كارلا بطرس: تستفزني محطات تلفزة تشوه مستوى الفن الجيد

تطل قريبًا في فيلم «ويلكام تو ليبانون».. وفي مسلسل «جريمة شغف»

كارلا بطرس: تستفزني محطات تلفزة تشوه مستوى الفن الجيد
TT

كارلا بطرس: تستفزني محطات تلفزة تشوه مستوى الفن الجيد

كارلا بطرس: تستفزني محطات تلفزة تشوه مستوى الفن الجيد

قالت الممثلة اللبنانية كارلا بطرس إن أكثر ما يستفزها حاليا على الشاشة الصغيرة، هو المستوى الهابط لبعض البرامج. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لا أحب أن يضعونا في إطار خاطئ فيشوهون كل ما بذلناه لحياكة صورة فنية تشرفنا. فلذلك على محطات التلفزة أن لا تقبل بهذا الموضوع، بحجة أنه يحقق لها نسبة مشاهدة عالية تدر عليها الأرباح من الإعلانات التجارية التي تستقطبها. فنحن بحاجة إلى ما يزيد من ثقافتنا وليس إلى أعمال تستخف بنا. ولذلك لا يصح أن نقول: (الجمهور عايز كده) لأننا إذا ما قدمنا له السلعة الجيدة، سنحسن من مستوى الفني لديه هو أيضا». وعما إذا كانت تتابع مسلسلات تعرض حاليا أجابت: «أحاول دائما أن أضع نفسي في الأجواء، وأن أقف على كل جديد يجري على الساحة. حاليا وكوني منشغلة في تصوير مسلسل (جريمة شغف)، فمتابعاتي تبقى مرتبطة بأوقات الفراغ لدي. أشاهد بين وقت وآخر مسلسل (قمر) كون بطلته ستيفاني صليبا تتمتع بإطلالة أحبها، وكذلك مسلسل (سوا) لأنني لا أحب تفويت أي دور تلعبه الممثلة القديرة رولا حمادة».
وعن دورها في مسلسل «جريمة شغف» الذي سنشاهده في موسم رمضان المقبل، ويضم نخبة من الممثلين اللبنانيين والسوريين، كنادين الراسي وقصي الخولي ومنى واصف تقول: «غالبا ما أحاول التلوين في أدواري فأبتعد عن التكرار، وفي (جريمة شغف) ألعب دور المرأة القوية والمتسلطة». هل هذا يعني أنه يشبه دورك في مسلسل «العائدة»؟ ترد: «لا أبدا لا يمكن مقارنته به، ففي (العائدة) جسدت دور المرأة الشريرة، ولا أرغب في تكرار نفسي فلذلك الدوران مختلفان تماما».
وعن أهمية إطلالتها في موسم رمضان لمرة جديدة قالت: «كان لموسم رمضان في الماضي نكهة خاصة، أما اليوم وفي عصر الإعادات فقد من وهجه، وكثافة الإنتاجات في هذا الموسم تظلم بعضها».
وتضيف: «منذ مشاركتي في (العائدة) أحاول الابتعاد عن أدوار الشر، إذ كسرتها بمسلسل (الإخوة)، حيث لعبت دور المرأة المفاخرة بنفسها وكما نقول باللبنانية (المزنطرة) (المتطلبة)، وفي دوري في فيلم (باباراتزي) لعبت دور السيدة الطيبة».
ولكن في «باباراتزي» الذي شاركت فيه كوالدة للمطرب رامي عياش، لعبت دور الجدة، ألا تجدين أنه ما زال الوقت مبكرا لتأدية هذا الدور؟ تجيب: «لا أبدا فأنا رغبت في دخول السوق العربية ولا سيما المصرية، في دور محافظ يليق بمسيرتي التمثيلية. كما أن هناك ممثلات كثيرات سبقتني إلى لعب هذا الدور، وكن في عمري وأحيانا أصغر مني سنا، كرولا حمادة في دورها (نهلة راشد)، ويسرا في أدوار مشابهة لطالما أشدت بها. فهذا النوع من الأدوار يحمل لي التحدي، وهو أمر يحفزني في عملي».
وعن دورها في فيلم «ويلكام تو ليبانون» المنتظر أن نشاهده في الصالات الشهر المقبل قالت: «هناك باقة من النجوم يشاركون في هذا الفيلم كوسام صباغ وشيرين أبو العز ورامي عياش وزياد برجي وهشام حداد ومجدي مشموشي وأحمد إسماعيل وغيرهم. ودوري يحكي عن سيدة أعمال تملك شركة لتأجير سيارات التاكسي التي يعمل فيها وسام صباغ، ولن أزيد عن ذلك لتبقى أحداثه مفاجأة للمشاهد». الفيلم هو من إنتاج شركة (فالكون فيلمز)، ومن تأليف محمد سعودي وإخراج سيف الشيخ نجيب. ويحكي قصة عائلة لبنانية تقرر العودة إلى لبنان بعد ثلاثين عاما من الغربة. ويقوم الوالد باستئجار سيارة تاكسي ليعرف ابنته على معالم السياحة في لبنان، فلا تلبس أن تتحول هذه الرحلة السياحية إلى مغامرة يكتنفها كثير من المفاجآت والمواقف الضاحكة. وتلفت كارلا بطرس إلى أن الفيلم يلقي الضوء على دور لبنان السياحي مما يساهم في التمتع بمشاهدته. وتعلق كارلا بطرس عن النهضة السينمائية التي يشهدها لبنان حاليا قائلة: «(في الحركة بركة)، كما أن هذه الأفلام أعطت اللبناني الفرصة للتعلق بها والمثابرة على مشاهدتها، بعدما حقق بعضها نجاحات ملموسة. بذلك حفزنا أنفسنا بأنفسنا لنقدم الأفضل. وهو عنصر إيجابي لمسناه عن قرب». وعما إذا هي تفضل العمل السينمائي أكثر من الدرامي قالت: «لكل منهما ميزته وأهميته في مجال مهنتنا. فالأول هو بمثابة ذاكرة تاريخ ينقل إلينا تفاصيل عن حياتنا اليومية أحيانا وعن مواضيع تهمنا، كما أن جمهور السينما يقصد الصالة بهدف مشاهدة الفيلم. أما جمهور الدراما فهو مختلف إذ لا يبذل جهدا لمشاهدة المسلسل لأنه يقدم إليه على طبق من فضة ويشاهده وهو جالس في منزله، وهنا يلعب العمل ككل دوره في نسبة استقطابه، وكذلك الأمر يضع الممثل أمام مسؤوليات كبيرة في كيفية اختيار الدور الذي يلعبه لإعطاء المشاهد حقه في متابعة العمل الجيد».
ولكن كيف تقوم بخياراتها في المجالين؟ تجيب: «أحاول اليوم قدر المستطاع الأخذ بعين الاعتبار راحة أولادي، فهم يأتون في أولوياتي ولذلك أختار الأعمال التي يمكن أن لا تبعدني عنهم كثيرا. كما أنني أصطحبهم معي أحيانا ليتعرفوا إلى مصاعب المهنة، وعلى الوقت الذي يستغرقه تصوير أي عمل. بذلك يقدرون ما أقوم به خصوصا وأني ألعب دور الأب والأم بعد رحيل زوجي مبكرا، كما سيعرفون ما سينتظرهم في ما لو رغبوا في دخول هذه المهنة».
رغم أن كارلا بطرس لعبت أدوارا مميزة في عدة أعمال دراما كـ«مدام كارمن» و«كندة» و«دكتورة هالا» و«روبي» وغيرها، إلا أنها رددت أكثر من مرة بأن مسلسل «الإخوة» كان بصمة في حياتها المهنية، وعندما سألتها عن السبب رغم أن دورها في «العائدة» كرسها ممثلة بامتياز أوضحت: «لا يمكن مقارنة (الإخوة) بـ(العائدة)، فهذا الأخير كان عملا لبنانيا متكاملا من خلال النص الذي كتبه شكري أنيس فاخوري وإخراجه الموقع من كارولين ميلان، أو من خلال الممثلين الذين شاركوا فيه وعلى رأسهم كارمن لبس. أما (الإخوة) فهو دراما عربية جديدة من نوعها وفيها خلطة ذكية وحديثة معا».



لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
TT

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})

طوت المطربة التونسية لطيفة أزمة أغنية «المصري»، التي جرى تغيير كلماتها في حفل مبادرة «تحدي القراءة» بالإمارات، مؤكدة اكتفاءها بردّ الشاعر المصري جمال بخيت، مؤلف كلمات الأغنية الأصلية والجديدة.

وتنشغل لطيفة، في الوقت الراهن، بتجهيز ألبومها الجديد، الذي يجمعها مجدداً مع الموسيقار اللبناني زياد الرحباني بعد 17 عاماً من لقائهما الأول، وسيصدر ألبومهما الجديد في بداية 2025. وقالت لطيفة، خلال حوارها مع «الشرق الأوسط»، إن زياد الرحباني سابق لكل موسيقيّي عصره، وأنها لا تتنازل عن تصوير كل أغنياتها، ولا تقبل تحكُّم أي جهة إنتاج فيما تقدمه، فهي تملك زمام أمرها وتنتج أعمالها بنفسها.

تعود لموسيقى زياد رحباني بعد 17عاماً من تعاونهما الأول ({الشرق الأوسط})

وكان الشاعر جمال بخيت، مؤلف الأغنية التي غنتها لطيفة في فيلم «سكوت هنصور» للمخرج الراحل يوسف شاهين، قد أوضح، عبر حسابه بـ«فيسبوك»، أنه المسؤول الأول والأخير عن التغيير الذي طال النص، قائلاً: «لقد اعتقد البعض أن لطيفة جاءت بشاعر آخر لكتابة كلمات جديدة، وهذا مستحيل قانوناً، وانبرت بعض الأقلام بهجوم مُسيء على الفنانة الكبيرة دون وجه حق»، مؤكداً أنه كتب النص من عقله وروحه، وأن «كتابة كلام مختلف على نفس اللحن أسلوب فني حدث كثيراً مع أعمال غنائية مهمة».

وعن عودتها للتعاون مع زياد الرحباني، بعد كل هذه السنوات التي شهدت تطوراً في الموسيقى، تقول لطيفة: «زياد الرحباني خارج الزمن، ولموسيقاه طاقة أخرى وطريق آخر في الكون، هو سابق عصر الموسيقى في العالم العربي بسنوات ضوئية، وهذا ليس رأيي فقط، بل رأي الراحل عمار الشريعي وغيره من المبدعين، فموسيقاه لكل الأزمنة ويُعدّ مدرسة خاصة في إبداعاته».

تتمنى الفنانة لطيفة تنفيذ وصية المخرج الراحل يوسف شاهين ({الشرق الأوسط})

يحلو لها الحديث عنه فتقول: «كنت أسمعه وأنا بالمدرسة في تونس، وكنت أتبادل وزملائي شرائط الكاسيت لمسرحياته، وأذكر أنه في مؤتمر صحافي في التسعينات نقلته إذاعة الشعب، وكانت تجلس بيروت كلها بجوار الراديو لسماعه، وسألوه عن الفنانين الذين يمكن أن يعمل معهم دون شروط، فقال: لطيفة التونسية، وأخذتني صديقة مشتركة إلى الاستديو في يوم من أحلى أيام عمري، فلم أكن أصدِّق أن ألتقيه، وبدأنا بعدها نعمل على ألبومنا الأول (معلومات أكيدة)».

وعن مدى حرصها على التنوع في الألبوم تجيب بثقة: «هذا التنوع لا يُطلَب من زياد، فهو مختلف ومتنوع في الموسيقى والإيقاعات وكل شيء، وتوليفة لا تتكرر».

وأنهت لطيفة ألبومها قبل الحرب الجارية في لبنان، لكنها تقول: «لو لم ينته الألبوم لبقيت في لبنان، ومستعدة أن أستقل، الآن، أول طائرة لبيروت، فقد تعايشت مع انفجارات سابقة بها، فكنتُ على بُعد أمتار من موقع اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وقد نجوتُ بفضل الله، حيث كنت أعرض مسرحية (حكم الرعيان) لمنصور الرحباني».

تفخر لطيفة بأنها قدمت المسرح الغنائي كما يجب في {حكم الرعيان} ({الشرق الأوسط})

وعن العرض تقول: «كنت، كل يوم، أشكر الله مع فتح الستار؛ لأن هذا هو الفن الهادف المحترم المُبهر الذي أحبه، لكن لم تُعرَض عليَّ أعمال بهذا المستوى، كما أنني لا أقبل بالمسرح الذي ينتهي فجراً، فكنا نقدم العرض في ساعة ونصف الساعة، كما أن الرحابنة هم أكثر من قدموا المسرح الغنائي».

وتكشف لطيفة عن ملامح الألبوم الجديد قائلة: «يضم 7 أغانٍ من ألحان زياد الرحباني؛ من بينها أغنيتان من كلمات الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد، وهو أبي الروحي، وجمعنا 20 سنة من الأغنيات الحلوة، كان عمري 4 سنوات حين غنيت له (فكروني)، ثم اكتشفت أن كل أغنية أحبها تكون من كلماته مثل (أوقاتي بتحلو)، و(مستنياك)».

وتضيف لطيفة: «لقد وضع الله عبد الوهاب في طريقي حين جئت إلى مصر للمرة الأولى، وتبنّاني مع الموسيقار بليغ حمدي، وهما مَن جعلاني أقرر البقاء في مصر، ولولاهما لَما كانت لطيفة، وأقنعاني بأن أبقى في مصر، وقد ترك لي كل أعماله الأخيرة».

وأوصى الشاعر الراحل بأن تذهب أغنيات كثيرة له للطيفة، وفق تعبير الفنانة التونسية التي توضح: «مع كل ألبوم أقدِّم بعضاً من أعماله الجديدة، ففي الألبوم السابق قدمت أغنيتين من كلماته؛ إحداهما ألحان كاظم الساهر، والأخرى ألحان زياد الطويل. وقد تركت كلماته بصمة قوية في مشواري منذ (أكتر من روحي بحبك)، (بحب في غرامك)، (حبك هادي)، (استحالة)».

لا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني

لطيفة

وفي السينما لم تقدم لطيفة سوى «سكوت هنصور» مع المخرج الكبير يوسف شاهين، مبررة ذلك: «لم تتكرر تجربتي في السينما؛ لأن ما عُرض عليَّ لا يستحق التعب، لذا ركزت في أعمالي الموسيقية».

وتكشف أنها تنتظر فيلماً في مرحلة الكتابة تحمست لفكرته، قائلة: «الآن أفكر في العودة للسينما، قد تكون لي تجربة، العام المقبل، فأنا أودّ أن أنفذ وصية يوسف شاهين، فقد قال لي قبل وفاته: (اوعديني بمواصلة التمثيل لأن بداخلك ممثلة لم يأت مثلها منذ سنوات)، وأنا أحب التمثيل وأحب الفن الراقي، وقدمت مسلسل (كلمة سر) قبل سنوات».

أشعار الراحل عبد الوهاب محمد لها بصمة قوية في مشواري

لطيفة

وتولي لطيفة اهتماماً لافتاً بتصوير أغنياتها، فهي لديها رصيد كبير من الأغنيات المصورة، وتبحث دوماً عن الفكرة والشكل المتجدد، وتعقد جلسات عمل مع المخرج اللبناني وليد ناصيف الذي صوَّر لها ألبومها الماضي بتقنية الذكاء الاصطناعي.

وتصف لطيفة نفسها بـ«ملكة التجدد والتحدي والإرادة»، مشددة على أن الفنان يجب أن يتجدد، وترى أن التحضير للتصوير أهم شيء، وتتبادل الأفكار حالياً مع ناصيف، استعداداً لبدء التصوير الشهر المقبل.

وتختتم لطيفة حوارها بنبرة مفعمة بالرضا: «الآن، أحصد كل ما زرعته، فأغنياتي كلها (ديجيتال) عبر قناتي بـ(يوتيوب)، والحقوق كلها مِلكي؛ لأنني أرفض أن يتحكم بي منتج، ولا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني».