علوش ردا على الجعفري: الأسد يعتبر 15 مليون سوري إرهابيين

وفد النظام إلى جنيف يرفض التفاوض المباشر

علوش ردا على الجعفري: الأسد يعتبر 15 مليون سوري إرهابيين
TT

علوش ردا على الجعفري: الأسد يعتبر 15 مليون سوري إرهابيين

علوش ردا على الجعفري: الأسد يعتبر 15 مليون سوري إرهابيين

قال رئيس وفد النظام السوري الى مفاوضات جنيف بشار الجعفري، ان المناقشات مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا تركزت على الجانب الشكلي أكثر من الخوض في المضمون.
وفي رده على أسئلة الصحافيين عن المفاوضات المباشرة مع المعارضة السورية، علما ان المعارضة أبدت بالأمس عدم ممانعتها بشكل مطلق للتفاوض المباشر، ماطل الجعفري في الإجابة متهرباً، ليعود بعد ذلك ويجزم بأن النظام لن يتفاوض مع "إرهابي"، بحسب تعبيره؛ في إشارة إلى كبير مفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات السورية محمد علوش. وأضاف: "أي طرح يجب أن يمر عبر الوسيط وليس عبر الإعلام". وكرر أكثر من مرة أنه لا يحق لأحد أن يحتكر تمثيل وفد المعارضة، مشيراً إلى أنه تطرق مع دي ميستورا إلى موضوع توسيع تمثيل المعارضة لتشمل بعض الجهات الكردية.
‏وكان علوش قد اعتبر في حديث مقتضب مع مجموعة صغيرة من ممثلي وسائل الإعلام بينها وكالة الصحافة الفرنسية السبت، أنّ "المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل بشار الأسد أو بموته".
وردًا على الجعفري قال علّوش، ان نظام الأسد يعتبر نحو 15 مليون سوري إرهابيين، متسائلٍا "هل يحق لمن له أصول إيرانية أن يتكلم بدقائق الأمور؟"، مضيفًا "نحن في جنيف باسم وفد الثورة".
وشدد علوش على أن "النظام لا يريد حلاً وحتى أقربائه يتخلون عنه". وأضاف أن نظام الأسد في مأزق سياسي وعسكري نتيجة الانسحاب الروسي من سوريا، قائلًا "لا يهمنا ما يقوله النظام".
ويلتقي دي ميستورا مداورة وفد النظام، وفي اليوم اللاحق الوفد المعارض في اطار المحادثات غير المباشرة الجارية في جنيف والهادفة إلى إيجاد تسوية سلمية للأزمة السورية. ومن المقرر أن يلتقي عند السادسة مساء للمرة الاولى وفدًا ثانيا من المعارضة القريبة من موسكو وغير الممثلة في الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن اطياف واسعة من المعارضة السياسية والعسكرية.
وبدأ اجتماع الوفد الحكومي مع دي ميستورا قبل أن يتوجه الاخير إلى مدينة بيرن لشكر الدولة السويسرية على استضافتها للمحادثات، فيما استمر الاجتماع مع مساعدي دي ميستورا ومستشاريه.
من جانبه، أفاد رمزي عز الدين رمزي نائب دي ميستورا، للصحافيين أنّ الاجتماع كان "مفيدا" وهو "يمهد لمناقشات جوهرية لاحقة". مضيفًا "سنواصل مناقشاتنا مع مشاركين آخرين بعد الظهر"؛ في اشارة إلى الوفد الثاني من المعارضة الذي يعد قدري جميل نائب رئيس الوزراء السوري سابقا المقيم في موسكو من ابرز اركانه.
ويلتقي دي ميستورا غدًا وفد الهيئة العليا للمفاوضات للمرة الثانية، وسيلتقي الجمعة كلا من الوفدين و"ربما وفودًا اخرى"، حسب رمزي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.