المتحدث باسم الحكومة المصرية ينفي لـ«الشرق الأوسط» تكهنات حول تعديل وزاري

السيسي استعرض مع رئيس الوزراء برنامجه قبل عرضه على البرلمان

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيس الوزراء شريف إسماعيل أمس ({الشرق الأوسط})
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيس الوزراء شريف إسماعيل أمس ({الشرق الأوسط})
TT

المتحدث باسم الحكومة المصرية ينفي لـ«الشرق الأوسط» تكهنات حول تعديل وزاري

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيس الوزراء شريف إسماعيل أمس ({الشرق الأوسط})
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيس الوزراء شريف إسماعيل أمس ({الشرق الأوسط})

نفى السفير حسام قاويش المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء المصري لـ«الشرق الأوسط»، أمس، ما أشيع عن تغيير وزاري مرتقب يشمل عددا من الوزارات خلال الأيام القليلة المقبلة، قائلا إن «الحكومة بتشكيلها الحالي مستمرة لحين عرضها على مجلس النواب (البرلمان) في 27 مارس (آذار) الحالي، باستثناء حقيبة العدل، الشاغرة منذ إقالة المستشار أحمد الزند».
وأقال رئيس الوزراء مطلع الأسبوع الحالي وزير العدل المستشار أحمد الزند من الحكومة، على خلفية «زلة لسان» مسيئة للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، أثارت جدلا واسعًا. كما كلف المستشار مجدي العجاتي وزير شؤون مجلس النواب بتسيير أعمال وزارة العدل، لحين تعيين وزير عدل جديد.
وجاءت تلك الإقالة بالتزامن مع أنباء عن تعديلات وزارية مرتقبة، قبل إلقاء الحكومة بيانها أمام البرلمان، بحيث يشمل التعديل عددا من الوزارات الخدمية، ودون الوزارات السيادية، في محاولة لاسترضاء نواب البرلمان، الذين عبروا عن استيائهم من أداء الحكومة.
لكن السفير حسام قاويش قال لـ«الشرق الأوسط» أمس إن هناك مباحثات فقط حول تولي منصب وزير العدل بعد إقالة المستشار الزند من منصبه، حيث تم التقاء عدد من المرشحين للمنصب، مشيرًا إلى أنه سيتم الانتهاء من ترشيح وزير لشغل حقيبة وزارة العدل الشاغرة في أسرع وقت.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء أنه لا نية لتعديل وزاري في الوقت الحالي، مؤكدًا أن ما يثار في هذا الشأن مجرد تقديرات إعلامية، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء انتهى من إعداد برنامج الحكومة تمهيدا لعرضه على البرلمان. وتابع: «كل الوزارات تعمل بكل طاقتها وكفاءتها وفقا لتعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإن الاجتماعات الوزارية للحكومة تتم بحضور كل الوزراء بتشكيلهم الحالي وصفتهم ولا يتم الحديث سوى عن الملفات المطروحة».
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد اجتمع أمس برئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل، حيث أطلع الرئيس على اللمسات النهائية لبرنامج الحكومة، الذي سيتم عرضه على مجلس النواب.
ويلزم الدستور الحكومة بعرض برنامجها على البرلمان لكي تحصل على ثقته، وفقا للمادة 146. فإذا لم تحصل على ثقة الأغلبية خلال ثلاثين يومًا، يكلف رئيس الجمهورية رئيسا آخر لمجلس الوزراء بترشيح من ائتلاف الأغلبية، فإذا لم تحصل على الثقة أيضًا يعد المجلس منحلاً.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف إن رئيس الوزراء أشار خلال الاجتماع إلى أن برنامج الحكومة المقرر عرضه على البرلمان، يركز على وضع حلول للمشكلات الاقتصادية على المدى القصير، بالتوازي مع العمل على تنفيذ استراتيجية مصر 2030، مؤكدا أن الحكومة لديها رؤية واضحة في التعامل مع مشكلات مصر، منوهًا بأهمية المصارحة بالواقع الاقتصادي والاجتماعي ومواجهة جميع المشكلات.
واستعرض إسماعيل جهود الحكومة لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وفقًا لمبادرة الرئيس السيسي بتخصيص 200 مليار جنيه من خلال البنك المركزي لتمويل تلك المشروعات، وتذليل العقبات والصعاب أمام المستثمرين فيها، حيث تدرس الحكومة - حاليا - إقامة أسواق ومعارض لمنتجات وبضائع تلك المشروعات في المحافظات من أجل تنميتها.
وأكد إسماعيل خلال الاجتماع أن الحكومة تعمل بشكل عاجل على ترشيد الاستيراد وتحفيز الصادرات من خلال برنامج استثنائي لدعم الصادرات وتحفيز الصناعة، منوها بأهمية استصدار قانون القيمة المضافة للحد من ظاهرة الاقتصاد العشوائي غير الرسمي مع ضرورة إصدار حزمة تحفيز ضريبية للعملاء.
وأوضح السفير يوسف أن الرئيس أكد أهمية تركيز برنامج الحكومة على دعم محدودي الدخل والفئات الأولى بالرعاية، والانحياز الاجتماعي لهم بتحسين خدمات التعليم والصحة والإسكان والنقل، كما أكد ضرورة مراعاة برنامج الحكومة للعدالة الاجتماعية وتحقيق التنمية الشاملة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.