سوق العقار السعودية تحقق أسوأ أداء منذ 5 أعوام

عدد الصفقات الأسبوعية وصل إلى 1.2 مليار دولار

قيمة الصفقات في سوق العقار السعودية خلال الأسبوع الماضي لم تزد على 1.2 مليار دولار (واس)
قيمة الصفقات في سوق العقار السعودية خلال الأسبوع الماضي لم تزد على 1.2 مليار دولار (واس)
TT

سوق العقار السعودية تحقق أسوأ أداء منذ 5 أعوام

قيمة الصفقات في سوق العقار السعودية خلال الأسبوع الماضي لم تزد على 1.2 مليار دولار (واس)
قيمة الصفقات في سوق العقار السعودية خلال الأسبوع الماضي لم تزد على 1.2 مليار دولار (واس)

سجلت السوق العقارية السعودية أسوأ أداء لها منذ نحو 5 أعوام، إذ لم تزد قيمة الصفقات خلال الأسبوع الماضي على 1.2 مليار دولار، وهي أدنى قيمة حققها القطاع منذ عام 2011، ما يعني أن السوق العقارية تراوح مكانها، وتسجل نتائج غير واضحة المعالم.
وبحسب مختصين في مجال العقار، فإن من أسباب أداء السوق العقارية بهذا الشكل بقاء الأسعار مرتفعة، رغم القرارات الحكومية والمحفزات التي من المفترض أن تنعكس على مؤشرات القطاع العقاري، محملين المستثمرين في هذا المجال مسؤولية تخبط السوق، نتيجة تمسكهم بالقيمة المرتفعة التي لا يستطيع معظم المواطنين التعاطي معها.
وذكر محمد الرفاعي، الذي يمتلك مكتبًا للاستشارات العقارية، أن مشكلة ارتفاع الأسعار تؤرق الراغبين في تملك العقار بشكل كبير، لافتًا إلى أن الأمور الثانوية التي يحاول العقاريون طرحها على أنها من أسباب العزوف أمر لا صحة له. وقال الرفاعي: «من يقول إن اشتراط مؤسسة النقد نسبة معينة عند التمويل العقاري هي السبب، فإنه يذر الرماد في العيون، لأن المشكلة الكبرى تكمن في ارتفاع أسعار العقار بالدرجة الأولى، وهو ما لا يمكن مجاراته من شريحة كبرى من الراغبين في تملك السكن».
ولفت الرفاعي إلى أن القطاع العقاري في السعودية يسير نحو الارتفاع في حال ارتفاع الطلب أو انخفاضه، وهو ما جعل السوق العقارية تصل إلى طريق مسدود في ظل قلة ذات يد المشتري، والرغبة الجامحة لدى البائع، وهذا يشخص تمامًا سبب انخفاض الطلب على السوق العقارية وتسجيلها مستويات قياسية جديدة.
وواصلت صفقات السوق انخفاضها للأسبوع الرابع على التوالي بنسبة 2.9 في المائة، مقارنة بالانخفاض الأسبق بنسبة 6.6 في المائة، ليستقر إجمالي قيمة الصفقات عند أدنى من 1.2 مليار دولار فقط، وهو أدنى مستوى أسبوعي لإجمالي صفقات السوق العقارية تسجله منذ عام 2011. وشمل الانخفاض في قيمة الصفقات كلا من قطاعي السوق السكني والتجاري، إلا أن نسبة الانخفاض جاءت أكبر لدى القطاع السكني، الذي سجل انخفاضًا في قيمة صفقاته الأسبوعية بلغت نسبته نحو 3.2 في المائة، مقارنة بنسبة الانخفاض للأسبوع الأسبق البالغة 1.5 في المائة، لتستقر قيمتها بنهاية الأسبوع عند 3.2 مليار ريال (853 مليون دولار)، فيما سجلت صفقات القطاع التجاري نسبة انخفاض بلغت 2.2 في المائة، مقارنة بنسبة الانخفاض للأسبوع الأسبق البالغة 16.9 في المائة، لتستقر بدورها قيمة صفقات القطاع بنهاية الأسبوع عند 1.3 مليار ريال فقط (نحو 346 مليون دولار).
وتعكس هذه التطورات السلبية على أداء السوق العقارية المحلية عددًا من العوامل المؤثرة، مثل انخفاض مستويات السيولة المحلية، وهو انخفاض نمو السيولة المحلية إلى 3.7 في المائة بنهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، وانعدام قدرة الأفراد على الشراء بالمستويات الراهنة للأسعار.
وعن هذا الموضوع، أكد ريان الحجاب، الرئيس التنفيذي لشركة «حجاب القابضة»، أن تضاعف قيمة العقار خلال السنوات الماضية تسبب في صعوبة عودتها إلى جادة الطريق مرة أخرى وتسجيل أسعار منخفضة، موضحًا أن التاجر الذي اشترى عقارًا خلال الفترة الأخيرة لن يقبل أن يصرّفه بخسارة، وهو سبب تعنت بعض التجار وبقاء الأسعار مرتفعة.
وأضاف أن انتعاش السوق مرتبط بمزيد من الانخفاض، ما سيمكن الجميع من التملك، ويعكس ازدهارًا في الحركة العقارية، يستفيد منها الجميع، أما الأمور الأخرى التي يتحدث عنها معظم العقاريين من ضرورة الدعم الحكومي أو التوسع في القروض، فقد تضر الاقتصاد الوطني في حال ارتفاع المخاطرة، نتيجة التعثر في السداد، وهي القشة التي يتمسكون بها للنجاة من توجه السوق اضطرارًا نحو الانخفاض.
وأوضح أن حركة الانتعاش مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بعودتها إلى حالها الطبيعية أو حتى انخفاضها بقيم معقولة تمكن للشريحة الأكبر من المواطنين تملك السكن، وهو ما لا توفره الأسعار الحالية للعقار، إذ إن القطاع العقاري وصل إلى أعلى مراحل التضخم التي لا يمكن له أن يتجاوزها.



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.