المقاومة تكسر محاولات الميليشيات لاستعادة مواقع محررة

ائتلاف الإغاثة يدشن المساعدات المقدمة من «مركز الملك سلمان».. ومقتل القائد الميداني للحوثيين

المقاومة تكسر محاولات الميليشيات لاستعادة مواقع محررة
TT

المقاومة تكسر محاولات الميليشيات لاستعادة مواقع محررة

المقاومة تكسر محاولات الميليشيات لاستعادة مواقع محررة

تواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية كسر محاولات الميليشيات الانقلابية في استعادة المواقع المحررة. إذ كثفت الأخيرة من مواقع تمركزها التي لا تزال تسيطر عليها في الجبهات الشرقية والشمالية، وصبت غضبها على أهالي مدينة تعز بعد دحرهم من مواقع عدة وتكبيدهم خسائر في الأرواح والعتاد، جراء المواجهات وغارات طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية. وقصفت بمختلف أنواع الأسلحة الأحياء السكنية خصوصا الخاضعة لسيطرة المقاومة الشعبية، مخلفة وراءها قتلى وجرحى من المدنيين العُزل بينهم نساء وأطفال.
الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبمساندة قوات التحالف، واصلت عملياتها العسكرية على جبهات القتال الشرقية والشمالية، وما تبقى من الغربية، لتكمل بذلك تطهيرها وانتصاراتها المتتابعة. وزحفت قوات الجيش الوطني بقيادة الحميد أحمد عبد الله التركي في مديرية الوازعية، على بوابة لحج الجنوبية غرب تعز، نحو منطقة البرح ومعسكر خالد بن الوليد في مفرق المخأ الساحلي التابع لمحافظة تعز.
وقال العقيد الركن منصور الحساني، الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للمقاومة في تعز، لـ«الشرق الأوسط»، إن ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح تعيش في رعب شديد، خصوصا بعدما تحقق من تقدم كبير ومتسارع، وتمكنوا من السيطرة على الدبعي في حي عمر عبد العزيز، ومبنى المستشفى الميداني، الذي كان خاضعا للميليشيات الانقلابية، «وقتل في المواجهات القائد الميداني للميليشيات المدعو أبو علاء، ويتقدمون في اتجاه بوابة القصر الجمهوري.. أما بالنسبة للمحور الغربي فما زالوا يمشطون تبة الدفاع الجوي وتقدموا في اتجاه نقطة السمن والصابون، وفي الضباب، غرب المدينة». وقال العقيد الحساني إنه تم تدمير آليات عسكرية وثلاثة أطقم وعربة كاتيوشا ومدفع هاوزر ودركتر، بالإضافة إلى سقوط ما لا يقل عن 25 قتيلا من الميليشيات الانقلابية ومثلهم جرحى، وسقوط 31 بين جرحى و«شهداء» من المقاومة وسبعة جرحي من المواطنين.
وذكر أن «المسؤول الأمني لميليشيات الحوثي المدعو أبو شهاب، تعرض لطلقات نارية بعد اشتباكات في مفرق الذكرة، شرق المدينة، مع مجموعة من الموالين لهم الفارين من المعارك عندما طلب منهم تسليم أسلحتهم فرفضوا وقد تم إسعافه إلى صنعاء».
ونتيجة الإسناد الجوي دُمر عدد من الآليات العسكرية الخاصة بميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح خلال الساعات الماضية، ومن بينها تدمير ست دبابات في مواقع مختلفة، ومخزن سلاح في الدفاع الجوي، ومدفع ذاتي الحركة في موقع الجعشة بتبة السلال، ومقتل عشرين فردا.
وحول ما إذا كانت هناك تعزيزات عسكرية قد وصلت إلى الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز، أكد العقيد الركن الحساني، لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك وعودا بتعزيزات عسكرية ستقدم للجيش الوطني في تعز، بالإضافة إلى وعود بلواء عسكري وقد تصل في الأيام المقبلة.
وشهدت الجبهة الشرقية اشتباكات عنيفة في كل من منطقة ثعبات والكمب وحي الدعوة، وذلك بعد أيام من نجاح الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في فك الحصار المفروض على تعز من الجهة الغربية.
على السياق ذاته، سلمت فصائل المقاومة الشعبية في تعز الطفل أحمد منصور الفقيه، الذي كان يقاتل بجانب صفوف الميليشيات في تعز، إلى والدته بعدما ألقت القبض عليه أثناء تحريرها للمنطقة الجنوبية الغربية «تبة الأرانب». ويأتي تسليم الطفل الفقيه بعدما حاولت وسائل الإعلام التابعة لميليشيات الحوثي وصالح، تشويه صورة فصائل المقاومة والجيش الوطني في تعز، ونشرت في وسائلها الإعلامية أن عناصر المقاومة في تعز قتلت الطفل وقامت بسحله في شوارعها.
وعلى الجانب الإنساني، دشن ائتلاف الإغاثة الإنسانية، أمس (الأربعاء)، مشروع توزيع الـ20 ألف سلة غذائية، وأول قافلة إغاثية تصل مدينة تعز، بعد الكسر الجزئي للحصار في المنفذ الغربي، وذلك برعاية من رئيس الوزراء، المهندس خالد بحاح، ووزير الإدارة المحلية، الدكتور عبد الرقيب فتح، ومحافظ تعز، علي المعمري، والمقدمة من «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، وعبر تنسيق من هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، التي تعد استكمالا لمشروع توزيع مائة ألف سلة غذائية لمديريات محافظة تعز.
ودشن التوزيع إلى المدن المحررة، وهي القاهرة وصالة والمظفر، بحضور شخصيات من السلطة المحلية والمكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني في تعز.
ومن جانبه، قال المدير التنفيذي لائتلاف الإغاثة الإنسانية، مدير المشروع، أمين الحيدري، إن «المشروع يعد استجابة إنسانية لنداءات الاستغاثة التي أطلقها كثير من المنظمات المحلية العاملة في المجال الإغاثي، ومبادرة إنسانية تقدم بها ائتلاف الإغاثة بتعز إلى هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة العربية السعودية». وعبر الائتلاف عن شكره لـ«مركز الملك سلمان»، ودعا إلى مضاعفة الجهود من أجل إغاثة المدينة المنكوبة.
وبدوره، أشار وكيل المحافظة، المهندس رشاد الأكحلي، بأن أبناء تعز اليوم أمام محافظة مدمرة وأسر مشتتة، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته كلٌّ في موقعه وعمله. كما دعا إلى ضرورة التفاف جميع المنظمات والمبادرات من أجل تكامل الأعمال الإغاثية والقيام بدورها ومسؤولياتها تجاه المتضررين جراء الحرب التي تشهدها تعز.
وبينما بدأ تسيير قوافل من الأدوية والمستلزمات الطبية إلى مستشفيات مدينة تعز، لا يزال الوضع الصحي في مدينة تعز سيئا للغاية، ونواجه عجزا كبيرا في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وقال الدكتور صادق الشجاح، أمين عام نقابة الأطباء في تعز وعضو اللجنة الطبية العليا، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الوضع الصحي في تعز سيئ، إذ إن هناك عجزا كبيرا في الأدوية والمستلزمات الطبية، خصوصا بعض أنواع المضادات الحيوية ودواء الألبيومين ومحاليل التغذية الوريدية وبعض أدوية التخدير وأيضا مستلزمات عملية العظام من صفائح ومسامير نخاع وأدوية تثبيت خارجي».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.