناك تحديد زمني ولكننا نقول إن المؤتمر يجب أن يبدأ في جنيف وبعد ذلك ينتقل الحوار في المسائل الأساسية بين السوريين إلى سوريا. ونحن على استعداد لضمان أمن وسلامة ومجيء ورحيل كل المشاركين.
بوغدانوف: ليس لدينا مشكلة ونرحب، لكن هناك موقف المعارضة التي لا تقبل بهذا، كما أن قصة عبد العزيز الخيّر سلبية للغاية، نحن قدمنا لحسن عبد العظيم وهيثم مناع ضمانات ولكن عندما وصلوا إلى دمشق مقبلين من الصين حصل الحادث المؤسف.
نائب الوزير: والدي الآن مختطف.
بوغدانوف: هذا يعني أنه ليست هناك ضمانات.
نائب الوزير: يمكن أن يحدث ذلك في أي مكان. في إحدى المرات أخبرتنا الحكومة الماليزية أن هناك 3 إرهابيين سوريين تريد تسليمهم إلى سوريا واتفقنا على آلية لتسليمهم بحيث يأتون عن طريق دبي برعاية الأمن الماليزي لكن عندما وصلوا إلى مطار دبي كانت وكالة الاستخبارات الأميركية تنتظرهم تحت الطائرة وعندما نزل هؤلاء المواطنون أخذوهم وأخفوهم وحتى هذه اللحظة لا نعرف أين هم لا نحن ولا الماليزيون. يعني أن هذا يمكن أن يحدث.
بوغدانوف: كل شيء محتمل. بالمناسبة أنا كنت مؤخرا في بيروت وجاء من دمشق وفد من هيئة التنسيق يضم حسن عبد العظيم ورجاء الناصر ومعارضا كرديا وقدموا لنا ورقة تتضمن قائمة بالمعتقلين والممنوعين من السفر من هيئة التنسيق.
نائب الوزير: وصلتني هذه الورقة عن طريق سفيركم وألغينا كل الإجراءات بحقهم. هم يقولون إن واحدا من الأسماء الـ12 ما زال ممنوعا من السفر وإزالة الأحكام والإجراءات الصادرة بحقه لكن قبل مجيئي إلى هنا رفعت مذكرة إلى الجهات المعنية.
بوغدانوف: هذا يساعد. يزورنا الكثير من المعارضين وقد زارنا مؤخرا وليد البني.
نائب الوزير: أخوه يزورني في دمشق وهو على خلاف معه.
بوغدانوف: أخبرنا البني أنه تم اعتقال ابنه وتم تعذيبه وهو يشكو أنه لا تزال أعمال القمع والضغط الجسدي تمارس ضده، وتساءل هل هو إرهابي! لديه تجربة مريرة.
نائب الوزير: يمكن أن نتعامل مع هذه المسألة إذا كانت المعلومات دقيقة.
فيرشينن: هناك ملاحظة لوجستية تتعلق بمكان انعقاد المؤتمر، إن من أهم التعديلات التي استطعنا إدخالها على بيان جنيف الأول كان مبدأ التوصل إلى القرارات بتوافق الآراء، فإذا كان هناك قرار فإنه يجب أن يتخذ بتوافق الآراء وهذا يعني أن الوفد الحكومي السوري سيكون لديه حق الفيتو في جنيف أو أي مكان آخر.
مستشار الوزير: هنا يجب أن نحدد منذ البداية ما هو النظام الدستوري الذي سيستند إليه المتحاورون.. عندما نتحدث في سوريا عن مرجعية فما هذه المرجعية؟ هل هي دولة غير موجودة! هناك دولة وحكومة ودستور قائم يجب أن يكون المرجع إلى أن نتفق على دستور جديد لذلك فعلينا أن نستند إلى الدستور القائم وإلى القواعد الأساسية التي تحكم الدولة.
نائب الوزير: وإلا تحولت سوريا إلى فراغ ودولة فاشلة.
مستشار الوزير: انطلاقا من مفهوم السيادة الذي تكلمتم عنه.
بوغدانوف: نسمع من المعارضة أنهم لم يشاركوا في الدستور أو الانتخابات وأن النظام كتب الدستور كما يشاء.
نائب الوزير: دعوناهم للمشاركة وكان ذنبهم أنهم لم يأتوا، المهم الآن أنه حتى الدستور خاضع للتفاوض ولكن ليأتوا إلى التفاوض.
بوغدانوف: عندما تتحدثون عن السيادة والدستور ومبادئ سلامة الأرض فإن هذا كلام سليم ولكن الوضع على الأرض يختلف قليلا لأنه خلال الحرب الأهلية لا يجري الالتزام بالدستور والقوانين أو السيادة أو قرارات الحكومة، من هنا فالوضع مخيف جدا.
نائب الوزير: ما دام أن هناك حكومة وقيادة في سوريا ومؤسسات وأنظمة فمن واجب الدولة أن تعمل وفقها لإخراج سوريا من هذه الأزمة، سنناقش مع المعارضة كل المسائل ولكن حتى يجري الاتفاق على الشكل الجديد للدولة القانونية والدستورية والاقتصادية والاجتماعية ستبقى هذه القوانين موجودة حتى نجد البديل.
بوغدانوف: مجددا نحن مقتنعون ولكن يجب عليكم إقناع الآخرين.
نائب الوزير: نحن نؤكد على ضرورة مشاركة الدول الفاعلة ومتفقون معكم على إيران ويجب ألا يضع الفرنسيون فيتو على المشاركين، ونعتقد أن الدول المؤثرة يجب أن تكون حاضرة حتى نلزمها بقرارات مثل السعودية وتركيا، ونحن مع أن تحضر مجموعة بريكس فوجود الهند وجنوب أفريقيا والبرازيل مهم.
بوغدانوف: يجب ألا نوسع نطاق الحضور في المؤتمر.
نائب الوزير: على أي حال أترك ذلك بين أيديكم وهذه وجهة نظرنا. طبعا هناك مساعٍ لإشراك ما يسمى الحكومة المؤقتة ونحن نعتبر أن تشكيلها يتناقض مع بيان جنيف ونرفض مشاركتها، وترفض سوريا مشاركة أي طرف يمارس العنف والإرهاب في سوريا.
بوغدانوف: بالتأكيد لأن هذه الأطراف غير مستعدة للتفاوض معكم أصلا فهي مستعدة لمواصلة القتال.
نائب الوزير: ونحن بالطبع على استعداد للتعامل معهم خارج المؤتمر بالطريقة المناسبة.
بوغدانوف: بالمناسبة.. عندما جلسنا مع الأميركيين قلنا لهم إن تسجيل جبهة النصرة في قائمة الإرهاب شيء نرحب به ولكن هذا يعني أن كلام الرئيس الأسد عن أنه يحارب الإرهاب صحيح، والسؤال الأهم الآن هو من سيحارب جبهة النصرة على الأرض. أجابوا أنهم يأملون أن الجيش الحر سيحاربها. لكن الذي حصل فيما بعد أن الجيش الحر اعتبر أن جبهة النصرة هي رفيق درب إسقاط النظام.
نائب الوزير: عبر عن ذلك معاذ الخطيب في مراكش عندما دعا إلى إزالة اسم جبهة النصرة من قائمة الإرهاب. فيما يخص ما ورد في بيان جنيف حول هيئة الحكم، إن فهمنا لها هي أنها حكومة وحدة وطنية وهي ستكون موسعة وبصلاحيات تامة حسب الدستور السوري الذي يعطيها كل الاختصاصات ما عدا الجيش والأمن اللذين هما من اختصاص رئيس الجمهورية وهذا موجود في كل الدول.
بوغدانوف: لكن سوريا في وضع استثنائي.
نائب الوزير: ما زالت مؤسسات الدولة قائمة وتعمل.
بوغدانوف: نحن معكم ولكن الآخرين غير موافقين.
نائب الوزير: هدفنا الحفاظ على سوريا ولا نريد تكرار التجربة العراقية أو الليبية أو أفغانستان وغيرها.
بوغدانوف: بالمناسبة هناك معلومة هامة، فعندما بدأ جون كيري يتحدث عن الهيئة الحاكمة قال علينا التركيز على خمس دعائم هي الجيش والمخابرات والأمن والبنك المركزي.. قاطعه الوزير لافروف قائلا هذه الأمور يناقشها السوريون خلال الحوار، ونحن لا نوافق على الإعلان أننا بحثنا هذه الأمور، هذا الموضوع حسب بيان جنيف هو للسوريين. لا يقصد بيان جنيف بهيئة الحكم حكومة موسعة، إنما مؤسسة موسعة لها صلاحيات تشمل كل الأمور؛ الأمن والجيش والعملة السورية وغيرها. وأكثر من ذلك تقول المعارضة إن صلاحيات الرئيس تمكنه من إقالة الحكومة وهذا شيء مرفوض من قبلهم. لنفرض أنه تشكلت اليوم الحكومة وهناك وزراء من المعارضة، يمكن للرئيس أن يقوم بحل الحكومة لأي سبب كان.
نائب الوزير: إذا قادت هذه الحكومة البلد إلى الدمار فمن سيقف في وجهها إذن!
بوغدانوف: علينا ألا نعمل بالتمنيات.
نائب الوزير: الحكومة الموسعة يجب أن تكون قرارا سوريا وليس حسب رغبات اللاعبين الخارجيين، لقد أحضر كاميرون عندما التقى الرئيس بوتين قوائم بأسماء المشاركين في الحكومة وهذا غير مقبول. إننا نؤكد أن صلاحيات رئيس الجمهورية هي التي تبقي البلد موحدا.
بوغدانوف: نحن متفقون معكم ولكن يجب أن تتحدثوا مع المعارضة في هذا الأمر. عندما زرنا القاهرة التقينا مع الإبراهيمي وقال حينها إنه خلال لقائه مع الرئيس الأسد اقترح أن يجري تحويل النظام الرئاسي في سوريا إلى برلماني وتجري الانتخابات بأسرع وقت لتشكيل البرلمان على أساس التعددية الحزبية وفي ضوء نتائج الانتخابات تتشكل الحكومة الديمقراطية، وتعدل كافة الصلاحيات ويتحول منصب الرئيس إلى شخصية بروتوكولية لحفظ ماء وجهه، بمعنى أن رئيس الوزراء سيتمتع بكافة الصلاحيات.
نائب الوزير: هذا يعني أنه يمكن أن يتحول الرئيس الأسد إلى رئيس للوزراء في ظل النظام الجديد فهل يقبل المعارضون بذلك! ما يقوله الرئيس الأسد إن ما يهم هو أن يجلس السوريون ويختاروا النظام الذي يناسبهم ولا نريد أن يأتي الإبراهيمي ويقول هذه الوصفة.
بوغدانوف: طبعا كل هذه الأمور يجب أن تناقش في إطار الحوار السوري السوري.
نائب الوزير: سيطلق مؤتمر جنيف الحوار ولكن يجب عدم معالجة كافة المواضيع في جنيف، لأن ذلك سيكون مكلفا ويشكل ليس عبئا ماليا فقط وإنما سياسيا أيضا، فنحن لا نريد أن ينتقل السوريون بخبرائهم للحديث عن حل الأزمة السورية خارج سوريا بل على الأرض السورية.
بوغدانوف: نحن نرحب بهذا الكلام ولكنه موقف غير واقعي وقد يعد شرطا تعجيزيا ومحاولة لإفشال المؤتمر.
نائب الوزير: نحن نؤكد على أنه لا حوار مع الإرهابيين.
بوغدانوف: الإرهابيون لن يشاركوا في الحوار أصلا.
نائب الوزير: من يحمل السلاح ويقتل الناس أليس إرهابيا سواء كان تحت تسمية الجيش الحر أو غيره؟
بوغدانوف: لكن هم يقولون إن النظام يقتل شعبه. وفي بيان عمّان يقولون إنهم يرفضون الحوار مع الرئيس أو أقاربه أو الذين تلطخت أيديهم بالدماء، بالطبع نحن نجيبهم بأن هذا الكلام سخيف لأنه من المفروض أن الهدف الرئيس هو وقف إطلاق النار وعليك أن تحاور من يطلق عليك النار وليس الآخر الذي لا يحمل السلاح في مواجهتك.
نائب الوزير: لذلك وقف العنف هدف أساسي ويجب أن يكون أول بند على جدول أعمال المؤتمر.
بوغدانوف: هناك الجيش الحر وقائده الجنرال سليم إدريس.
نائب الوزير: قلت للوزير لافروف البارحة إنني تحدثت مع مختار لماني قبل قدومي لموسكو وإنه أخبرني أنه لا يوجد شيء اسمه جيش حر وإنما عصابات إرهابية متفرقة.
بوغدانوف: بالنسبة للجيش الحر، كيف ستتعاملون معه؟
نائب الوزير: يجب أن يلقوا السلاح ويأتوا إلى الحوار ولكن طبعا بضمانات. أخبرني مختار لماني أن هناك مجموعات من ألفين إلى ثلاثة آلاف ترغب في تسليم السلاح والحوار مع الحكومة وهؤلاء يمكن التعامل معهم.
بوغدانوف: هل سليم إدريس شخصية مهمة؟
السفير: هو عقيد ولكن هم رفعوه إلى عميد حتى يحصل على منصب.
بوغدانوف: هل هو شخصية معروفة.
السفير: أبدا.
نائب الوزير: لدينا معلومات عنه سأرسلها لكم.
بوغدانوف: لدينا إشارات أنه يرغب في التفاوض.
نائب الوزير: يجب أن يعلن ذلك وأن يتخلى عن العنف، لن يكون هناك حوار مع من وضع يده مع الإسرائيلي.
بوغدانوف: لكن سوريا اتصلت مع الإسرائيليين في تركيا.
نائب الوزير: كيف نحاور من طلب شن الغارات الإسرائيلية على بلاده! اليوم ضربنا عربة إسرائيلية تجاوزت خط الفصل، ونعتقد أن دور الأمم المتحدة في هذا المجال خطير جدا، فمثلا عندما دخلت عدة عناصر من جيشنا إلى منطقة الفصل أقامت الأمم المتحدة الدنيا علينا، لكن عندما يوجد المسلحون لا تشير إلى ذلك إطلاقا.
بوغدانوف: هذه سياسة ازدواجية المواقف.
نائب الوزير: أريد أن أؤكد باسم الحكومة السورية أن ثقتها بالأصدقاء الروس لا يمكن أن تهتز وأننا واثقون أنكم لن تسمحوا بأن يمر شيء يسيء إلى سوريا في المؤتمر، وعندما نقرر المشاركة سننسق معكم أثناء المؤتمر وبعد انعقاد المؤتمر. لدينا تساؤل عن الترتيبات اللوجستية للمؤتمر، من سيتحدث؟ وهل هناك حق رد؟
بوغدانوف: أقترح الانتقال إلى مأدبة الغداء ونكمل نقاشنا هناك.
(بعد الانتقال إلى مأدبة الغداء)
نائب الوزير: كنا نتحدث عن الترتيبات اللوجستية للمؤتمر فهل تم تحديد شيء في هذا المجال؟
بوغدانوف: ليس بعد. أريد أن أسألك عن الوضع الحالي فيما يخص مخيم اليرموك.
نائب الوزير: أقترح أن ننتهي من تساؤلاتنا حول المؤتمر حيث بقي لدينا نحو أربعة أسئلة ومن ثم نعود إلى موضوع مخيم اليرموك.
بوغدانوف: نحن ننتظر تقريرا من الأميركيين حول موافقة المعارضة على المؤتمر دون شروط لأن وضع الشروط يعني استمرار القتال وتدمير البلاد.
نائب الوزير: كما ذكرنا أمس في لقائنا مع الوزير لافروف فإن الهدف الأساسي للمؤتمر هو وقف العنف ولهذا يجب أن يكون هو البند الأول على جدول الأعمال ليستطيع السوريون مناقشة كل الأمور، هذا ما نريد التأكيد عليه عند التعامل مع جدول أعمال المؤتمر الدولي.
بوغدانوف: هذا الموقف جيد ولكن يبدو أن الوضع لن يسمح بالتطبيق على الأرض بهذه البساطة لأنه حتى أثناء زيارة كيري لموسكو جرى الحديث عن مؤتمر وحوار سوري دون الرئيس الأسد لكن الوزير لافروف أصر على عدم وضع شروط، وعندما سألوه ماذا عن مصير الرئيس الأسد أجاب بأن البيان الختامي لجنيف لم يشر إلى ذلك ويجب ألا نضع الشروط. سأل روبرت فورد كيف نستطيع أن نقنع المعارضة بأن تجلس مع النظام دون وضوح حول وضع الرئيس الأسد، لأن الحرب الآن مستمرة من أجل هذا الهدف. رفض الوزير لافروف هذا الكلام وقال هذا شأنكم أنتم وما دمتم قلتم إنكم ستعملون مع المعارضة من أجل الحوار السوري السوري فيجب ألا تسألونا فنحن لا نريد أن نورط أنفسنا بالحديث عن مصير الأسد. هذا مهم لأنه حتى الإبراهيمي عندما تحدث عن مسارات أمنية قال يجب أولا الحديث عن المسار السياسي والانتخابات ومشاركة المعارضة في الحياة السياسية. زارنا أكثر من وفد من المعارضة وفي إحدى المرات جاء برهان غليون وعبد الباسط سيدا ودار حديث طويل عريض عن خلفية الأحداث وبدايتها في درعا وكيفية تعامل السلطات السورية معها. قالا لنا إنكم لا تفهمون ماذا يجري في سوريا، ما يحدث فيها هو ثورة شعبية ضد النظام، فأجبتهما إن كان كذلك الأمر فقد حصلت عندنا ثورة في عام 1917 ولكن لم نلجأ إلى مجلس الأمن لأنه لا يوجد شيء في ميثاق الأمم المتحدة يتحدث عن الثورات الشعبية، وأنتم أحرار في ثورتكم، فنحن عندما حصلت ثورتنا في عام 1917 لم نطلب المساعدة من السعودية وقطر.
نائب الوزير: هذا يعني أنهم لا يدركون ما الذي يحدث حقيقة في سوريا، نحن نقدر عاليا هذا الموقف القيم للاتحاد الروسي، إن قيمة الموقف الروسي هو أنه موقف مبدئي فهو لا يتحدث عن مصالح واستثمارات. لذلك عندما يقول هؤلاء إن السبب فيما يجري هو هذا المسؤول وذاك الشخص فإنهم حقيقة لا يعرفون ما يجري في سوريا لدرجة أنهم كذبوا وصدقوا كذبهم، فالوزير لافروف قال إن الرئيس أوباما أسَرَ نفسه في مقولة التنحي وعدم شرعية الرئيس الأسد ولا يعرف كيف يخرج منها. المهم أن يستمر هذا التنسيق والفهم فيما بيننا. عندما ذهبت إلى باكستان مؤخرا استقبلني الرئيس الباكستاني في منزله في كراتشي وأكد لي أن باكستان لن تؤيد أي قرار ضد سوريا، لكن في نهاية المطاف صوتت باكستان لصالح القرار القطري وكأن الرئيس الباكستاني لم يقل لي كلمة واحدة. هذه هي القيادات التي أتحدث عنها بأنها خاضعة للهيمنة الأميركية والابتزاز من أصحاب الأموال. سؤالي التالي هل هناك أوراق عمل ستطرح من الأطراف في المؤتمر؟
بوغدانوف: لا توجد معلومات حول ذلك بعد. نحن نفكر مثلا أن نضع في نص الدعوة إلى المؤتمر التي سيوجهها الأمين العام نصا قصيرا حول أهداف المؤتمر ليكون واضحا للمشاركين فيه حول ماذا سيجتمعون، بحيث يكون النص فقرة أو فقرتين من بيان جنيف كما هو دون إضافات، وهذا يعني أن بيان جنيف هو الوثيقة الوحيدة كأساس سياسي للمؤتمر، بمعنى أن الهدف من المؤتمر الاتفاق على تفاصيل تنفيذ بيان جنيف.
مستشار الوزير: مؤتمر جنيف استند إلى خطة كوفي أنان ذات النقاط الست وقرارات مجلس الأمن وهذه كلها استندت إلى وقف العنف وبدء الحوار وإذا كنتم تفكرون في هدف للمؤتمر فهذا هو الهدف. وما أريد أن أقوله إنكم تأخذون مؤتمر مدريد لعام 1991 كنموذج لأنه كان برعاية روسيا والولايات المتحدة مع الفارق بين الوضع قبل مؤتمر مدريد والوضع الحالي الآن، وأيضا في مؤتمر مدريد كان التفاوض يجري بين الجانبين وما يجري الاتفاق عليه يجري إعلام الراعيين به، وكان هناك طرفان يتحاوران فقط، وتذكرون أنه بعد 6 جولات من المباحثات لم نتوصل إلى شيء.
بوغدانوف: أنا كنت في مؤتمر مدريد وكنت معنيا بالمسار السوري الإسرائيلي بشكل خاص، كان هناك مراقبان من قبل الراعيين في كل مسار، وكنا كل مساء نتابع ونسأل عن مجريات المفاوضات. ربما يحدث شيء مماثل في المؤتمر الدولي بجنيف.
مستشار الوزير: ليس الحاضرون في الاجتماع وإنما السوريون فيما بينهم، حتى الضمانات المكتوبة التي أعطيت للمتفاوضين في مدريد كانت متناقضة فيما بينها.
نائب الوزير: ما النتائج المتوقعة من المؤتمر؟ هل هو بيان جديد غير بيان جنيف؟
بوغدانوف: ما زال مبكرا وسابقا لأوانه الحديث عن ذلك.
نائب الوزير: المهم أن نبقى على اتصال وتواصل حول هذا الأمر.
بوغدانوف: الظرف يتطلب أن نكون على اتصال دائم فكل يوم هناك تطورات.
نائب الوزير: يبدو أن لديكم ثقة بجون كيري.
بوغدانوف: إلى حدّ ما، وعندما تفاهمنا معه اتصل من هنا بالرئيس أوباما وحصل على موافقته على البيان المشترك. نعتقد أن الفريق الجديد كيري وهاغل وأوباما يتفهمون الواقع على الرغم من أن أهدافهم لم تتغير إلا أن أسلوب التواصل أصبح أكثر مهارة.
نائب الوزير: ما هدفهم؟
بوغدانوف: تغيير النظام بأسلوب أكثر حنكة.
نائب الوزير: هذا لن يوصل التفاهم الروسي الأميركي إلى مكان.
بوغدانوف: التغيير قد يكون من سيئ إلى أسوأ لهذا يجب أن تفكروا في المستقبل وأن تحققوا الحياة المريحة لكل السوريين، المعركة هي سياسية ودبلوماسية من أجل أن تكون سوريا الجديدة أكثر حرية وديمقراطية، والرئيس الأسد يقول دائما إن هذا هو هدفه من التغيير. يجب أن نركز على هذا الهدف والرئيس الأسد يريد التغيير لإرضاء جميع السوريين.
نائب الوزير: المهم أن يجري ذلك بمشاركة السوريين وبقيادة سورية ودون تدخل خارجي وأن تكون صناديق الاقتراع هي من تحدد مستقبل سوريا.
بوغدانوف: إن نقطة الانتخابات أساسية وهم يصرون أيضا عليها، لأنها الوسيلة الوحيدة ليعبر الشعب السوري عما يريد. فيما يخص انتخابات البرلمان والاستفتاء على الدستور يجب أن تؤدي هذه الانتخابات إلى نتائج يقبلها الجميع إن جرت في ظرف مناسب.
نائب الوزير: هذا الظرف يحدده السوريون أنفسهم.
بوغدانوف: هذا الكلام موجود في بيان جنيف والبيان المشترك الروسي الأميركي حيث يجب أن يكون هناك توافق آراء لا غالب ولا مغلوب.
نائب الوزير: فيما يخص الفلسطينيين والعلاقات السورية الفلسطينية، أعتقد أن هذه العلاقات تتقدم بشكل جيد، فالقيادة الفلسطينية تعي أن آخر موقع يمكّن الفلسطينيين من الحصول على حقوقهم هو سوريا، وتقول إنه إذا انتهت سوريا لن تجد من يترحم على الفلسطينيين من العرب. كما ترون فإن العرب يتآمرون على الفلسطينيين والدليل هو آخر اجتماع لهم في واشنطن حيث قدموا تنازلات دون أي مبرر. زارنا مؤخرا وفد من رام الله وكانت نتائج الزيارة إيجابية وبدأنا نشهد مسيرات دعم للرئيس الأسد في الأراضي الفلسطينية. الآن هناك مشكلات في المخيمات في سوريا، وعندما زارنا وفد منظمة التحرير قبل عدة أشهر كنا نقول له إنه يجب ألا يُزج بالفلسطينيين فيما يجري بسوريا. واتصل الرئيس عباس بنا وكنا متفقين على عدم زج الإخوة الفلسطينيين فيما يجري. لكننا نفاجأ بدخول عناصر جبهة النصرة إلى مخيم اليرموك بذريعة أن من حقهم الوجود على أي شبر من الأرض السورية وطبعا نحن لسنا موجودين عسكريا داخل المخيم. وبعد أن دخل المسلحون إلى المخيم مارسوا القتل والتخريب وتخيلوا أنهم سيحتلون دمشق من خلال المخيم، إن كان سبب هجومهم على مخيم اليرموك ارتباطه بالعاصمة دمشق فلماذا إذن هاجموا كافة المخيمات الفلسطينية في المحافظات السورية الأخرى. لن أتحدث عن بعض الأخطاء المرتكبة من قبل بعض الفلسطينيين في المخيمات، سقط المخيم وبدأنا نسمع عن مشاركة حماس في القتال وعن وجود فلسطينيين من حماس وغيرها في جبهة النصرة تقاتل في صفوفها. قلنا للفصائل الفلسطينية وعددها 14 فصيلا اجتمعوا واتفقوا على الطريقة التي يمكننا أن نساعدكم بها لاستعادة المخيم، وأكدنا لهم أننا لن نهاجم المخيم حفاظا على أرواح الفلسطينيين وممتلكاتهم. من الواضح أن هناك تركيزا على هذه المخيمات، وظهرت على أثر ذلك المشكلة الإنسانية وقلنا للأونروا سنقدم المساعدة إلى كل المخيمات في المحافظات السورية. لدينا معلومات أن قطر تضغط على أبو مازن لزج الفلسطينيين في القتال لكنه رفض التجاوب مع ذلك، وحبذا لو كان هناك إمكانية للضغط من قبلكم ليس على قطر والسعودية فقط بل على الدول الغربية أيضا في موضوع المخيمات. جاءني فيليبو غراندي منذ أيام وأكدت له على هذا الأمر، وحدثت مضايقات على أبواب المخيم عند التفتيش لذلك اتفقنا مع الإخوة الفلسطينيين على تشكيل لجان مشتركة من الجانب السوري والفصائل الفلسطينية لتتعامل مع الفلسطينيين الداخلين والخارجين من المخيم.
بوغدانوف: أشكركم على الإجابة.
فيرشينن: أشكركم على المعلومات القيمة، أنا متوجه إلى إسرائيل وفلسطين يوم الأحد وسألتقي مع الرئيس أبو مازن وصائب عريقات وفياض، لذلك فإن هذه المعلومات التي تفضلتم بها مفيدة جدا لي في هذه الزيارة، هذا أولا. أما ثانيا فإنه من المعروف من الناحية الإنسانية أن روسيا تقدم المساعدات للسوريين في الأردن ولبنان، وقد طلب الفلسطينيون في دمشق مؤخرا تقديم المساعدة الروسية للفلسطينيين في سوريا. نريد نصائحكم في حال كان هناك قرار لتقديم المساعدة لهم.
نائب الوزير: إننا مستعدون لذلك. لقد استقبلنا قافلة مساعدات من رام الله مؤلفة من 14 سيارة مليئة بالمواد الغذائية، على أي حال نرحب بالدعم الإنساني الروسي للأشقاء الفلسطينيين.
فيرشينن: سألتقي مع الإسرائيليين خلال زيارتي، هل تريدون أن أنقل أي رسائل إلى الطرف الإسرائيلي.
نائب الوزير: لا توجد رسائل من جانبنا للإسرائيليين، وبعد العدوان على جمرايا وقبلها على مطار دمشق الذي لم نعلن عنه في البداية وقد أعلنوا عن ذلك بأنفسهم، وعلى الرغم من أن العدوان الثاني كان مدمرا فإنه لم يحقق أهدافه فلم تكن هناك أسلحة لحزب الله كما ادعوا، إن هذا يدل على ارتباط المسلحين مع الإسرائيليين، ومن الواضح أن هذه الاعتداءات تترافق مع الإنجازات التي يحققها الجيش نحو دمشق وحمص ودرعا ميدانيا. وكما تعلمون فهناك اتصالات وتنسيق بين المعارضة وإسرائيل وهناك اجتماعات تعقدها المعارضة السورية مع الموساد الإسرائيلي.
بوغدانوف: حضرت جزءا من لقاء نتنياهو مع الرئيس بوتين وكان يرافقه رئيس الاستخبارات الذي قال إنه أصبح لديهم في سوريا جواسيس موثوقون وإن الإسرائيليين يعرفون ما يجري في سوريا بشكل كامل.
نائب الوزير: إن رسالتنا إليهم هي أننا لن نسكت على أي عدوان جديد، وفي المرة المقبلة إن ضربوا صاروخا فسنضرب عدة صواريخ، لن نسمح لهم باستغلال أوضاعنا وسنزود حزب الله بالأسلحة النوعية التي يحتاجها.
فيرشينن: يؤكد الإسرائيليون أنهم لا يريدون التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا.
نائب الوزير: يشنون الغارات علينا ويقولون ذلك، إن ما قاموا به أكثر من تدخل وأكبر من انتهاك.
بوغدانوف: هم يقولون ذلك، وطلبوا نقل هذه الرسالة بأنهم لن يتدخلوا في الشأن السوري مع طرف ضد طرف آخر وأنهم يراقبون عن بعد. وعندما سألناهم لماذا تضربون سوريا أجابوا أنهم يضربون حزب الله، فسألناهم لماذا لا تضربونه في لبنان، فأجابوا بأن لديهم معلومات عن حزب الله في سوريا أكثر مما لديهم عنه في لبنان.
فيرشينن: من الواضح في البيان الختامي لما يسمى مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي عُقد في عمان أنه تم التركيز على مشاركة عناصر من حزب الله في المواجهة في سوريا.
نائب الوزير: هم الذين دفعوا حزب الله أن يزج نفسه من خلال اعتداءات المتطرفين اللبنانيين في شمال لبنان على الحدود السورية وعلى اللبنانيين في القرى السورية واللبنانية.
بوغدانوف: كان لي لقاء في بيروت مع الشيخ محمد رعد والسيد حسن نصر الله حيث اجتمعت مع الأخير في منتصف الليل واستمر الاجتماع حتى الساعة الثالثة فجرا، قال لي إن الأصدقاء في سوريا هم الذين يحتاجون للسلاح الآن، وتستطيعون أن تنقلوا للإسرائيليين أن أهدأ مكان في الدنيا هو على الحدود اللبنانية الجنوبية لأن كل اهتمامنا منصب على ما يجري في سوريا، وأنه لا توجد لدينا نية لفعل شيء في هذه المنطقة. أدركت أن هذا لمصلحة إسرائيل لأن اهتمام حزب الله تحول إلى سوريا بدلا من إسرائيل فقط وأنه أصبحت موارد حزب الله تستنزف في معارك سوريا.
نائب الوزير: المشكلة أكبر من ذلك، فمن يحارب سوريا جاء بالإرهابيين من كل أنحاء العالم لسفك الدم السوري. يقتلون السوري بالمال ... ويأتون بالإرهابيين من كل بقاع العالم لذلك لا يحق لهؤلاء الحديث عن إيران وحزب الله في هذا السياق.
بوغدانوف: لا أعرف نوايا قطر والسعودية، ورأيي الشخصي أن إسرائيل والولايات المتحدة تريدان معادلة لا غالب ولا مغلوب لاستنزاف الطرفين ومواصلة الحرب حتى اللانهاية.
نائب الوزير: لذلك نقول يجب التركيز في المؤتمر على وقف العنف.
بوغدانوف: بالضبط يجب علينا أن نفعل ما بوسعنا لبدء المؤتمر، ونأمل أن تتطور الأمور بالاتجاه المطلوب. ما رؤيتكم للعنصر الكردي في سوريا؟
نائب الوزير: تحدث السيد الرئيس عن ذلك في لقاءاته الصحافية مؤخرا وقال إنهم جزء من الشعب السوري ونكره الحديث في سوريا عن كردي وعربي وأرمني كلهم سوريون. يقف أغلبية الأكراد مع وطنهم في سوريا لكن دخل العامل التركي في المسألة، إن كراهية الأكراد هي بالأصل نحو تركيا، ولا يحق لأكراد العراق وتركيا التدخل في هذه المسألة. إردوغان رجل مهووس بالكراهية ضد سوريا وفي النهاية هو من الإخوان المسلمين وكان يطلب من السيد الرئيس إدخال الإخوان المسلمين في الحكومة، والسيد الرئيس أجابه بأن هذا غير ممكن لأن سوريا بلد علماني.
بوغدانوف: هذا معروف، لكن على خلفية الربيع العربي وصل الإخوان إلى السلطة في معظم الدول العربية وهم يتحدثون عن النموذج التركي، حتى أنتم استفدتم من تركيا في إجراء المحادثات مع إسرائيل.
نائب الوزير: هذا يدل على أننا كنا صادقين في عملية إحلال السلام في المنطقة. فهل تُعد سوريا مخطئة عندما تسعى إلى هذا الهدف.
بوغدانوف: كنا نتمنى أن تستفيدوا من الوساطة الروسية وليس التركية. إن كلامكم عن الأكراد ووطنيتهم شيء جميل لكن يبدو أن الأمور تغيرت بشكل جذري.
نائب الوزير: لقد رحبنا دائما بالدور الروسي. إن عمر أوسي وهو من القيادات الكردية السورية وكان مرافق عبد الله أوجلان، يقول إنه يوجد نحو 14 حزبا كرديا وكل حزب من هذه الأحزاب لديه نحو الخمسين مناصرا أو أقل.
بوغدانوف: أنتم أدرى منا بالحقائق والوقائع لكن لدي انطباع بأن بعض المناطق أصبحت تحت سيطرة الأكراد.
نائب الوزير: نحن سمحنا لهم بذلك.
بوغدانوف: هم يسيطرون على الأرض ومنظماتهم تزداد قوة سياسيا وعسكريا، يحتجون بأنهم يدافعون عن أنفسهم من المعارضة ومن النظام عندما يقوم بتجاوزات بحقهم. كان لدي لقاءات في كردستان العراق وجاءني أكراد سوريون وجرى بيننا حديث طويل عن الأكراد في سوريا، قالوا إن لديهم مشكلة من سياسة حزب البعث في سوريا فهي مبنية على القومية العربية وكونهم ليسوا عربا فإنه ينظر إليهم كمواطنين درجة ثانية، وهم دائما يتطلعون للحصول على حقوقهم القومية وقد كانت الكثير من الأمور ممنوعة عليهم من قبل سلطات الحزب لذلك لديهم استياء من حزب البعث. في العراق الوضع أفضل، قالوا لي أنت روسي وتجلس الآن في فندق في أربيل عاصمة الإقليم الذي لديه رئيس وبرلمان وحكم ذاتي، نحن نريد نفس الوضع في سوريا، إن الأكثرية في مناطقنا في سوريا من الأكراد، فهل ستؤيدون هذا التوجه في سوريا؟ أجبتهم: إنكم تتوجهون بالسؤال إلى عنوان مختلف، نحن نجلس معكم في عاصمة إقليمكم وأيدنا هذا النموذج لأنه مسجل في دستور العراق، وإذا اتفقتم مع العرب السوريين على نموذج مماثل في الدستور فهذا شأنكم، لأن ذلك يعتمد على اتفاق بين السوريين.
نائب الوزير: هذه معلومات هامة وأعتقد أن القيادة على علم بهذا التفكير، أؤكد أن التداخل في شمال سوريا بين الأكراد والعرب مختلف عما عليه الحال في العراق، والسيد الرئيس كان قد أصدر في بداية الأزمة مرسوما بتجنيس كل الأكراد الذين لم يشملهم التجنيس في عام 1961 على الرغم من أن هؤلاء الأكراد كانوا قد جاءوا نتيجة القمع الذي مورس عليهم في العراق وتركيا.
بوغدانوف: انطباعي أن كل هذه الخطوات سليمة لكن تأخر إجراؤها قليلا.
نائب الوزير: قد يكون ذلك صحيحا، لكن هذا يرتبط بظرف تاريخي معين، هناك أكراد في حزب البعث وأرمن، فنحن كتلة واحدة لا نتعامل بعنصرية فيما بيننا.
بوغدانوف: كنت قد التقيت رياض الشقفة وشرح لي أنه هرب من حماه في عام 1981 إلى بغداد وهناك التقى مع أمين الحافظ.
نائب الوزير: بعد سقوط بغداد عاد أمين الحافظ إلى حلب وتوفي هناك.
بوغدانوف: قال له الشقفة أنت كنت رئيسا للجمهورية عندما بدأت مشكلات حماه في عام 1964 والآن نحن في غرفة واحدة في بغداد.
هناك مسألة إضافية أنه على الرغم من المصاعب التي تمرون بها فإنه لدينا شركات تريد أن تستثمر في سوريا، ولدينا أصدقاء مشتركون من رجال الأعمال طلبوا مني أن أنقل لكم وللزملاء في الحكومة بعض المعلومات عن نشاطاتهم وإن كان هناك مجال لدعمهم فهم مستعدون لزيارة سوريا.
نائب الوزير: سنعير هذا الجانب أهمية قصوى. وبالمناسبة ما زال العرض السوري للاستثمار في النفط والغاز على الساحل السوري قائما.
بوغدانوف: بالنسبة للمطرانين المختطفين، هل هناك أي أخبار عنهما؟ لأن أحد رجال الكنيسة لدينا قال إن هناك معلومات بأنهما ما زالا على قيد الحياة.
نائب الوزير: صحيح، وهما موجودان على الحدود السورية التركية، والاتصالات مع الخاطفين صعبة لأنهم من جبهة النصرة، ولا نريد أن تظهر أي معلومات على الإعلام حتى لا تتعقد الأمور. أشكركم على حسن الاستقبال.
بوغدانوف: أهلا وسهلا بكم وسنبقى على اتصال دائم حول كافة القضايا.



هيئة بحرية بريطانية: على السفن التجارية في الخليج وغرب المحيط الهندي البقاء في حالة حذر

طائرات مسيرة تظهر خلال مناورة قتالية للجيش الإيراني في سمنان - إيران 4 يناير 2021 (إيران)
طائرات مسيرة تظهر خلال مناورة قتالية للجيش الإيراني في سمنان - إيران 4 يناير 2021 (إيران)
TT

هيئة بحرية بريطانية: على السفن التجارية في الخليج وغرب المحيط الهندي البقاء في حالة حذر

طائرات مسيرة تظهر خلال مناورة قتالية للجيش الإيراني في سمنان - إيران 4 يناير 2021 (إيران)
طائرات مسيرة تظهر خلال مناورة قتالية للجيش الإيراني في سمنان - إيران 4 يناير 2021 (إيران)

قالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري، اليوم (الجمعة)، إنها توصي السفن التجارية في «الخليج العربي وغرب المحيط الهندي»، بالبقاء في حالة حذر تأهبا لزيادة نشاط الطائرات المسيرة في المنطقة.

وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، اليوم، إنه لا توجد مؤشرات حالياً على أن سفناً تجارية كانت الهدف المقصود للضربة الإسرائيلية ضد إيران.


زعيم الحوثيين يتبنّى مهاجمة 98 سفينة منذ بدء التصعيد البحري

صاروخ استعرضته الجماعة الحوثية في صنعاء (رويترز)
صاروخ استعرضته الجماعة الحوثية في صنعاء (رويترز)
TT

زعيم الحوثيين يتبنّى مهاجمة 98 سفينة منذ بدء التصعيد البحري

صاروخ استعرضته الجماعة الحوثية في صنعاء (رويترز)
صاروخ استعرضته الجماعة الحوثية في صنعاء (رويترز)

تبنّى زعيم الجماعة الحوثية في اليمن عبد الملك الحوثي، الخميس، مهاجمة 98 سفينة منذ بدء التصعيد البحري في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتباهى بالرد الإيراني على إسرائيل، مهدداً باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي.

وفيما يدعي الحوثي أن هجمات جماعته نصرة للفلسطينيين في غزة، جدّد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي تفنيد هذه السردية الحوثية، متهماً الجماعة وحلفاءها في لبنان والعراق بتنفيذ أجندة إيران.

الجماعة الحوثية سخرت الموارد والأموال للتعبئة العسكرية على حساب ملايين الجوعى (إعلام حوثي)

وفي خطبة بثها تلفزيون المسيرة (الذراع الإعلامية للجماعة)، تبنى الحوثي تنفيذ 14 هجوماً في البحر الأحمر وصولاً إلى المحيط الهندي، وفق زعمه باستخدام 36 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيرة، قال إنها استهدفت 8 سفن، ما يرفع عدد السفن المستهدفة إلى 98 سفينة.

وخصص الحوثي مساحة واسعة من خطبته لمديح الرد الإيراني على إسرائيل، مدعياً مشاركة ما يسمى «محور المقاومة» في هذا الرد في إشارة إلى جماعته «حزب الله» اللبناني، والفصائل العراقية الموالية لطهران.

وبخلاف الرواية الإيرانية الرسمية التي أكدت أن ردها على إسرائيل كان بسبب مقتل جنرالاتها في الضربة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق، زعم الحوثي أن الرد كان من أجل مناصرة فلسطين.

وشدّد الحوثي على أتباعه للتظاهر والاحتشاد في صنعاء والمناطق الخاضعة للجماعة، الجمعة، كما دعا إلى استمرار عمليات التعبئة والتجنيد، بعد توقفها خلال إجازة عيد الفطر.

ويقول الجيش الأميركي إن الحوثيين هاجموا السفن في 122 مناسبة، وإن قواته نفذت قرابة 50 ضربة على الأرض لتقليص قدرات الحوثيين ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي.

مقاتلة من طراز «إف 18» على متن حاملة طائرات مشاركة في حماية الملاحة من هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)

وطبقاً للقيادة المركزية الأميركية، أثرت هجمات الحوثيين على مصالح أكثر من 55 دولة، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، الذي هو حجر الأساس للاقتصاد العالمي، حيث دفعت الهجمات أكثر من عشر شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر؛ ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة.

وكانت واشنطن أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض. وانضم لها الاتحاد الأوروبي للمساهمة في حماية السفن دون توجيه ضربات مباشرة للحوثيين.

ومنذ تدخل الولايات المتحدة عسكرياً، نفَّذت أكثر من 400 غارة على الأرض ابتداء من 12 يناير الماضي لتحجيم قدرات الحوثيين العسكرية، أو لمنع هجمات بحرية وشيكة. وشاركتها بريطانيا في 4 موجات من الضربات الواسعة.

في مقابل ذلك، أُصيبت 16 سفينة على الأقل خلال الهجمات الحوثية، إلى جانب قرصنة «غالاكسي ليدر»، واحتجاز طاقمها، وتسببت إحدى الهجمات، في 18 فبراير (شباط) الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر بالتدريج.

كما تسبب هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي في مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

نفي سردية الحوثيين

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في تصريحات لوسائل إعلام مصرية، عدم وجود أي علاقة بين الحوثيين في البحر الأحمر وادعاءاتهم بمناصرة غزة.

وقال العليمي إن «المليشيات الحوثية وحلفاءها في العراق ولبنان والمنطقة يستخدمون قميص غزة لخدمة المصالح والأجندة الإيرانية، مدللاً على ذلك بالتناغم بين النشاط الذي تقوم به الميليشيات في العراق والنشاط الذي تقوم به الميليشيات في سوريا ولبنان واليمن، وفقاً لمصالح إيران والحوارات غير المعلنة بينها وبين المجتمع الغربي».

رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي (سبأ)

وأضاف: «نحن نعرف أن هناك حوارات مستمرة بين الغرب، وبين إيران وهي تطرح شروطها بوضوح بما فيها رفع العقوبات مقابل وقف التصعيد».

وأشار إلى حرص بلاده على إحداث تحول في الاستراتيجيات لصالح المنطقة ولصالح اليمنيين، وضد المشاريع التخريبية والتدميرية في المنطقة، إلى جانب الحرص على تماسك المجتمع الدولي في مجلس الأمن، وإبقاء العلاقات جيدة مع كل الأطراف.

وتابع: «لا نريد أن يدخل اليمن في صراع أو طرف في الصراعات الدولية، فنحن لدينا من الهموم ما يكفي، وبالتالي نحاول أن نحقق نوعاً من التوازن في علاقتنا الخارجية لكي نحقق أهدافنا في استعادة مؤسسات الدولة، وإسقاط الانقلاب، وتحقيق سلام شامل وعادل يعتمد على المرجعيات».

وأوضح العليمي أن الجماعة الحوثية بدأت منذ نشأتها في الثمانينات القيام بأعمال إرهابية، ثم شكلت بعد ذلك ما أطلق عليه الشباب المؤمن، ثم حشدت عناصرها ومونتهم بالأسلحة والأموال من إيران، وبدأت بمواجهة الدولة في عام 2004.

وتعرض رئيس مجلس الحكم اليمني لمشروع الحوثيين السياسي، المتمثل في أحقيتهم بالحكم سواء في اليمن أو في المنطقة العربية، ووصفه بـ«العنصر العقائدي في مشروعهم السياسي»، مشيراً إلى سعيهم إلى إعادة نظام الإمامة في اليمن بدعم إيراني.

مدمرة غربية تشارك في التصدي للهجمات الحوثية (الجيش الإيطالي)

وأعاد التذكير باستغلال الحوثيين لما عرف بالربيع العربي وما تلاه من ترتيبات لمرحلة الانتقال السياسي في اليمن من أجل الانقلاب على الدولة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي دعت إليه المبادرة الخليجية، وشارك فيه الحوثيون بنحو 36 عضواً، وصولاً إلى مشاركتهم في إعداد مشروع مسودة دستور اليمن الجديد.

وقال العليمي إن إيران حققت عبر الحوثيين أهدافها بالقضاء على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، وأدخلت اليمن في النفق المظلم والصراع والحرب الذي لا يزال مستمراً حتى اليوم.

واتهم إيران بأنها تستخدم القضايا العربية العادلة لأغراض غير عادلة وغير أخلاقية بما في ذلك زعزعة أمن واستقرار المنطقة العربية، مشيراً إلى أن القضية اليمنية واحدة من هذه القضايا التي تستخدمها إيران لتحقيق مصالحها على حساب مصلحة الشعب اليمني والمصلحة العربية عموماً.

وقال العليمي: «نحن لدينا معلومات عن كيفية استغلال إيران لميليشياتها سواء في اليمن أو في سوريا أو في العراق أو في لبنان لتحقيق مصالحها سواء فيما يتعلق بالعقوبات، وفك الحظر عن الأرصدة، أو فيما يتعلق ببرنامجها النووي، ومستقبل نفوذها في المنطقة».

وأضاف «أعتقد أن المصالح الإيرانية اليوم هي التي تتحكم بميليشياتها في المنطقة ومنها اليمن، حيث تغلب مصلحة إيران على مصالح هذه الشعوب، وهي الكارثة الكبرى التي يجب أن نواجهها اليوم جميعا». وفق تعبيره.


زعيم الحوثيين: نفّذنا 14 عملية في أسبوعين وصولاً إلى المحيط الهندي

مروحية عسكرية تابعة للحوثيين تحلّق فوق سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» في البحر الأحمر يوم 20 نوفمبر 2023 (رويترز)
مروحية عسكرية تابعة للحوثيين تحلّق فوق سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» في البحر الأحمر يوم 20 نوفمبر 2023 (رويترز)
TT

زعيم الحوثيين: نفّذنا 14 عملية في أسبوعين وصولاً إلى المحيط الهندي

مروحية عسكرية تابعة للحوثيين تحلّق فوق سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» في البحر الأحمر يوم 20 نوفمبر 2023 (رويترز)
مروحية عسكرية تابعة للحوثيين تحلّق فوق سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» في البحر الأحمر يوم 20 نوفمبر 2023 (رويترز)

قال عبد الملك بدر الدين الحوثي، زعيم جماعة الحوثي اليمنية الموالية لإيران، اليوم (الخميس)، إن الحوثيين نفّذوا 14 عملية بالبحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وصولاً إلى المحيط الهندي في غضون أسبوعين، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وأضاف في خطاب بثه التلفزيون: «لا خطر على الملاحة التابعة للدول الأوروبية التي لا تتجه إلى العدو الإسرائيلي ويمكنها المرور بأمان وسلام».


اليمن: حملات الانقلابيين استهدفت 3200 منشأة تجارية في 40 يوماً

متجر في صنعاء لبيع المكسرات والحلويات (أ.ف.ب)
متجر في صنعاء لبيع المكسرات والحلويات (أ.ف.ب)
TT

اليمن: حملات الانقلابيين استهدفت 3200 منشأة تجارية في 40 يوماً

متجر في صنعاء لبيع المكسرات والحلويات (أ.ف.ب)
متجر في صنعاء لبيع المكسرات والحلويات (أ.ف.ب)

شنت الجماعة الحوثية خلال 40 يوماً حملات استهدفت نحو 3200 منشأة تجارية في صنعاء ومدن أخرى، بهدف الابتزاز وفرض الجبايات، وتمكين أتباعها من مفاصل العمل التجاري في مقابل التنغيص على غير الموالين لها.

وكشف تقرير صادر عن مسؤولي الجماعة المعينين في وزارة الصناعة ومكاتبها في المحافظات الخاضعة لهم، عن نزول فرق ميدانية في شهر رمضان الماضي استهدفت أكثر من 2237 منشأة تجارية، بينما استهدفت خلال إجازة عيد الفطر نحو 965 منشأة بحجة تسجيل مُلاكها مخالفات ورفضهم للتعليمات، وعدم التزامهم بقائمة الأسعار التي فرضتها الجماعة.

مركز جباية استحدثه الحوثيون على مقربة من إحدى المدن الخاضعة لهم (إعلام محلي)

وحلت العاصمة المختطفة صنعاء في المرتبة الأولى من حيث عدد المنشآت التجارية التي ضربتها موجة الاستهداف الحوثي بواقع 1672 عملية دهم، تلتها محافظتا الحديدة وعمران بواقع 169عملية استهداف لكل منهما، فيما حلت صعدة (معقل الجماعة) بالترتيب الثالث بعدد 66 عملية استهداف بالجباية خلال إجازة العيد ضد ملاك منشآت تجارية، لتأتي بعدها تباعاً بقية المدن والمحافظات الخاضعة تحت سيطرة الجماعة.

ونقلت وسائل إعلام الجماعة تصريحات للقيادي نجيب العذري المعين في منصب مدير العمليات المركزية بوزارة الصناعة والتجارة في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، يؤكد فيها أن الحملة الميدانية في رمضان وإجازة عيد الفطر ضبطت أكثر من 3202 مخالفة بمنشآت تجارية متنوعة في عدة مناطق تحت سيطرتهم. زاعماً أن تلك المخالفات التي قيدتها الجماعة تركز أغلبها على عدم إشهار قائمة الأسعار.

لا استثناءات

في ظل استمرار حملات الابتزاز الحوثية، أفادت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، بأن الجماعة تنفذ منذ أيام أعمال جباية لم تستثنِ أحداً من التجار وملاك الأسواق والمطاعم والباعة المتجولين بمناطق متفرقة من صنعاء وضواحيها.

وطالت الحملات الحوثية في اليومين الماضين، عشرات المنشآت التجارية الكبيرة والمتوسطة والأصغر في صنعاء، حيث أفاد تجار لـ«الشرق الأوسط» بأن فرقاً حوثية ميدانية شنت حملات لجمع إتاوات نقدية وأخرى عينية بالقوة، تحت عناوين متعددة؛ أبرزها تمويل مشروعات الجماعة وجبهاتها القتالية.

حوثيون يداهمون مخزناً للأدوية في صنعاء (إعلام محلي)

وأكد نبيل، وهو اسم مستعار لأحد التجار في صنعاء أن ما وصفها بـ«فرق البطش الحوثية» داهمت في الأيام القليلة الماضية عدة محالّ وأسواق تجارية بمناطق متفرقة من المدينة، وباشر عناصرها بالاعتداء على عدد من الملاك واختطاف آخرين، إلى جانب فرض مبالغ مالية بحق مجموعة ثالثة من التجار.

واتهم التاجر وزير الصناعة بحكومة الحوثيين غير المعترف بها محمد شرف المطهر بالوقوف خلف جرائم التعسف والابتزاز والنهب المنظم الذي يتعرض له التجار ولا يزالون.

تعطيل الاقتصاد

مع مواصلة الجماعة الحوثية تعطيل ما تبقى من فاعلية الاقتصاد المحلي ووضع العراقيل أمام ما تبقى من منتسبي القطاع الخاص بمناطق سيطرتها بغية فرض كامل السيطرة عليه، أوضحت المصادر التجارية أن حملات الاستهداف الأخيرة ضد التجار، نُفذت بإشراف مباشر من قادة الجماعة المسؤولين عن قطاع الصناعة والتجارة في صنعاء وبقية المحافظات.

وأكدت المصادر أن حملات الاستهداف بالإغلاق وفرض الجبايات على ما تبقى من النشاط التجاري بمختلف أشكاله في مناطق سيطرة الجماعة يندرج في إطار النهج المنظم والواسع للقضاء على ما بقي من القطاعات الحيوية، وتمكين موالين للجماعة من الهيمنة التجارية.

وجاء تكثيف حملات الابتزاز في مناطق سيطرة الجماعة بالتوازي مع تحذيرات أممية بأن ملايين اليمنيين لا يزالون يعانون من الآثار المعقدة للعنف المسلح والأزمة الاقتصادية المستمرة، وتعطل مختلف الخدمات العامة، واحتياج نحو 21 مليون شخص إلى مساعدة إنسانية وخدمات حماية عاجلة.

العاملون في مختلف المهن يجبرهم الحوثيون على دفع الإتاوات (الشرق الأوسط)

وكان البنك الدولي وضع اليمن في أحدث تقرير له ضمن أكثر البلدان فقراً على مستوى العالم. وذكر أن بيانات الأمن الغذائي المتكامل تضع هذا البلد في مرتبة واحدة مع أفغانستان وهايتي والصومال وجنوب السودان والسودان ودول الساحل الأفريقي.

ووفقاً للتقرير الخاص بتقييم مستوى الفقر، فإن اليمن كان في الأساس بلداً فقيراً قبل اندلاع الحرب، ولهذا خلفت عشر سنوات من الصراع والأزمات آثاراً وخيمة على الظروف المعيشية، حيث يعاني الملايين من الجوع والفقر.


توجّه حوثي لمحاصرة البضائع المقبلة من المناطق المحررة

منذ أربعة أعوام يحاول الحوثيون ضرب ميناء عدن وإجبار المستوردين على مغادرته (إعلام حكومي)
منذ أربعة أعوام يحاول الحوثيون ضرب ميناء عدن وإجبار المستوردين على مغادرته (إعلام حكومي)
TT

توجّه حوثي لمحاصرة البضائع المقبلة من المناطق المحررة

منذ أربعة أعوام يحاول الحوثيون ضرب ميناء عدن وإجبار المستوردين على مغادرته (إعلام حكومي)
منذ أربعة أعوام يحاول الحوثيون ضرب ميناء عدن وإجبار المستوردين على مغادرته (إعلام حكومي)

يعكف الحوثيون على تفعيل قرار سابق بفرض رسوم جمركية على كل البضائع المقبلة من الموانئ الخاضعة لسيطرة الحكومة بنسبة 100 في المائة لإرغام المستوردين على تحويل بضائعهم إلى موانئ الحديدة الخاضعة لسيطرتهم، وفقاً لمصادر يمنية مطلعة.

تأتي الخطوة الحوثية في الوقت الذي يعمل فيه مبعوث الأمم المتحدة والوسطاء من الإقليم على احتواء تداعيات خطوة الجماعة المتمثلة في سك عملة معدنية غير قانونية من فئة 100 ريال يمني.

وذكرت مصادر في القطاع التجاري لـ«الشرق الأوسط» أن الوسطاء من السعودية وسلطنة عمان يعملون على احتواء تداعيات الحرب الاقتصادية بين الحكومة المعترف بها دولياً والحوثيين عقب قيام الأخيرة بإصدار العملة المعدنية من طرف واحد، ورد البنك المركزي في عدن على ذلك بمنع تداول هذه الفئة، وتوجيهه البنوك التجارية بنقل إداراتها المركزية من صنعاء إلى عدن خلال شهرين.

عائدات ميناء الحديدة يستحوذ عليها الحوثيون بينما يعاني سكان المدينة من الفقر (إعلام محلي)

وبينت هذه المصادر أن جهود الوسطاء مستمرة، وأن هناك أفكاراً تناقش وبمشاركة من الأمم المتحدة لاحتواء المواجهة الاقتصادية بين الحكومة والحوثيين، وتشمل هذه النقاشات جوانب كثيرة من الوضع الاقتصادي بما فيها استئناف تصدير النفط الذي توقف بسبب استهداف الحوثيين موانئ تصديره، وقالت إنه لم يتم التوصل بعد إلى تفاهمات واضحة بهذا الخصوص.

وبالتزامن مع هذه الجهود ذكرت مصادر القطاع التجاري أن رشيد أبو لحوم وزير المالية في الحكومة الحوثية غير المعترف بها، وجه المنافذ الجمركية التي استحدثت في مناطق التماس مع مناطق سيطرة الحكومة الاستعداد لبدء تنفيذ قرار سابق برفع الرسوم الجمركية بنسبة 100 في المائة، على كل البضائع المقبلة من الموانئ الخاضعة لسيطرة الحكومة، وهو القرار الذي أعلن عنه قبل ستة أشهر ومنح بموجبه التجار هذه الفترة لاستكمال تحويل استيراد البضائع إلى موانئ الحديدة الخاضعة لسيطرة الجماعة.

وذكرت المصادر أن القيادي الحوثي أبو لحوم يسعى ومنذ انتهاء فترة الأشهر الستة لتطبيق هذه الخطوة التي تهدف إلى رفع أسعار البضائع والسلع التي يتم استيرادها عبر الموانئ الخاضعة لسيطرة الحكومة لصالح البضائع التي يتم استيرادها عبر الموانئ التي تخضع لسيطرة الحوثيين، مع أن القانون اليمني لا يعطي الوزير ولا الحكومة غير المعترف بها حق فرض أي رسوم أو زيادة في الضرائب إلا بقانون، كما يمنع منح الإعفاءات إلا في حالات محددة وبشروط مشددة.

رفض للقرار

وفق المصادر اليمنية، فإن القطاع التجاري في مناطق سيطرة الحوثيين أكد أنه لن يرضخ لهذه الإجراءات التي وصفها بالتعسفية وغير القانونية، حيث يتهم القيادي الحوثي أبو لحوم بأنه كان السبب في ارتفاع أسعار جميع السلع من خلال مضاعفته رسوم ما يسمى بالنظافة والتحسين إلى أكثر من عشرة أضعافها خلال عام واحد، وأنه مستمر في مضاعفتها بمقدار مرتين كل عام، إلى جانب غيرها من الجبايات المرتبطة بالسلع والخدمات.

الحوثيون أغلقوا الطرق الرئيسية مع المناطق المحررة لإرغام التجار على الاستيراد عبر الحديدة (إعلام محلي)

ونبهت المصادر إلى أن قطاعاً كبيراً من التجار غادر إلى مناطق سيطرة الحكومة أو إلى الخارج، وأن هناك ممارسات يومية هدفها خلق طبقة جديدة من التجار مستفيدين من التسهيلات والامتيازات والإعفاءات التي يمنحها الحوثيون لهؤلاء التجار، وغالبيتهم ينحدرون من محافظة صعدة المعقل الرئيسي للجماعة.

واتهمت المصادر في القطاع التجاري أبو لحوم ومعه القيادي الآخر محمد المطهر المعين في منصب وزير الصناعة والتجارة في حكومة الانقلاب الحوثية إلى جانب القيادي أحمد حامد الذي يشغل منصب مدير مكتب مجلس الحكم الحوثي، بالعمل على تدمير القطاع الخاص.

ويأتي التدمير الممنهج - وفق المصادر - من خلال فرض الرسوم والجبايات المضاعفة ومصادرة البضائع بحجة مقاطعة الشركات الغربية، بينما يعمل هؤلاء على تقديم التسهيلات والإعفاءات من الرسوم القانونية والجبايات لمجموعة من التجار الذين يعملون لصالح الجماعة أو بالشراكة مع قيادات فيها.

ووفق ما ذكرته المصادر التجارية اليمنية، فإن الخطوة الحوثية المتوقعة ستسبب حالة من الفوضى، وتراكم السلع في المنافذ مع نقص المعروض منها في الأسواق، وإنها لن تجبرهم على الاستيراد عبر موانئ الحديدة، كما أن كميات كبيرة تأتي من دول الجوار عبر البر، وبالضرورة أن تمر عبر مناطق سيطرة الحكومة التي تسيطر على كل المنافذ البرية.

مسلحون حوثيون في تجمع دعا له زعيم الجماعة بصنعاء (رويترز)

وكان الحوثيون أعلنوا في مطلع أغسطس (آب) الماضي رفع الرسوم الضريبية على السلع المقبلة عبر المنافذ البرية مع مناطق سيطرة الحكومة بنسبة 100 في المائة من إجمالي القيمة الجمركية، بعد أن فشلت الجماعة في إقناع المستوردين بالتحول نحو ميناء الحديدة الخاضع لسيطرتهم، وبهدف زيادة الأموال التي يتحصلون عليها، والضغط على الجانب الحكومي مالياً بعد أن منعته من تصدير النفط منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022 عند استهداف موانئ التصدير بعدة هجمات.


البحر متنفس النازحين في غزة رغم القصف والدمار

أهل غزة يقولون «البحر متنفسنا» بعيداً عن خيم النزوح (أ.ف.ب)
أهل غزة يقولون «البحر متنفسنا» بعيداً عن خيم النزوح (أ.ف.ب)
TT

البحر متنفس النازحين في غزة رغم القصف والدمار

أهل غزة يقولون «البحر متنفسنا» بعيداً عن خيم النزوح (أ.ف.ب)
أهل غزة يقولون «البحر متنفسنا» بعيداً عن خيم النزوح (أ.ف.ب)

دفع ارتفاع درجات الحرارة في دير البلح في قطاع غزة ناجي أبو وسيم وأسرته للهرب إلى البحر وقضاء بعض الوقت بعيداً عن خيم النزوح بعد أكثر من ستة أشهر من حرب مدمّرة متواصلة.

رصد تقرير لوكالة «الصحافة الفرنسية» وصول الآلاف الأربعاء إلى شاطئ بحر دير البلح في وسط قطاع غزة، بعضهم نزل إلى البحر للسباحة، فيما فضل آخرون البقاء على الشاطئ، واصطحب أحدهم حصاناً ركبوه، وأمكن رؤية جمل مع شبان آخرين.

وقال أبو وسيم «البحر متنفسنا الوحيد، أمضيت مع أسرتي ست ساعات على البحر، الأطفال كانوا فرحين».

وأضاف «هذا هدفنا الأول أن نخرجهم من أجواء الدمار، والقتل، والحرب، رغم أنهم يسمعون انفجارات في كل لحظة، والطائرات تجوب الأجواء».

وتابع «إن شاء الله تنتهي هذه الحرب، ونرجع إلى مدينة غزة حتى لو على الركام».

أما محمود الخطيب (28 عاماً) النازح من مدينة غزة إلى منطقة الزوايدة قرب دير البلح، فوصف الخيمة بأنها «مثل الفرن»، في إشارة إلى الحر الشديد.

وأضاف «اليوم كانت فرصة أمامنا أن نتوجه إلى البحر بسبب الحرارة المرتفعة، اصطحبت زوجتي وأولادي... أفضل من الخيمة».

وتخوّف من فصل الصيف المقبل. «نحن مقبلون على فصل صيف حار. درجات الحرارة تقتلنا إلى جانب الحرب. ليس أمامنا سوى شاطئ البحر».

واستدرك «يكفي سبعة شهور من الحرب، لم يبق شيء، لا بيوت، ولا مال، ولا بنية تحتية، لا شكل للحياة، كل شيء معدوم».

ورصدت عدسة وكالة «الصحافة الفرنسية» أطفالاً يلهون على الشاطئ، وآخرين على الرمال، بينما كانت نسوة محجبات يلتقطن الصور.

علبة سردين

بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس، قتل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 33899 شخصاً في قطاع غزة، أكثر من 70 في المائة منهم من النساء والأطفال.

واندلعت الحرب عقب هجوم غير مسبوق نفذته حركة «حماس» على الأراضي الإسرائيلية، وأدى إلى مقتل 1170 شخصاً، معظمهم من المدنيين. فيما خطف أكثر من 250 شخصاً، ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفي 34 منهم، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.

ورداً على ذلك، توعدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007 وتصنّفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «إرهابية».

ومن بين الذين هربوا إلى البحر، يونس أبو رمضان الذي اصطحب زوجته وأولاده.

وقال «لا مفرّ أمامنا سوى التوجه إلى البحر، حاولنا أن ننسى ما نحن فيه، لكن الظرف صعب، إطلاق النار والقصف في كل مكان».

وأضاف أبو رمضان الذي نزح مع عائلته المؤلفة من عشرين شخصاً، بينهم أطفال من حي النصر في شمال قطاع غزة إلى دير البلح «نعيش في خوف، ورعب، ونتمنى أن نعود إلى بيوتنا في غزة».

أما زوجته أم رمضان فقالت إن خيم النزوح «مثل علبة السردين، تكدّس، وازدحام. لا نعرف الراحة، ولا الهدوء، الطيران من جانب، وقلق الأطفال من جهة ثانية».

وأضافت «البحر متنفسنا... شاهدنا كل الناس الموجودة في الخيم وقد نزلوا إلى البحر مثلنا، لأن الجو حار جداً».

ولم تخف السيدة خوفها من القصف الإسرائيلي. وتقول «نحن خائفون أن يتم قصفنا من البحر أيضاً، الزوارق الحربية الإسرائيلية قريبة من الشاطئ، لكن الله سلمنا، ونأمل أن تنتهي الحرب، ونعود إلى منازلنا».


ارتفاع عدد الوفيات جراء الطقس السيئ في سلطنة عمان إلى 21

غرق يعض السيارات في إمارة دبي جراء الطقس السيئ (أ.ف.ب)
غرق يعض السيارات في إمارة دبي جراء الطقس السيئ (أ.ف.ب)
TT

ارتفاع عدد الوفيات جراء الطقس السيئ في سلطنة عمان إلى 21

غرق يعض السيارات في إمارة دبي جراء الطقس السيئ (أ.ف.ب)
غرق يعض السيارات في إمارة دبي جراء الطقس السيئ (أ.ف.ب)

قالت وكالة الأنباء العمانية، اليوم (الخميس)، إن عدد الوفيات جراء المنخفض الجوي الذي ضرب السلطنة ارتفع إلى 21، بعد العثور على امرأة عمانية مفقودة في منطقة الشريخة بولاية محوت، ورجل يحمل جنسية دولة آسيوية في ولاية صحم وقد فارقا الحياة.

وأضافت الوكالة الرسمية أن البحث لا يزال جارياً عن مفقودين اثنين آخرين.

كانت اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة في عمان قد أعلنت في وقت سابق من الأسبوع الحالي تعليق العمل في المدارس في أغلب أنحاء البلاد، واعتمدت حكومة دبي في الإمارات العمل عن بُعد لثلاثة أيام بعد موجة من الطقس السيئ ضربت المنطقة، وشهدت عواصف عاتية وأمطاراً غزيرة غير مسبوقة.

وعطل المنخفض الجوي مناطق واسعة في سلطنة عمان والإمارات وامتد تأثيره أيضاً إلى اليمن.

وأعلنت عمان والإمارات، أمس، انتهاء موجة الطقس السيئ، وأعاد مطار دبي الدولي تدريجياً فتح إجراءات تسجيل المسافرين المغادرين لرحلات طيران الإمارات وفلاي دبي بعد تعليقها بسبب الطقس.


وفرة الموارد الطبيعية في باكستان تفتح الباب لاستثمارات سعودية جديدة

وزيرا خارجية السعودية وباكستان في صورة جماعية عقب اجتماع مجلس تيسير الاستثمار الخاص بين البلدين (واس)
وزيرا خارجية السعودية وباكستان في صورة جماعية عقب اجتماع مجلس تيسير الاستثمار الخاص بين البلدين (واس)
TT

وفرة الموارد الطبيعية في باكستان تفتح الباب لاستثمارات سعودية جديدة

وزيرا خارجية السعودية وباكستان في صورة جماعية عقب اجتماع مجلس تيسير الاستثمار الخاص بين البلدين (واس)
وزيرا خارجية السعودية وباكستان في صورة جماعية عقب اجتماع مجلس تيسير الاستثمار الخاص بين البلدين (واس)

قال نواف المالكي السفير السعودي لدى باكستان، إن اجتماع «مجلس تيسير الاستثمار الخاص»، الذي عُقد أمس (الثلاثاء) بين الجانبين السعودي والباكستاني، أكّد على «ما تختص به باكستان من وفرة في الموارد الطبيعية مما يجعلها دولة مستهدفة للاستثمار في كثير من القطاعات المتاحة من خلال دراسة العروض المقترحة لإقامة استثمارات مشتركة بين السعودية وباكستان».

ووصل وزير الخارجية السعودي إلى باكستان (الاثنين)، في زيارة استمرت ليومين، على رأس وفد رفيع المستوى يتألّف من وزراء من القطاعات الرئيسية بما في ذلك الاستثمار، والمياه والزراعة، والبيئة، والصناعة، والموارد المعدنية، والطاقة، وقطاعات أخرى، لتسريع متابعة التفاهم الذي تم التوصل إليه بين رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي خلال اجتماعهما الأخير في السابع من أبريل (نيسان) الحالي في مكة المكرمة، ولتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي بين البلدين، والتقى خلال زيارته الرئيس الباكستاني، ورئيس الوزراء؛ ووزير الخارجية، ورئيس الجيش الباكستاني. كما ترأس مع نظيره الباكستاني اجتماع «مجلس تيسير الاستثمار الخاص بين البلدين».

وأضاف المالكي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الزيارة تأتي «امتداداً للعلاقات الدائمة مع دولة باكستان الشقيقة، وهي تأكيد على عمق العلاقات بين البلدين وتطورها بشكل مستمر، ولتعزيز التعاون الاقتصادي، وزيادة التبادل التجاري، ودعم المستثمرين من البلدين لتوسيع أعمالهم التجارية في القطاعات كافة». وتابع أن زيارة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان والوفد المرافق له «جاءت لاستعراض سبل تعزيز علاقات التعاون المتينة في كثير من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة تكثيف التعاون الأمني والاستراتيجي بين البلدين بما يسهم في الأمن والسلم الدوليين».

وتتجه السعودية وباكستان إلى تعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة التبادل التجاري ودعم المستثمرين لتوسيع أعمالهم في البلدين، وذلك خلال اجتماع «مجلس تيسير الاستثمار الخاص»، الذي عقد في إسلام آباد، (الثلاثاء)، برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، ونظيره الباكستاني إسحاق دار.

القطاعات المستهدفة

وأكد وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار، على الروابط العميقة والمصالح الاستراتيجية المتبادلة بين باكستان والسعودية، وأبرز أهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية والاقتصادية الثنائية والدور الحيوي للاستثمارات السعودية في تعزيز هذه العلاقة.

وشرح كيف تهدف باكستان من خلال منصة «إس آي إف سي» إلى تبسيط عمليات الاستثمار وضمان اتخاذ القرارات بسرعة، وتعزيز بيئة استثمارية مزدهرة في باكستان.

وعرض فرص باكستان الوفيرة في قطاعات الزراعة وتكنولوجيا المعلومات والتعدين، داعياً المستثمرين السعوديين إلى المشاركة في شراكات مفيدة للجانبين.

وتحدث وزير الخارجية الباكستاني أيضاً عن ثقته بتعزيز الروابط بين البلدين، متصوراً نمواً اقتصادياً كبيراً وفوائد دائمة.

جانب من لقاء وزير الخارجية السعودي والوفد المرافق رفيع المستوى برئيس أركان الجيش الباكستاني (واس)

تحديد الفرص الاستثمارية

إلى ذلك، قدم المسؤولون في «إس آي إف سي» شروحات شاملة تشمل الإمكانيات والفرص الاستثمارية في القطاعات الرئيسية للاقتصاد الباكستاني، وعقد الجانبان جلسات نقاش مكثفة على مستوى الأداء لتحديد فرص الاستثمار في باكستان.

وكشف الجانب السعودي عن أهمية كبيرة واهتمام في تحسين بيئة الاستثمار في باكستان، وقدر دور «إس آي إف سي» في تسوية قضايا الاستثمار / الأعمال السابقة للسعودية بطريقة ودية، مبدياً اهتماماً كبيراً بالاستثمار في القطاعات الرئيسية في باكستان.

أما الجانب الباكستاني فأبدى دعمه وتسهيلاته في تسريع الاستثمارات متعددة المليارات من المملكة في إسلام آباد.

ووضع الجانبان آلية تنفيذ ثنائية لتنسيق وتنفيذ الشؤون المتعلقة بالاستثمار على مستوى الأداء لتحويل التزاماتهما السيادية إلى نتائج اقتصادية ملموسة.


لماذا يثير وجود الحكومة اليمنية في الداخل قلق الحوثيين؟

جانب من زيارة رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك لمدينة الشحر ضمن زيارته لمحافظة حضرموت (الحكومة اليمنية)
جانب من زيارة رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك لمدينة الشحر ضمن زيارته لمحافظة حضرموت (الحكومة اليمنية)
TT

لماذا يثير وجود الحكومة اليمنية في الداخل قلق الحوثيين؟

جانب من زيارة رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك لمدينة الشحر ضمن زيارته لمحافظة حضرموت (الحكومة اليمنية)
جانب من زيارة رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك لمدينة الشحر ضمن زيارته لمحافظة حضرموت (الحكومة اليمنية)

ضمن سلسلة جولات عديدة، زار رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك بشكل مفاجئ مؤسسة الكهرباء بمديرية المنصورة في عدن قبل يومين، وفي التوقيت نفسه كان رئيس مجلس القضاء الأعلى، يتفقد العمل بديوان النيابة العامة، ومجمع النيابات الابتدائية في المدينة نفسها.

خلال الشهرين الأخيرين، شهدت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن حضوراً لافتاً للصف الأول من قيادات الدولة بدءاً بأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، ورئيس ونواب البرلمان، إلى جانب رئيس وأعضاء هيئة التشاور والمصالحة، وصولاً لرئيس وأعضاء الحكومة اليمنية.

رئيس مجلس القيادة يؤدي صلاة العيد في عدن برفقة أعضاء المجلس والحكومة والبرلمان (سبأ)

ويعتقد مسؤولون ومحللون أن عودة قيادات الدولة اليمنية وممارسة أعمالهم من الداخل، تمثل أولى خطوات الانتصار على جماعة الحوثي الانقلابية، وتقديم نموذج إيجابي في المناطق المحررة على امتداد الجغرافيا اليمنية.

«عودة جميع مسؤولي الدولة إلى الداخل ومشاركة المواطنين المعاناة استراتيجية أساسية لدى مجلس القيادة الرئاسي، تعطي انطباعاً حقيقياً بوجود الدولة ومواجهة الميليشيات الحوثية»، هذا ما يقوله فهد الخليفي وكيل محافظة شبوة.

وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني قد وجه، في أوائل أغسطس (آب) الماضي، جميع مسؤولي الدولة للعودة إلى العاصمة المؤقتة عدن، لاستئناف أعمالهم من مقارها في المدينة وفي بقية المحافظات.

وأضاف الخليفي لـ«الشرق الأوسط» بقوله: «هذه العودة تعد من ثمار المشاورات اليمنية التي عقدت في الرياض، ولا شك سوف تؤدي لمواجهة التحديات الاقتصادية وهي أولوية مجلس القيادة والحكومة في الفترة الحالية، وسيكون لها أثر إيجابي على المستوى الاقتصادي».

ولفت وكيل محافظة شبوة إلى أن «جماعة الحوثي لطالما استخدمت وجود قيادات الشرعية في الخارج لاستعطاف المواطنين والترويج بأنهم هاربون ولا يوجد لهم قبول في الداخل، لكن الأمر خلاف ذلك تماماً، اليوم نرى عدن تحتوي الجميع للعمل في منظومة واحدة لخدمة الناس». وتابع: «أعتقد أن الوجود في الداخل يمثل أولى خطوات الانتصار على الحوثيين، ويدفع باتجاه توحيد اللحمة الداخلية لمواجهة التحديات كافة».

الاقتراب من هموم الناس

أعطت تحركات رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك وزياراته الميدانية لمؤسسات الدولة وبعض المحافظات اليمنية آخرها حضرموت، انطباعاً إيجابياً لدى السكان، بحسب مراقبين.

يرى لطفي نعمان، وهو مستشار سياسي وإعلامي يمني، أن عودة قيادات الدولة للداخل «خطوة ضرورية ومطلوبة؛ خصوصاً أنها تقارب هموم الناس ومتطلباتهم المعيشية». ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الفارق يتضح بمرور الوقت، فمعالجة المشكلات لا تتم بمجرد لقاء وزيارة ميدانية واحدة».

ولا يعتقد المستشار السياسي أن جسامة ما خلقته النزاعات والصراعات قد تهدأ بمسكنات، ويرى أن الحل يأتي «بمعالجات أقوى في مجالات كثيرة؛ أهمها الاقتصاد ومسارعة إعادة إعمار البنى التحتية الضرورية، بما يخفف عن الناس معاناتهم في مناطق الحكومة ومجلس القيادة على أقل تقدير».

قائد القوات البحرية والدفاع الساحلي الفريق بحري عبد الله النخعي خلال زيارته المواقع العسكرية في باب المندب وجزيرة ميون (سبأ)

وتعليقاً على خشية الحوثيين عودة قيادات الشرعية للبلاد، يرى لطفي نعمان أن «محاولة الوصول إلى خلق نموذج إيجابي هو أفضل سبيل للمواجهة». وأضاف قائلاً: «من الطبيعي أن يخشى ويتحسب من يقع في الجانب الآخر، لمثل هذا الأمر، لا سيما وهو يراهن على فشل الآخرين لئلا يكون الفاشل الوحيد في خلق نموذج (ينفع الناس ويمكث في الأرض) ما دام يقارب ويحاول بصدق وإخلاص معالجة همومهم الأساسية بعيداً عن المزايدات والبروباغندا الإعلامية».

بدوره، يرى الدكتور عبد العزيز جابر، الباحث اليمني في الإعلام السياسي، أن الحراك الأخير لرئيس الحكومة وزيارة حضرموت يعطيان رسالة بحضور الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية الأمنية.

وأشار جابر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن مثل هذه الزيارات وحراك قيادات الشرعية «يغيظ ميليشيات الحوثي الانقلابية ويرسل رسالة قوية بأن مشروع الحوثي الإيراني الذي جلب الدمار والخراب مصيره إلى الزوال، وأن الشعب اليمني يتوق للتخلص منه».

وتابع: «أعتقد أن زيارة بن مبارك لحضرموت تعد خطوة في مسافة الألف ميل في سبيل تثبيت مداميك حضور الدولة مدنياً وأمنياً وعسكرياً».


واشنطن تتبنّى غارتين استباقيتين ضد الحوثيين في الحديدة

مقاتلة إف 18 تنطلق من على متن حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر لصد هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)
مقاتلة إف 18 تنطلق من على متن حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر لصد هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تتبنّى غارتين استباقيتين ضد الحوثيين في الحديدة

مقاتلة إف 18 تنطلق من على متن حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر لصد هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)
مقاتلة إف 18 تنطلق من على متن حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر لصد هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)

تبنّى الجيش الأميركي تدمير طائرتين حوثيتين من دون طيار في محافظة الحديدة الساحلية الخاضعة للجماعة الموالية لإيران في اليمن، وذلك في سياق الضربات الاستباقية التي قلصت في الآونة الأخيرة من خطورة الهجمات ضد السفن في البحر الأحمر، وخليج عدن.

وتزعم الجماعة الحوثية أنها تساند بهجماتها البحرية الفلسطينيين في غزة، وتربط وقف الهجمات بانتهاء الحرب، وإنهاء حصار إسرائيل للقطاع، فيما تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أوامر إيران خدمة لأجندة الأخيرة في المنطقة.

وأفادت القيادة المركزية الأميركية في بيان، الأربعاء، بأن قواتها نجحت بين الساعة 10:50 صباحاً و11:30 صباحاً (بتوقيت صنعاء) في 16 أبريل (نيسان) في الاشتباك مع طائرتين من دون طيار في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون الإرهابيون، والمدعومون من إيران في اليمن.

وفي حين لم يتم -وفق البيان- الإبلاغ عن وقوع إصابات، أو أضرار من قبل السفن الأميركية، أو التحالف، أو السفن التجارية، أوضح أنه تقرر أن هذه الطائرات من دون طيار كانت تمثل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة، والتحالف، والسفن التجارية في المنطقة، وأنه يتم اتخاذ هذه الإجراءات لحماية حرية الملاحة، وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

ولم يشر البيان الأميركي إلى مكان الضربات، إلا أن الجماعة الحوثية أقرت عبر وسائل إعلامها بتلقي غارتين وصفتا بـ«الأميركية، والبريطانية» في أحد المواقع التابعة لمديرية باجل شمال مدينة الحديدة.

ويقول الجيش الأميركي إن ضرباته الاستباقية أدت إلى تقليص خطر الهجمات الحوثية على السفن، في وقت تزعم فيه الجماعة أن هجماتها باتت أكثر تطوراً، ودقة، وأنها تطور من قدراتها باستمرار لاستهداف السفن.

سفينة شحن متجهة إلى اليمن تخضع لآلية التفتيش الأممية (السفارة البريطانية لدى اليمن)

وفي وقت سابق أوضحت القوات الأميركية أن واشنطن تتخذ، وبالتنسيق مع الحلفاء والشركاء، خطوات عسكرية، ودبلوماسية، واقتصادية لتشكيل عملية ضغط على قيادة الحوثيين، وتقليص قدرتهم على شن هجمات على خطوط الشحن التجاري.

وقالت القيادة المركزية الأميركية إنه منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وحتى 11 من أبريل الحالي قام المسلحون الحوثيون بمهاجمة أو تهديد السفن التجارية، والسفن البحرية الأميركية 122 مرة. وفي خلال الفترة نفسها قامت البحرية الأميركية بـ50 ضربة للدفاع عن النفس، حيث استخدمت الجماعة في هجماتها صواريخ باليستية، وصواريخ كروز مضادة للسفن، وأنظمة جوية من دون طيار لاستهداف السفن.

وطبقاً للجيش الأميركي، أثرت هجمات الحوثيين على مصالح أكثر من 55 دولة، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، الذي هو حجر الأساس للاقتصاد العالمي. ودفعت هذه الهجمات أكثر من عشر شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر؛ ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة، والأهم من ذلك تعريض حياة البحارة الأبرياء، وأفراد الخدمة الأميركية للخطر.

ثبات الموقف الحكومي

لم يتغير موقف الحكومة اليمنية من التصعيد البحري الحوثي، والضربات الغربية التي ترى أنها غير مجدية، وأن الحل هو دعم قواتها الشرعية لاستعادة كامل الأراضي اليمنية، بما فيها الحديدة وموانئها.

وفي أحدث تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، قال إن الحل الوحيد لإيقاف التهديدات وتأمين البحر الأحمر هو دعم الحكومة الشرعية اليمنية، وقدراتها، لكي تستعيد المناطق الواقعة تحت سيطرة من وصفها بـ«الميليشيات الإيرانية التي تهاجم اليوم الملاحة الدولية»، في إشارة إلى الحوثيين.

قوات من خفر السواحل اليمنية الحكومية قبالة ميناء المخا على البحر الأحمر (أ.ف.ب)

وتجدد الموقف خلال كلمة المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة عبد الله السعدي، الاثنين الماضي، أمام مجلس الأمن، حيث اتهم الجماعة الحوثية بالهروب من التزامات السلام، وبتقويض العملية السياسية من خلال قيامها بما وصفه بـ«تصعيد مدمّر في البحر الأحمر بذريعة مساندة غزة».

وقال السعدي «إن الميليشيات قامت بمضاعفة قيودها، وانتهاكاتها الجسيمة، وتصعيدها العسكري على مختلف الجبهات، رغم وجود هدنة هشة لم تلتزم بتنفيذ بنودها، لأنها لا تستطع العيش إلا في مستنقع الصراع، ومشروعها هو مشروع حرب، وتدمير، وليس مشروع سلام، ولا يمكن أن تتعايش مع المجتمع بسلام». وفق تعبيره.

وكانت واشنطن أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض. وانضم لها الاتحاد الأوروبي للمساهمة في حماية السفن دون توجيه ضربات مباشرة للحوثيين.

ومنذ تدخل الولايات المتحدة عسكرياً، نفَّذت أكثر من 400 غارة على الأرض ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي لتحجيم قدرات الحوثيين العسكرية، أو لمنع هجمات بحرية وشيكة. وشاركتها بريطانيا في 4 موجات من الضربات الواسعة.

وتعهد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بالاستمرار في شن الهجمات في البحر الأحمر، وخليج عدن، والمحيط الهندي، وتبنت جماعته مهاجمة نحو 100 سفينة منذ بدء التصعيد في 19 نوفمبر الماضي، واعترفت بمقتل 37 عنصراً من مسلحيها، وجرح 30 غيرهم.

مسيّرة حوثية لحظة إطلاقها من مكان غير معروف لاستهداف السفن (رويترز)

في مقابل ذلك، أُصيبت 16 سفينة على الأقل خلال الهجمات الحوثية، إلى جانب قرصنة «غالاكسي ليدر»، واحتجاز طاقمها، وتسببت إحدى الهجمات، في 18 فبراير (شباط) الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر بالتدريج.

كما تسبب هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي في مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

ومع مخاوف المبعوث الأممي هانس غروندبرغ من عودة القتال بين القوات الحكومية وقوات الانقلابيين الحوثيين، دعا في أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن إلى فصل الأزمة اليمنية عن قضايا الصراع في المنطقة، أملا في التوصل إلى خريطة سلام تطوي نحو 10 سنوات من الصراع في البلد المنهك.