تقرير روسي حول طائرة سيناء المنكوبة يشير إلى وجود «شبهة جنائية»

لجنة التحقيق أحالته إلى النيابة العامة المصرية

تقرير روسي حول طائرة سيناء المنكوبة يشير إلى وجود «شبهة جنائية»
TT

تقرير روسي حول طائرة سيناء المنكوبة يشير إلى وجود «شبهة جنائية»

تقرير روسي حول طائرة سيناء المنكوبة يشير إلى وجود «شبهة جنائية»

كشف الطيار أيمن المقدم رئيس لجنة التحقيق في حادث الطائرة الروسية، التي سقطت فوق أراضي سيناء في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أمس عن تلقي اللجنة قبل أيام تقريرا رسميا صادرا عن مكتب التحقيقات الروسية يشير إلى وجود شبهة جنائية في الحادث، وأنه بعد دراسة التقرير تم رفعه للنائب العام المصري لاستكمال الإجراءات القانونية والتحقيقات.
وسقطت الطائرة يوم 31 أكتوبر في منطقة بوسط سيناء بعد دقائق من إقلاعها من منتجع شرم الشيخ السياحي. وقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 224 شخصا. وزعم تنظيم فرع «داعش» في شمال سيناء أنهم أسقطوها عبر وضع قنبلة بدائية الصنع على متنها.
ويتناقض هذا الكشف الجديد مع ما ذكرته التقارير الاستخبارتية الروسية والغربية سابقا بأن الطائرة سقطت نتيجة انفجار قنبلة وضعت على متنها. وهو الأمر الذي نفته لجنة التحقيق المصرية وقالت إنه حتى الآن لم يظهر دليل يثبت ذلك.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل أسابيع إن «من أسقط الطائرة الروسية كان يقصد ضرب علاقات مصر مع روسيا وليس قطاع السياحة بها فقط»، في أول إشارة رسمية من مصر بأن الطائرة أسقطت عمدا. وفور وقوع الطائرة شكلت مصر لجنة تحقيق بمشاركة عدة دول على صلة بالحادث وتصنيع الطائرة. وقال رئيس اللجنة في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس إنه منذ صدور التقرير الأول للحادث في 13 ديسمبر (كانون الأول) الماضي قامت اللجنة بإنجاز كثير من العمل لاستكمال مراحل التحقيق المختلفة، فقد تم القيام بنقل الحطام بطريقة منظمة بحيث يسهل عملية تجميعها أو فحص أي جزء بعينه حسب متطلبات التحقيق فيما بعد، وقد تمت عملية نقل جميع أجزاء الطائرة مع الحفاظ على جميع الأدلة، وتم إنزال الحطام بمكان مؤمن بمطار القاهرة.
وأوضح المقدم أنه من المنتظر خلال الفترة القادمة القيام بعملية اصطفاف لأجزاء الطائرة بترتيبها الطبيعي ثم الاستعانة بخبراء المعادن المتخصصين لتحديد نوع التفكك الذي حدث لجسم الطائرة قبل سقوطها.
وأضاف أنه تم رفع الأجزاء الكبرى من الحطام بحضور ممثلي النيابة العامة والأدلة الجنائية المصرية، وممثلي التحقيقات والأدلة الجنائية الروسية. وأكد أن اللجنة ما زالت مستمرة في دراسة الحالة الفنية والإصلاحات التفصيلية التي تمت على الطائرة وهيكلها وأنظمتها ومحركاتها منذ تاريخ إنتاجها وحتى وقوع الحادث، وذلك من خلال الوثائق والسجلات الفنية الخاصة بالطائرة، التي ورد إلى اللجنة بعضها وفي انتظار بعض الوثائق الإضافية، ويتطلب ذلك كثيرا من الوقت والجهد، إذ إن الطائرة تم إنتاجها في شهر مايو (أيار) عام 1997 (منذ نحو 19 عامًا).
وأضاف البيان أنه في إطار العمل المستمر مع الدول المشاركة في التحقيق والتوصل إلى جميع المعلومات المتوافرة عن الحادث، فقد تلقت اللجنة بتاريخ 14 مارس (آذار) الحالي تقريرا رسميا صادرا عن مكتب التحقيقات الروسية، وأنه بعد دراسة هذا التقرير فإن لجنة التحقيق اتخذت قرارها برفع التقرير للنائب العام لجمهورية مصر العربية، وذلك استكمالاً للإجراءات القانونية نظرًا لما انطوى عليه التقرير الروسي من إثارة للشبهة الجنائية في الحادث. وتابع: «سوف تستمر اللجنة في استكمال أعمال الفحص الفني للطائرة مع استعدادها لتقديم المشورة الفنية للنيابة العامة المصرية في أي وقت حال طلب ذلك».
وتسبب سقوط الطائرة في إعلان عدة دول، من بينها روسيا وبريطانيا، إيقاف رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ، وتسبب ذلك في انخفاض أعداد السائحين الوافدين إلى مصر، الأمر الذي دفع مصر إلى التعاقد مع شركة أمن عالمية لتقييم الإجراءات الأمنية في مطاراتها.
وخلال في زيارته إلى روسيا، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري أول من أمس إن هناك تعاونا إيجابيا بين القاهرة وموسكو بشأن استئناف الرحلات الجوية بين البلدين في أقرب وقت ممكن.
وعلى الصعيد الأمني، قال المتحدث العسكري المصري إن عناصر القوات المسلحة قتلت 3 «تكفيريين» خلال تبادل لإطلاق النار وقع في منطقتين بمدينة رفح في شمال سيناء.
وأضاف العميد محمد سمير، في بيان نشر على صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»، أنه أثناء قيام عناصر من الجيش الثاني الميداني بأعمال المداهمة لبؤر إرهابية، رصدت 3 عناصر «تكفيرية» أثناء محاولتهم زرع عبوة ناسفة على أحد محاور التحرك بقطاع رفح، وأن «القوات قامت بإطلاق النيران باتجاه العناصر الإرهابية.. ونتيجة لتبادل إطلاق النيران تم القضاء على أحد العناصر الإرهابية».
وأشار المتحدث إلى أن القوات قامت كذلك بـ«القضاء على فردين من العناصر الإرهابية شديدة الخطورة نتيجة لتبادل إطلاق النيران بمنطقة دكان المنيعي».
ويسود شمال سيناء حالة من التوتر بسبب هجمات مكثفة تشنها جماعات متشددة مسلحة ضد قوات الجيش والشرطة، منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.