سلطات طرابلس تهدد باعتقال أعضاء حكومة الوفاق حال انتقالهم من تونس

قالت إنه لا يمكن نقل السلطة لحكومة لا تتمتع بدعم البرلمان

سلطات طرابلس تهدد باعتقال أعضاء حكومة الوفاق حال انتقالهم من تونس
TT

سلطات طرابلس تهدد باعتقال أعضاء حكومة الوفاق حال انتقالهم من تونس

سلطات طرابلس تهدد باعتقال أعضاء حكومة الوفاق حال انتقالهم من تونس

في حين أشار المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المقترحة من بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، برئاسة رجل الأعمال فائز السراج، أمس، إلى أنه ناقش نتائج عمل لجنة الترتيبات الأمنية تمهيدًا لبدء الحكومة عملها من العاصمة طرابلس، هدد خليفة الغويل، رئيس الحكومة الموازية في طرابلس، باعتقال أعضاء حكومة السراج حال قدومها من مقرها المؤقت في تونس.
وحذر الغويل أعضاء حكومة السراج من مواجهة مصير الأعضاء الثلاثة نفسه في لجنة أمنية عينت للإعداد لانتقال حكومة السراج، جرى اعتقالهم أخيرًا لفترة وجيزة في طرابلس، وقال بهذا الخصوص: «نحن دولة ذات سيادة، ولا بد من تأمين العاصمة وتأمين الناس، ومن يريد القدوم خارج القانون سيخلق متاهات، ونحن لا نتفق مع هذا».
واعتبر الغويل أنه لا يمكن نقل السلطة لحكومة لا تتمتع بدعم برلمان طرابلس غير المعترف به دوليًا، لافتًا النظر إلى أن حكومة السراج التي عينتها الأمم المتحدة تفتقر إلى الشرعية اللازمة لتحكم من طرابلس.
ونقلت وكالة رويترز عن الغويل قوله إنه «إذا كانوا يريدون دخول ليبيا كمواطنين ليبيين فمرحبا بهم، لكن إذا دخلوا كحكومة فنأمل ألا يتورطوا في هذه العملية لأنه سيكون خرقا للقانون».
كما نفى الغويل قيامه بزيارة غير معلنة إلى تونس، وعقد محادثات سرية مع حكومة السراج، وقال في تصريح لقناة «النبأ» المحلية في طرابلس إن ما تم تداوله بخصوص تسليم السلطة عار عن الصحة، وإشاعات مغرضة لأشخاص يتمنون أو يريدون أن يحكموا ليبيا بغير حق، ويقفزون على مصالح الشعب الليبي.
وبدأ، أمس، وفد مكون من أربعين عضوًا من مجلس النواب زيارة إلى مدينة بنغازي للتنسيق من أجل استقرار البرلمان في مدينة بنغازي، والاطلاع على المناطق المحررة، فيما أعلن الجيش الليبي مقتل جندي بقوات الصاعقة خلال الاشتباكات بين قوات الخاصة الصاعقة وجماعات الإرهابية بمحور مجمع مصنع الإسمنت.
كما أعلن المكتب الإعلامي للجيش عن استهداف عدد من آليات المتطرفين العسكرية في الحي 400 بمدينة درنة بشرق البلاد، وتدميرها بشكل كامل هي ومن فيها، مشيرًا إلى أن عمليات الجيش في المدينة تسير وفقًا للخطة المرسومة من الفريق حفتر لغرفة عمليات عمر المختار، وأن قوات الجيش في تقدم وانتصار مستمر في مختلف ساحات القتال.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.