موسكو تستكمل سحب قطعها العسكرية من سوريا.. وتؤكد أن ذلك لن يُضعف الأسد

واصلت موسكو، أمس، سحب قطعها العسكرية من سوريا، تنفيذا للقرار المفاجئ الذي اتخذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مطلع الأسبوع الحالي.
وفي حين أصرت الخارجية الروسية على تأكيد أن هذه العملية لن تُضعف رئيس النظام السوري بشار الأسد، قالت طهران إن الانسحاب يأتي في إطار «خطة مسبقة»، وشددت على أن «الجيش السوري سيواصل حربه على الإرهاب بالتعاون مع مستشارين إيرانيين وروس». وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن مجموعة أخرى من الطائرات الحربية الروسية أقلعت من قاعدة حميميم الجوية في سوريا في طريق العودة إلى قواعدها الدائمة في روسيا، لافتة إلى أن المجموعة تضم طائرة نقل «اليوشن - 76»، ومقاتلات من نوع «سوخوي - 25». ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، قولها إن «سحب الجزء الرئيسي من القوات الروسية في سوريا لن يضعف الرئيس بشار الأسد». وذكرت المتحدثة أن سوريا ستكون الموضوع الرئيسي لزيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو الأسبوع المقبل.
وتجري الاستعدادات في الكرملين لاستقبال عدد من الضباط والجنود المشاركين في العملية العسكرية الروسية في سوريا كي يقلدهم الرئيس الروسي اليوم، أوسمة لقاء عملهم. وفي هذه الأثناء عادت ماريا زاخاروفا، الناطقة الرسمية باسم الخارجية الروسية، لتؤكد من جديد أن القوات الروسية كانت في سوريا فقط، من أجل خدمة مصلحة روسيا في التصدي للإرهاب، ونفت أن يكون هدف العملية تعزيز موقف شخصيات ما، لتوضح بعد ذلك أن «القوات الروسية عملت فقط على تعزيز موقف القوات السورية الحقيقية، التي تقودها دمشق، في الحرب ضد الإرهاب»، معربة عن اعتقادها بأن موقف الرئيس السوري لن يضعف جراء سحب روسيا لقواتها من بلاده.
وفي شأن متصل، وجهت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية انتقادات لما قالت إنها حملة إعلامية سعت لتصوير العملية العسكرية الروسية في سوريا على أنها ورطة أخرى في أفغانستان جديدة، وقالت إن هذه الحملة فشلت بكل الأحوال.
من جهتها، قالت «رويترز» معتمدة على لقطات مصورة، إن أقل من نصف القوة الجوية الروسية من القاذفات والمقاتلات في سوريا غادرت البلاد خلال اليومين الماضيين. وأظهر تحليل لصور التقطتها الأقمار الصناعية ولقطات للضربات الجوية الروسية وبيانات وزارة الخارجية الروسية، في وقت سابق، أن روسيا احتفظت بنحو 36 مقاتلة في قاعدة حميميم الجوية التابعة لها في محافظة اللاذقية السورية. وأظهر تحليل لقطات بثتها محطات تلفزيون رسمية أن 15 على الأقل من هذه الطائرات ومن بينها مقاتلات طراز «سوخوي - 24» و«سوخوي - 25» و«سوخوي - 30» و«سوخوي - 34» أقلعت متجهة إلى روسيا في اليومين الماضيين.
وأشار العقيد عبد الجبار العكيدي، القيادي في الجيش الحر في حلب، إلى أن لا إمكانيات لديهم تتيح رصد القطع الروسية التي تخرج من سوريا لتحديد عدد ونوعية القطع التي لم يتم سحبها، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن ننظر بإيجابية للقرار الروسي الأخير، لكننا نترقب اقتران الأقوال بالأفعال حقيقة على الأرض». وأوضح أن العمليات العسكرية متوقفة منذ نحو أسبوعين في حلب مع بعض الخروقات والتجاوزات التي يقدم عليها النظام، مشيرا إلى غياب طلعات الطائرات الروسية في أجواء المحافظة التي يعمل فيها. كما نفى العكيدي أن يكون هناك أي مؤشرات لانسحاب عناصر حزب الله، لافتا إلى أن لا مؤشرات توحي بعملية مماثلة.
من جهته، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، إن الانسحاب الروسي من سوريا «يأتي في إطار خطة مسبقة»، وشدد على أن «الجيش السوري سيواصل حربه على الإرهاب بالتعاون مع مستشارين إيرانيين وروس». ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) عن شمخاني قوله إن «التقدم الذي يحرزه الجيش السوري في المناطق التي يسيطر عليها (داعش) يأتي نتيجة التعاون المشترك للمستشارين الإيرانيين والروس». ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جود ظريف قرار روسيا سحب قواتها من سوريا بـ«المؤشر الإيجابي» الذي يدل على إمكانية صمود اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة المسلحة. ونقلت محطة «برس تي في» التلفزيونية الإيرانية عن وزير الخارجية قوله خلال زيارة إلى النمسا أول من أمس (الثلاثاء): «حقيقة أن روسيا أعلنت أنها ستسحب جزءا من قواتها تشير إلى أنهم لا يرون حاجة وشيكة للجوء إلى القوة للحفاظ على وقف إطلاق النار». وأضاف ظريف: «قد يكون ذلك الانسحاب في حد ذاته مؤشرا إيجابيا».
ويأتي تقليص الوجود العسكري الروسي في سوريا بعد حملة شملت منذ سبتمبر (أيلول) الماضي أكثر من 9 آلاف طلعة وقدرت تكاليفها بما بين 700 و800 مليون دولار. وقد رد ديمتري بيسكوف، الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي، أمس، على ما قال إنّها شائعات حول تخطي تكلفة العملية الجوية الروسية في سوريا الـ500 مليون دولار، مشددا على أن الأرقام التي يتم ترويجها «لا تطابق الواقع».
وأصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرا رصد ما قال إنه «حصاد التدخل الروسي في سوريا» منذ الأربعاء 30 سبتمبر 2015 حتى الثلاثاء 15 مارس (آذار) 2016، لافتة إلى أن القوات الروسية شنّت هجمات كثيرة على «مواقع مدنية خالصة، لم نلحظ وجود عسكري أو منشأة عسكرية فيها قبل أو أثناء وقوع الهجمات، سواء في مناطق سيطرة المعارضة السورية أم في مناطق سيطرة تنظيم داعش». وقال التقرير إن 85 في المائة من الهجمات وقعت ضمن مناطق تخضع لسيطرة المعارضة السورية، وتسببت في مقتل ألف و984 مدنيًا، بينهم 443 طفلاً. وبينما تجري الاستعدادات في الكرملين لاستقبال عدد من الضباط والجنود المشاركين في العملية العسكرية الروسية في سوريا كي يقلدهم الرئيس الروسي اليوم الخميس أوسمة لقاء عملهم، غادرت مجموعة جديدة من المقاتلات الروسية مطار حميميم باتجاه قواعدها الدائمة على الأراضي الروسية، تنفيذا لقرار سحب جزء من القوات الروسية في سوريا. وفي هذه الأثناء عادت ماريا زاخاروفا، الناطقة الرسمية باسم الخارجية الروسية، لتؤكد من جديد أن القوات الروسية كانت في سوريا فقط من أجل خدمة مصلحة روسيا في التصدي للإرهاب، ونفت أن يكون هدف العملية تعزيز موقف شخصيات ما، لتوضح بعد ذلك أن «القوات الروسية عملت فقط على تعزيز موقف القوات السورية الحقيقية، التي تقودها دمشق، في الحرب ضد الإرهاب»، معربة عن اعتقادها بأن موقف الرئيس السوري لن يضعف جراء سحب روسيا قواتها من بلاده.
وفي شأن متصل، وجهت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية انتقادات إلى ما قالت إنها حملة إعلامية سعت لتصوير العملية العسكرية الروسية في سوريا على أنها ورطة أخرى في أفغانستان جديدة، وقالت إن هذه الحملة فشلت بكل الأحوال.